alsharq

سلطان بن عبدالرحمن العثيم

عدد المقالات 73

د. هدى النعيمي 26 أكتوبر 2025
صدى روايات خالد حسيني.. تردده الأجيال
مريم ياسين الحمادي 25 أكتوبر 2025
توجيهات القيادة
هند المهندي 26 أكتوبر 2025
ريادة قطرية في دبلوماسية السلام

عبر الحكمة تكون الإجابات

23 ديسمبر 2012 , 12:00ص

امتلأ التاريخ العربي والعالمي منذ زمن بأقوال الحكماء وتصرفاتهم والحديث المطول عنهم، حيث الإعجاب بطريقة تعاملهم مع النوائب والمحن وتقلبات الحياة ومفاجأة الزمن، وحلولهم للمشاكل المستعصية والعوارض الصعبة، ونظرتهم العميقة والدقيقة للحياة وما بعدها. خروجهم من الأزمة سهل ونظرتهم للأمور فيها تعقل وبصيرة. عندما يتحدثون يَسمع لهم الجميع ويُنصتون باهتمام حيث الطرح الموزون والعبارات المؤثرة والحقائق الدقيقة واليقين المتدفق. يقترب منهم الناس ليلتمسوا لحياتهم نوراً ورشداً، فهم أناس ينعمون بعقلية راجحة ونظرة بعيدة وقراءة لما بين السطور ومعرفة لعواقب الأمور وتجليات الأحوال والأقوال، فهم خير من يدرك متى الإقدام ومتى الإحجام. يعرف الإمام ابن القيم الحكمة بأنها «فعل ما ينبغي كما ينبغي في الوقت الذي ينبغي». ظلت قضية الحكمة تأسر قلوب الناس، حيث إن الله امتدح أهل الحكمة في أكثر من موضع وكذلك رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، وهي صفة حميدة وقيمة غالية يسعى لها كل إنسان مهما بلغ من العمر أو المكانة والمنزلة. لكن الغالب يعتقدون أن الحكمة فطرية فقط ولا يمكن اكتسابها وتعلمها، وهذا في نظري خطأ شائع، فهي عبارة عن مجموعة من القدرات والإمكانات والمهارات الروحية والعقلية والنفسية التي تتفاعل مع بعضها لتخرج لنا سلوكاً رشيداً ورأياً سديداً ومنهجاً موفقاً في الحياة والأعمال والعلاقات. ولعلي هنا أطرح بعض الأفكار حول قضية الحكمة ورغبة البعض منا في تعلمها واكتساب الخير الكبير من ورائها، فنحن نعيش في عصر الحكمة ولا شك، فالمفتقد لها خسر كنزاً عظيماً والمتحصل عليها ظفر بالغنيمة المقيمة طوال العمر.. 1 - أكثر من القراءة والاطلاع على تجارب السابقين واللاحقين، ففيها الكثير من الدروس والعبر والأفكار والرسائل التي تستطيع استثمارها في حياتك وأعمالك. 2 - جالس أهل الحكمة والعلم والتقوى وكبار السن وقيادات المجتمع وأصحاب التجارب والعصاميين والمكافحين ورواد الإبداع والإمتاع، وسوف تجد لديهم ما لا يوجد في أمهات الكتب. 3 - استفد من جميع التجارب السابقة واعتبرها دروساً لتتعلم منها وليست مخالب تقطع فيها نفسك بالتحطيم وجلد الذات والنظر الدائم إلى الماضي. 4 - تأمل سيرة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام وسوف تجد فيها الكثير من عبق الحكمة وحسن التصرف وجمال العبارة وعمق التفكير وسلامة التدبير. 5 - تفكر في أحوال الناس وممارساتهم وراقب السعيد والناجح والمتوازن وليكن قُدوتك، وتجنب كل متخبط في حياته ضائع في وجهته. 6 - عندما تسافر فلا تغفل أن تستفيد من كل ما هو أمامك من ثقافات الشعوب الأخرى وأعمالهم وممارساتهم وعلاقاتهم وتفاصيل حياتهم الصغيرة، فلكل مجتمع مميزات ونقاط قوة، فاظفر بها وانقلها لمن حولك للفائدة، فهناك الكثير والكثير من الدروس والعبر التي تكون أمامك بشكل تلقائي وبسيط في السفر والترحال. 7 - عندما تكون أمام النوائب والمصائب والضغوط قلل من انفعالك فهو معطل للتفكير، وحاول أن تحافظ على سلامك الداخلي قدر المستطاع حتى تتمكن من التفكير والتحليل واتخاذ القرار ثم الخروج بالحلول والمخارج. 8 - كن مرناً في الاعتراف بالخطأ، فالمتكبر لا يتعلم ولا يرتقي في الحياة بل يظل في مكانه لأنه أغلق عقله وترفع على العلم والخبرة والتجارب. 9 - ليكن فرحك بالنقد والنصيحة كفرحك بالمدح والإشادة، خصوصاً إذا خرج من محب فهو كالبلسم الذي يرتقي بمسار حياتنا إلى عالم الجمال والكمال. 10 - تأمل وتدبر في كل ما حولك من تصرفات الأطفال والجهال والمجانين وحتى سلوك الحيوانات، وتعلم من كل تراه، وليكن درسك كل يوم، فلا كبير أمام العلم إلا المتغطرس المنفوخ من الخارج والفارغ من الداخل. 11 - صَاحب أهل الصلاح والعقل والرشاد والخبرة وعمق علاقاتك معهم، فالصاحب ساحب كما قيل، والمرء على دين خليله، ومنهم سوف تكتسب الكثير وسوف ترتقي في الدرجات وتعلو في المرتبات. 12 - أكثر من الدعاء بأن يلهمك الله الحق والصواب والبصيرة وأن تكون من أهل الحكمة والرشد وأن يجنبك الغي والبغي وسوء العاقبة. 13 - اعترف بأوجه القصور الطبيعية لديك وقومها بالاستشارة والاستفادة من أهل الخبرة والمعرفة وسوف تكون على خير بإذن الله. - تأصيل قال الله تعالى: (يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤتَ الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً) [البقرة: 269]. - محبرة الحكيم مع تسارع وتيرة الحياة وتنوع صنوف العمل والعلاقات نحن بحاجة إلى الحكمة أكثر من أي وقت مضى.. لأنها الترياق الذي يشفي من العلة • مدرب ومستشار معتمد في التنمية البشرية وتطوير الذات CCT وعضو الجمعية الأميركية للتدريب والتطوير ASTD.

