عدد المقالات 122
في رحلتي الأخيرة إلى جزيرة سنغافورة «المدينة الدولة» لم أستطع سوى أن أنبهر بما حققته هذه الدولة -الحديثة نسبياً– من تطور اقتصادي وتجانس ديمقراطي، هذه الدولة التي «أُسست» على طاولة عشاء السير ستامفورد رافلز لخدمة المصالح البريطانية ولم تتأسس تحت أي دافع وطني محلي قد ضمت مزيجاً إثنياً وعرقياً بشكل متجانس رغم مخالفة هذا المزيج للطبيعة العرقية لشبه الجزيرة الماليزية، فبين الصينيين والهنود والماليزيين وحتى بعض العرب نجد «خلطة» مجتمعية ودينية وسياسية غريبة، ولكنها رغم كل تناقضاتها ناجحة في الوقت نفسه، ولذلك فهي تختلف على سبيل المثال عن مدينة هونج كونج الحديثة والتي أسست هي الأخرى على أيدي الإنجليز. وربما تكون التجربة السنغافورية النادرة من «تقبل الآخر» والتعايش السلمي في كنف الديمقراطية الدافئ مثالاً يحتذى به في واقعنا السياسي اليوم، ففي وطننا «العربي» اليوم نجد ارتداداً لبعض مبادئ الربيع العربي ورجوع أنظمة ظنناها قد أُبيدت بأقنعة جديدة، فمن كان يتوقع أن تسيل أنهار الدم في مصر كنهر هائج في شوارع وأزقة القاهرة، ليس لاختلاف عرقي أو ديني بل لنظرة سياسية مختلفة، وقد يشبه ما يفعله وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي اليوم للتعامل مع الرأي السياسي الآخر بما فعله جوزيف ستالين في روسيا، حيث إن ستالين لم «يبد» شعبه للاختلاف في العقيدة أو الدين أو لسبب عرقي رغم المنع الرسمي للممارسات الدينية واختلاف الأعراق في الاتحاد السوفيتي، بل كان يقتل الآلاف لاختلافه معهم سياسياً، ولأن الغرب كان يحتاج للعم جو في حربه ضد المحور تمت الموافقة على شطب جريمة «القتل الجماعي لأسباب سياسية» من ضمن جرائم الإبادة الجماعية إلى اليوم، الشيء الذي جعل من الغرب أناساً «يشجبون ويستنكرون» فحسب دون أي إجراء «جنائي» دولي يحمي المصريين من قمع «السي ستالين» والفلول. الرأي الأخير... لقد حذر الفريق السيسي من مثل هذه المقالات في خطابه الأخير، ولا يمكنني أن أتخيل كاتباً من كتاب مصر الذين تعلمنا منهم الكثير في العمل الإعلامي لا يستطيع اليوم وبعد ثورة 25 يناير أن ينتقد الجيش فأي تحول ديمقراطي هذا؟ لا شك لدي بأن المسيرات ستستمر، وخطاب «السي ستالين» لم ولن يغير الشيء الكثير، فهل يفيق هو ومن معه إلى أن الحل الوحيد هو في الحوار السلمي وفك أسر السجناء وحقن دماء الأبرياء؟ أم أن سيل الدماء سيستمر حتى يهدم جدار العناد العسكري؟ (الديكتاتور هو من يحرر نفسه، ويستعبد الآخرين) إلى اللقاء في رأي آخر
استكمالاً لمقالات سابقة كتبتها عبر السنوات الماضية عن «شوارع DC» و»شوارع باريس»، وأسرار تلك المدن التي زرعت فيها من خلال مصممي تلك المدن، اليوم أستكمل تلك السلسلة بمقالي عن «شوارع اسطنبول». اختار الإمبراطور قسطنطين عاصمته...
بدأت مع أداء الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب اليمين الدستورية، وتسلمه سدة الرئاسة في تمام الساعة 12 وخمس دقائق بتاريخ 20 يناير، وحتى كتابة هذا المقال، حالة من اليأس والفوضى تعمان مدناً كثيرة داخل الولايات...
في عالم العمليات العسكرية الحديثة لا يمكن لنا أن نتجاهل أهمية العمل المشترك لتحقيق الأهداف المرجوة، والتي تعتمد على المركزية في القرار، واللامركزية في صلاحيات التنفيذ وأدواته، أو بالمصطلح العسكري «قدرات التنفيذ»، ومن ضمن أسس...
لقد اعتدنا في تاريخ القتال عبر العصور على وجود ٣ ساحات للقتال فإما على الأرض أو في البحر أو في السماء، ما أوجد الأسلحة المقاتلة المعروفة لدينا بالقوات البرية والبحرية والجوية، ولقد تطورت الأمور في...
إن السباق الانتخابي الجاري حالياً في الولايات المتحدة الأميركية بين المرشح الجمهوري اليميني المتطرف دونالد ترامب والديمقراطية هيلاري كلينتون ستبدأ مراحله الأخيرة هذه الأيام، ولربما تكون أبرز علامات هذه المرحلة والتي تستمر لشهرين حتى يوم...
كانت صور الطفل عمران، كسابقاتها من صور القتل والدمار من حلب وشقيقاتها التي انتهك إنسانيتها النظام السوري المجرم، قد وضعت علامة جديدة على درب حرب الإبادة في بلاد الشام، علامة يظنها البعض فارقة وبخاصة بعد...
لقد قامت مؤسسات بحثية عالمية وجامعات مؤخراً بالنظر إلى مكافحة خطر داعش من خلال منظور تهديد دولة الخلافة على حد تعبيرهم، وأن وجود دولة «إرهابية» مسيطرة على مصادر دخل مثل النفط والضرائب، وباسطة «سيادتها» على...
في مقال لي منذ عدة سنوات وفي زمن «الريس مبارك» كتبت بأن الجامعة العربية أصبحت عبئاً على ذهن وضمير المواطن العربي السويّ وإن إصلاح الجامعة العربية هو السبيل الوحيد لإنقاذ هذه المنظمة وإلا ستستمر هذه...
تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً مستندات يدعي ناشرها أنها مستندات رسمية لدى جهات التحقيق بالدولة، وللأسف فلقد قام آخرون بإعادة النشر دون اهتمام أو مراعاة للقانون أو سمعة الوطن، نعم للأسف يوجد منا من هم...
لقد صدم العالم مؤخراً بالقرار الجريء الذي اتخذه شعب المملكة المتحدة من خلال أكبر استفتاء في تاريخ بريطانيا العظمى بالخروج من منظومة الاتحاد الأوروبي بشكل كامل وإلى الأبد في طلاق كاثوليكي لم تشهد بريطانيا طلاقاً...
في عالم السياسة الأميركية يوصف الرئيس الأميركي في شهوره الأخيرة بـ «البطة العرجاء» lame duck كناية عن عجزه عن التأثير في السياسات الهامة الأميركية والمبنية على المصالح المتبادلة لكونه في طريقه نحو بوابات البيت الأبيض...
استحوذ انتشار مقطع فيديو مصور لضباط أميركيين يتصرفون بشكل غير لائق أمام علم دولة قطر في معسكرهم، على اهتمام العالم في الأيام الماضية، وبالمقابل فإن ردة الفعل الوطنية كما أشار الأخ رئيس تحرير العرب في...