


عدد المقالات 122
المواقف الحياتية التي نعايشها بصورة وأخرى تجدنا واقعيين في بعضها، وأخرى نخرج عن المألوف، لكن ثالثة المواقف لا يمكن تبرير تصرفاتنا فيها ولا يمكن قبولها البتة! فكلنا يتذكر مواقف مر بها في حياته يتمنى لو يعود به الزمن للوراء لكي يتصرف وفق العقل في تلك المواقف. لماذا؟ لأن أغلبنا تصرف أحياناً في بعضها بشكل غاب العقل عنها أو كان مغيباً فيها تماما، ونتجت عنها أمور لم تكن محبذة ولا سارة، وبقيت مع المرء لسنوات طوال، لا يكتفي بتذكرها فحسب بل يتجرع مرارتها كلما تذكرها. ما أريد التنويه إليه هو أن المواقف الحياتية متنوعة وكثيرة في حياة كلٍّ منا، سواء تلك التي في بيته مع أهله مثل والده ووالدته، أو أخته وأخيه، أو زوجته وبنيه، أو خدمه والعاملين معه في البيت، أو أقربائه وجيرانه.. أو تلك المواقف في العمل مع رؤسائه أو مرؤوسيه أو مواقف أخرى في المجتمع بشكل عام. أما المواقف التي تنتهي بشكل صحيح ويكون التعامل مع مفرداتها متوافقاً مع المنطق والعقل، فهذه لا نتحدث عنها وإنما ندعمها ونطالب بها ونعززها. لكن حديثنا عن تلك المواقف التي يغيب العقل فيها، وتختلط الأمور ببعض، فلا ترى حينها سوى نفسك وأنك الصواب ذاته أو على الحق المبين فقط، ولا أثر لآخرين حولك، وكأنه ليس لهم الحق أن يكونوا هم على الصواب أيضاً أو أن يكون الحق المبين إلى جانبهم.. قد تتذكر مواقف عشتها مع آخرين وأنت تقرأ هذه الكلمات، وكيف أن كل واحد منكم حاول أن يظهر الآخر أنه المخطئ وأن الحق كان إلى جانبه هو فقط، فارتفعت على إثر ذلك الأصوات، وسخنت الأجواء وهش وبش الشيطان حينذاك، ونفخ في العروق وزادها توتراً إلى ما كان عليه الجو من توتر وفرط الأعصاب أصلاً.. في مثل تلك الأجواء والمواقف التي تتكرر دوما، أقول إنه لا بد أن يكون هناك دائماً عاقل أو كبير.. بمعنى أن الأمر لو استمر بين الطرفين، كل يحاول فرض رأيه بقوة الساعد والصوت وأحياناً السلاح، من دون أن يقف أحدهم برهة ويتفكر في العواقب، ويحاول أن يكون هو ذاك العاقل المأمول أو ذاك الكبير، فلن تكون النتائج عادة محمودة. ومن هنا علينا أن نضع في الاعتبار مثل تلك الأمور في أي موقف حياتي مستقبلي. أي إن وقع أحدنا في مواقف صعبة مع آخرين ويكاد الحق أن يضيع، وبالتالي إمكانية أن يترتب على ذلك نتائج سيئة، فليبادر على الفور ويتماسك قبل الآخر المخالف، لأن يكون هو كبير الموقف وعاقله، ويظفر بشرف الحصول على سيادة الموقف بالعقل والاتزان، قبل أن يكون ذلك الشرف لغيره. الأمر ليس بالسهولة التي نتحدث عنها ونتفنن في التنظير لها، ولكن لا أجد الأمر مستحيلا.. فقط فكِّر في الأمر قليلاً، لأنه بالفعل يستحق التأمل والتدبر، ولتكن أنت من الآن وصاعداً عاقل أي موقف وكبيره، خاصة أن المواقف لا تنتهي كما نلاحظ وتلاحظون جميعاً.. فهل نبادر ونترفع ونعانق السماء؟ لا شيء يمنع بل أرجو ذلك.
