


عدد المقالات 205
قررت اليوم أن أكتب عن صاحبي، وقررت أن أسميه «العربي»، لأنه يتحدث ويفعل «العربية» بكل طلاقة! نعم، العربية اليوم «تُفعل» لا تُكتب ولا تُقرأ، فقط. أصبحنا نحن العرب نُعرف من سيمانا ومن أفعالنا التي أصبح لها نمط نُعرف من خلاله، أو بالأحرى نُفضح من خلاله. ها قد أخذتني عقدة الفخر بعروبتي مرة أخرى، وبدأت بالحديث عن معشرنا نحن العرب ونسيت صاحبي العزيز! أعرف العربي منذ سنوات بعيدة، ولكي أكون دقيقة مذ أن عرفت معنى الخذلان. قابلته أول مرة في مجلس أصدقاء مشترك في أوروبا، كان يتكلم بحماسة فيبتسم ابتسامة الشمس تارة ويضحك ضحكة الربيع تارة أخرى. تحدث بخفة النور عن الأدب، السياسة، الفن، وكل المواضيع الثقافية الممتعة. كان متحدثاً ممتازاً لا يمل السامع منه، وكان مستمعاً رائعاً لا يشتت انتباهه شيء. أما كان فتدل على زمان ماض، مضى بغير رجعة! كان ذلك وكان إلى أن زرت صاحبي في وطنه، فاكتشفت في أقل من ساعة ونصف الساعة أن صاحبي لا يبتسم لغيره في وطنه، ولا يُعطي أذنه لأحد، فلا أحد يستحق الجهد كما يقول! اكتشفت بأن صاحبي الذي عرفته علمانياً، هو في الواقع ليبرالي سلفي! ليبرالي مع حبيبته، سلفي مع أخته. واكتشفت بأنه من أكثر الناس براً بزوجته وأكثرهم عقوقاً لوالدته. اكتشفت به الخطيب الذي لا يتورع عن النهي عن المنكر والنهي عن المنكر، فجل حديثه في بيته عن الحرام المطلق والحرام المغلظ! اكتشفت بأن صاحبي لا «يرضاها» على أخته و»يرضاها» على صديقته، أما عقله الذي رأيته يوماً معقداً مثيراً للاهتمام هو بسيط في الحقيقة كبساطة حجرة أو غيمة فارغة ستتبخر بعد دقائق! اكتشفت أشياء عجيبة في صاحبي المليء بالتناقضات، والذي كما تقول أغنية محمد عبده «مجموعة إنسان»! هذا كل ما لدي لأقوله عن صاحبي، وبعد أن أنهيت كتابتي عنه وأرحت ضميري بالكتابة، يجب علي أن أعترف بأنه لا وجود لهذا المُلقب بالعربي في محيطي الشخصي، لكنني سأسأل، قبل أن يلعن أحدهم خيالي، هذا السؤال: لماذا شعرنا كلنا بأن هذا «العربي» رجل مرئي غير مستحيل، وبأننا نعرفه بطريقة أو بأخرى؟
تمت مشاركة كثير من الصور في الأيام الماضية عبر تطبيق «FaceApp»، الذي يحوّل صورة الشخص رقمياً إلى صورته بعد تقدّمه في السن. الجميع يريد أن يتخيل شكله بعد أن تجتاحه الشيخوخة، وأن ينهكه العمر، وأن...
الأخطار التي واجهت أجيال أجدادنا وأجداد أجدادنا، ماتت معهم. لا أحد يخاف اليوم من الموت لارتفاع حرارة جسده أو لعدم إمكانية وصول الطبيب أو الدواء إليه. المخاوف والأمراض التي هددت تلك الأجيال لم تعد تهددنا...
أين ذهب الوقت؟ في أي مدى تمددت الساعات والدقائق، وتركتنا وحدنا نعد الأيام والأسابيع بل والسنين؟ الإنسان يربط نفسه بنفسه بأفكار الفناء والخلود، يعيش وكأنه لن يذوق الموت، ليموت دون أن يعرف الحياة، مسلسل الدمية...
شاهدت مؤخراً «Manhunt: Unabomber»، وهو مسلسل مبنٍ على أحداث حقيقية. وتمحورت القصة حول محاولة مكتب التحقيقات الفيدرالية في الولايات المتحدة الأميركية (FBI)، الإمساك بأحد أكبر المجرمين الذي أرهبوا الولايات المتحدة الأميركية في أواخر القرن الماضي،...
الأمور التي لم يخبرك بها والداك عن الحياة، كثيرة. فعلوا ذلك إما لعدم معرفتهم بها ولعدم إلمامهم بكل الجوانب أو حماية للأبناء أو غفلة منهم أو ما عدا ذلك من الأسباب المختلفة التي نقنع أنفسنا...
في كرة القدم تُعتبر حركة التسلل هدفاً محققاً في معظم الأحيان، تكالبت عليه الأنظمة والقوانين والحكم والجمهور، أو على الأقل نصفهم. ما أكثر الأهداف التي يعتبرها الحكام حركات تسلل، وبعضها في حقيقتها غير مستحقة، أي...
انتشرت في الآونة الأخيرة بعض النكات والتعليقات حول الشعوب الخليجية في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، والتي خصت بعض تصرفاتهم الظريفة والغريبة، وغيرها من التصرفات التي تميزهم. ولكن المثير والمضحك حول هذه التعليقات هي الإشارة غير...
هناك أمور يجب على أي انسان أن يحافظ عليها ويحترمها في نظري، أهمها: الماء والوقت. فإن أضعت الماء، أضعت حياتك، وإن أهملت الوقت، أهملت روحك. قد يبدو الماء والوقت للوهلة الأولى بلا أية قواسم مشتركة،...
شهدنا خلال الأسابيع الماضية أفعال «داعش» الفظيعة على أرض الواقع، في تفجير مسجد الإمام الصادق في الكويت، وفي تفجيرات تونس وفرنسا ومصر وغيرها من الدول، وشاهدنا أيضاً أفعالهم أو سيناريو مقارباً لها على التلفاز في...
أحاول أن أتحكم في وقتي قدر استطاعتي، وبما أننا في عصر الإنترنت والمواقع الإلكترونية وتطبيقات التواصل الاجتماعي، يتوفر لنا هذا الرفاه عبر مواقع كـ «يوتيوب»، فبدل أن أنتظر برنامجاً أو أرتب جدولاً يومياً أو شهرياً...
كان قد بدأ «سناب شات» التطبيق الإلكتروني الواصل بين الأصدقاء والغرباء، طريقه على استحياء في 2011، حيث كان مستخدموه يتفاعلون فيه عبر إرسال الصور ومقاطع الفيديو القصيرة إلى أصدقائهم المقربين فقط، ثم تضاعفت أعداد مستخدمي...
لم يكن مقالي الأخير يوم الخميس الماضي بعنوان «زاوية للدعاية والإعلان» إلا دعاية لمقالي هذا، والذي سأفتتحه بسؤال: كيف يمكنك أن تعلن أو تقوم بعمل دعاية جذابة لنفسك بالمجان؟ يجب أن أوضح أمرين قبل أن...