عدد المقالات 272
الخطر الأحمر الذي حشد له العالم العربي كله، علماء وحكومات، إعلاماً وساسة، عسكريين واجتماعيين، فالكل كان يتحدث عن الخطر الأحمر المُحدق بالخليج، وبالعرب عامة، يومها لم يُعلن هذا الخطر الأحمر وهو في عزّ قوته وصولجانه أنه يهدد العالم العربي ونفطه وكعبته وحرمه، ولم يُوسع دائرة اشتباكاته أبعد من أفغانستان، بينما الخطر الصفوي اليوم الذي لا يُقارن بجبروت السوفييت آنئذ يُوسع معركته العدمية على امتداد رقعة العالم الإسلامي فقط، ساعياً إلى فكّ اشتباك وهمي خداعي تضليلي مع الغرب وإسرائيل، أراده في وقت من الأوقات من أجل شحن بطارية تضليله للأمة، فضحك على الكثير منّا، وما قتله من الصهاينة في مسرحيات كنت أعتقد بها منذ اللحظة الأولى لم يتعدّ العشرات، وعوّضه لاحقاً بأكثر من مليون ونصف المليون عراقي وسوري ويمني، مع تدمير بلاد كانت حواضر لحضارات عالمية، والقادم قد يكون أدهى وأمرّ. الخطر الصفوي لم يعد عسكرياً ولم يعد محدوداً جغرافياً فهو في سوريا يستغل الطائفة العلوية، وفي العراق وباكستان وأفغانستان والخليج الطائفة الشيعية، وفي اليمن الحوثيين، ومن لم يحن من البلدان وقت تخريبه وتدميره يتم استغلاله كبقرة حلوب، فيُحلب خزانه البشري الطائفي ويُشحن إلى مناطق أخرى ليشارك بمجهوده التخريبي والتدميري، وبمشاركته هذه يثبت ولاءه لقم وطهران، ويقطع صلاته مع دولته الوطنية التي أثبت أنه لا يربطه بها إلا ورقة جنسية لا علاقة لها بولاء أو محبة، فطهران بالنسبة له هي كـ «تل أبيب» لليهود. هل طهران كريندايزر حتى تُعلن كل هذه المرامي والأهداف علناً ودون مواربة وهي التي يقوم دينها على التقية والسرداب والتخفي والتواري وعدم إظهار الحقائق، أم إن العالم الغربي كله يدعمها وبقوة من أجل تفكيك المفكك وتدمير المدمر، فتعاونهما وتنسيقهما في أفغانستان والعراق خلال السنوات الماضية لم يكن كافياً للعالم العربي وتركيا كي يقرع ناقوس الخطر، فظل حسن الظن الأبله هو السائد، وظلت سياسة إبقاء الأوساخ تحت السجادة هي السلوك كونها أسهل من تبعات الاعتراف المُكلف بالحقائق المرة، فعالمنا استمرأ ترحيل المشاكل وليدفع غيره الثمن ما دام لا حسيب ولا رقيب على فعله هذا. بالعودة إلى التجربة الأفغانية التي عشتها ساعة بساعة على امتداد سنوات طويلة، فإن العالم العربي والخليجي تحديداً فتح كل أبوابه ونوافذه من أجل إبعاد الخطر الشيوعي بينما الخطر الصفوي اليوم داهمٌ ليس على الحدود كما كان بالأمس في أفغانستان وإنما وصل إلى عظم تلك الدول، والطابور الخامس لم يعد خامساً فقد أعلن عن نفسه أنه طابور أول وانغماسيون واقتحاميون كما ظهر أخيراً في الكويت وغيرها، وتلعب المليشيات الطائفية في لبنان والعراق وأفغانستان وباكستان طليعة التخريب الطائفي الصفوي في الشام، ومع كل هذا فإن العرب لا يزالون يتعاملون مع الشام بأقل من مئة