alsharq

د. سعيد حارب

عدد المقالات 133

عام من الثورات العربية.. ماذا تحقق؟

19 مارس 2012 , 12:00ص

باكتمال العام الأول من الثورة السورية تكون الثورات العربية قد أكملت عاما منذ انطلاقها في تونس مرورا بمصر وليبيا واليمن ثم سوريا التي ما زالت ثورتها مستمرة، فما الذي تحقق خلال عام الثورات؟ سؤال بات يتردد في مختلف أرجاء العالم العربي؟ والواقع أنه قبل البدء بالإجابة على هذا التساؤل لا بد من الإشارة إلى أن الثورات أو التحولات -بعبارة أدق- لم تقتصر على هذه الدول الخمس فقط، بل امتدت إلى دول أخرى لم تشهد بعضها ثورات مباشرة، بل شهدت حراكا سياسيا واستطاعت أن تتجاوب معه وتجتاز عقبة التغيير وهما دولتان فقط، المغرب والكويت، فرغم الحراك السياسي الذي وصل إلى الشارع فإن النخبة السياسية استطاعت أن تستوعب التحولات وأن تستجيب لها وتتعامل معها، فقامت بإدخال تعديلات جذرية وإجراء انتخابات ديمقراطية نزيهة وصعود قوى سياسية جديدة، بل وصل الأمر في المغرب إلى إجراء تعديلات دستورية وإعادة تنظيم السلطة والصلاحيات بين مختلف الأطراف، وقد استطاعت هذه الإجراءات في المغرب والكويت أن تستوعب التحولات، وأن تقود سفينة البلد إلى الاستقرار في محيط هادر بالتحولات، كما أن هناك مجموعة من الدول لم تستقر فيها الأوضاع بعد، فهي تشهد حراكا يرتفع تارة وينخفض أخرى، كما هو الحال في البحرين وموريتانيا والسودان والجزائر التي ستدخل انتخابات برلمانية جديدة ربما تفك حالة الاحتقان السياسي السائدة هناك، وربما تدخله في نفق جديد من الصراعات إذا تم الالتفاف على الانتخابات بالتزوير أو الإلغاء كما حدث عام 1990 عندما فازت جبهة الإنقاذ بـ%80 من الأصوات في الجولة الأولى من الانتخابات التي تم إلغاؤها وسيطر الجيش على مقاليد الدولة ودخلت الجزائر منذ ذلك الوقت في صراع داخلي أودى بحياة مئات الآلاف من الجزائريين؛ ولذا فإن انتخابات الجزائر ستكون مفصلا بين حالة الاستقرار أو الاضطراب، إن هذه الحالة تشير أن الثورات أو التحولات العربية لم تقتصر على الدول الخمس المباشرة لها، بل امتدت إلى أكثر من دولة، فما الذي تحقق؟ إن هناك من يعمد إلى إبراز بعض النتائج كالإشارة إلى تراجع مؤشرات الاقتصاد في دول الثورات ولجوئها إلى طلب المساعدة الخارجية أو الاقتراض من المؤسسات الدولية، كما يشيرون إلى حالة الانفلات الأمني وتعطل مؤسسات الدولة، كما يشيرون إلى صعود قوى سياسية يتخوفون منها، إضافة إلى حالة الاضطراب الاجتماعي وعدم الاستقرار في الحياة اليومية للإنسان، وغيرها من المشكلات التي برزت بعد هذه الثورات، والواقع أن أحدا لا يستطيع أن يجادل في هذه النتائج، لكن الناظر لحال دول الثورات العربية يجد أن عاما واحدا لا يمكن الحكم منه على نتائج ثورات عارمة اجتاحت دولا تكلست