alsharq

سيد أحمد الخضر

عدد المقالات 65

فاتكم القطار يا قادة دمشق

18 نوفمبر 2011 , 12:00ص

في كل مرة يتأكد زيف الحكمة التي طالما وصف بها القادة العرب. دائما وبدون مناسبة يفرط الإعلام الرسمي في إسباغ الحكمة والحنكة والفطنة على زعماء المنطقة، لكن التجربة تثبت عكس ذلك. تؤكد الأحداث أن حكام الأمة المجيدة رغم سنيهم الطويلة في الحكم لم يكتسبوا أي مؤهلات سياسية تمكنهم من استشراف خطر أو اتقاء ضرر. كانت الخمسين سنة التي قضاها الرئيس التونسي في خدمة البلد من دون فائدة؛ حيث لم تكسبه نضجا ولا وعيا يتحسس من خلاله حركة الشارع.. ظل يتقلب في بلادته حتى زحفت عليه الجماهير فهرب صاغرا. بيد أن بن علي كان أكثر حكمة من مبارك فقد نجا ببدنه على الأقل، بينما أسرف الأخير في العناد لينتهي به المطاف في قفص مسجىً على سرير. لم يستفد مبارك أيضا من خدمة مصر أكثر من ستين عاما. وفيما يعكس وجود مناعة عند الرؤساء العرب ضد الفهم والاعتبار، كان مصير القذافي أكثر فظاعة فقد قتل على يد فتية من شعبه كان أمعن من قبل في الفتك بذويهم. لم يُتح له القدر حتى التهريج والهذيان في المحاكم، فظل يتنقل من زنقة إلى أخرى حتى زارته المنية متخفيا في أنبوب لتصريف المياه. كان ملك ملوك إفريقيا وعميد الحكام العرب وخليفة المسلمين الأعظم، لكنها ألقاب مملكة في غير موضعها.. لم يكن شيئا يذكر. المشهد الأبله يتكرر في سوريا، فثقافة بشار وسعة اطلاعه وشجاعته غابت عن تعاطيه مع الاحتجاجات التي شهدتها بلاده.. يرى الحكام العرب يتدحرجون نحو الحضيض كل يوم، لكن وعيه أقصر من أن يلهمه الاعتبار. لقد خيل للنظام السوري أنه محصن ضد كل عوامل السقوط بما أنه لاعب مهم في أمن إسرائيل، ولديه تأثير بالغ في لبنان ويتواجد باستحياء في العراق. ليس هذا بالفهم الخاطئ، لكنه وُظف بطريقة ساذجة جدا، فبدل استخدام هذه الأدوات في منع التدخل الأجنبي والتفاوض على بقاء النظام لحين ضمان انتقال هادئ للسلطة، اعتقد قادة دمشق أن بإمكانهم إعادة إنتاج الفظاعات التي ارتكبوها في حماة على حين غفلة من العالم. لقد اعتمد بشار الأسد على أنه ألطف جار عرفته إسرائيل على مر التاريخ، ولم يخطر بباله أن العالم تغير ولم يعد بالإمكان السكوت عن طحن آلاف المدنيين بالدبابات، لمجرد أنهم طالبوا بالتغيير. نسي الأسد أن إسرائيل لا يمكنها الاعتماد على خدماته عندما يصيبه الوهن. حاليا لم يعد البعث يستطيع حماية دولة اليهود ولم يعد يملك تأثيرا يذكر في لبنان بعد أن شغلته همومه. كذلك ما عاد بوسع العالم التصامم عن صرخات المواطنين الأبرياء.. انهارت مقومات البقاء إذن وحانت مرحلة السقوط. إن قسطا ولو ضئيلا من الحكمة كان يمكن أن يبعد سوريا عن التدخل الأجنبي الذي بات مسألة وقت لا أقل ولا أكثر، لكن الاستكبار المتجذر في البعث لم يدع أي مجال لإعمال العقل. قُضي الأمر، فالجامعة العربية عندما تتكلم عن الاتصال بالمنظمات المعنية إذا لزم الأمر، فهذا يعني أن جيوش الغرب على الأبواب. فاتكم قطار النجاة يا قادة دمشق، ولن تجدي اللهجة المنكسرة التي تحدث بها أخيرا وزير الخارجية وليد المعلم. الآن لا يملك النظام القدرة على ضبط الأمور في الوقت الذي يتيح فيه هامشا من الحريات. إن أي انفراجة في التعاطي الأمني تعني أن المتظاهرين سيحتلون المؤسسات الرسمية، وربما يدخلون القصر على الرئيس. وبما أن السلطات لن تقبل هذا التطور ستكون مواصلة القتل هي الحل المتاح. ويعني هذا أن دمشق لم تنفذ المبادرة العربية، التي ستشرع لاحقا الاستعانة بكل السبل لحماية المدنيين.