لهيب الغضب..

نيران تصول وتجول في أعماقه أطفأت العقل وعطلت الحكمة وحجبت البصر والبصيرة. أصبح ذاك الإنسان الوادع والمهذب وحشا كاسرا استبدل الهدوء بالغضب والعقل بالانفلات والحكمة وبالانتقام وأصبح إنسانا آخر لا يعرف مدى نقمته وحدود عدوانيته...

طاقية الإخفاء!!

يبحر كثيراً مع رياح الماضي وانكساراته وانتصاراته وآهاته وتعقيداته وأمجاده. فالمتعة العظيمة في مخيلته هي العودة للماضي أو الهروب للمستقبل. وبين هذا وذاك ضيع الحاضر الذي ينتظر منه الكثير من العمل والتركيز والمبادرات والمشاريع. والحاضر...

مهندس أو طبيب!!

في يرعان الشباب وعلى أعتاب المرحلة الثانوية وسؤال الوجهة والتخصص والمسار هو السؤال الأبرز على طاولة حياته. الكل حوله يوجهونه ويقترحون عليه لكن حسب ما يردون هم وليس حسب ما يريد هو!! أحس بالممل من...

يا سعدهم

لطالما أمعن النظر في أحوال الناس من حوله وكان يركز على جانب السعادة لديهم. نظرات الغبطة تخرج من عينه والكثير من الأسئلة يطرحها عقله حيث ظل يردد «يا سعدهم». على الضفة الأخرى كان يقارن أفضل...

نيران صديقة!!

كان يُشاهد نشرة الأخبار وحيث السياق في تلك النشرات عن الحروب والدمار. فرئة الإعلام لا تتنفس إلا من خلال الإثارة التي لا تتوفر إلا في مواطن الصراع أو التنافس. كان المذيع يصف حالة الحرب حيث...

عساك راضياً!!

عينه دائماً في أعينهم, يرقب ردود الأفعال ويتأمل الوجنات والإيماءات, حريص جداً على رضاهم مهما كلف الأمر. قبل أن ينام يبدأ بعد الأشخاص ويتساءل هل فلان راض علي؟ ويعتقد أنه سوف يحصل رضا كامل الدسم...

فيني عين..!!

وجد ضالته بها؛ فأصبح يستخدم هذه الكلمات لتبرير الكثير من الأحداث من حوله. تعثره الدراسي وانعزاله الاجتماعي وفشل تجارته وأعماله وتأخر الكثير من ملفات حياته. بدأت اللعبة تكون أكثر إغراء ومتعة!! فبدأ الأصدقاء والأقارب من...

مستعجل بلا قضية!!

تعرفه من قيادته للسيارة، فهو في عجلة دائماً، يصيبه الاكتئاب من منظر الإشارة الحمراء، ويشعر بالضيق عندما يرى السيارات تمشي ببطء من الزحمة! يقود السيارة بتهور لا محدود، وفي النهاية المشوار الذي يذهب إليه هو...

أنا أبخص!!

يبهرني مشهد رسول عظيم عليه الصلاة والسلام وهو المعصوم عن الخطأ والمسدد بالوحي يُلح على أصحابه قائلاً «أشيروا عليّ». وعمر رضي الله عنه يدين لأحد الصحابة لأنه أنقذه من قرار خاطئ ويقول «لولى معاذ لهلك...

وين فلوسي؟!

خرج من منزله وفي جيبه العلوي 500 ريال تدفي قلبه وتحسسه بالأمان المالي على الأقل لفترة قصيرة.. لكن بعد أن عاد إلى المنزل في نهاية اليوم, صاح يردد وعلامات التعجب تملئ وجهه «وين فلوسي وين...

كل الناس..!!

بعد زيارته لتلك المدينة سألته عن انطباعاته عنها. فقال لي: جميلة بس كل أهلها بخلاء. وعندما انعطف بنا الحديث لسؤاله عن إحدى الشركات قال: شركة ممتازة لكن القائمين عليها كلهم فاسدون!! استمر الحديث حول مرئياته...

بتاع كله!!

تجده يعمل في كل صنعة ويهتم بكل خبر، في الحوار مع الآخرين يفتي في كل شيء ولن تجد لكلمة «لا أعلم» أي تواجد في قاموسه. متعة في العمل التجريب الدائم والانتقال المستمر، فاليوم في وظيفة...