alsharq

سلطان بن عبدالرحمن العثيم

عدد المقالات 73

سعد عبد الله الخرجي - المدير التنفيذي لمركز قطر للتطوير المهني 27 أكتوبر 2025
خطاب يرسم خريطة طريق
رأي العرب 29 أكتوبر 2025
الاستثمار في العنصر البشري

عساك راضياً!!

16 نوفمبر 2014 , 07:36ص

عينه دائماً في أعينهم, يرقب ردود الأفعال ويتأمل الوجنات والإيماءات, حريص جداً على رضاهم مهما كلف الأمر. قبل أن ينام يبدأ بعد الأشخاص ويتساءل هل فلان راض علي؟ ويعتقد أنه سوف يحصل رضا كامل الدسم من الناس الذين يعمل معهم أو يلتقي بهم ويعيش بينهم, أقارب أصدقاء جيران محبين معارف زملاء شرائح مختلفة من العلاقات تحيط بعالمه, وصاحبنا يقاتل من أجل إرضائهم.. فهو لا يرفض لهم طلبا ويجامل الجميع على حساب نفسه ويعتقد أن هذه المرونة اللامحدودة هي من ستوصله إلى منصة التتويج وحدائق الناجحين وسوف تضمن له مقعداً رفيعاً معهم. غاب مشروعه الشخصي وأهدافه الحياتية؛ لأن وقته ضائع في البحث عن رضا الناس واللهث وراء طلباتهم، فلقد تحول من صانع للأهداف إلى منفذ لأهداف الآخرين ومن صاحب مشروع إلى جزء من مشاريع الآخرين ومجاملاته اللامحدودة جعلت من حياته مسرحاً لأشواق الآخرين وتمنياتهم وطموحاتهم ولكنها خلت من منه هو شخصياً, فهو البطل الغائب في هذه المسرحية التي كان يفترض أن يكون عرابها الأبرز!! بعد سنوات أصبح يبحث عن الإنجازات والمخرجات لكنه تفاجئ بأن النتيجة كانت صفر اليدين, وأن المزرعة التي كان يزرعها كانت مزرعة غيره وأنهم راضون عنه طالما هو في خدمتهم, فلم يكن إلا حجر شطرنج على طاولة يحركها الناس من حوله. المبالغة في البحث عن رضا الناس أمر مرهق للنفس ويقع أحيانا تحت بند ظلم النفس لأن هؤلاء الموهومين بأن رضا الناس غاية تدرك يقعون دائماً في فخ الضغوط الشديدة على النفس وربما العائلة والتفريط بالكثير من الحقوق الشخصية والمصالح المهمة والحقوق الواجبة في سبيل أن يسمع كلمة رضا يطرب لها, وقد لا يسمعها حين لا يقول لصاحبها سمعاً وطاعة في قادم الأيام ويصبح بين ليلة وضحاها من المغضوب عليهم. لن نجد السعادة إلا في حياة متوازنة في الأخذ والعطاء والقاعدة الشرعية تقول: لا إفراط ولا تفريط، وهنا وجب أن نفهم نفسيات البشر وشخصياتهم، وهذا يجعلنا نعلن التعاون والتكامل مع الآخرين وحُب الإحسان والخير والتفاعل في المجتمع، ولكن ليس على حسب ذواتنا التي لابد أن نسمع صوتها الداخلي ولا على حساب الأسرة التي لا يجب أن تكون آخر أولوياتنا وأن نراعي المصالح والمفاسد في كل توجهاتنا التي يجب أن تكون مضبوطة على بوصلة محددة وواضحة. فالشخصية الذكية تجامل ولكن لا تجلب تلك المجاملة أي ضرر أو تبعات سلبية, ومن الحصافة في كل زمن أن يتعلم الإنسان فن الاعتذار بكل رقي عن ما لا يستطيع فعله ولا يكلف نفسه فوق طاقتها من أجل أن يظفر برضا مؤقت من زيد أو عمرو من الناس, فالناس تتبدل مصالحهم ونفسياتهم وأخلاقهم وأفكارهم كما يتبدل الليل والنهار ومن الكياسة ألا نربط أنفسنا بشكل كبير ومبالغ فيه برضا الناس وأن نركز على وجود مشروع شخصي نعيش من أجله نسعد فيه ونرتقي بالدنيا ويقربنا من الله ورحابه زلفة ويكون للجنة طريقاً وسبيلاً. محبرة الحكيم لن نجد السعادة إلا في حياة متوازنة في الأخذ والعطاء والقاعدة الشرعية تقول: لا إفراط ولا تفريط • مدرب ومستشار معتمد في التنمية البشرية وتطوير الذات CCT وعضو الجمعية الأميركية للتدريب والتطوير ASTD. sultan@alothaim.com sultanalothaim@:

لهيب الغضب..

