alsharq

د. أحمد موفق زيدان

عدد المقالات 272

فالح بن حسين الهاجري - رئيس التحرير 07 أكتوبر 2025
قطر وصناعة التوازن في الشرق الأوسط: من طوفان الأقصى.. إلى مبادرة ترامب
رأي العرب 08 أكتوبر 2025
تنمية العنصر البشري أولوية
د. أحمد بن حسن السليطي 07 أكتوبر 2025
يوم المعلم والابتكار

منشار الثورة والعقدة الدرزية في جنوب دمشق

22 يونيو 2015 , 04:05ص

تحمّل وتكبّد أهل حوران الكثير على مدى سنوات جمر ولهيب وبراميل متفجرة وأحقاد طائفية، لو صُبّت على جبال لهدّتها، لم ينبس أهل حوران ببنت شفة على جيرانهم الدروز الذين يرونهم يقفون مع طاغية الشام في قتلهم وتدميرهم وحرق محاصيلهم وتشريدهم، وكل ما تفتقت عنه الذهنية الطائفية في مسعى عبثي لتحويلهم لأقلية، لم يبق ملحاً عند أهل حوران ليكبسوا على الجروح الجسدية الحورانية كما يقولون عندنا بالمثل الشامي، وحين اقتربت كتائب حوران المجاهدة من مطار ذياب الحريري الذي نفذ عملية استشهادية نوعية بمصفاة حيفا الصهيونية عام 1973 والمعروف الآن بمطار الثعلة، بدأ البعض من الدروز ينفثون أحقادهم للعلن ويحذرون من مغبة وصول المجاهدين والثوار إلى المطار، وكأن كل ما يفعلونه مع النظام الطائفي المجرم ولسنوات من حرق وتدمير سوريا هو قمة في الوطنية والمؤسساتية والعصرنة والحداثة.. سيقول بعضهم كما قالوا مراراً وتكراراً إن التشبيح ليس مقتصراً على العلويين والدروز وإنما على السنة أيضاً، ونقول لهم هذا صحيح، وإن كان الفرق كبيرا بين من يقود المعركة الطائفية المجرمة وبين تابع له ذليل، إما مرغما مجبرا، أو أُغري بمال ونحوه، لا قرار له ولا سلطة له إلا كتابع ذليل، حاله كحال كل العملاء والخونة أيام الاحتلالات الخارجية، ومع هذا فإن الثورة والمقاومة والبراميل المتفجرة والدمار مقتصر فقط على مناطق السنة، كم نتمنى لو كان هناك فصيل درزي أو غيره يناضل لتحرير الشام، أو على الأقل يقف بشكل واضح ولو سياسياً ضد هذا النظام المجرم، رغم مرور سنوات دمار وخراب تعادلها قرون من حروب في دول أخرى.. للأسف الشديد لم تكتف النواة الصلبة الدرزية بذلك، وإنما تآمرت على الهجوم على مطار الحريري» الثعلة»، وهو ما أرغم الثوار على الانسحاب، فاستعاروا ملحاً من الجار الأردني ليكبسوا على جروح جسدهم الذي لا يزال مصراً على المقاومة والصمود والتحرير، بينما كان النظام الطائفي المجرم يسحب أسلحته الثقيلة ومخزونه الاستراتيجي من القمح إلى خارج السويداء، مهدداً الدروز بأن عليهم أن يمدوا طاحونة قتله ودماره وخرابه بـ27 ألف بلطجي، وإلا فإنه سيتركهم نهباً لداعش التي استجلبها لهم.. حينها تكفل مؤيدوه الدروز المناصرون له بالصياح والعويل على مجزرة