عدد المقالات 142
بالأسبوع الماضي حضرت أمسية لأستاذة من الكويت، تتحدث فيها عن الوعي الأنثوي، وذلك في إحدى قاعات فنادق الدوحة. كان التنظيم من قبل شركة محلية راقية، إذ لمسنا نحن الحاضرات الذوق الرفيع، والاهتمام بتفاصيل القاعة، وحرصا شديداً على راحة المشتركات، ولكن كان هناك أمر شوّب جمال هذه الصورة الرائعة، وهو بعض الحاضرات أنفسهن! إذ شعرن براحة شديدة، كون الأمسية مخصصة للنساء فقط، وجعلوا من الفعالية ملتقى اجتماعي ترفيهي، فكانت إحداهن تقوم بالتعليق على كلام المحاضرة بصوت مسموع مزعج لمن حولها، إذ كانت تقصد منه الفكاهة، وذلك علماً بأن المحتوى كان جديّاً في أغلب الأمر. استأت جداً من الموضوع، الأمر الذي جعلني أبحث عن مسؤولة التنظيم، وأمرر هذا التعليق مع الشكر والثناء للاستضافة، ولكن صدمت من المسؤولة نفسها، امتعاضها لما يحصل، وبلغتني بأنها قامت بتنبيههن وتذكيرهن بأصول الحضور، والتزام الصمت، حرصاً على عدم التشويش على البقية، ولكنهن استرسلن بأسلوبهن، ولم يكترثن البتّه! وبنهاية حديثي معها شكرتني على لطفي بعبارة (والله كلك ذوق!) لأنني لم أستغل الموقف عبر إحداث أي لغط، وأن هدفي واضح بعدم إحراج إحداهن، وحرصي على النفع العام. ولكن، دائماً ما أتساءل، هل يعقل -وبوقتنا الحاضر- أن إحداهن تفتقر للذوق وأدبيات الحضور في جماعة، وتتناسى هذا الجمع، وأن تكون أنانية جداً بأن تتصرف على هذا النحو من الطيش؟ أما آن الأوان باندثار هذه التصرفات الطفولية، واستحضار النضج والأخلاق والاتيكيت؟ أمنّي نفسي دائماً بصلاح الحال، وبالاستقامة من بعد الاعوجاج، وأذكّر نفسي وإياكم بحديث النبي -عليه أفضل الصلاة والسلام- عندما مدح أصحاب الخلق العظيم في قوله: «إنَّ من أحبِّكم إليّ وأقربِكم منِّي مجلسًا يومَ القيامة أحاسنُكم أخلاقًا، وإنَّ أبغضَكم إليّ وأبعدُكم مني يومَ القيامة الثَّرْثَارُونَ والمُتَشَدِّقُونَ والمُتَفَيْهِقونَ، قالوا: يا رسولَ اللهِ ما المتفيهقون؟ قال: المتكبِّرونَ».
من الأمثال الرائجة في منطقة الخليج العربي «حلاوة الثوب رقعته منه وفيه»، والتي تلامس طبيعة المثل القائل: «ما حكّ جلدك مثل ظفرك». وواقع الحال يحتّم علينا تولي زمام أمورنا بأنفسنا بدل انتظار غيرنا، الذي قد...
يتبادر لذهن أي قطري عند سماع كلمة «تناتيف» اسم المسلسل المشهور للممثل المتميز غانم السليطي، ولكن وللتوضيح «تناتيف» تعني متفرقات أو القطع الصغيرة وهي من النُتَف والنتفة في الفصحى أي الشيء القليل. فتناتيف مقالي لهذا...
تستفزني عبارة «ما في قطريين» أو «مش محصلين قطريين»! وهنا لا بدّ من التفسير للقراء العرب والذين لا يدركون اللهجة القطرية أو الخليجية بشكل عام، أنه لا يوجد قطريون، بمعنى يصعب أو يستحيل أن يكون...
تتمتع أجهزتنا الإلكترونية وهواتفنا المحمولة بخاصية المسح «wipe»، حيث يقوم هذا الأمر بمسح جميع المعلومات المخزنة على الجهاز، ويجعله كما لو كان في حالة الشراء، إذ يقوم باسترجاع وضع المصنع الذي كان عليه مجدداً من...
يحمل عنوان مقالي لهذا الأسبوع اسم شخصية مشهورة اشتهرت من خلال مجلة ماجد للأطفال، عبر مسابقة «ابحث عن فضولي» في أحد صفحاتها، وتتمحور حول إيجاد هذه الشخصية في زخم الرسومات أو التشكيل الكرتوني في مكان...
تحرص فئة كبيرة من الناس على اقتناء مفكرة للعام الجديد، إذ يهمون بتدوين خططهم ومشاريعهم المستقبلية وأفكارهم خوفاً من التشتت والضياع، كذلك يستخدمونها لتسجيل التواريخ المهمة توجساً من النسيان، فالمفكرة الجديدة تكون كما الأداة التفاؤلية...
كالعادة احتفلت دولتنا الحبيبة قطر في الـ 18 من ديسمبر من كل عام بعرسها الوطني، ولكن وبلا شك أن الاحتفالات كانت مختلفة هذه السنة، وذلك لما فرضته الظروف الصحية علينا من الاستمرار بالحدّ من التجمعات...
ثبت في الحديث الصحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله إذا أحبّ عبداً دعا جبريل فقال: إني أحبّ فلاناً فأحبّه، قال: فيحبّه جبريل، ثم...
ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي بحادثتين مختلفتين، ولكنهما ذاتا قواسم مشتركة، وأهمها هو انعدام أو تدني مستوى تحمّل الأفراد مسؤولية أفعالهم، أو من هم تحت رعايتهم، ورغبتهم الشديدة والملحّة في تولي الجهات المختصة بالحكومة...
من الأمثال الشعبية القديمة «سوّ خير وقطّه بحر»، بمعنى اعمل الخير ولا تنتظر شكراً من أحد، ولعل في هذا المثل تجلياً واضحاً لقيمة العطاء من غير مقابل، ومدى استشعار المجتمع لقيمة العطاء. بالفعل إن العطاء...
نعلم جميعاً أن جائحة كورونا لم تنتهِ بعد، بالرغم من زعم بعض الدول اكتشاف اللقاح، ولكننا ندرك أنه ليس الدواء الآمن، وأنه ما زال قيد التحضير، وإلى ذلك الوقت ما زلنا نمارس الاحترازات والاحتياطات الواجبة،...
دائماً ما أطّلع على شكاوى بعض المترددين على وزارة ما في وسائل التواصل الاجتماعي، وأحياناً أستنكر ما يقولون أو يدّعون من بطء الإجراءات وتنفيذها من قبل الموظفين، ولكن عندما تعرّضت شخصياً لموقف مماثل عرفت مدى...