alsharq

أحمد حسن الشرقاوي

عدد المقالات 198

الاجتهاد فريضة المسلمين الغائبة!

20 يونيو 2015 , 04:07ص

أساس مشاكل أمتنا العربية والإسلامية ككل هي: التعليم. لا مبالغة في هذا القول، فالتعليم الجيد يصنع أمة قوية.. دولة قوية.. أسرة ناجحة.. مواطن صالح. والعكس صحيح. ومنذ أن قعدت الأمة كلها عن الاجتهاد في الدين والعلم والعلوم، أصيبت بداء التخلف وتراكمت مشاكلها، وتفككت مجتمعاتها، وتكالبت عليها أمم الأرض «كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها». ليس ذلك من قلة في العدد فأعداد الأمة بمئات الملايين من الأشخاص، وإنما بسبب ندرة العقول المفكرة المتدبرة في شؤون الدنيا والدين من بين أبناء الأمة العربية والإسلامية. يوجد لدينا علماء كبار. نعم لكن كم عددهم؟! وما إسهاماتهم في التقدم البشري والحضارة الإنسانية في العصر الحديث؟! هل يمكن أن تشير إلى أي دولة من دول الأمة كلها قدمت للبشرية اختراعا أو اكتشافا أسهم في تحسين حياة البشر؟! هل يمكن أن تشير إلى عضو من أعضاء منظمة العالم الإسلامي وعددها حوالي 60 دولة قدمت منتجا صناعيا صغيرا ومهما مثل تليفون نوكيا المحمول الذي تنتجه دولة صغيرة مثل فنلندا؟! وحتى لا أستمر كثيرا في جلد الذات، أود فقط أن أشير إلى مقال كتبته قبل 20 عاما في صحيفة مصرية عنوانه: «الاجتهاد فريضة غائبة»، وتناولت فيه كيف انصرف المسلمون بعد سقوط غرناطة آخر معاقل المسلمين في الأندلس عام 1492 من الميلاد نحو الإغراق في المذاهب التي تحد من قدرة المنخرطين فيها على الاجتهاد في العلوم الدينية والدنيوية. الملايين من التلاميذ أخذوا عن شيوخهم هذا المبدأ، فتم قتل «الاجتهاد» الذي حرص عليه المسلمون الأوائل وملكوا به الدنيا كلها، ليس بالسيف لكن بالدين وبالعلم. ومع بدايات الصحوة الإسلامية الحركية في النصف الثاني من القرن العشرين، تم حرف المعنى الصحيح للجهاد في الدين الإسلامي باعتباره فريضة المسلمين الغائبة، غير أنني حرصت على التأكيد أن تلك الفريضة الغائبة ليست جهاد المشركين والكفار بالسيف فقط، وإنما جهاد النفس بالاجتهاد في العلم. في مصر بلدي -على سبيل المثال- ظهرت في العام 1974 جماعة متشددة دينيا أطلقت على نفسها «جماعة التكفير والهجرة»، وكان لزعيم تلك الجماعة -وهو شكري مصطفى- كتيب يعد بمثابة الدليل الأول لتلك الجماعة وعنوانه «الجهاد فريضة غائبة»، وعاش جيلي على نقد هذا الكتاب لما يحويه من أفكار متطرفة، ولعلني لم أسلم من هذا الجو النقدي عندما كتبت مقالي قياسا على عنوان كتابهم مستبدلا الجهاد بالاجتهاد، وإن كان ذلك لا يعني التقليل من قيمة الجهاد فهو ذروة سنام الدين الإسلامي، لكن تقديري ولا يزال أن الاجتهاد ضد النفس وميلها الغريزي للكسل والخمول والدعة له الأولوية على جهاد المشركين والكفار بحد السيف. ولا يمكن للجهاد أن يحقق نتائج ترجى بدون الاجتهاد. في هذا المعنى، أشير إلى مقال بالغ الأهمية للدكتور محمد بن مختار الشنقيطي بعنوان «الجهاد على بصيرة»، وأعتبره من أهم المساهمات الفكرية النوعية التي ظهرت خلال السنوات الأخيرة في المجال الذي نتحدث عنه. مشكلتنا في مصر تتمحور في شيوع الأمية والجهل بين غالبية المصريين، وأيضا شيوع السطحية والابتذال والفهلوة بين عموم المتعلمين بل والمثقفين، وما لم يكن هذا المناخ الفاسد متوافرا بين المصريين منذ منتصف القرن الماضي، لما استطاعت عصابة عبدالفتاح السيسي أن تنقلب على الديمقراطية الوليدة التي بزغت بعد ثورة 25 يناير من العام 2011. وسوف يذكر التاريخ أن شعبا انحنى له العالم بسبب ثورة عظيمة قام بها وأسفرت عن خلع ديكتاتور حكمه لأكثر من ثلاثة عقود، ثم جاء جنرال أخرق سطحي مبتذل لا يستطيع أن يتحدث أو يكتب جملة واحدة صحيحة بلغته الأم ليقنعهم بالانقلاب على كل شيء، والعودة إلى حكم الديكتاتور مرة أخرى. وحتى لا أظلم الشعب المصري ككل، أقول: إن الدكتور محمد مرسي رئيس مصر الشرعي، وبعض أركان نظامه، وعدد كبير من مؤيديه، هم القطاع أو الشريحة من الشعب المصري التي نجت من محرقة النظام التعليمي المتخلف في مصر، وإن الجنرال المنقلب عبدالفتاح السيسي، والغالبية العظمى من أركان نظامه، والنسبة الكاسحة من مؤيديه، هم نتاج هذا النظام التعليمي الذي انهار على يد أنظمة حكم العسكر الديكتاتورية المتخلفة. فرغم كل الانتقادات التي توجه للرئيس العراقي الراحل صدام حسين (في النهاية كان مدنيا وليس عسكريا)، فإن من الأمور التي لم يغفرها أعداؤه وأعداء الأمة، أنه قام بالقضاء على الأمية والجهل في بلاده في بضع سنين، وبنى قاعدة عريضة من العلماء العراقيين منتشرين الآن في كل مكان في العالم ما عدا العراق!! الخلاصة: الطغاة والمستبدون ينتشرون على مساحة عريضة من الجهل والتجهيل لشعوبهم، ومساحة تأييد نظام السيسي في مصر هي مساحة الجهل والتخلف في أرض الكنانة، ولا حل لمصر أو الأمة ككل إذا أرادت النهوض والعودة مرة أخرى لقيادة العالم سوى بالاهتمام بالتعليم واعتبار الاجتهاد الفريضة الغائبة لدى المصريين بل وعموم المسلمين في كل بقاع العالم. • Sharkawi.ahmed@gmail.com

