


عدد المقالات 188
جاء زلزال انشقاق السفير السوري في العراق نواف الفارس والتصريحات التي أدلى بها حيال ما كان يقوم به نظام الأسد من عمليات تفجيرية في العراق خلال السنوات التي أعقبت احتلال بغداد، ليعيد الحديث مجددا عن سنوات الجمر والرصاص التي ذاق العراقيون ويلاتها طيلة سنوات خلت وما زال دخانها يتصاعد رغم الحديث عن استقرار أمني. ولعل الجديد القديم في قضية قتل العراقيين، أنها جاءت هذه المرة مدعمة بأقوال واحد من أبرز شهودها العيان، فالسفير السوري المنشق الذي تولى مهامه كسفير في بغداد في العام 2008، بعد أن بدأت عاصفة القتل الطائفي تهدأ قليلا، يمتلك من الأدلة الكثير عن تورط عصابات النظام السوري في تلك العمليات، كما أنها تعيدنا إلى التصريحات التي أطلقتها حكومة نوري المالكي في حينها واتهامها للنظام السوري بالوقوف وراء تلك العمليات، موقف لم يصمد بعد أن اندلعت الثورة السورية، عندما تناسى المالكي موقفه ذاك، وراح يكيل المديح للنظام السوري، معتبرا إياه عنصر توازن واستقرار في المنطقة. كما أن تصريحات الفارس أشارت إلى تورط الحكومة العراقية، من خلال معرفتها التامة، وفقا للسفير المنشق، بما فعلته عصابات بشار الأسد من عمليات قتل وتدمير للعراق وأبنائه، وسكوتها الطويل على كل تلك المجازر، بل استخدمتها كورقة سياسية وأمنية ضد خصومها، من خلال اتهامهم بتلك العمليات. وربما ليست هي المرة الأولى التي تشير فيها التقارير والتصريحات إلى تورط النظام السوري بدماء العراقيين، كما يتورط اليوم بدماء السوريين، ومن قبل بدماء اللبنانيين، وإنما هي المرة الأولى التي تضع هذه التصريحات، حكومة نوري المالكي على المحك. فهل يعقل بعد ما قاله الفارس أن يبقى موقف حكومة بغداد داعما لنظام الأسد؟ التصريح الوحيد والخجول الذي خرج من بغداد عقب تصريحات الفارس، كان على لسان مستشار المالكي، علي الموسوي، أشار فيه إلى أن حكومته ستلاحق الفارس، متهما إياه بأنه كان يسهل عملية عبور المقاتلين إلى العراق عندما كان محافظا لدير الزور على الحدود مع العراق. وتناسى مستشار المالكي أن الفارس لم يكن يعمل بمعزل عن نظام الأسد، بل كان أداة من أدواته، وإذا كان من متهم فهو النظام ذاته، وليس أدواته فقط. الغريب، والذي لا يبدو أنه بات غريبا، أن حكومة المالكي كانت تعرف جيدا حجم الإجرام الذي مارسه بشار الأسد ونظامه في العراق، واكتفت فقط بالتصريحات والإدانات، وحتى هذه تغيرت إلى تأييد وتشجيع ودعم مالي ولوجستي عندما انطلقت الثورة السورية المباركة، وطبعا هذا الغريب لم يعد غريبا عندما نعرف أن هناك منظومة واحدة تحرك هذه الأطراف سواء في بغداد أو دمشق، اسمها إيران. نعم لقد عبث النظام الأسدي بأمن العراق، ولكن ذلك لم يكن ليكون لو أن هناك حكومات عراقية كانت واعية ومدركة لحقائق الأمور وحريصة على أرواح العراقيين قبل كل شيء. وقلنا سابقا، إن القاعدة في العراق بعد العام 2006 تحديدا تحولت إلى واجهات لمخابرات إيران وسوريا، وهو ما يدعمه تقرير صادر عن دائرة المخابرات العراقية التي أنشأتها القوات الأميركية عقب الاحتلال برئاسة اللواء المستقيل محمد عبدالله الشهواني، عندما أشارت إحدى التقارير أن القاعدة تتعاون مع إيران وسوريا، مؤكدة أن هناك معسكرات لتدريب متطوعي القاعدة داخل إيران. اليوم لا بد أن يعاد فتح ملف القتل والتفجيرات التي ضربت العراق سنوات وسنوات، ويجب أن يكون هناك تحقيق دولي مستقل بتلك الجرائم، يضع النقاط على الحروف، ويجلب المجرم إلى العدالة، بغض النظر عن منصبه أو انتمائه. البرلمان العراقي، وإن كان يمثل رؤى كتله السياسية المتورط قسم منها في دم العراقيين، لا بد أن يكون له وقفه، يجب أن يستجوب رئيس الحكومة، وكافة القادة الأمنيين عن تلك الخروقات التي كانت تتم في بعض منها بعلم وتنسيق مع بعض الجهات العراقية، سوءا كانت حزبية أو أمنية. على الهيئات الوطنية في العراق، ممن لم تتلوث يدها بدماء أبناء شعبها، أن تبدأ حملة ملاحقة لكل من تورط بدماء الشعب العراقي، سواء أكانوا عراقيين أو غير عراقيين، فتصريحات السفير السوري المنشق، يجب أن تفتح الباب واسعا أمام متابعة وملاحقة كل هؤلاء القتلة، سواء أكانوا في دمشق أو بغداد أو طهران. حكومة المالكي التي مدت وما تزال حبل الإنقاذ لنظام طاغية دمشق، يجب أن تحاسب قبل غيرها، فهي أولا من فرط بحق العراقيين ودمائهم، وهي وقبل غيرها من حول العراق إلى ممر آمن لشحنات السلاح الإيراني المهربة لنظام الأسد.