بالمشكلات منذ عقود، فالثورات حالة من التحولات تمر بها المجتمعات تحتاج إلى فترة من «النقاهة» لتستعيد عافيتها وحياتها، وعام واحد لا يكفي للحكم على هذه التحولات، فالثورة الفرنسية التي تعد أم الثورات استمرت عشر سنوات حتى استقرت واحتاجت إلى سنوات طويلة أخرى حتى تعطي نتائجها فالثورات ليست «انقلابا» تسقط حاكما وتأتي بغيره كما فعل بعض «الانقلابيين» العرب الذين قاموا بمغامراتهم العسكرية ليلا وسيطروا في الصباح على مقاليد الدول ثم تفرغوا بعد ذلك لإعادة ترتيبها، فالثورات تحول اجتماعي عام يعيد صياغة بناء المجتمع والدولة، وهي حالة لم يشهدها العرب، ففي عصورهم المتأخرة فقد كانوا يعيشون بين أنظمة مستقرة، وأنظمة ينقلب بعض عساكرها على الحاكم ليقيموا في اليوم الثاني نظام الفرد المستبد تحت مسمى الثورة، ولذا فإن مفهوم الثورة في العقلية العربية تعني التحول السريع الذي يقوم به «مغامرون» ليستولوا على الحكم ويصبحوا قادة الثورة، أو يصبحوا «خونة» حال فشلهم!! أما الثورات العربية المعاصرة فلم يشهدها العرب في تاريخهم الطويل، بل كانوا يسمعون عنها أو يقرؤون كتب التاريخ التي تذكرها أو يشاهدونها على شاشات التلفزيون كما حدث في الثورات الشعبية التي مرت بها دول أوروبا الشرقية في التسعينيات الماضية، ولذا فإن كثيرا من العرب يحكمون على هذه الثورات من خلال معرفتهم الذهنية لا من خلال الممارسة العملية، أما الأمر الآخر فإن دول الثورات العربية لم تشهد نظاما مستقرا، فهي تحكم بحكومات انتقالية تمهد للمرحل القادمة بما في ذلك إعادة بناء الدولة ومؤسساتها بدءا من صياغة دساتير جديدة وانتهاء بتحديد دور كل فرد في المجتمع، وتلك عملية تحتاج إلى سنوات طويلة لإتمامها، بقي بعد ذلك أن نجيب على السؤال بأسئلة أخرى، هل كان الاقتصاد سيكون أفضل لو بقيت الأنظمة السابقة؟ وهي التي بقيت عشرات السنين دون أن تقدم شيئا يذكر!! ألم تعقد حلفا بين السياسة والمال فأباحت المال العام لسيطرة رجال الأعمال المتحالفين معها فعاث الفساد في اقتصاد دولها، وتراكمت ديونها كما تراكمت الأعباء الاقتصادية على مواطنيها؟ بالمقابل ألم تحقق تلك الدول إنجازا بوقف نهب أموال الدول، وتقليص يد الفساد، وتحقق متنفسا من الحرية بعد أن كان مواطنوها يخشون أن يتحدثوا مع أنفسهم في أي شأن عام؟ ألم يصبح للمواطن كلمة يقرر فيها مصيره من خلال القنوات المشروعة بعد أن كان مسمارا في ترس النظام؟ إن هناك العشرات من الأسئلة التي تطرح نفسها مقابل السؤال عما حققته ثورات العرب، لكن كل تلك الأسئلة والمقابل لها لا يمكن الإجابة عليها حتى يمر وقت من الزمن نستطيع فيه أن نسأل ماذا حققت الثورات العربية؟ لأننا لا نستطيع أن نطلب ممن ولد بالأمس أن يمشي في اليوم الثاني من ولادته!! drhareb@gmail.com ?

