عدد المقالات 58
وهي الشخصية التي تمثل حلم كل فتاة، فكلهن حريصات على أن يكنّ مثل السندريلا، ولكن في الحلقة الأخيرة عندما يتزوجها ذلك الأمير صاحب الصفات التي تلهب مشاعر أية امرأة، فهو أمير ووسيم وغني وبطل وجريء وحالم ورومانسي ومحارب ومخطط و.. و.. وبالتأكيد كل فتاة لا علاقة لها بالجزء الأول من حياة السندريلا، وأهم شيء فيها أنها كانت فتاة صبورة إيجابية تعاملت مع الأحداث بكفاح مرير حتى كوفئت في النهاية بذلك الأمير، والقصة تهدف إلى فكرة مفادها الصبر يصنع المعجزات، ويصل بالإنسان إلى فوق مستوى طموحاته، ولكن المشكلة الكبيرة أن الفتيات لم يدركن من القصة إلا الصفحتين ما قبل الأخيرة، ذلك الأمير وتلك الحياة المخملية، وحتى الصفحة الأخيرة أعتقد أن الكثيرات لا يركزن عليها، وكن في تبات ونبات وخلفن صبياناً وبنات، لأن القصة ما إن تبدأ في واقعنا اليوم إلا وتنتهي بعد أيام قليلة في محاكم الطلاق، ولذلك ارتفعت مؤشرات الطلاق بطريقة مهولة تعجز العقول عن استيعابها. في مجتمعاتنا اليوم الكل يحلم بزفاف أسطوري يكون حديث المجتمع، ويبذل في سبيل ذلك الغالي والنفيس حتى لا يقال إن البيت الفلاني تفوق علينا. في مجتمعاتنا اليوم كل فتاة تخيلت نفسها السندريلا، خاصة أن مراكز التجميل قاربت بينهن حتى أصبحت السندريلات يشبهن بعضهن البعض في كل شيء، وتبقى لنا مقاس الحذاء فلم تذكر القصة كم كان مقاس حذاء سندريلا الذي عثر عليه الأمير، ولكن لا ضير على السندريلا أن تحاول الحصول على مقاس مناسب. وبالتالي على مراكز التجميل الإعلان عن تصغير أو تكبير الأرجل لتتناسب مع مقاس الحذاء؟!! الشكليات حكمت على كل شيء، الشابات، أهل الزوجة، وأهل الزوج، وكذلك الشباب، الذين استبدلوا ذلك الحصان بسيارة بطراز فريد وموديل بمواصفات عالمية، عله يكون ذلك الأمير المنشود. وبعد هذه الليلة الأسطورية التي تصل في بعض الأحيان إلى ملايين الريالات. تفاجأ السندريلا بذلك الأمير المدلل الذي يقضي حياته ما بين المولات والمقاهي ولا يعرف من الدنيا إلا لغة الأوامر، ويكتشف هو أن السندريلا هذه صاحبة ثقافة عالية جداً في المراكز التجارية وصالونات التجميل، ولا علاقة لها إلا بذاتها، كيف ترضي هذه الذات وتكافئها بحقيبة أو عقد من الماس أو حذاء ماركة، وهذه المكافآت الذاتية تصحب كل إجازة أسبوعية، وإلا كيف ستخبر صديقتها أنها تلك السندريلا التي لا يشق لها غبار، فمعاركها لا تعرف الهزيمة، وتخطيطها لا يعترف بالفشل. أما ذلك الشاب فعليه أن يكون ذلك الأمير الذي لا يرفض لها طلب، وليس عليه هو لأنه أيضا مشغول بمهمات كبيرة، فهو يبحث لها عن مطعم جديد للغداء أو العشاء، أو فندق للاستجمام في نهاية الأسبوع، وهنا يأتي دور أبيه وأمه في دفع هذه الضريبة، وهكذا حتى تثقل الديون كاهل الجميع، ويودع كل منهما الآخر في حفل جنائزي يمثل الحلقة الأخيرة من مسلسل (إني راحلة)، وهكذا في مسلسلات الطلاق الكبيرة اليوم على من نلقي اللوم، على الأسرة أم على الشاب أم على الشابة أم على المجتمع؟ وهنا تأتي الحقيقة المرة، كلنا مشتركون في صناعة هذه المقبرة الحياتية لأننا ما استطعنا أن نعلم الأجيال الجديدة ما علمهُ لنا آباؤنا وأمهاتنا وتراثنا ومأثوراتنا الثقافية، وقبل كل شيء ديننا (الصبر)، ليس هناك ما يسمى بمصطلح رجل ملاك أو امرأة ملاك، هناك ما يسمى بإنسان، يعني تركيبة بشرية من صفات الخير والشر والعيوب والمميزات، قد تزيد سطوة الرجل في ما يعرف بمصطلح «الرجل الشرقي»، ولكن المرأة العربية المسلمة استطاعت أن تكون امرأة من الطراز الأول، وأن تثبت للعالم أنها سيدة الموقف في عملها وبيتها ومع زوجها وأبنائها، ولك أن تقرأ الكثير من تضحيات النساء وصبرهن على الكثير من المتاعب حتى فاقت حياتهن ساحات المعارك الدموية، ومع ذلك استطعن أن يصلن بر الأمان ويعلن انتصارات تاريخية تفوقن فيها على هرقل- وذي القرنين. تحياتي لكل المتزوجين الذين أدركوا أن الزواج شجرة غراسها الصبر، وماؤها التفاني، وسيقانها التضحية، وثمارها النصر بإذن الله. • وقفة: «برامج التأهيل للزواج يجب أن تطرح في المناهج بقوة، وأن يقدمها متخصصون في البرامج الأسرية ضمن خطة مدروسة ومحكمة، وتقدم في مدارس البنين والبنات وأيضاً في برامج التجنيد الإجباري إذا اعتمد من الدولة، فمن يستطيع أن يروض الجسد والنفس يستطيع أن يروض الفكر والغرائز».