تتهددهم كما حصل في قلب لوزة بإدلب بحماقة أحدهم في وقت عصيب، وهي مجازر مدانة تماماً كأي مجازر يتعرض لها الشعب السوري، ولكن النفاق الطائفي لا يرى مجازر إلا في قلب لوزة! تكفل هؤلاء بدعوة الكيان الصهيوني لحمايتهم، كون دروز ذلك الكيان يشكّلون عصباً عسكرياً مهماً في حماية بني إسرائيل، فخذلوا من ذلك الكيان، حيث تناقلت مواقع صهيونية أن المؤامرة أسدية لإدخالهم في الحرب من أجل منع سقوط الأسد، ويتأسف الإنسان على هذا الانحدار الذي وصله قادة الطائفة الدرزية، وكأن آل أسد سيحكمون إلى الأبد، متجاهلين الجغرافيا والتاريخ، ومتجاهلين حق الأجيال بالعيش مع أجيال حوران، ويأسف الإنسان أكثر وهو يقرأ التاريخ أن هؤلاء الدروز جاؤوا إلى المنطقة فقط عام 1860 بعد المجازر التي تعرضوا لها في لبنان، ومع هذا يتصرفون الآن وكأنهم أصحاب الدار لآلاف السنين، تماماً كما يفعل غلاة الأكراد عملاء الأسد في الجزيرة الشامية اليوم.. أدرك مبكراً الأستاذ وليد جنبلاط بحكم خبرته بهذا النظام الدموي المتوحش مخاطر ما سيتعرض له الدروز، فحذرهم من البقاء مع الطاغية ودعاهم للانضمام للثورة، وطار أخيراً إلى الأردن لعقد صفقة ولكن على ما يبدو لا يزال قادة الدروز سادرون في غيهم، فالجغرافيا قد تساعد النظام الطائفي الأسدي ولكنها عدوة تماماً لدروز السويداء فهل سيعون ذلك؟.. الكل مجمع تقريباً على قرب سقوط الطاغية إن كان من الأرض التي يفقدها، أو من المبادرة التي حُرمها، أو بتواضعه باستقبال المبعوث الدولي ديميستورا، وهو الذي طالب بتدخل عسكري لاقتلاعه قبل أيام، وفوق هذا تخلي روسيا عملياً، ودعوة السيسي للبنانيين بالاستعداد لليوم التالي لرحيل أسد. ولكن للأسف لا تزال العقدة الدرزية مصرة على البقاء أمام منشار الثورة السورية متحدية الماضي والحاضر والمستقبل، فسقوط مطار الحريري سيؤدي إلى انكشاف جنوب دمشق، وهو ما سيخفف آلام القصف والدمار في الجنوب، ويفتح آفاقاً عسكرية مهمة أمام ثوار حوران لتحرير دمشق.. أخيراً، يجب التذكير بقضية تاريخية وهي أن سلطان باشا الأطرش الذي أُطلق عليه زوراً وبهتاناً قائد الثورة السورية الكبرى، لم ينضم لهذه الثورة إلا بعد مرور ست سنوات عليها، حيث احتلت فرنسا سوريا 1919، وكلفت فرنسا بحسب المصادر الفرنسية خمسة آلاف قتيل نتيجة الصمود البطولي الأسطوري لشباب الغوطة وجبال حلب وإدلب وغيرها من تراب الشام، وهو ما يتكرر اليوم، فهل يتكرر معه أيضاً أن يُطلق قادة الثورة الشامية على شخصيات درزية لانضمامها للثورة بعد ست سنوات، لكن الفارق بالطبع كبير، وهو أن سلطان باشا لم يكن في صف أعداء الشعب السوري ولم يشارك في قتله آنئذ بخلاف ما يحصل اليوم.. @ahmadmuaffaq

