alsharq

عبد الرحمن نجدي

عدد المقالات 219

السينما الغائبة

23 مارس 2017 , 01:20ص

يبدأ فيلم (سوليل - أيتها الشمس) الذي حققه الموريتاني (ميد هوندو) عام 1967 بتأكيد صريح علي الهوية الإفريقية - الموريتانية (لدينا حضارتنا الخاصة بنا، لدينا أغنياتنا ورقصاتنا، لقد عرفنا كيف ننحت الخشب ونصنع المشغولات اليدوية، وكيف نغزل القطن وننسج الملابس والأغطية، صككنا عملتنا وصنعنا السكاكين والخزف، لدينا ديننا وعلومنا وثقافتنا ومناهج التربية والتعليم الخاص بنا). هذا ما تقوله وتفعله السينما، والأفلام الجيدة تكتسب قوة لا حدود لها، تعكس ثقافة البلد وهويته وآمال وطموحات أهله، من خلالها نرى نبض الشارع وحياة الناس (ثقافتهم وتاريخهم). ما تفعله السينما -في مسألة الهوية مثلاً- يمكن أيضاً تناوله من خلال علوم النفس والأحياء والاجتماع والجغرافيا وحتى الروايات وكتب التاريخ، ولكن عدسة الكاميرا تكون دائماً أكثر دقة وحياداً ونضجاً، شاركت منتصف الأسبوع الماضي في (المبادرة السودانية للفيلم السينمائي الطويل)، التي أطلقتها جماعة الفيلم السودانى (SFG)، وتعمل المبادرة على استعادة العمل السينمائي في بلد مليء بالحكايات والسرديات والطبيعة المتنوعة، وكذلك بالدراما والشخوص والأمكنة والأزمنة العامرة والتاريخ القديم، عاش أهله قلق الحروب والعزلة والتمزقات، وكانت (السينما) أعظم ضحايا هذه الحقبة، بعد أن تمت تصفية جميع المؤسسات التي كانت تعمل في إنتاج الفيلم السينمائي، وكانت بمثابة بنية تحتية رغم تواضعها، وتم إغلاق صالات العرض السينمائي. تهدف المبادرة إلى إنتاج (4) أفلام طويلة (روائية وتسجيلية)، عن طريق الإسهام الأهلي والشعبي، قد تبدو الفكرة غريبة، إلا أن غرابة الوضع السينمائي في السودان ليست محل جدل، إن مسار ولادة سينما تعبر عن أحلام وقيم ورغبات الناس لن يكون سهلاً، فإنتاج الفيلم الطويل يتطلب ميزانيات وخبرات وتقنية لازمة، لا ضمانة حقيقية أن تسترد هذه الأفلام تكلفة إنتاجها في ظل أوضاع السينما الحالية في السودان، ولكن يبقى الإسهام الشعبي توجهاً طبيعياً ومتوقعاً بغرض أن يمتلك السودانيون سينماهم، مثلهم مثل العالم من حولهم.

التطهير عن طريق السينما

بعد سنوات مضطربة بسبب الإدمان يحاول الممثل والمخرج وكاتب السيناريو بن أفليك (1971) استعادة حياته الطبيعية والمهنية عن طريق الأفلام بدلاً من المشافي، في أكتوبر 2018 أعلن بن أفليك عن نيته دخول مركز لعلاج الإدمان...

سطوة النجوم

ملاكم متكبر بلا روح «البطل»، مراسل صحافي مبتذل وعديم الضمير «إيس في الحفرة»، شرطي من نيويورك شعبي ووسيم يتحول إلى مختل عقلياً «قصة محقق»، عبد يقود تمرداً على الدولة الرومانية «سبارتاكوس»، عقيد فرنسي يدافع عن...

العبودية لن تنتهي.. إنها فقط تتطور وتغيّر جلدها

أمضى والتر جوبي دي مكميليان (1941- 2013) -وهو أميركي من أصول إفريقية- 6 أعوام في سجون ألاباما في انتظار تنفيذ حكم الإعدام، بعد إدانته زوراً بارتكاب جريمة قتل امرأة بيضاء عام 1987. تشير تقارير من...

الفلسفة كمدخل للسينما

ينتمي تيرنس ماليك (1943) إلى قلة قليلة من صناع الأفلام الذين تركوا بصمتهم على صناعة السينما، رغم أنه حقق 9 أفلام فقط خلال مسيرة امتدت لأربعين عاماً، امتلك بها مكانة فريدة في الذاكرة الحديثة للسينما....

أسئلة حول المجتمع والأخلاق

يعود الممثل والمخرج الأسطوري كلنت إيستوود (1930) إلى سباق الأوسكار هذا العام بفيلم (ريتشارد جيويل)، الذي يعزز به أسلوبه الذي تبناه في السنوات الأخيرة في تحقيق أفلام مبنية على سير ذاتية لرجال عاديين يقومون بأشياء...

قطط فظيعة لكن رائعة

في تقليد غير مسبوق في تاريخ السينما، أرسلت «يونيفرسال بيكشرز» مذكرة إلى كل دور العرض في أميركا الشمالية، تخطرهم بأنها ستوفر لهم نسخاً مُحسنة من فيلم كاتس «Cats» الذي تقدّمه صالات السينما بمدينة الدوحة ابتداءً...

«سحر المجهول»..حرب النجوم في عصر «ديزني»

لا يمكن التفكير في ملحمة حرب النجوم دون التذكير بمبتكرها الأصلي الكاتب والمنتج والمخرج الأميركي جورج لوكاس «1944»، حتى بعد أن تقاعد وتنازل عن إمبراطوريته «لوكاس فيلم» لصالح استوديوهات «ديزني» بمبلغ يصل إلى 4.5 مليار...

جودي جارلاند.. أشهر ضحايا هوليوود

بدأت أسطورتها تتشكل وهي في الثانية من عمرها، كانت فرداً من حياة عائلة أميركية تعشق المسرح، كان أبواها يديران مسرحاً متواضعاً للعروض الحية في جراند رابيديز في مينسوتا، وشكلت جودي جارلاند مع شقيقتيها الأكبر سناً...

«فروزن».. سحر الرسوم المتحركة

عندما كان والتر طفلاً صغيراً، كانت حياته بعيدة كل البعد عن عالم الطفولة والبراءة، كانت صرامة والده إلياس ديزني وقسوته تطارده طوال حياته، وربما لهذا السبب كرّس حياته المهنية لابتكار عالم من السحر الخلّاق لكل...

ستيفن كينج.. سيد أدب الرعب الأيقوني

في يوم صيفي حارّ من عام 1999، كان ستيفن كينج (1947) كاتب قصص الرعب الشهير ينهي -كعادته- يومه بالمشي لمسافة أربعة أميال تقريباً بجوار منزله الصيفي في نورث فيل بولاية ماين الأميركية. وكعادته أيضاً، كان...

الآلة في مواجهة الإنسان

يعود عملاق هوليوود المخرج الأسطوري جيمس كاميرون في مقعد الإنتاج هذه المرة إلى علامته التجارية المفضلة «ترميناتور»، التي حقّق أول أجزائها عام 1984، ومنحته أول نجاح في مسيرته لصُنع تاريخ جديد للسينما، غيّرت المؤثرات الخاصة...

«الجوكر».. السينما انعكاس للواقع

لا يمكن شراؤه أو تهديده أو تخويفه أو حتى التفاوض معه، فهو «الجوكر» -الشرير الكلاسيكي من «دي سي كوميكس»- كل ما يريده ويرغب فيه مشاهدة العالم يحترق، يرى العالم مجرد مزحة على رأسه أشخاص فاسدون،...