alsharq

أحمد بن راشد بن سعيّد

عدد المقالات 189

سعد عبد الله الخرجي - المدير التنفيذي لمركز قطر للتطوير المهني 27 أكتوبر 2025
خطاب يرسم خريطة طريق
رأي العرب 29 أكتوبر 2025
الاستثمار في العنصر البشري

تركيا: الرجل لم يعد مريضاً!

19 أبريل 2017 , 01:17ص

كان يا ما كان، في آخر الزّمان، أنّ رجلاً كان مريضاً فتعافى، فغضبت عجوزٌ كانت ذات يوم سبباً في إمراضه حتى مزّقته إرباً إرباً، وطفقت تولول وتشقّ جيبها، وتدعو بالثبور، وعظائم الأمور، فلم تكن تتوقّع أن ينهض ذلك الرجل، ويصبح كياناً آخر يضجّ بالحيويّة، وتبدو عليه نضرة العافية. تلك مقدمّة تصلح لسرد حكاية أوروبا مع تركيا هذه الأيام. لقد تحوّل شأن محلّي تركي، وهو الاستفتاء على تعديلات دستوريّة، إلى قضيّة ساخنة شغلت القارّة العجوز التي استنفرت بعض حكوماتها للتشكيك في التعديلات، وتوجيه الاتهامات إلى الرئيس التركي، رجب طيّب أردوغان، بالسعي نحو تركيز السلطات في يده، والإجهاز على الديموقراطية في البلاد. الحملة التي سبقت الاستفتاء كانت متشنّجة وغير متّسقة مع الأعراف الدبلوماسية والمعايير القانونية، ولفتت الأنظار إلى ازدواجيّة المعايير الديموقراطية الغربية عندما يدخل «شيء» مسلم في قضيّة أو نقاش. لكنّ ما حدث بعد الاستفتاء، وهو ما كانت أوروبا تخشاه، كشف عن «الروح الصليبية»، كما أشار محقّاً الرئيس أردوغان، وهي الروح التي ظلّت ضاربة في عمق أوروبا منذ القرون الوسطى. لندع جانباً المواقف الرسميّة من نتيجة الاستفتاء، ولننظر مثلاً إلى بعض افتتاحيات الصحافة البريطانية التي كان يُفترض أن تكون أكثر توازناً، وألا تنساق خلف التاريخ والتصوّرات النمطيّة. صحيفة «الإندبندنت» قالت إنّ هزيمة المحاولة الانقلابيّة في العام الماضي كانت هزيمة «للتقليد العلماني في تركيا»، البلد الذي أصبح «دكتاتورية منتخبة»، و «انسحب من العالم الديموقراطي»، بحسب تعبير الصحيفة التي أضافت أنّ إقرار الاستفتاء سيدفع الرئيس أردوغان إلى مزيد من «إرهاب المحاكم، والصحافة، والأحزاب المنافسة»، مؤكّدةً أنّ حكمه «يُنظر إليه نظرة صحيحة بوصفه غير شرعي». صحيفة «الغارديان» زعمت أنّ «تركيا دخلت فصلاً جديداً مرعباً ولا يمكن التنبؤ به»، حيث سيؤدّي تطبيق التعديلات الدستورية إلى «إعادة تشكيل تركيا لتصبح سلطنة، بعد مرور قرن تقريياً على تأسيس أتاتورك الجمهوريّة على أنقاض الإمبراطورية العثمانيّة». وتضيف الصحيفة أنّ «تحوّل تركيا إلى الاستبداد اكتمل تقريباً الآن» مشيرةً إلى القيادة التركية بوصفها «متشدّدة دينيّاً أكثر من الديموقراطيين المسيحيين في أوروبا»، مستدلّة بقول أردوغان: «المساجد ثكناتنا، والقباب خوذاتنا، والمنارات رماحنا، والمؤمنون جنودنا». وفي ختام افتتاحيتها، توقعّت «الغارديان» أن «تنهض المقاومة» في تركيا داعيةً أوروبا إلى دعم «ديموقراطييها» الذين «يكافحون ببسالة من أجل القيم» في مواجهة رجل «متعطشّ للسلطة» ويعاني من «البارنويا»، وتسبّب في حال استقطاب في البلاد «ناشراً الرعب من خلال حملات تطهير واسعة النطاق» في أعقاب محاولة الانقلاب. مجلة «الإيكونومست» حذّرت عشيّة الاستفتاء من «انزلاق تركيا نحو الدكتاتورية»، وتتويج أردوغان سلطاناً عليها في القرن الحادي والعشرين. تركيا مهمّة، تضيف الإيكونومست، فهي المحرّك «للقوى السياسية التي تصوغ العالم، وكانت على مدى قرون المهد لإمبراطورية عظيمة»، واليوم تمثّل حالاً لاختبار «ما إذا كانت الديموقراطية يمكن أن تتوافق مع الإسلام السياسي»، وتختم بالقول إن نجاح الاستفتاء سيمكّن أردوغان من الحكم بوصفه «دكتاتوراً منتخباً». بعد ظهور النتيجة، وإعلان أردوغان الانتصار، علّقت «الإيكونومست» بالقول إنّه ليس «انتصاراً مقنعاً» بالنظر إلى أنّ نسبة الموافقة لم تزد على 51.5% مشيرةً إلى أنّ أردوغان «سيتجاهل الهامش الضئيل للنصر، ويصوّر الاستفتاء بوصفه علامة على تأييد قمعه». تعليقات كثير من الوسائط الصحافيّة الغربيّة غصّت بنعي الديموقراطية في تركيا، والزّعم أنّ التعديلات الدستورية ستقضي على نظام «الضوابط والموازنات» الذي يقيّد سلطات الرئيس . مفردات «السلطنة» و «الإسلام» و «التشدّد» مصحوبةً بالتعبير عن الخوف على إرث أتاتورك، تسيّدت الأعمدة. حتى «الغارديان»، الأكثر ميلاً إلى الآراء الليبرالية واليسارية، حفلت افتتاحيتها بلغة استشراقيّة، وهيمنت عليها «الإسلاموفوبيا». الحقيقة التي يتجاهلها المعادون للتجربة التركية أنّ حزب العدالة والتنمية الحاكم اختار وضع تركيا على المسار الصحيح نائياً بها عن المخاطر التي تهدّد ديموقراطيتها واستقرارها. الشعب التركي قال كلمته، وصوّت لمرحلة جديدة من تاريخ الجمهوريّة لا مكان فيها للتطرّف ولا التبعيّة، وكما خاطب أردوغان المقلّلين من شأن الاستفتاء: «فاتكم القطار وأنتم لا تشعرون»!