«سارة الدريس» اسم تداوله الكثيرُ من الأوساط الثقافية، وتناقلته الوسائط الإعلامية، وذلك بسبب أنها تناولت، أو علَّقت على ما تمتلئ به كتب الدين من موضوعات وعبارات وتعليقات تحتاج منَّا إعادة قراءة، وبالتالي إعادة صياغة الأحداث...
«إثر حادث أليم».. إنها العبارة الأكثر دموية وتداولاً في الواقع القطري اليوم، أصبحت رائحة الموت تزكم الأنوف، وتفتت القلوب، وتعلن انتصارها على كل أسباب الحياة، وذلك لأننا ما استطعنا أن نفكر، بل وربما فكرنا ولكننا...
السلوك المتطرف للإنسان يفسره الكثير من المحللين النفسيين أنه نتيجة الظروف القاهرة والتهميش الاجتماعي والضغط المادي والمعنوي الذي تعرض له الإنسان. لا شك أن هذا الكلام صحيح، وتؤيده الكثير من البراهين والأدلة التاريخية. ولكني أتساءل...
بطلها التاريخي إبليس، ولكنها أثبتت أنها أكثر الخطط على مر التاريخ إحكاماً وأطولها نفساً وأبعدها نظرة تجنح إلى الخبث والدهاء، وتنسج خيوطها حول فريستها بالغواية، وتبث سمها فيه بدعوى «إني لك ناصح أمين»، ولها رسلها...
إن من أعمق الفلسفات وأعقد الأفكار هي حقيقة الحياة والموت، وإن كانت هذه الفكرة تفوق تصوراتنا. وذلك لأنك تتعامل فيها مع العالم اللامرئي في تنظيم العالم المرئي، فكان أهم وسيط لتبسيط الفكرة أو بيان كل...
الفيلم العالمي للبطل الشهير كيفن كوستنر، والذي حصل على جوائز الأوسكار، يلخص فكرة ضابط أميركي كان يعتقد بوحشية الهنود الحمر، ولكنه ذهل عندما أجبرته الظروف أن يتعايش معهم، فوجدهم على نقيض ما كان يعرفه عنهم،...
يتناقل الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة «الواتس آب» الكثير من المعلومات العلمية والفيديوهات التي تروج لفكرة ما أو محاضرة أو تعليق.... إلخ، والمشكلة الكبرى أن الناس بدؤوا يتداولون المعلومات دون تدقيق أو تمحيص، أو...
تفاجأت الأوساط المجتمعية كلها، أو ربما صدمت، عندما أعلن عن تلك المرأة قائداً لسرب الطائرات التي تقصف مقر الدولة الإسلامية (داعش) كما يقولون! العجب ليس من كونها امرأة، ولكن العجب كل العجب ممن عرضها لهذه...
المسلسل ذو الميزانية الضخمة التي تعدت إلى ملايين الدولارات، وهو يستعرض التاريخ المصري في عهد الخديوي إسماعيل، سليل أسرة محمد علي باشا، باني نهضة مصر الحديثة. لم أتابع المسلسل، ولكن ربما تسنى لي مشاهدة بعض...
الخليفة العثماني السلطان سليمان القانوني كان ينتظر من المسلمين على مر العصور أن يترحموا عليه، وذلك نظراً للخدمات الجليلة والفتوحات العظيمة التي تحققت للمسلمين في عصره، ربما عندما تقرأ عنه تعتقد أنك أمام رجل من...
في الأيام القليلة الماضية ودعت قطر رجلاً من أبرز رجالها، وقيمة عظيمة من أجمل قيمها، ونهراً من العطاء الذي لا ينضب، إنه الوجيه الكبير خالد بن عبدالله العطية، فقد كان رجلاً من رجالات الزمن الجميل...
ما عرفت البشرية رجلاً مثل الرسول محمد (عليه الصلاة والسلام)، ولا الطريقة التي كان يفكر بها، ولعلي أقول إن كل القادة العظام في العالم كانوا يتجهون إلى الحزم والتشدد في فرض سلطتهم وإراداتهم إلا الرسول...