


عدد المقالات 129
في التاريخ الحديث أطلقت فرنسا -التي استعمرت سوريا بين عام 1920/1946م- هذا الاسم «علويون» على تلك الأقلية من ساكني الجبل (وربما كان بعضهم من ساكني المدينة أيضاً) ممن كانوا يقدسون علياً، وينتمون إليه فكرياً وعقائدياً، ويمارسون طقوساً وتقاليد دينية تتركز كلها حول الولاء لعلي وأولاده من أهل البيت، والبراء من أعدائه، ومن ناصبه العداء تاريخياً من الأمويين ومن غيرهم، فكل من يؤمن بعلي (ويقدسه، ويقول بأحقيته بالخلافة التي يعتقدون باغتصابها من قبل الخلفاء الراشدين الآخرين المعروفين عند أهل السنة.. ) هو بالضرورة إنسان منتم دينياً وعملياً إلى هذه الطائفة، وهو من «الإخوان العلويين»، وأحياناً قد يكون الانتماء تقليديا قدريا ذاتيا لا خيار للمرء فيه فقط، لكونه ولد في بيت علوي، ونشأ وتربى في بيئة ثقافية علوية، مع أنه قد لا يكون مؤمناً بأفكارهم ومعتقداتهم وأعرافهم وطقوسهم البسيطة، بل ربما قد يكون علمانياً ولادينياً أيضاً. المهم أن هناك فرقاً بين المصطلحين المطلوقين على هذه الطائفة، والأصح بالطبع هو مصطلح «النصيريون»، وهذا ما لا ينكره العلويون أنفسهم إطلاقاً، بل هم دائماً يتطلعون للسلف الصالح القديم من الآباء الأوائل المؤسسين لمذهبهم الديني الباطني، حتى أن هناك كثيرين منهم -خاصة المطلعين على التراث القديم- يصرون على المناداة والتعريف بهم بصفة أنهم «نصيريون».. ولا تزعجهم صفة «العلوية»، فهم -على كل حال- من محبي علي، ومن شيعته الحقيقيين كما يقولون. ورغم أن تاريخ سوريا الحديث يشهد على وجود دور مهم بل وحيوي، ومشاركة فاعلة للعلويين (النصيريين) -مع باقي المكونات الدينية والمجتمعية السورية- في بناء وتكوين صورة ومشهد سوريا الوطن لكل أبنائه منذ ما قبل عهد الاستقلال عن الانتداب الفرنسي، وما تبعه من أحداث وتحولات ومتغيرات انطلقت من خلال انضمامهم إلى باقي جماعات الوطن في دفاعهم عن سوريا، ومشاركتهم الفاعلة بالثورة على المستعمر الفرنسي، ورفض كثير من نخبهم الانفصال عن سوريا الوطن، مع أن بعض أبناء الطائفة (ومنهم والد الأسد الأب، سليمان الأسد) طالبوا ودعوا فرنسا للعمل على فصل الساحل السوري عن جسد سوريا الأم، وإعلان قيام الدويلة الذاتي العلوي في تلك المنطقة الممتدة من حمص إلى طرطوس واللاذقية. ونفتح هنا هلالين لنقول بأن هذا الخيار «الأقلوي» الانتحاري لإقامة كيان علوي خاص قد عاد للبروز مجدداً في الآونة الأخيرة، بعد تفاقم الأزمة الوجودية للنظام السوري في مواجهة معظم أبناء شعبه، وباقي أبناء سوريا الثائرين حالياً ضد الفساد والاستبداد والقمع التي مثلها فكر وسلوك قادة ورموز هذا النظام العائلي الضيق. • ينشربالتعاون مع مشروع «منبر الحرية»
مر على النكبة 66 عاماً، اختلطت فيها آلام اللجوء مع الكفاح والثورات وأحلام العودة. فالنكبة بصفتها عملية اقتلاع شملت مصادرة الأراضي والمنازل واحتلال المدن وتدمير مئات القرى وسط مجازر وتهجير جماعي ومنع السكان المواطنين من...
