alsharq

محمد عيادي

عدد المقالات 105

معركتان لم يخضهما العالم العربي

08 مارس 2015 , 02:19ص

كل أحلام العالم العربي والإسلامي بالنهوض تبدأ بشعارات كبيرة وبحماسة، لكنها سرعان ما تنهار وتتوقف مخلفة إحباطا كبيرا، ونشير هنا على سبيل المثال إلى حلم النهضة وحلم الوحدة العربية أو التكتل العربي، لكن لا شيء تحقق، فأغلب الدول العربية تقبع في المراتب الأخيرة بشأن مؤشرات التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وجامعة الدول العربية هيكل إقليمي كسيح، والأسوأ من ذلك، أن الأحزاب والتيارات التي حملت تلك الشعارات (التنمية والنهضة الاقتصادية، والثورة، والديمقراطية، والحرية و..) كانت جزءا بل ومن الأسباب الكبيرة لنكبة التنمية والديمقراطية في بلدانها، إذ إنها ما إن تمكنت من السلطة حتى حولت بلدانها إلى «عزب» للحزب الوحيد كما حصل في سوريا والعراق ومصر كأمثلة بارزة. فشلت التنمية في أغلب الدول العربية، وبقيت رهينة للمؤسسات المالية الدولية التي تتدخل في قرارها الاقتصادي والسياسي، بل تتدخل حتى في تحديد برامجها التعليمية والاجتماعية. بعد خيبات متكررة -مع استثناءات قليلة- هبت رياح الربيع العربي تحمل نسمات الديمقراطية والكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية، فتولدت آمال بمستقبل أفضل، لكن حصل الانكسار مرة أخرى في جل الدول التي هبت عليها تلك الرياح، حيث تحالفت قوى الردة عن الخيار الديمقراطي وتحالفت مصالحها مع مصالح الخارج، وحولت الربيع لخريف صعب، وتم الانقلاب على إرادة الشعوب كما حصل في مصر واليمن وكذلك في ليبيا، وتم التنكيل بالشعب السوري لأنه حلم بالتغيير والديمقراطية والتخلص من حكم الحزب الوحيد. لكل هذه الخيبات والانكسارات أسباب وعوامل متداخلة (داخلية وخارجية)، وأبرزها عدم خوض العالم العربي والإسلامي لمعركتين أساسيتين، الأولى معركة محو الأمية «الألفبائية»، والثانية معركة خلق مجتمع المعرفة، وإعادة تشكيل وبناء العقل العربي والمسلم بطريقة سليمة. فكيف يمكن لعالم أن يحقق تنمية اجتماعية وسياسية واقتصادية وحياة ديمقراطية، ولا تزال الأمية «الألفبائية» موجودة بها، فما بالنا بالأمية الدينية والثقافية والسياسية، تنخره في القرن الواحد والعشرين وعصر ما بعد العولمة. نعم ما زالت الأمية في العالم العربي والإسلامي معششة في %40 من الذكور و%60 من الإناث وفق بيان أصدرته المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) بمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية بتاريخ 8 سبتمبر 2014. واعترفت المنظمة بفشل العالم الإسلامي في محو الأمية وتأثير ذلك على تحقيق النهضة والتنمية. وقد فشلت حكومات ما بعد الاستقلال في أغلب دول العالم العربي والإسلامي (الاستثناءات قليلة جدا) في خوض معركة محو الأمية، وعجزت عن وضع استراتيجية لذلك. وأكثر من ذلك، هناك أحزاب سياسية استثمرت في الأمية انتخابيا وسياسيا، وكانت تخاف من ارتفاع نسبة التعلم، لأن ذلك يرفع مستوى الوعي والرقي بالتفكير، ويشكل تهديدا لاستفرادها بالسلطة والحكم، ويضعها تحت المحاسبة والمراقبة. واستغل الإعلام المأجور الموجه الأمية وغياب الوعي السياسي في تزوير الحقائق وتجييش شرائح واسعة لصالح الثورة المضادة، والحالة المصرية أوضح وأكبر مثال على ذلك. ولو توفرت إرادة سياسية حقيقية لتم القضاء حكوميا وأهليا على الأمية بنسبة كبيرة جدا، ولما استمرت الكارثة حيث لا تزال نسب الأمية في العالم العربي مؤسفة. وقد كان لتأخير خوض معركة محو الأمية «الألفبائية» في العالم العربي والإسلامي بشكل عام كلفة كبيرة في مجالات عديدة، في زمن يتحدث العالم عن محاربة الأمية الرقمية. •  @Aayadim

هل هي نهاية التاريخ؟

«فيا ليت أمي لم تلدني، ويا ليتني مت قبل حدوثها وكنت نسياً منسياً»، هكذا تحدث المؤرخ ابن الأثير الجزري -بعد طول تردد- في كتابه «الكامل في التاريخ» من شدة صدمته من همجية التتار «المغول» وتنكيلهم...

