عدد المقالات 58
الطريقة التي يتحدث بها الإنسان تعطيه أبعاداً كبيرة في الشخصية، وتضفي عليه هالة سحرية يستمدها من حنكته وقوة شخصيته ومقدرته على التعبير عن أفكاره، لذلك برز الكثير من الخطباء عند العرب في شتى صنوف العلم والمعرفة، ولكن القدرة على الخطابة بلغت مبلغاً كبيراً مع المعتزلة، خاصة أن واصل بن عطاء شيخ المعتزلة كان يعاني من لثغة شديدة في حرف اللام، وكان يخطب خطبة كاملة دون أن يأتي بكلمة واحدة فيها لام! وكان عليه الصلاة والسلام يقول ((إن من البيان لسحرا، وإن من الشعر لحكمة)). نعم قدرتك على انتقاء كلاماتك والتعبير عنها يجعل الآخرين يلتفتون إليك، وهناك ألف علامة استفهام من أين له بهذه البراعة؟ الغرب الآن بدأ يلتفت كثيراً إلى الطريقة التي يتحدث بها كبارهم، ووجدوا أنها تعطي تأثيراً غير عادي على من يستمعون إليهم، ولذلك بدأت تطرح الآن دورات تسمى ((Obama speak)) أو الطريقة التي يتحدث بها أوباما، وذلك أن أوباما أبهرهم بأنه يلقي خطاباً يمتد إلى ساعة أو ساعتين بتمكن تساعده في ذلك إيماءاته وحركاته المعبرة جداً، دون أن ينظر في الورقة!! الغرب لديه القدرة على طرح الموضوعات ومناقشتها مع كثير من الحركات الخفيفة التي تضفي مسحة فكاهية على برامجهم ونشراتهم. وخير مثال لذلك أوبرا ولاري كنغ، ولكن كلها عبارات أعدت لبرامج حوارية تستوعبها جميع الفئات تركن إلى لغة قريبة من الشارع أو الجمهور. أما القدرة على الخطاب المدروس والمدعم بالأدلة والقائم على مصطلحات خاصة هم لم يبرعوا فيها كثيراً، فكان أوباما المحامي حدثاً تعبيرياً خاصاً بالنسبة لهم. نحن برعنا بكل ما تحمله الكلمة من معنى في الكلمات، وهم برعوا بكل ما تحمله الكلمة من معنى في الموسيقى. إن الاستماع للسيمفونيات الرائعة للفنان العالمي الأكثر من رائع ((أندريه ريو)) وما يحيط بها من ملابس وأضواء وإمكانات خاصة في مقطوعة ((الدخول إلى الجنة)) لفانجليز وموسيقى فيلم العراب، ومقطوعات بيتهوفن وموزارت ربما لا يضاهي روعتها إلا الاحتفالية الكبرى للعرب، والتي أخرجت لنا روائع الأشعار في سوق عكاظ قديماً، والقدرة على الاحتفاء بالكلمة في شاطئ الراحة في مسابقتي ((شاعر المليون))، و((أمير الشعراء)) حديثاً، مع أن الذي يثير دهشتي في شاعر المليون أن الفوز ليس حليفاً دائماً للمتفوق في شعره، مع استبعاد شعراء على درجة عالية من الجودة الشعرية، سواء أتوافقنا معهم فيما يقدم أم لا نتوافق، ومع اعتقادي الشديد أن شاعراً كبيراً مثل ناصر الفراعنة ظلم ظلماً كبيراً بسبب التصويت، وقد كنا نتابع الحدث الكبير من الموسم الأول، وكانت فرحتي كبيرة أن الكلمة الجميلة والشاعرية العالية حمل لواءها فارس من قطر الشاعر محمد بن فطيس المري، وسرني أيضا أن يحمل اللواء مرة أخرى الشاعر الكبير خليل الشبرمي، والذي علق له الأستاذ د. غسان الحسن «إنك تأتي بالأوزان الصعبة غير المطروحة»، وكنت أراهن على أن خليل وناصر سيتنافسان على المركز الأول والثاني لا محالة، ولكن ما حدث خيب الآمال، فالانتصار ليس للكلمة كما عودنا العرب، إنما كان للمال الذي يعدل أو يشوه الكثير من النتائج لصالحه. ولو تقدم الفرزدق وجرير إلى المسابقة وكلاهما من تميم، ولكن ذاك دارمي، وجرير من بيت شديد التواضع لتوّج الفرزدق واستبعد جرير من التصفية الأولى، والحمد لله أن خلفاء المسلمين كانت لديهم شاعرية وانتصار للكلمة أفضل بكثير من لجنة التحكيم في شاعر المليون، ومن المشاهدين الذين همشوا الهدف وحادوا عنه، وهذا ما صرفني عنه في باقي مواسمه. تحياتي لكل شعراء العرب وأدبائهم... ولشاعرنا أقول أبدعت في هذه الأبيات بمجموعة من الحكم تحسب لك تاريخياً: إلى من لحوم الأوادم يأكلون وحلوقهم دافع البلا متواكله ناس عن أعراض العرب ما يعرضون ودايم على نفس الشكل والشاكله في سلمهم أو لا بالأكل الأقربون وأطيبهم اللي صيدته شكواك له يدعيهم الشيطان للذيب ويجون هذا يقطع له وذاك يواكله وقفة: إذا كنا نقول إن القدرة على الكلام صفة من أهم صفات العرب وأنها من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها كل صاحب قضية حتى يستطيع استجماع الآراء حوله، ولكن أيضاً قد تجنح إلى السلبية فيستخدمها الكثير لتعتيم الحقائق والحديث عن مجد ما صنعوه، وربما استخدموه كمخدر للشعوب بعد أن يعزفوا على أوتارهم العاطفية ولنتذكر أن نبي الله موسى لم يكن متحدثاً بليغاً، ولكن خصه الله بالرسالة ولإدراكه أهمية الكلام للتأثير طلب من الله أن يشد أزره بهارون، لذلك أقول علينا أن نحترز فليس كل ما يلمع ذهباً.