درجة أو أكثر ربما مما تعاملوا به مع القضية الأفغانية. فتحت الدول العربية الأبواب لدخول علماء الإسلام وقادة الحركات الإسلامية للتعريف بالجهاد الأفغاني والدعوة إليه، وبرز دعمها ومساندتها في كل المناحي عسكرياً وسياسياً وإعلامياً ودعوياً، ووصل الأمر إلى حسومات على تذاكر السفر لتصل قيمة التذكرة إلى ربعها لمن يريد الوصول إلى أرض الجهاد، فضلاً عن حشد إعلامي عربي غير مسبوق لقضية غير عربية، بينما نرى اليوم كل أنواع التشكيك بالجهاد الشامي على صفحات بعض الإعلام العربي الرسمي الذي كان يُمجد بالأمس الجهاد الأفغاني، بل كان من المحرمات تماماً أن تجد من يشكك بالجهاد والمجاهدين، وإن وجد فهو الشاذ. تولت الحكومات العربية مسؤولية الجهاد الأفغاني مالياً على الرغم من سماحها بالتبرعات الفردية ولكن الحرب الضروس التي جرت في أفغانستان وتجري على أرض الشام اليوم بأضعاف مضاعفة لا تقوى جهود أفراد على تمويله، وبالتالي لا بد من ضخ أموال رهيبة من أجل إبقاء المعركة إن لم يكن من أجل الشام فلتكن من أجل ألا تصل النار إلى قوائم كراسي الحكم في العالم العربي وما بعده، وتأتي بعض الحكومات لتلاحق بعض أهل الخير الذين يجمعون فتات أموال الأمة لدعم الجهاد الشامي، بينما أموال الخمس الشيعي الذاهب إلى قم والضاحية الجنوبية والقرداحة لا حسيب ولا رقيب عليها. أمن الشعب الأفغاني على نفسه في ديار الهجرة وقد وصل بهم الأمر إلى أنهم رفضوا حتى العودة إلى أفغانستان بعد سقوط النظام الشيوعي بسبب الحفاوة التي لقوها في باكستان وبدعم المنظمات الإغاثية الخليجية، بينما أهل الشام تتقطع بهم السبل على حدود اليونان ومقدونيا وأوروبا وكل بقاع الأرض، فمن لم يُقتل بالكيماوي تلقفته البراميل المتفجرة ومن نجا من الأخيرة وفرّ بجلده إلى الحدود افترسه بحر أو محيط، ومن تمكن من الوصول إلى الغرب أرسل الرسائل ينصح من وراءه ألا يقدموا على فعله فدينه وأولاده وقيمه في خطر. أخيراً وهو الأهم وزبدة الحديث كله فرضت باكستان وبدعم عربي الاعتراف بسبعة أحزاب أفغانية وأرغمت العالم كله على التعامل معها فكانت تمثل العمل العسكري والسياسي والإعلامي و... و... و... و...، وهو ما أرغم العالم على التعامل معها من خلال البوابة الباكستانية المدركة لقوة كل حزب على الأرض وحجمه ووزنه، وهو ما وفّر الكثير على الشعب الأفغاني، بينما نرى اليوم عكس ذلك، فمن يلوم المعارضة السورية عسكرية أو سياسية على عدم وحدتها عليه أن يعلم أنه لولا الضغط الخارجي لما كان هناك منظمة تحرير فلسطينية ممثلاً وحيداً في فترة من الفترات الفلسطينية، ولا كان هناك المجلس الوطني الليبي، ولا كان هناك أحزابٌ أفغانية سبعة فقط، وبالتالي من يتحمل المسؤولية هو الخارج أيضاً الساعي إلى تمزيق الممزق بالشام، وإن كنت ممن يؤمنون بنظرية «قل هو من عند أنفسكم» ولكن هذا لا يمنع من توزيع المسؤولية. 
