alsharq

سلطان بن عبدالرحمن العثيم

عدد المقالات 73

مستعجل بلا قضية!!

19 أكتوبر 2014 , 06:12ص

تعرفه من قيادته للسيارة، فهو في عجلة دائماً، يصيبه الاكتئاب من منظر الإشارة الحمراء، ويشعر بالضيق عندما يرى السيارات تمشي ببطء من الزحمة! يقود السيارة بتهور لا محدود، وفي النهاية المشوار الذي يذهب إليه هو استراحته ليقابل بعض أصدقائه هناك!! لا يُعد العدة لرمضان إلا قبلها بساعات، ولا يعلم أن العيد هو يوم الأول من شوال إلا قبلها بساعات، ولا يذهب للمواعيد إلا في اللحظات الأخيرة وقد يفوته ما يفوته. مستعجل هي كلمته الدارجة فهي على لسانه كل يوم، فتجده في سبات عميق لأيام ثم ينتفض للحظات فيكون كالريح العاتية التي تُعدم الحرث والنسل. يده على بوق السيارة، ذراعه تهتز في كل اتجاه وهو يؤشر للناس بالابتعاد عنه والتوتر والقلق بلغ منه مبلغه. في ليالي رمضان نشاهد الكثير من المآسي قبيل الفطور والسحور جراء هذه الثقافة، فحالة الطوارئ تعلن فقط قبل الموعد بلحظات وقبلها لا شيء يكون في الحسبان، وكأنه لا شيء يوحي بأن هناك موعداً أو عزيمة أو دعوة تحتاج إلى استعداد. في شهر رمضان وما بعده يكون الإحسان وعدم إيقاع الأذى بالناس مهماً جداً لبلوغ الأجر وانتفاء المعاصي والزلل، بينما لا يزال البعض لا يعرفون العمل ولا الإنتاج ولا إنهاء الواجبات المنزلية أو العملية إلا في الوقت الضائع مهما كان خلف ذلك من ضرر أو تهور أو حوادث أو مشكلات أكبر تصنعها هذه الثقافة السلبية. كنت في حوار مع أحد الأصدقاء وقال لي: إنني انتهيت من تجهيز ثياب العيد قبل رمضان، وإنني أحجز للسفر قبل موعده بفترة طويلة فأحصل على خصومات كبيرة وعروض ممتازة، وأنني وجدت نفسي حينما تحولت من الفوضى إلى النظام ومن التسويف إلى الترتيب، أصبحت أؤدي الكثير من الأعمال باسترخاء شديد بعيدا عن التهور والضيق والارتباك والعجلة والقلق التي يدار بها الكثير من الأعمال عند الفوضويين الذين لا يصحون إلا في اللحظات الأخيرة. لا يمكن أن ننجح ونتميز ونحن دوماً مستعجلون بلا قضية، مرتبكون حيث نتذكر الأعمال بعد أن تفوت والمواعيد بعد أن تمضي والواجبات بعد أن نوقع الضرر على أصحابها. لا يمكن أن تهنأ في حياتك وأنت بقيادتك للسيارة قد تتسبب في حادث بسبب تهور غير محمود، أو أعمال تتضرر ومصالح تتعطل بسبب أن البعض لم يتعود أن ينجز في الوقت المناسب ويتركها إلى آخر لحظة فيقوم بها باستعجال قد يضرك ويضر أصحاب المصلحة فيكون من النادمين. تذكر أن الساعة التي في يدك والتقويم الذي أمام عينك ليس للتجمل، بل ليكون إيقاع حياتك جامعاً بين الإنجاز والإنتاجية من جهة، وبين الراحة والسكينة والتوازن من جهة أخرى. محبرة الحكيم لا يمكن أن ننجح ونتميز ونحن دوماً مستعجلون بلا قضية

لهيب الغضب..

نيران تصول وتجول في أعماقه أطفأت العقل وعطلت الحكمة وحجبت البصر والبصيرة. أصبح ذاك الإنسان الوادع والمهذب وحشا كاسرا استبدل الهدوء بالغضب والعقل بالانفلات والحكمة وبالانتقام وأصبح إنسانا آخر لا يعرف مدى نقمته وحدود عدوانيته...

