عدد المقالات 58
مدينة الزهراء الأندلسية بناها أعظم خلفاء بني أمية عبدالرحمن الناصر حفيد مؤسس الخلافة الأموية في الأندلس عبدالرحمن الداخل، وتشير الروايات إلى أن عبدالرحمن الناصر ورث جده في كل شيء من فطنة وذكاء وتدين وشجاعة وفروسية. من اللافت للنظر عند القراءة عن هذا الخليفة الأموي -والذي تولى الخلافة وعمره سبعة عشر عاماً ولمدة خمسين سنة- أنه كتب عن الأيام التي صفت له وأحس بحلاوتها، فعدها المؤرخون فوجدوها أربعة عشر يوماً فقط، وهكذا هو حال معظم الخلفاء العظماء أو بناة المجد، يتجرعون مرارتها أكثر مما تبسط لهم الحياة وتذيقهم من صنوف حلاوتها، والملك يذكرني بالقمر لا يوجد أجمل ولا أبهى ولا أزهى منظراً منه وأنت بعيد عنه، لكن ما إن تقترب منه حتى تجده مليئاً بالحفر كما عرضت صورة وكالة ناسا، وفي حقيقة الأمر أنه لم يشر إلى هذا الخليفة كثيراً، ولم ينتشر اسمه بين أكثر الناس، وقد تغافل الكثيرون عن سيرته، على الرغم من أنه أكثر الخلفاء حضوراً بسيرته في واقع قطر اليوم. نعم قطر اليوم وما استطاعت تحقيقه من إنجازات على مستوى دول العالم، سواء أكانت هذه الإنجازات على الصعيد السياسي أو الديني أو الاقتصادي أو الرياضي أو الإعلامي، كل هذا سيجرك إلى هذه الحقبة العظيمة من التاريخ الأندلسي، وكلما استمعت إلى الذين يريدون النيل من قطر لا أجد شيئاً حقيقياً يشار إليه. أغلبهم يدورون حول محورين صغر حجمها وحداثة سن أميرها، ولا أدري إذا كانوا يستوعبون ما يقولون أو يدركون حجم حالة الهذيان التي طالت عقولهم وسودت قلوبهم، هل علينا أن نحيلهم إلى التاريخ ونقول لهم مرة بعد مرة متى ستنفضون غبار الجهل عن مدارككم؟ ألا تعلمون أن أسامة بن زيد أمره رسول الله على جيش فيه أبو بكر وعمر؟!! ألم يجلس الإمام مالك للإفتاء وهو ابن سبعة عشر عاماً؟!! منذ متى السن يحدد قدرات الإنسان ويبرز ملكاته؟ لا أنكر أبداً أن السن المتقدمة تمد الإنسان بالكثير من الخبرات والتجارب، ولكنها ليست المحك الرئيس، فهناك أيضاً أنبياء بعثوا في سن صغيرة، ومنهم نبي الله سليمان ونبي الله يحيى ونبي الله عيسى، عليهم السلام، وقادة ملوك على مر التاريخ وعلى رأسهم الإسكندر والسلطان سليمان القانوني. ألم يكن فرعون والنمرود وأبو جهل والوليد بن المغيرة من كبار السن وأوردوا أنفسهم وأقوامهم الهلاك. الملك يقوم على أمرين مهمين: 1 - الإمكانات. 2 - التوفيق. المعضلة الكبيرة التي تواجه الأمة أنهم لا يقرؤون التاريخ ولا يستوعبون أحداثه ولا يتبينون مداخله ومخارجه، فيقعون في منزلقات تاريخية خطيرة، ربما أشرت في مقال سابق إلى أن الدول تلعب دوراً تاريخياً بارزاً إذا كانت متمكنة من إمكاناتها الاقتصادية ومن أدواتها السياسية. قطر اليوم هي تلك المدينة «الزهراء» التي بناها الناصر، وكانت الدرة التي يتحدث عنها التاريخ، قطر اليوم هي ذلك العهد الذي ذاع صيته وملأ جنبات التاريخ بهيبته وشموخه، قطر اليوم تشهد ناصراً جديداً كما شهدته الأندلس، هذا الناصر كان لأب وجد شهد لهما التاريخ أيضاً. قطر اليوم هي ذلك العصر الذهبي الذي قرأنا عنه في التاريخ لنجده جعل منها حاضرة الإسلام، وقبلة الشرق، وكعبة المضيوم، وزهراء الأندلس، وشمس الحرية، وملجأ الضعفاء والمحتاجين. تحياتي لكل القطريين ويسمح لي الشاعر الكبير ((أحمد شوقي)) أن أستعير هذا البيت منه ولنقل بصوت قطري واحد: - الله أكبر كم في التاريخ من عجب يا ناصر قطر جدد ناصر الأندلس وقفة: - كم أعشق اسطنبول ويزيد من عشقي لها إحساس بعودتها إلى الحاضرة الإسلامية بعد غياب طويل في ظلمات العلمانية، وما يلفتني إليها كثيراً عشق الأتراك لأردوغان ودعاؤهم الدائم له، هذا الرجل يمثل حالة شعورية تعبر عن فرحة الشعب التركي بالعودة إلى أحضان الإسلام والمشاركة بشكل فعال في أهم المستجدات على الساحة الإسلامية، قلما تجد بلداً تعانقت فيه الحضارة الأوروبية بالحضارة الإسلامية في نسق رائع مثل تركيا وربما الجانب الأندلسي في إسبانيا، مع الفارق في الحالة الشعورية بين من استرجعناه وبين من ضيعناه.
