


عدد المقالات 133
هل الثورات العربية التي قامت وما زال بعضها مستمرا قامت لأجل الحصول على لقمة العيش أم الحرية؟ سؤال قد يبدو جدليا وقد يبدو متناقضا؛ إذ لا يمنع أن يكون كلا الأمرين قد حركا جموع العرب لتخرج في المدن والقرى مطالبة بالتغيير، لكن ما المحور الذي دارت عليه حركة العرب وهم يقفون في الساحات أو في مواجهة الرصاص؟ إن هناك محورية تدور عليها الثورات العربية، وتختلف هذه المحورية من بلد إلى آخر، ففي تونس –مثلا- وهي فاتحة الثورات العربية علينا أن نبحث عن ذلك في بنية الشخصية التونسية التي حملت البوعزيزي -رحمه الله- ليقف أمام بلدية سيدي بوزيد ويشعل النار في جسده، قد يكون الفقر والحاجة، أو القهر من ظلم السلطة متمثلا في صفعة الشرطية له، لكن ما الذي دفع التونسي الآخر للخروج للشارع مطالبا «بدم» البوعزيزي؟ إن البحث في بناء الشخصية التونسية يشير إلى أنها شخصية متعلمة، فتونس حققت أفضل النتائج تعليميا قياسا بمحيطها العربي والإفريقي، كما حققت نتائج جيدة في التنمية الاقتصادية، لكن ذلك لم يمنع التونسي أن يشعر أن تونس بالنسبة للآخرين ليست أكثر من «منتجع سياحي»، غابت فيه هوية الإنسان التونسي بمكوناتها العربية والإسلامية، وأصبح يراد له أن يكون نسخة من الآخرين دون أن يحمل علومهم وتقدمهم ودورهم، وقد تم ذلك دون خيار منه بل فرض عليه بالقوة، ولو أنه اختار هذا النموذج لما ثار عليه وقد كان أمام التونسي خياران: إما الاستسلام أو الثورة، وقد عاش تحت الاستسلام أكثر من نصف قرن، وحين حانت فرصته «البوعزيزية» لم يتردد في استخدامها لا ليستبدل نظاما بنظام آخر، ولا حياة بحياة أخرى، بل ليستعيد هويته المسلوبة، التي لا يرى أنها تتناقض مع العصر الذي يعيشه، بل هي جزء من هذا العصر. أما الحالة المصرية فإنها تتمحور حول الشخصية المصرية التي ترى أنها امتداد لإرث تاريخي يمتد من العصر المصري القديم، أو العصر الفرعوني -كما يسمى- مرورا بالفترات التاريخية المختلفة بما فيها المرحلتان المسيحية والإسلامية وانتهاء بالمرحلة المتأخرة، التي كان المصري يشعر فيها أنه محور الدنيا، فالحملات على «أم الدنيا» بدأت بحملات الهكسوس ومرورا بالحملات المغولية والصليبية والاستعمارية الفرنسية والبريطانية كلها كانت تتجه لمصر وتتحطم على صخرتها، يتحدث المصري عن «أم الدنيا» التي تنام على ضفاف النيل وتمد جناحيها على بحرين هما الأحمر والأبيض، مصر التي هي قلب العروبة والإسلام النابض، مصر بمتاحفها ومكتباتها وشعرائها وأدبائها وعلمائها، هذه «المصر» يراها المصري بعد ذلك تهوي لتكون تابعة لقوى إقليمية ودولية هي أقل شأنا و «أضعف جندا»، تستجدي المعونة والقمح من أميركا وغيرها، وتحمي «إسرائيل» قاتلة أطفال مصر في مدرسة بحر البقر وغيرها، بل وتمدها بشريان الحياة بتصدير الغاز لها، مصر التي يتطور العالم من حولها وتجد نفسها تراوح مكانها، كل تلك الصور «المصرية» كانت تمر أمام المصري وهو يقود أطفاله إلى ميدان التحرير وميادين مصر الأخرى ليعلن قطيعة لا مع رئيس سيرحل في يوم من الأيام، ولكن قطيعة مع مرحلة من الظلم الذي أصاب مصر الوطن قبل أن يصيب أبناءها، وهنا كانت المحورية التي جعلت المصري متحديا الجميع ليعيد مكانه على الخارطة. أما ليبيا فإن محوريتها تتمركز حول «الانعتاق» فالليبي سليل عمر المختار وجد نفسه خارج العالم المحيط به، وداخل أساور حديدية من العزلة السياسية والفكرية والحياتية، وكأنه يعيش في ألمانيا الشرقية آخر أيامها تحت حكم «إريك هونكر» الذي حكم لمدة تقرب من العقدين؛ حيث تطورت الصناعات!! في عهده، واشتهرت ألمانيا الشرقية، بأنها أفضل دولة في العلم!! تقوم بتصنيع أدوات التعذيب والقمع!! وحين ثار عليه الألمان لم يجد وسيلة إلا الهرب بعيدا عن قبضتهم إلى تشيلي حتى مات، وهو الدرس الذي لم يتعلمه دكتاتور ليبيا، لقد عاش الإنسان الليبي خلف العزلة أكثر من أربعة عقود، وحين تفتحت عيناه على ما يدور حوله وجد أن العالم يختلف عما يسمعه في خطب «الأخ القائد»، فليست ليبيا كما يصورها «الزعيم» بأنها النموذج الذي يجب أن يسير عليه العالم، بل هناك عالم آخر لم يعرفه من عاش خلف الستار الحديدي الليبي، ومن حاول التعرف عليه فهو مخير بين الهروب إلى الخارج أو الدخول إلى الداخل الضيق، فليس أمامه سوى المعتقلات والسجون أو التعليق على حبال المشانق وسط ساحات الملاعب بين تصفيق الأعوان، لقد غير «الأخ القائد» كل شيء داخل ليبيا، لكن الوحيد الذي استعصى على تغييره هو الإنسان الليبي الذي يرى الحرية غاية، ألم يسمع رمزه المختار يخاطبه من قبره «نحن لا نستسلم.. ننتصر أو نموت»؟!!، وحين حانت لحظة الخيار.. اختار الليبيون الانعتاق من العزلة وبقدر ثورتهم على القذافي ونظامه كان تطلعهم لأن يصبحوا شيئا من هذا العالم، وأن يعرف العالم عن ليبيا شيئا غير «القذافي»!! بقيت اليمن ذات المحورية المركبة، فاليمن أول دولة قبلية تقوم فيها ثورة عام 1962، في مزج متناقض وغريب بين القبلية والثورية، ومن طبيعة القبيلة أنها لا تخضع إلا لمن «تحب» والثورة أداة لهذا الاختيار، وقد أطال الرئيس علي صالح «حالة الحب» حتى انقلبت كرهاً في نفوس كثير من اليمنيين، فكان لا بد لهم أن يذهبوا للثورة حتى يصححوا العلاقة، قد يتحدث الناس عن الفقر والتخلف في اليمن، وتلك حالة لا ينكرها أحد، لكن اليمنيين يرون خلاصهم في التغيير، ولذا فإنهم أكثر ثورة عربية -حتى الآن- رددت كلمة «ارحل»!!