طاقية الإخفاء!!

يبحر كثيراً مع رياح الماضي وانكساراته وانتصاراته وآهاته وتعقيداته وأمجاده. فالمتعة العظيمة في مخيلته هي العودة للماضي أو الهروب للمستقبل. وبين هذا وذاك ضيع الحاضر الذي ينتظر منه الكثير من العمل والتركيز والمبادرات والمشاريع. والحاضر...

مهندس أو طبيب!!

في يرعان الشباب وعلى أعتاب المرحلة الثانوية وسؤال الوجهة والتخصص والمسار هو السؤال الأبرز على طاولة حياته. الكل حوله يوجهونه ويقترحون عليه لكن حسب ما يردون هم وليس حسب ما يريد هو!! أحس بالممل من...

يا سعدهم

لطالما أمعن النظر في أحوال الناس من حوله وكان يركز على جانب السعادة لديهم. نظرات الغبطة تخرج من عينه والكثير من الأسئلة يطرحها عقله حيث ظل يردد «يا سعدهم». على الضفة الأخرى كان يقارن أفضل...

نيران صديقة!!

كان يُشاهد نشرة الأخبار وحيث السياق في تلك النشرات عن الحروب والدمار. فرئة الإعلام لا تتنفس إلا من خلال الإثارة التي لا تتوفر إلا في مواطن الصراع أو التنافس. كان المذيع يصف حالة الحرب حيث...

عساك راضياً!!

عينه دائماً في أعينهم, يرقب ردود الأفعال ويتأمل الوجنات والإيماءات, حريص جداً على رضاهم مهما كلف الأمر. قبل أن ينام يبدأ بعد الأشخاص ويتساءل هل فلان راض علي؟ ويعتقد أنه سوف يحصل رضا كامل الدسم...

فيني عين..!!

وجد ضالته بها؛ فأصبح يستخدم هذه الكلمات لتبرير الكثير من الأحداث من حوله. تعثره الدراسي وانعزاله الاجتماعي وفشل تجارته وأعماله وتأخر الكثير من ملفات حياته. بدأت اللعبة تكون أكثر إغراء ومتعة!! فبدأ الأصدقاء والأقارب من...

أنا أبخص!!

يبهرني مشهد رسول عظيم عليه الصلاة والسلام وهو المعصوم عن الخطأ والمسدد بالوحي يُلح على أصحابه قائلاً «أشيروا عليّ». وعمر رضي الله عنه يدين لأحد الصحابة لأنه أنقذه من قرار خاطئ ويقول «لولى معاذ لهلك...

وين فلوسي؟!

خرج من منزله وفي جيبه العلوي 500 ريال تدفي قلبه وتحسسه بالأمان المالي على الأقل لفترة قصيرة.. لكن بعد أن عاد إلى المنزل في نهاية اليوم, صاح يردد وعلامات التعجب تملئ وجهه «وين فلوسي وين...

كل الناس..!!

بعد زيارته لتلك المدينة سألته عن انطباعاته عنها. فقال لي: جميلة بس كل أهلها بخلاء. وعندما انعطف بنا الحديث لسؤاله عن إحدى الشركات قال: شركة ممتازة لكن القائمين عليها كلهم فاسدون!! استمر الحديث حول مرئياته...

بتاع كله!!

تجده يعمل في كل صنعة ويهتم بكل خبر، في الحوار مع الآخرين يفتي في كل شيء ولن تجد لكلمة «لا أعلم» أي تواجد في قاموسه. متعة في العمل التجريب الدائم والانتقال المستمر، فاليوم في وظيفة...

قررت.. ولكن!!

في حياته الكثير من الشعارات والكلمات. تجده نجماً في المجلس ومع الأصدقاء، لكنه ليس كذلك في حياته الحقيقية، فهو ظل لا يرى وخيال لا يشاهد. قررت وقررت وقررت، تلك الكلمة التي تدور في لسانه لكنها...