آية عظيمة تلك التي عن الماء وفيها يقول سبحانه: «وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ». أي أصل كل الأحياء منه.. وفي حديث لأبي هريرة -رضي الله عنه- قال: يا نبي الله، إذا رأيتُك قرت عيني،...
ألم تجد نفسك أحياناً كثيرة من بعد أن يضغط شعور الحزن والألم أو الأسى والقهر على النفس لأي سبب كان، وقد تبادر إلى ذهنك أمرٌ يدفعك إلى الشعور بأنك الوحيد الذي يعيش هذا الألم أو...
صناعة التاريخ إنما هي بكل وضوح، إحداث تغيير في مجال أو أمر ما.. والتغيير الإيجابي يقع في حال وجود رغبة صادقة وأكيدة في إحداث التغيير، أي أن يكون لديك أنت، يا من تريد صناعة التاريخ...
ثبت عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (لو لم تذنبو، لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيُغفر لهم). هل وجدت رحمة إلهية أعظم من هذه؟ إنه عليم بالنفس البشرية التي لم...
لو تأملنا ما حدث مع جيش المسلمين يوم «حُنين», وعددهم يومذاك قارب عشرة آلاف شخص، من ارتباك في بداية المعركة ووقوع خسائر سريعة, بل الفرار من أرض المعركة، وتأملنا يوم بدر كمقارنة فقط، وعدد المسلمين...
كلنا يحلم وكلنا يتمنى وكلنا يطمح وكلنا يرغب وكلنا يريد.. أليس كذلك؟ أليس هذا هو الحاصل عند أي إنسان؟ لكن ليس كلنا يعمل.. وليس كلنا يخطط.. وليس كلنا ينظم.. وليس كلنا يفكر.. مما سبق ذكره...
المثل العامي يقول في مسألة إتيان الخير ونسيانه: اعمل الخير وارمه في البحر، أو هكذا تقول العامة في أمثالهم الشعبية الحكيمة، وإن اختلفت التعابير والمصطلحات بحسب المجتمعات، هذا المثل واضح أنه يدعو إلى بذل الخير...
مصر أشغلتنا ثورتها منذ أن قامت في 25 يناير 2011 وانتهت في غضون أسبوعين، فانبهر العالم بذلك وانشغل، لتعود مرة أخرى الآن لتشغل العالم بأسره، ولتتواصل هذه الثورة وتسير في اتجاه، لم يكن أكثر المتشائمين...
هل تتذكر أن قمت في بعض المواقف، بعد أن وجدت نفسك وأنت تتحدث إلى زميل أو صديق في موضوع ما، وبعد أن وجدت النقاش يحتد ويسخن لتجد نفسك بعدها بقليل من الوقت، أن ما تتحدث...
يتضح يوماً بعد آخر أن من كانوا يعيبون على أداء الرئيس المعزول أو المختطف محمد مرسي بالتخبط والارتباك ووصفه بقلة الخبرة وعدم الحنكة وفهم بديهيات السياسة والتعامل مع الداخل والخارج، يتضح اليوم كم ظلموا الرجل...
يقول الله تعالى في حديث قدسي عظيم: «أخلق ويُعبد غيري، أرزق ويُشكر سواي، خيري إليهم نازل، وشرهم إلي صاعد، أتقرب إليهم بالنعم، وأنا الغني عنهم، ويتبغضون إلي بالمعاصي، وهم أحوج ما يكونون إليّ». حاول أن...
النفس البشرية بشكل عام لا تستسيغ ولا تتقبل أمر النقد بسهولة، وأقصد ها هنا قبول الانتقاد من الغير، ما لم تكن تلك النفس واعية وعلى درجة من سعة الصدر والاطلاع عالية، وفهم راقٍ لمسألة الرأي...