


عدد المقالات 198
«الرؤية السطحية» التي يروّجها أنصار قمع الشعوب من الطغاة المستبدين ومن يشايعهم، تحاول تشويه الثورات والانتفاضات الشعبية ضد الظلم والاستبداد والطغيان، وتجد بعض المتنطعين يردد كالببغاء: «ماذا جنت الشعوب من الثورات سوى الخراب والدمار والبؤس والتشريد». هذا الخطاب يحمل في ظاهره الرحمة بالشعوب، لكنه يستبطن لها العذاب واستمرار القهر والظلم والطغيان، وهو ما لم يقره الشرع والدين والفطرة الإنسانية السليمة. إن النظرة المتعمقة لتطورات أحداث الموجة الثانية من موجات الربيع العربي في السودان والجزائر تكشف أن العقل الجمعي للشعوب أدرك زيف تلك المقولات وسطحيتها، واستوعب خطورة التحالف بين الطغاة والمنتفعين منهم، وتعلم من دروس الموجة الأولى التي أجهضها هذا الخطاب البائس لهذا التحالف غير المقدس ضد آمال الشعوب، وحقها المشروع في الحرية وإسقاط الظلم والطغيان. الرؤية الأكثر عمقاً تؤكد أن وراء كل محنة منحة، وأن قدر الله كله خير للإنسان، يُحكى أن عاصفة شديدة هبت على سفينة في عرض البحر فأغرقتها، ونجا بعض الركاب، وكان من بينهم رجل ألقت به الأمواج الهائلة على شاطئ جزيرة مهجورة، ما كاد الرجل يفيق من إغمائه ويلتقط أنفاسه، حتى سقط على ركبتيه، وطلب من الله المعونة والمساعدة، وسأله أن ينقذه من هذا الوضع الأليم. مرت عدة أيام كان الرجل يقتات فيها على ثمار الشجر وما يجمعه من الأسماك التي يلقيها البحر إلى الشاطئ، أو الحيوانات والأرانب التي تعيش على تلك الجزيرة، بينما يشرب من جدول مياه قريب، وينام في كوخ صغير، بناه من أعواد الشجر ليحتمي فيه من برد الليل وحر النهار. وذات يوم، وبينما يعد الغداء، أخذ الرجل يتجول حول كوخه ريثما ينضج طعامه، لكنه عندما عاد فوجئ بأن النار امتدت من الموقد لتلتهم كل ما حولها، فأخذ يصرخ لماذا يا رب؟!!.. لماذا يا رب؟!! حتى الكوخ احترق لم يعد يتبقى لي شيء في هذه الدنيا بعد غرق السفينة التي كانت تضم الجميع معاً، والآن أيضاً يحترق الكوخ الذي أنام فيه!! لماذا يا رب كل هذه المصائب تأتي علىّ؟!!! نام الرجل من الحزن وهو جوعان، ولكن في الصباح كانت هناك مفاجأة في انتظاره، إذ وجد سفينة تقترب من الجزيرة، وينزل منها قارب صغير لإنقاذه، أما الرجل فعندما صعد على سطح السفينة أخذ يسألهم كيف وجدوا مكانه فأجابوه: لقد رأينا دخاناً، فعرفنا أن شخصاً ما يطلب الإنقاذ. وهكذا فإن الرؤية السطحية للأمر لا ترشدك إلى الحقيقة، والمعنى والدلالة لما يواجهك من متاعب. ويقيني أن ما تمر به بلادنا حالياً من محن وأزمات هو بداية جديدة لمرحلة أخرى في تاريخها العريق. ربما نرى التغيير الكبير في المنطقة خلال حياتنا وأعمارنا، وربما لا نراه، لكن المؤكد أن التغيير قادم قادم قادم، وأنه رغم مرارة الألم والمعاناة التي تواجهها الأمة في هذا المخاض العسير، فإن المولود الجديد يستحق كل تلك المعاناة. هل رأيتم يوماً ولادة بدون ألم؟! هل رأيتم نور الفجر يبزغ يوماً سوى من قلب الظلمة والعتمة. إنها سنة الله في كونه، ولكن «خلق الإنسان من عجل» صدق الله العظيم.