كان الهدر بجميع جوانبه المادية والزمنية والنفسية سمة من سمات حقبة الاستبداد العربي طيلة أكثر من أربعين عاما، سحق المواطن سحقا ثقيلا وكبتت أنفاسه وتحول إلى جثة متحركة بجسم لا روح فيه، في عملية تشيؤ...
درج النظام السوري على تأخير وتأجيل (بهدف إلغاء) استحقاقات الإصلاح السياسي، وكل ما يتصل به ويترتب عليه من متعلقات ومتطلبات اجتماعية واقتصادية ومؤسساتية إدارية، وما يترتب عليه من تنمية إنسانية حقيقية تتحقق من خلالها تجسيد...
لقد أفرز الحراك العربي نقاشات عميقة حول مجموعة من المواضيع التي كانت تستهلك بشكل سطحي وبدون غوص في حيثياتها وأبعادها. ويعد من بينها المجتمع المدني كمفهوم متجدر في الغرب، فقد عرفه «توماس هوبز» في منتصف...
بعد أحداث طهران 2009 الدامية على إثر الانتخابات الإيرانية التي اتهم فيها المحافظون بالتزوير، وصعد الإصلاحيون -بقيادة حسين موسوي وكروبي- احتجاجاتهم مطالبين بإعادة الانتخابات التي قوبلت بالرفض القاطع من المحافظين الأمر الذي أثار شكوك الإصلاحيين...
قدم أحفاد كمال أتاتورك – مرة أخرى – درسا جديدا من دروسهم للعرب، فبعد أن نجحوا في إرساء دعائم دولة الحق والقانون، وبناء المؤسسات التي أهلت دولة تركيا للالتحاق بنادي الديمقراطيات ( معدل دخل الفرد...
.. شعب سوريا كما قلنا حضاري منفتح على الحياة والعصر، وعرف عنه تاريخياً وحضارياً، عشقه للعمل والإنتاج والتجارة والصناعة وغيرها من الأعمال.. وحضارة هذا البلد العريقة -وعمرها أكثر من7000 سنة- ضاربة الجذور في العمق التاريخي...
باعتقادي أن التسوية السياسية الكبرى المتوازنة المنتظرة على طريق المؤتمرات والتفاوضات المرتقبة عاجلاً أم آجلاً (مع الأمل أن يكون للسوريين أنفسهم الدور الرئيسي في بنائها والوصول إليها) التي تحفظ حياة وكرامة المواطن-الفرد السوري، وتعيد أمن...
لاشك بأن التغيير البناء والهادف هو من سمات وخصائص الأمم الناهضة التي تريد أن تتقدم وتتطور حياتها العمرانية البشرية والمجتمعية..وفي مجتمعاتنا ودولنا العربية والإسلامية عموماً المحمّلة بحمولات فكرية ومعرفية تاريخية شديدة الحضور والتأثير في الحاضر...
في خضم الثورات العربية أو ما يسمى بالربيع العربي يمكن القول إن صوت المثقف العربي خافت من جوانب عدة فبعد مرور حوالي سنتين على بدء هذا الربيع يحتاج المشاهد والقارئ وبالتالي المواطن العادي إلى تحليلات...
يسهل نسبياً الانتقال من حكومة ديمقراطية إلى أخرى ديمقراطية بواسطة الانتخاب، كما يسهل الانتقال من حكم ديكتاتوري إلى آخر مثله من خلال الانقلاب، إلا أن الثورات الشعبية التي لا تتضمن سيطرة جناح محدد على بقية...
هبت رياح التغيير على بعض الأقطار العربية منذ ما يربو عن سنتين من الآن، فصار مطلب الحرية والديمقراطية ودولة القانون يتردد على أكثر من لسان، وأضحى الالتحاق بنادي الديمقراطيات حلم الشعوب المنعتقة من نير النظم...