«سارة الدريس» اسم تداوله الكثيرُ من الأوساط الثقافية، وتناقلته الوسائط الإعلامية، وذلك بسبب أنها تناولت، أو علَّقت على ما تمتلئ به كتب الدين من موضوعات وعبارات وتعليقات تحتاج منَّا إعادة قراءة، وبالتالي إعادة صياغة الأحداث...
«إثر حادث أليم».. إنها العبارة الأكثر دموية وتداولاً في الواقع القطري اليوم، أصبحت رائحة الموت تزكم الأنوف، وتفتت القلوب، وتعلن انتصارها على كل أسباب الحياة، وذلك لأننا ما استطعنا أن نفكر، بل وربما فكرنا ولكننا...
السلوك المتطرف للإنسان يفسره الكثير من المحللين النفسيين أنه نتيجة الظروف القاهرة والتهميش الاجتماعي والضغط المادي والمعنوي الذي تعرض له الإنسان. لا شك أن هذا الكلام صحيح، وتؤيده الكثير من البراهين والأدلة التاريخية. ولكني أتساءل...
بطلها التاريخي إبليس، ولكنها أثبتت أنها أكثر الخطط على مر التاريخ إحكاماً وأطولها نفساً وأبعدها نظرة تجنح إلى الخبث والدهاء، وتنسج خيوطها حول فريستها بالغواية، وتبث سمها فيه بدعوى «إني لك ناصح أمين»، ولها رسلها...
إن من أعمق الفلسفات وأعقد الأفكار هي حقيقة الحياة والموت، وإن كانت هذه الفكرة تفوق تصوراتنا. وذلك لأنك تتعامل فيها مع العالم اللامرئي في تنظيم العالم المرئي، فكان أهم وسيط لتبسيط الفكرة أو بيان كل...
الفيلم العالمي للبطل الشهير كيفن كوستنر، والذي حصل على جوائز الأوسكار، يلخص فكرة ضابط أميركي كان يعتقد بوحشية الهنود الحمر، ولكنه ذهل عندما أجبرته الظروف أن يتعايش معهم، فوجدهم على نقيض ما كان يعرفه عنهم،...
يتناقل الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة «الواتس آب» الكثير من المعلومات العلمية والفيديوهات التي تروج لفكرة ما أو محاضرة أو تعليق.... إلخ، والمشكلة الكبرى أن الناس بدؤوا يتداولون المعلومات دون تدقيق أو تمحيص، أو...
تفاجأت الأوساط المجتمعية كلها، أو ربما صدمت، عندما أعلن عن تلك المرأة قائداً لسرب الطائرات التي تقصف مقر الدولة الإسلامية (داعش) كما يقولون! العجب ليس من كونها امرأة، ولكن العجب كل العجب ممن عرضها لهذه...
المسلسل ذو الميزانية الضخمة التي تعدت إلى ملايين الدولارات، وهو يستعرض التاريخ المصري في عهد الخديوي إسماعيل، سليل أسرة محمد علي باشا، باني نهضة مصر الحديثة. لم أتابع المسلسل، ولكن ربما تسنى لي مشاهدة بعض...
الخليفة العثماني السلطان سليمان القانوني كان ينتظر من المسلمين على مر العصور أن يترحموا عليه، وذلك نظراً للخدمات الجليلة والفتوحات العظيمة التي تحققت للمسلمين في عصره، ربما عندما تقرأ عنه تعتقد أنك أمام رجل من...
في الأيام القليلة الماضية ودعت قطر رجلاً من أبرز رجالها، وقيمة عظيمة من أجمل قيمها، ونهراً من العطاء الذي لا ينضب، إنه الوجيه الكبير خالد بن عبدالله العطية، فقد كان رجلاً من رجالات الزمن الجميل...
ما عرفت البشرية رجلاً مثل الرسول محمد (عليه الصلاة والسلام)، ولا الطريقة التي كان يفكر بها، ولعلي أقول إن كل القادة العظام في العالم كانوا يتجهون إلى الحزم والتشدد في فرض سلطتهم وإراداتهم إلا الرسول...