في خبر ربما لم يتوقف عنده الكثيرون، أكد مصدر من ميليشيا «السلام» التابعة لمقتدى الصدر توصلهم إلى اتفاق مع «وزارة الدفاع» العراقية يقتضي بتمويل نشاطاتهم ودفع رواتب مقاتليهم عن طريق غنائمهم من المناطق الحاضنة لتنظيم...
لا يبدو من المنطقي والمبرر والواقعي أن تحشد أميركا 40 دولة معها من أجل ضرب مجموعة مقاتلة تنتشر بين العراق وسوريا، تحت أي مبرر أو مسوغ، فعدد المقاتلين وفقا لتقديرات الاستخبارات الأميركية لا يصل بأحسن...
نعم ضاعت صنعاء، ووصلت اليد الإيرانية الفارسية التي تحسن التخطيط إلى اليمن، واستولت جماعة الحوثي على اليمن، وباتت خاصرة شبه الجزيرة العربية وجنوبها بيد أنصار الله، أتباع الولي الفقيه في طهران، وصحا الخليج العربي على...
هاج العالم وماج وهو يسعى لتعزيز صفوفه في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولم يعد هناك من شغل يشغل وسائل إعلامه، سوى هذا الاسم المرعب الذي بث الخوف والهلع في نفوس قادة المجتمع...
هاج العالم وماج وهو يسعى لتعزيز صفوفه في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولم يعد هناك من شغل يشغل وسائل إعلامه، سوى هذا الاسم المرعب الذي بث الخوف والهلع في نفوس قادة المجتمع...
في زمن قياسي، أعلن حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي المكلف ليلة الاثنين، حكومته التي لم يطل انتظارها، كما كان الحال مع حكومة نوري المالكي السابقة التي احتاجت إلى عشرة أشهر وولدت بعد مخاض عسير وبولادة...
ربما لم يمر سُنة العراق بحالة من الحيرة والضيق السياسي كما يعيشونها اليوم، فهم ما بين مطرقة الموت الإيرانية ممثلة بحكومة بغداد وميلشياتها، وما بين سكين الضغوط الدولية التي تمارسها عليهم أطراف دولية بغية المشاركة...
انتفض العالم وتعالى صراخه بعد أن وزع تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية منشورات طالب فيها مسيحيي مدينة الموصل بمغادرة المدينة بعد أن رفضوا اعتناق الإسـلام أو دفع الجزية البالغة 80 دولارا للفرد البالغ سنويا، مع...
أشبه ما يكون بالمسرحية، دخل نواب الكتل البرلمانية، مع غيابات هنا أو هناك، إلى قبة برلمان لم يكن في يوم من الأيام فاعلا أو مؤثرا بقدر ما كان سببا للمشاكل والأزمات، وبعد شد وجذب، مع...
تتناول العديد من التقارير الغربية والعربية مآلات الأزمة العراقية وتضع العديد من السيناريوهات للأزمة والتي لا يصح بأي حال من ربطها بما جرى في العاشر من يونيو الماضي بعد أن سيطر مسلحون على العديد من...
لا يبدو أن الأزمة العراقية الأخيرة عقب سيطرة المسلحين على أجزاء واسعة من البلاد ستجد لها حلا قريباً في الأفق، فهي وإن كان البعض يعتقد بأنها ستنتهي فور الانتهاء من تسمية رئيس جديد للحكومة خلفاً...
نحو أسبوعين منذ أن اندلعت الثورة العراقية الكبرى والتي بدأت بمحافظة الموصل شمال العراق، ووصلت لتقف عند أبواب العاصمة بغداد في حركة يمكن قراءتها على أنها محاولة من قبل الثوار لإعطاء الحل السياسي فرصة للتحرك،...