اليوم نستكمل معكم بقية الحكاية التي بدأناها في خاتمة المقال السابق عن أطماع اليهود في سيناء منذ قرون طويلة، فهي بالنسبة لهم في قلب العقيدة الصهيونية، لدرجة أن تيودور هرتزل -مؤسِّس الصهيونية العالمية- أطلق عليها...
يبدو من المرجح حالياً أن أزمة سد النهضة لن تجد حلاً، وأن السد سيتم تشغيله، وأن ملء بحيرة السد سيحجب كمية كبيرة من حصة مصر في مياه النيل، لكن ماذا عن شبه جزيرة سيناء؟! يلاحظ...
السؤال الذي يتردد بكثافة في أوساط الأميركيين، وربما في أنحاء العالم في الوقت الحالي هو: هل يفوز الرئيس الجمهوري دونالد ترمب بقترة رئاسية ثانية تمتد حتى 2024؟ أم يتمكن غريمه الديمقراطي جو بايدن من هزيمته...
رغم مرور 4 أعوام ونصف العام على وفاة الباحث الإيطالي جوليو ريجيني الغامضة بالقاهرة، لا تزال ملابسات وظروف الوفاة غير معروفة، ويبدو أن صبر الحكومة الإيطالية نفد، وبدأت تطالب القاهرة بردود حاسمة وتوضيحات مقبولة، فقد...
من منّا لا يعرف قصة سندريلا والأقزام السبعة، كلّنا تربّينا عليها، وتعاطفنا مع السندريلا التي كان عليها أن تتقبّل قهر وظلم زوجة أبيها وبناتها المتعجرفات، حتى تأخذنا القصة للنهاية الجميلة حين تلتقي السندريلا بالأمير، فيقع...
أحد أصدقائي أوشك على الانتهاء من كتابة رواية طويلة عن أحوال المعارضة المصرية في الخارج منذ 2013م، وقد اقترحت عليه اسماً للبطل الرئيسي لروايته، وهو معارض ليبرالي يسحق الجميع من أجل مصالحه الشخصية الضيّقة. اقترحت...
عندما تغيب المنافسة العادلة أو تكون محدودة، هل يمكن أن تعرف الصحافي الجيد أو الكاتب الأكثر براعة أو الأجزل في العبارة، أو الأغزر إنتاجاً، أو الأعمق فكراً، أو الأفضل أسلوباً؟! كيف ستعرفه إذا لم تتوافر...
في جامعة القاهرة في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، كنت مندفعاً في دراسة العلوم السياسية، وكنت قرأت كتاب «البرنس» لميكافيللي قبل دخول الجامعة، ولم يعجبني! دخلت في مناقشات جادة وأحياناً حادة مع أساتذة درسوا في الجامعات...
بعد المعركة الصحافية الشهيرة التي خاضتها صحيفة «بوسطن جلوب» خلال عامي 2001 و2002، والتي انتهت باستقالة الكاردينال لاو رأس الكنيسة الكاثوليكية في عموم أميركا، ترسخ اعتقاد لدى مواطني مدينة بوسطن من الكاثوليك، أن الصحيفة الأكبر...
ليالي زمن «كورونا» تمرّ بطيئة وطويلة، لكنها ليست كذلك لمن يقرأون طوال الوقت حتى يستطيعوا الكتابة الأديب المصري الفذّ مصطفى لطفي المنفلوطي، كتب في بداية القرن العشرين أن الكاتب يشبه «عربة الرشّ» وهي عربة كانت...
لا أخفي عليكم، أن الكتابة وفق مواعيد محددة مسألة مرهقة، في بعض الأحيان لا توجد فكرة واضحة للمقال، أو يصاب الكاتب بالحيرة في الاختيار بين أكثر من فكرة، وفي أحيان أخرى يقترب موعد تسليم المقال،...
الصحف الأميركية هي قلاع حقيقية تصون الحريات العامة فى البلاد، هذه حقيقة يفتخر بها الأميركيون على بقية أمم الأرض. في عالمنا العربي تختفي تلك القلاع، فيحدث أن تتجرأ النظم المستبدة على تلك الحريات، وتعصف بها...