هل تكون «داعش» أو ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام، سبباً في حل المعضلة السورية؟ للإجابة على ذلك تذكروا اتفاق «دايتون» الذي أنهى الحرب في البوسنة والهرسك، فقد بدأ القتل في البوسنة في أبريل...
يبدو أن محرقة الصراعات الطائفية والمذهبية لن تدع أحدا في بلاد العرب والمسلمين، فهذه المحرقة التي تضم تشكيلة من الصراعات التي لم تشهد لها الأمة مثيلا إلا في عصور الانحطاط والتخلف عادت مرة أخرى تقذف...
تتوقف ثلاث شاحنات خالية، يتقدم أحدهم حاملا رشاشا بيده، يلتفت إلى الشاشة لتبدو هيئته المتجهمة التي يكاد الشرر يتطاير منها، وتلف وجهه لحية كثة كأنه أراد من هذه الالتفاتة أن يبرز هويته، ثم يتجه إلى...
تعودت أن أتصل به كلما احتجت لحجز تذكرة سفر، كان يبذل أقصى جهده من أجل الحصول على أفضل العروض بأقل الأسعار، وانقطع التواصل معه بعد دخول التكنولوجيا في حجز التذاكر، بل في كل إجراءات السفر،...
ما هو مستقبل العرب؟ سؤال يبدو مشروعا ونحن ندخل عاما جديدا، حيت تتمثل الإجابة في أن الواقع الحالي لا يمثل النموذج الذي يصبو له العرب ولا يتناسب مع معطيات الحاضر، فإذا كان الأمر كذلك فلا...
سيكون عام 2013م من أكثر الأعوام تأثيرا على الخليج العربي، فلأول مرة منذ إنشاء مجلس التعاون الخليجي، يشعر الخليجيون أن «خليجهم ليس واحدا»، فقد بدا واضحا حجم الخلافات بين دوله الأعضاء، فعلى الرغم من البيانات...
بعد أيام سندخل عاما جديدا وحالة العالم «لا تسر عدواً ولا صديقاً»، فقد ازداد فارق الفقر بين الدول، كما ازدادت مشكلاتها وحروبها، وتلويثها للبيئة، وقضائها على الطبيعة، وتقسم العالم إلى شرق وغرب وشمال وجنوب، بل...
«خلال حياتي نذرت نفسي لكفاح الشعب الإفريقي، لقد كافحت ضد سيطرة البيض وكافحت ضد سيطرة السود واعتززت دوماً بمثال لمجتمع ديمقراطي حر يعيش فيه كل الناس معاً في انسجام وفرص متساوية، إنه مثال آمل أن...
بدعوة كريمة من وزارة الإعلام بدولة الكويت الشقيقة، شاركت مع عدد من الزملاء في زيارة الكويت ولقاء بعض المسؤولين الكويتيين، حيث خرجت الكويت من قمة ناحجة هي القمة العربية الإفريقية، وهاهي تحتضن غدا القمة الخليجية...
أشرت في مقال الأسبوع الماضي إلى أيام مجلس التعاون في السويد، ذلك البلد المجهول لكثير من سكان المنطقة رغم التواصل المبكر بين العرب والبلاد الإسكندنافية ومن بينها السويد التي وصلها الرحالة السفير ابن فضلان عام...
شهدت العاصمة السويدية –ستوكهولم- خلال الأسبوع الماضي حضورا خليجيا تمثل في أيام مجلس التعاون في السويد، حيث شارك مجموعة من الدبلوماسيين والباحثين والأكاديميين الخليجيين يرأسهم أمين عام مجلس التعاون الخليجي، في حوار مع نظرائهم السويديين،...
تستعد مدينة دبي بعد غد لتلقي نبأ مهما في مسيرة تطورها، إذ ستقرر اللجنة الخاصة بمعرض إكسبو الدولي، المدينة المؤهلة لاستضافة دورة المعرض المقررة عام 2020، حيث تتنافس أربع مدن على استضافة المعرض، وهي مدينة...