بعد النيل.. هل تذهب سيناء ؟!

اليوم نستكمل معكم بقية الحكاية التي بدأناها في خاتمة المقال السابق عن أطماع اليهود في سيناء منذ قرون طويلة، فهي بالنسبة لهم في قلب العقيدة الصهيونية، لدرجة أن تيودور هرتزل -مؤسِّس الصهيونية العالمية- أطلق عليها...

بعد النيل.. هل تذهب سيناء؟! (1-3)

يبدو من المرجح حالياً أن أزمة سد النهضة لن تجد حلاً، وأن السد سيتم تشغيله، وأن ملء بحيرة السد سيحجب كمية كبيرة من حصة مصر في مياه النيل، لكن ماذا عن شبه جزيرة سيناء؟! يلاحظ...

ترمب مجدّداً.. أم بايدن؟!

السؤال الذي يتردد بكثافة في أوساط الأميركيين، وربما في أنحاء العالم في الوقت الحالي هو: هل يفوز الرئيس الجمهوري دونالد ترمب بقترة رئاسية ثانية تمتد حتى 2024؟ أم يتمكن غريمه الديمقراطي جو بايدن من هزيمته...

شبح ريجيني في القاهرة!

رغم مرور 4 أعوام ونصف العام على وفاة الباحث الإيطالي جوليو ريجيني الغامضة بالقاهرة، لا تزال ملابسات وظروف الوفاة غير معروفة، ويبدو أن صبر الحكومة الإيطالية نفد، وبدأت تطالب القاهرة بردود حاسمة وتوضيحات مقبولة، فقد...

عندما تنظر أميركا في المرآة

من منّا لا يعرف قصة سندريلا والأقزام السبعة، كلّنا تربّينا عليها، وتعاطفنا مع السندريلا التي كان عليها أن تتقبّل قهر وظلم زوجة أبيها وبناتها المتعجرفات، حتى تأخذنا القصة للنهاية الجميلة حين تلتقي السندريلا بالأمير، فيقع...

أرض العميان (2-2)

أحد أصدقائي أوشك على الانتهاء من كتابة رواية طويلة عن أحوال المعارضة المصرية في الخارج منذ 2013م، وقد اقترحت عليه اسماً للبطل الرئيسي لروايته، وهو معارض ليبرالي يسحق الجميع من أجل مصالحه الشخصية الضيّقة. اقترحت...

أرض العميان (1-2)

عندما تغيب المنافسة العادلة أو تكون محدودة، هل يمكن أن تعرف الصحافي الجيد أو الكاتب الأكثر براعة أو الأجزل في العبارة، أو الأغزر إنتاجاً، أو الأعمق فكراً، أو الأفضل أسلوباً؟! كيف ستعرفه إذا لم تتوافر...

الميكافيلليون الجدد!!

في جامعة القاهرة في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، كنت مندفعاً في دراسة العلوم السياسية، وكنت قرأت كتاب «البرنس» لميكافيللي قبل دخول الجامعة، ولم يعجبني! دخلت في مناقشات جادة وأحياناً حادة مع أساتذة درسوا في الجامعات...

حصن الحرية.. «بوسطن جلوب» نموذجاً (2-2)

بعد المعركة الصحافية الشهيرة التي خاضتها صحيفة «بوسطن جلوب» خلال عامي 2001 و2002، والتي انتهت باستقالة الكاردينال لاو رأس الكنيسة الكاثوليكية في عموم أميركا، ترسخ اعتقاد لدى مواطني مدينة بوسطن من الكاثوليك، أن الصحيفة الأكبر...

الصحافة والكتابة.. في زمن «كورونا» (2-3)

ليالي زمن «كورونا» تمرّ بطيئة وطويلة، لكنها ليست كذلك لمن يقرأون طوال الوقت حتى يستطيعوا الكتابة الأديب المصري الفذّ مصطفى لطفي المنفلوطي، كتب في بداية القرن العشرين أن الكاتب يشبه «عربة الرشّ» وهي عربة كانت...

الصحافة والكتابة.. في زمن «الكورونا» (1-3)

لا أخفي عليكم، أن الكتابة وفق مواعيد محددة مسألة مرهقة، في بعض الأحيان لا توجد فكرة واضحة للمقال، أو يصاب الكاتب بالحيرة في الاختيار بين أكثر من فكرة، وفي أحيان أخرى يقترب موعد تسليم المقال،...

قلاع الحريات الأميركية (2-3)

الصحف الأميركية هي قلاع حقيقية تصون الحريات العامة فى البلاد، هذه حقيقة يفتخر بها الأميركيون على بقية أمم الأرض. في عالمنا العربي تختفي تلك القلاع، فيحدث أن تتجرأ النظم المستبدة على تلك الحريات، وتعصف بها...