العالم الإسلامي والحاجة لإيقاف النزيف

بعد أيام يودعنا عام 2016 وقد سقطت حلب الشرقية في الهيمنة الروسية الإيرانية بعد تدميرها وتهجير أهلها، واحتكار الروس والإيرانيين والأتراك والأمريكان الملف السوري وتراجع كبير للدور والتأثير العربي يكاد يصل لدرجة الغياب في المرحلة...

الآتي من الزمان أسوأ!

قرأت بالصدفة -وليس بالاختيار- كتابا مترجما للأديب والمفكر الإسباني رفائيل سانشيت فرلوسيو بهذا العنوان «الآتي من الزمان أسوأ»، وهو عبارة عن مجموعة تأملات ومقالات كتبها قبل عقود عديدة. قال فرلوسيو في إحدى تأملاته بعنوان «ناقوس...

الحب السائل

«الحب السائل» عنوان كتاب لزيجمونت باومان أحد علماء الاجتماع الذي اشتغل على نقد الحداثة الغربية باستخدام نظرية السيولة -إذا جاز تسميتها بالنظرية- والكتاب ضمن سلسلة كتب «الحداثة والهولوكست»، «الحداثة السائلة» و «الأزمنة السائلة»، «الخوف السائل»...

تأخر تشكيل الحكومة المغربية.. الوجه الآخر للصورة

لم تتضح بعد تشكيلة الحكومة المغربية الجديدة رغم مرور قرابة شهرين من إعلان نتائج الانتخابات التشريعية بالمغرب فجر الثامن من أكتوبر الماضي وتكليف الملك محمد السادس الأمينَ العام لحزب العدالة والتنمية عبدالإله بنكيران بتشكيل الحكومة...

كثرت المآسي.. هل تجمد الحس الاحتجاجي؟

تعيش الأمة العربية والإسلامية أسوء أحوالها منذ الاجتياح المغولي لبغداد قبل أكثر من ثمانية قرون تقريبا، فهولاكو روسيا يواصل مع طيران نظام الأسد تدمير سوريا وتحديدا حلب بدون أدنى رحمة في ظل تفرج العالم على...

ترامب.. هل هو خريف الديمقراطية الأميركية؟

«من الواضح أن انتصار دونالد ترامب هو لبنة إضافية في ظهور عالم جديد يهدف لاستبدال النظام القديم» هكذا قالت أمس زعيمة اليمين المتطرف بفرنسا عن نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية. وظهر جليا أن تداعيات فوز ترامب...

مخاض تشكيل الحكومة المغربية الجديدة

رغم مضي قرابة شهر على إعلان نتائج الانتخابات التشريعية المغربية التي توجت حزب العدالة والتنمية (إسلامي) بالمرتبة الأولى بـ125 مقعداً، وتكليف الملك محمد السادس عبد الإله بنكيران الأمين العام للحزب المذكور بتشكيل الحكومة، لم تظهر...

حرب التسطيح

ثمة حرب شرسة وخطيرة تجري، لكن من دون ضوضاء، لن تظهر كوارثها وخسائرها إلا بعد عقد أو عقدين من الزمن، وهي حرب التسطيح والضحالة الفكرية والثقافية، عبر استخدام غير رشيد للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وجعلهما...

لا نحتاج لديمقراطية مريضة

تنتقد جهات غربية العرب والمسلمين بشكل عام، بأنهم لا يعرفون للديمقراطية سبيلا، وحتى صنيعة الغرب؛ الكيان الإسرائيلي يتبجح بأنه ديمقراطي، وقال رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو قبل أيام في الاحتفال بمرور67 سنة على تأسيس (الكنيست): إنه...

أوباما والعالم الإسلامي.. وعود لم تتحقق

شهور ويغادر باراك أوباما كرسي رئاسة الولايات المتحدة الأميركية دون أن يحقق وعوده للعالم الإسلامي، فالرجل كان مهموما بمصالح بلاده أولا وأخيرا. ومن أكبر الوعود التي أطلقها في خطابه بالبرلمان التركي في أبريل 2009، وخطابه...

لماذا يخاف الغرب من اللاجئين؟

خلق موضوع استقبال اللاجئين في الغرب نقاشات كبيرة، وخلافات عميقة، سواء داخل أوروبا أو الولايات المتحدة الأميركية، جعلتهم في تناقض مع المواثيق الدولية التي تنظم كيفية التعامل مع اللاجئين سبب الحروب والعنف. ورغم أن أزمة...