موسكو تعود إلى أفغانستان من البوابة السورية (1-3)

كشفت الوثائق الأميركية الأخيرة عن عودة روسية قوية إلى أفغانستان للانتقام من القصف الأميركي الذي قضى على المئات من قوات الفاغنر الروسية في دير الزور بسوريا بشهر فبراير من عام 2018، ابتلعت موسكو يومها الإهانة...

الشمال المحرّر معاناة لا تنتهي (2-3)

قطاعا التعليم والصحة في الشمال المحرر من القطاعات المهمة التي تستأثر باهتمام الشمال وأهله، لا سيما في ظل الحاجة إليهما، يضاعفهما الحالة الاقتصادية الضعيفة لدى ساكني المنطقة، لقد ظل القطاعان مدعومين من المؤسسات الدولية، لكن...

الشمال المحرر معاناة لا تنتهي (1-3)

أوجه معاناة الشمال السوري المحرر لا تنتهي، فبعد أن كان الخوف والقلق من العدوان العسكري يسيطر على تفكير الأهالي، صار اليوم القلق أكثر ما يكون بشأن معاناة الحياة اليومية الممتدة من المعيشة إلى العودة للبيوت...

مدن الشام فارغة وأهلها يرقبونها من خيامهم

لم تكن لتتخيل عائشة وفاطمة وأحمد للحظة أن يحلّ بهم ما حلّ في أول عيد يمضونه خارج البيت الذي ضمهم لسنوات، فجأة وجدوا أنفسهم في خيام رثّة على الطريق الرئيسي الواصل بين اللاذقية وحلب، ليرقبوا...

المشروع الروسي خارج الزمان والمكان

ما جرى أخيراً في ليبيا من انهيار وهزيمة لم يكن لقوات الانقلابيين والثورة المضادة بزعامة خليفة حفتر، ولا للمشغل الروسي والإماراتي، بقدر ما هو انهيار للأسلحة الروسية، وعلى رأسها منظومة سلاح «بانتسير» المفترض أن تكون...

خرْق السفينة الأسدية

الخلاف الذي برز للسطح أخيراً بين رامي مخلوف وبشار الأسد ليس من طبيعة نظام السلالة الأسدية، التي عرفت بالغموض والتستر على بعضهم بعضاً، ولعل ما حصل في عام 1984 بين حافظ الأسد ورفعت دليل يمكن...

السوريون وثورة الجياع اللبنانية

منذ بوادر الثورة اللبنانية قبل أكثر من عام تقريباً، وحتى الآن، والسوريون ينظرون إلى ما يجري في لبنان، على أنه انعكاس وربما امتداد لما جرى ويجري في سوريا، نتيجة العلاقات المتشابكة بين البلدين، فضلاً عن...

الأسد بين موسكو وطهران (2-2)

تتحكم القوى المتنافسة أو المتصارعة بشكل مباشر على سوريا، وهي تركيا وروسيا وإيران بدوائر معينة، ولكن باعتقادي أن الدائرة السورية الأكبر تتحكم بها الولايات المتحدة الأميركية، وقد تدخل إسرائيل على الخط أحياناً مساعداً أو مكملاً...

دروس من وباء عام 1918

يظل التاريخ هو الحكم بين البشرية، ليس في مجالات السياسة والاقتصاد والإدارة فحسب، وإنما حتى في المجال الطبي حديث الساعة اليوم، والذي استُدعي على عجل خلال هذه الأزمة، فبدأ العلماء ينبشون دفاتره القديمة، يستذكرون تاريخ...

أفغانستان ما بعد الاتفاق الطالباني- الأميركي (2-2)

أفغانستان أمام خيارين، تماماً كما كانت قبل سقوط كابل بأيدي المجاهدين في أبريل 1992، إما حل سياسي تفاوضي يؤدي إلى تسوية، أو حرب تعيد مآسي الحرب الأهلية التي خاضها الإخوة الأعداء في تلك السنوات العجاف،...

الثورة السورية في عالم ما بعد «كورونا» (2-2)

الحالة الصحية الموجودة في مناطق نظام الأسد سيئة، سواء كان من حيث الخدمات أم من حيث هروب الأدمغة الطبية المعروفة التي كانت في سوريا قبل الثورة، وقبل هذا كله التخبّط في القيادة والتحكّم على الأرض،...

الثورة السورية في عالم ما بعد «كورونا» (1-2)

لا سرّ وراء بقاء سلالة «آل الأسد» على مدى نصف قرن في السلطة، كسرّ ولغز احتكارها وتغييبها المعلومة، فلا شيء أخطر على ماضي وحاضر ومستقبل الأنظمة الشمولية الديكتاتورية من المعلومة الحقيقية والواقعية. ومن هنا نستطيع...