رسالة اعتذار من صهاينة الخليج

نحن الموقّعين أدناه نعتذر إلى الإنسانيّة عن تاريخنا؛ عن ثقافتنا المفخّخة بالعنف؛ عن سيرة أجدادنا الملّطخة بالدماء. نعتذر عن ما كانوا يسمّونه «الفتوح الإسلامية»، وما كانت سوى عمليات غزو واسترقاق، وإجبار للسكان الأصليين على دفع...

السكوت علامة العار

في البدء كانوا مجاهدين، ثم صاروا فدائيين، ثم مقاومين، وتدريجاً أصبحوا مسلّحين، فكان طبيعياً أن يصبحوا في نهاية اليوم، «إرهابيين»، ثم يُسدل الستار على الفاجعة، ولمّا تنته. يصبح الإسرائيلي ضحية، وتصبح أفعاله دفاعاً عن النفس...

اليمن: الانفصال انقلاب آخر

اليمن تاريخياً بلد واحد غير مقسّم، والتقسيم إضعاف لهذا البلد، وتشتيت لشعبه، وفتح أبوابه لتدخّلات عسكرية وقواعد أجنبية واضطرابات وحروب قد تكون أسوأ من وضعه إبّان الانفصال القديم في الستينيات والسبعينيات. وبينما يتّجه العالم إلى...