نيران تصول وتجول في أعماقه أطفأت العقل وعطلت الحكمة وحجبت البصر والبصيرة. أصبح ذاك الإنسان الوادع والمهذب وحشا كاسرا استبدل الهدوء بالغضب والعقل بالانفلات والحكمة وبالانتقام وأصبح إنسانا آخر لا يعرف مدى نقمته وحدود عدوانيته...

طاقية الإخفاء!!

يبحر كثيراً مع رياح الماضي وانكساراته وانتصاراته وآهاته وتعقيداته وأمجاده. فالمتعة العظيمة في مخيلته هي العودة للماضي أو الهروب للمستقبل. وبين هذا وذاك ضيع الحاضر الذي ينتظر منه الكثير من العمل والتركيز والمبادرات والمشاريع. والحاضر...

مهندس أو طبيب!!

في يرعان الشباب وعلى أعتاب المرحلة الثانوية وسؤال الوجهة والتخصص والمسار هو السؤال الأبرز على طاولة حياته. الكل حوله يوجهونه ويقترحون عليه لكن حسب ما يردون هم وليس حسب ما يريد هو!! أحس بالممل من...

يا سعدهم

لطالما أمعن النظر في أحوال الناس من حوله وكان يركز على جانب السعادة لديهم. نظرات الغبطة تخرج من عينه والكثير من الأسئلة يطرحها عقله حيث ظل يردد «يا سعدهم». على الضفة الأخرى كان يقارن أفضل...

نيران صديقة!!

كان يُشاهد نشرة الأخبار وحيث السياق في تلك النشرات عن الحروب والدمار. فرئة الإعلام لا تتنفس إلا من خلال الإثارة التي لا تتوفر إلا في مواطن الصراع أو التنافس. كان المذيع يصف حالة الحرب حيث...

فيني عين..!!

وجد ضالته بها؛ فأصبح يستخدم هذه الكلمات لتبرير الكثير من الأحداث من حوله. تعثره الدراسي وانعزاله الاجتماعي وفشل تجارته وأعماله وتأخر الكثير من ملفات حياته. بدأت اللعبة تكون أكثر إغراء ومتعة!! فبدأ الأصدقاء والأقارب من...

مستعجل بلا قضية!!

تعرفه من قيادته للسيارة، فهو في عجلة دائماً، يصيبه الاكتئاب من منظر الإشارة الحمراء، ويشعر بالضيق عندما يرى السيارات تمشي ببطء من الزحمة! يقود السيارة بتهور لا محدود، وفي النهاية المشوار الذي يذهب إليه هو...

أنا أبخص!!

يبهرني مشهد رسول عظيم عليه الصلاة والسلام وهو المعصوم عن الخطأ والمسدد بالوحي يُلح على أصحابه قائلاً «أشيروا عليّ». وعمر رضي الله عنه يدين لأحد الصحابة لأنه أنقذه من قرار خاطئ ويقول «لولى معاذ لهلك...

وين فلوسي؟!

خرج من منزله وفي جيبه العلوي 500 ريال تدفي قلبه وتحسسه بالأمان المالي على الأقل لفترة قصيرة.. لكن بعد أن عاد إلى المنزل في نهاية اليوم, صاح يردد وعلامات التعجب تملئ وجهه «وين فلوسي وين...

كل الناس..!!

بعد زيارته لتلك المدينة سألته عن انطباعاته عنها. فقال لي: جميلة بس كل أهلها بخلاء. وعندما انعطف بنا الحديث لسؤاله عن إحدى الشركات قال: شركة ممتازة لكن القائمين عليها كلهم فاسدون!! استمر الحديث حول مرئياته...

بتاع كله!!

تجده يعمل في كل صنعة ويهتم بكل خبر، في الحوار مع الآخرين يفتي في كل شيء ولن تجد لكلمة «لا أعلم» أي تواجد في قاموسه. متعة في العمل التجريب الدائم والانتقال المستمر، فاليوم في وظيفة...

قررت.. ولكن!!

في حياته الكثير من الشعارات والكلمات. تجده نجماً في المجلس ومع الأصدقاء، لكنه ليس كذلك في حياته الحقيقية، فهو ظل لا يرى وخيال لا يشاهد. قررت وقررت وقررت، تلك الكلمة التي تدور في لسانه لكنها...