«سارة الدريس» اسم تداوله الكثيرُ من الأوساط الثقافية، وتناقلته الوسائط الإعلامية، وذلك بسبب أنها تناولت، أو علَّقت على ما تمتلئ به كتب الدين من موضوعات وعبارات وتعليقات تحتاج منَّا إعادة قراءة، وبالتالي إعادة صياغة الأحداث...
«إثر حادث أليم».. إنها العبارة الأكثر دموية وتداولاً في الواقع القطري اليوم، أصبحت رائحة الموت تزكم الأنوف، وتفتت القلوب، وتعلن انتصارها على كل أسباب الحياة، وذلك لأننا ما استطعنا أن نفكر، بل وربما فكرنا ولكننا...
السلوك المتطرف للإنسان يفسره الكثير من المحللين النفسيين أنه نتيجة الظروف القاهرة والتهميش الاجتماعي والضغط المادي والمعنوي الذي تعرض له الإنسان. لا شك أن هذا الكلام صحيح، وتؤيده الكثير من البراهين والأدلة التاريخية. ولكني أتساءل...
بطلها التاريخي إبليس، ولكنها أثبتت أنها أكثر الخطط على مر التاريخ إحكاماً وأطولها نفساً وأبعدها نظرة تجنح إلى الخبث والدهاء، وتنسج خيوطها حول فريستها بالغواية، وتبث سمها فيه بدعوى «إني لك ناصح أمين»، ولها رسلها...
إن من أعمق الفلسفات وأعقد الأفكار هي حقيقة الحياة والموت، وإن كانت هذه الفكرة تفوق تصوراتنا. وذلك لأنك تتعامل فيها مع العالم اللامرئي في تنظيم العالم المرئي، فكان أهم وسيط لتبسيط الفكرة أو بيان كل...
الفيلم العالمي للبطل الشهير كيفن كوستنر، والذي حصل على جوائز الأوسكار، يلخص فكرة ضابط أميركي كان يعتقد بوحشية الهنود الحمر، ولكنه ذهل عندما أجبرته الظروف أن يتعايش معهم، فوجدهم على نقيض ما كان يعرفه عنهم،...
يتناقل الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة «الواتس آب» الكثير من المعلومات العلمية والفيديوهات التي تروج لفكرة ما أو محاضرة أو تعليق.... إلخ، والمشكلة الكبرى أن الناس بدؤوا يتداولون المعلومات دون تدقيق أو تمحيص، أو...
تفاجأت الأوساط المجتمعية كلها، أو ربما صدمت، عندما أعلن عن تلك المرأة قائداً لسرب الطائرات التي تقصف مقر الدولة الإسلامية (داعش) كما يقولون! العجب ليس من كونها امرأة، ولكن العجب كل العجب ممن عرضها لهذه...
المسلسل ذو الميزانية الضخمة التي تعدت إلى ملايين الدولارات، وهو يستعرض التاريخ المصري في عهد الخديوي إسماعيل، سليل أسرة محمد علي باشا، باني نهضة مصر الحديثة. لم أتابع المسلسل، ولكن ربما تسنى لي مشاهدة بعض...
الخليفة العثماني السلطان سليمان القانوني كان ينتظر من المسلمين على مر العصور أن يترحموا عليه، وذلك نظراً للخدمات الجليلة والفتوحات العظيمة التي تحققت للمسلمين في عصره، ربما عندما تقرأ عنه تعتقد أنك أمام رجل من...
في الأيام القليلة الماضية ودعت قطر رجلاً من أبرز رجالها، وقيمة عظيمة من أجمل قيمها، ونهراً من العطاء الذي لا ينضب، إنه الوجيه الكبير خالد بن عبدالله العطية، فقد كان رجلاً من رجالات الزمن الجميل...
ما عرفت البشرية رجلاً مثل الرسول محمد (عليه الصلاة والسلام)، ولا الطريقة التي كان يفكر بها، ولعلي أقول إن كل القادة العظام في العالم كانوا يتجهون إلى الحزم والتشدد في فرض سلطتهم وإراداتهم إلا الرسول...