ابن الغلامي والكرتون!

حدّث سهم بن كنانة، قال: كان في القرن الخامس عشر بجزيرة العرب، رجل يزعم أنّه واحد دهره في الأدب، وأنّه أدرك من أسرار البيان، ما لم يدركه إنسٌ ولا جان، وقد اشتُهر بابن الغلامي، أو...

لن أتوقّف عن الصّمت!

علّمونا ونحن صغار أنّ «الصمت من ذهب»، وكان جدّي لأمّي يكرّر لي البيت: يموت الفتى من عثرةٍ من لسانِهِ/وليس يموت المرءُ من عثرة الرّجْلِ، وقديماً قال جدّنا أكثم بن صيفي: «الصمت حُكمٌ وقليلٌ فاعله». كبرنا،...

إذا كان الاستفتاء انقلاباً فالحياة هي الموت!

قبل الاستفتاء على التعديلات الدستورية في تركيا، وأثناءه وبعده، لم تتوقف جريدة الحياة اللندنية عن الهجوم على الحكومة التركية. كانت هذه الصحيفة معروفة إلى عهد قريب بحرصها على عدم إبراز أيديولوجيتها، وباستقطابها كتّاب رأي ليسوا...

كوني حرّة: كم من باطل أزهقته كلمة!

حدّث سهم بن كنانة، قال: في أواخر القرن الرابع عشر، قبل أن تُولد الفضائيات وتنتشر، ظهرت في جريدة اسمها «اليوم»، قصيدة أثارت كثيراً من اللوم، وكانت متحرّرة القوافي، واسم كاتبها حميد غريافي، وقد جاء في...

الأمير تميم: خطاب العقل في مواجهة الذين لا يعقلون

تسعى الخطابة السياسية عادةً إلى توحيد المواقف، وردم الفجوات، والتركيز على القواسم المشتركة. هذا هو لبّ الخطابة وفلسفتها عبر التاريخ: الدعوة إلى «التعاون»، وإحياء الروح الجماعيّة، وتغليب المصلحة العامة على الخلافات البينيّة. لكنّ ذلك لا...

الموصل: الموت على أيدي «المحرِّرين»!

كنّا نعرف أنّ «تحرير» الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، من قبضة تنظيم داعش سيكون دامياً، وكنّا نترقّب فقط مشاهد القتل الجماعي لأهل تلك المدينة بحجة تحريرهم من الإرهاب. لكن لم نكن نتوقع أنّ المجازرستثير في...

اليوم العالمي للنّوم!

حدّث سهم بن كنانة، قال: اعتراني ذات يوم السأم، وشعرت بأنواع الألم، وجفا عينيّ الكرى، وعادت صحّتي القهقرى، فراودتني الرغبة في الخروج، والاستئناس بين المروج، ودُللتُ على قرية تُسمّى «سراج»، شعارها «لدينا كلّ ما تحتاج»،...

أقوى من النسيان: التشنّج الأوروبي من الاستفتاء التركي

كان الرئيس التركي، أردوغان، محقّا في اتهامه عدداً من دول الاتحاد الأوروبي بالارتهان للفاشية والنازيّة إثر إلغاء ألمانيا عدداً من التجمّعات الانتخابيّة التي كان من المقرّر أن يحضرها وزراء أتراك في مدن ألمانيّة، ومنع هولندا...

«أرب آيدل»: فلسطين تعرف نجمها!

قُبيل إعلان اسم «الفائز» في برنامج «أرب آيدل» الذي تبثّه قناة إم بي سي، طار رئيس سلطة رام الله، محمود عبّاس، إلى بيروت، ليستقبل متسابقي البرنامج ولجنته التحكيمية، ويهمس للمطربة الإماراتية أحلام: «أنا متابعك منيح...