بين «داعش» ودايتون!!

هل تكون «داعش» أو ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام، سبباً في حل المعضلة السورية؟ للإجابة على ذلك تذكروا اتفاق «دايتون» الذي أنهى الحرب في البوسنة والهرسك، فقد بدأ القتل في البوسنة في أبريل...

وجاء دور الإباضية

يبدو أن محرقة الصراعات الطائفية والمذهبية لن تدع أحدا في بلاد العرب والمسلمين، فهذه المحرقة التي تضم تشكيلة من الصراعات التي لم تشهد لها الأمة مثيلا إلا في عصور الانحطاط والتخلف عادت مرة أخرى تقذف...

محاكم التفتيش «الإسلامية»!!

تتوقف ثلاث شاحنات خالية، يتقدم أحدهم حاملا رشاشا بيده، يلتفت إلى الشاشة لتبدو هيئته المتجهمة التي يكاد الشرر يتطاير منها، وتلف وجهه لحية كثة كأنه أراد من هذه الالتفاتة أن يبرز هويته، ثم يتجه إلى...

عندما يصبح الإنسان رقماً!

تعودت أن أتصل به كلما احتجت لحجز تذكرة سفر، كان يبذل أقصى جهده من أجل الحصول على أفضل العروض بأقل الأسعار، وانقطع التواصل معه بعد دخول التكنولوجيا في حجز التذاكر، بل في كل إجراءات السفر،...

خطوة إلى المستقبل.. أيها العرب

ما هو مستقبل العرب؟ سؤال يبدو مشروعا ونحن ندخل عاما جديدا، حيت تتمثل الإجابة في أن الواقع الحالي لا يمثل النموذج الذي يصبو له العرب ولا يتناسب مع معطيات الحاضر، فإذا كان الأمر كذلك فلا...

هل ما زال «خليجنا واحداً»؟!

سيكون عام 2013م من أكثر الأعوام تأثيرا على الخليج العربي، فلأول مرة منذ إنشاء مجلس التعاون الخليجي، يشعر الخليجيون أن «خليجهم ليس واحدا»، فقد بدا واضحا حجم الخلافات بين دوله الأعضاء، فعلى الرغم من البيانات...

عام مضى.. عام أتى.. ما الجديد؟!

بعد أيام سندخل عاما جديدا وحالة العالم «لا تسر عدواً ولا صديقاً»، فقد ازداد فارق الفقر بين الدول، كما ازدادت مشكلاتها وحروبها، وتلويثها للبيئة، وقضائها على الطبيعة، وتقسم العالم إلى شرق وغرب وشمال وجنوب، بل...

رمح الأمة

«خلال حياتي نذرت نفسي لكفاح الشعب الإفريقي، لقد كافحت ضد سيطرة البيض وكافحت ضد سيطرة السود واعتززت دوماً بمثال لمجتمع ديمقراطي حر يعيش فيه كل الناس معاً في انسجام وفرص متساوية، إنه مثال آمل أن...

قمة الكويت.. وتطلعات الخليجيين

بدعوة كريمة من وزارة الإعلام بدولة الكويت الشقيقة، شاركت مع عدد من الزملاء في زيارة الكويت ولقاء بعض المسؤولين الكويتيين، حيث خرجت الكويت من قمة ناحجة هي القمة العربية الإفريقية، وهاهي تحتضن غدا القمة الخليجية...

البلد المجهول!

أشرت في مقال الأسبوع الماضي إلى أيام مجلس التعاون في السويد، ذلك البلد المجهول لكثير من سكان المنطقة رغم التواصل المبكر بين العرب والبلاد الإسكندنافية ومن بينها السويد التي وصلها الرحالة السفير ابن فضلان عام...

أيام التعاون في السويد

شهدت العاصمة السويدية –ستوكهولم- خلال الأسبوع الماضي حضورا خليجيا تمثل في أيام مجلس التعاون في السويد، حيث شارك مجموعة من الدبلوماسيين والباحثين والأكاديميين الخليجيين يرأسهم أمين عام مجلس التعاون الخليجي، في حوار مع نظرائهم السويديين،...

إكسبو

تستعد مدينة دبي بعد غد لتلقي نبأ مهما في مسيرة تطورها، إذ ستقرر اللجنة الخاصة بمعرض إكسبو الدولي، المدينة المؤهلة لاستضافة دورة المعرض المقررة عام 2020، حيث تتنافس أربع مدن على استضافة المعرض، وهي مدينة...