كشفت الوثائق الأميركية الأخيرة عن عودة روسية قوية إلى أفغانستان للانتقام من القصف الأميركي الذي قضى على المئات من قوات الفاغنر الروسية في دير الزور بسوريا بشهر فبراير من عام 2018، ابتلعت موسكو يومها الإهانة...
قطاعا التعليم والصحة في الشمال المحرر من القطاعات المهمة التي تستأثر باهتمام الشمال وأهله، لا سيما في ظل الحاجة إليهما، يضاعفهما الحالة الاقتصادية الضعيفة لدى ساكني المنطقة، لقد ظل القطاعان مدعومين من المؤسسات الدولية، لكن...
أوجه معاناة الشمال السوري المحرر لا تنتهي، فبعد أن كان الخوف والقلق من العدوان العسكري يسيطر على تفكير الأهالي، صار اليوم القلق أكثر ما يكون بشأن معاناة الحياة اليومية الممتدة من المعيشة إلى العودة للبيوت...
لم تكن لتتخيل عائشة وفاطمة وأحمد للحظة أن يحلّ بهم ما حلّ في أول عيد يمضونه خارج البيت الذي ضمهم لسنوات، فجأة وجدوا أنفسهم في خيام رثّة على الطريق الرئيسي الواصل بين اللاذقية وحلب، ليرقبوا...
ما جرى أخيراً في ليبيا من انهيار وهزيمة لم يكن لقوات الانقلابيين والثورة المضادة بزعامة خليفة حفتر، ولا للمشغل الروسي والإماراتي، بقدر ما هو انهيار للأسلحة الروسية، وعلى رأسها منظومة سلاح «بانتسير» المفترض أن تكون...
الخلاف الذي برز للسطح أخيراً بين رامي مخلوف وبشار الأسد ليس من طبيعة نظام السلالة الأسدية، التي عرفت بالغموض والتستر على بعضهم بعضاً، ولعل ما حصل في عام 1984 بين حافظ الأسد ورفعت دليل يمكن...
منذ بوادر الثورة اللبنانية قبل أكثر من عام تقريباً، وحتى الآن، والسوريون ينظرون إلى ما يجري في لبنان، على أنه انعكاس وربما امتداد لما جرى ويجري في سوريا، نتيجة العلاقات المتشابكة بين البلدين، فضلاً عن...
تتحكم القوى المتنافسة أو المتصارعة بشكل مباشر على سوريا، وهي تركيا وروسيا وإيران بدوائر معينة، ولكن باعتقادي أن الدائرة السورية الأكبر تتحكم بها الولايات المتحدة الأميركية، وقد تدخل إسرائيل على الخط أحياناً مساعداً أو مكملاً...
يظل التاريخ هو الحكم بين البشرية، ليس في مجالات السياسة والاقتصاد والإدارة فحسب، وإنما حتى في المجال الطبي حديث الساعة اليوم، والذي استُدعي على عجل خلال هذه الأزمة، فبدأ العلماء ينبشون دفاتره القديمة، يستذكرون تاريخ...
أفغانستان أمام خيارين، تماماً كما كانت قبل سقوط كابل بأيدي المجاهدين في أبريل 1992، إما حل سياسي تفاوضي يؤدي إلى تسوية، أو حرب تعيد مآسي الحرب الأهلية التي خاضها الإخوة الأعداء في تلك السنوات العجاف،...
الحالة الصحية الموجودة في مناطق نظام الأسد سيئة، سواء كان من حيث الخدمات أم من حيث هروب الأدمغة الطبية المعروفة التي كانت في سوريا قبل الثورة، وقبل هذا كله التخبّط في القيادة والتحكّم على الأرض،...
لا سرّ وراء بقاء سلالة «آل الأسد» على مدى نصف قرن في السلطة، كسرّ ولغز احتكارها وتغييبها المعلومة، فلا شيء أخطر على ماضي وحاضر ومستقبل الأنظمة الشمولية الديكتاتورية من المعلومة الحقيقية والواقعية. ومن هنا نستطيع...