.. ومن فوض العرب؟

حكومة رجب طيب أردوغان فوضها البرلمان التركي بأغلبية كبيرة لتحريك الجيش «للدفاع عن نفسه ضد الهجمات الموجهة إلى بلدنا من قبل مجموعات إرهابية في سوريا والعراق». والبرلمان البريطاني أذن لديفيد كاميرون في شن غارات جوية...

حول الخطيئة الكبرى

رغبة مختلف الفاعلين الدوليين والإقليميين في الاستفادة من التنظيمات المسلحة في سوريا والعراق كانت وراء نموها وتعاظم قوتها.. عول عليها الغرب في إيجاد ذريعة لمواصلة تكريس نفوذه بالمنطقة ورعى النظام السوري نشأتها لاستثمارها سياسيا في...

بين العرب والبرازيل

عندما سألت وزير خارجية البرازيل السابق سيلسو أموريوم قبل ثلاثة أعوام عما إذا كان نظراؤه العرب قد سعوا للاستفادة من تجربة بلاده الديمقراطية ونجاحها في الفصل بين السلطات والتخلص من إرث الاستبداد، أجاب بأن أياً...

نكرهكم يا فخامة الرئيس

قبل كل شيء، نستنكر قتل الأميركيين في بنغازي ومهاجمة سفاراتهم في معظم دول العالم الإسلامي. ولأعبّر بشكل قاطع عن معارضة هذه الأحداث، عدت لمعجم الإدانة بالجامعة العربية لأستعير منه كل مفردات الشجب والاستنكار والاستبشاع. حرية...

فلتتزوجوا بنات الروهينجا

عندما بحثت عن الزواج من أقلية الروهينجا المسلمة المضطهدة، بدا الشيخ «جوجل» عاجزا حتى عن العثور على حالة واحدة رغم علمه بتفاصيل يوميات هذه الأقلية في مخيمات اللجوء، وما تتعرض له من اضطهاد وتشريد على...

إيران وعقيدة التحريف

لعل أبرز نتائج قمة حركة عدم الانحياز التي انعقدت في طهران مؤخرا هو أن النظام أكد للعالم أنه يعتنق عقيدة التحريف ويضيق بالآخر. في تاريخ الدبلوماسية الحديث وربما القديم أيضاً، لم تجرؤ أي دولة على...

مرسي والبرزخ الدبلوماسي

في مقابلة أجرتها معه رويترز الأسبوع الماضي، أكد الرئيس المصري أن بلاده تعمل على خلق توازن في علاقاتها الإقليمية والدولية ولن تكون طرفا في أي مشكلة أو نزاع. يؤكد الرئيس بهذا التصريح أنه لا يزال...

الكيماوي السوري.. وسيلة لإلهاء العالم عن الثورة

عبور الخط الأحمر يعني احتمال وجود تهديد لأمن إسرائيل، بينما طحن عشرات الآلاف من السوريين بالأسلحة الثقيلة وصب الجحيم على رؤوسهم ممارسة داخل الخط الأخضر. هذا منطق الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي بدا مؤخرا حازما...

تحييد طنطاوي.. ضربة لا صفقة

لعل أكثر الناس تفاؤلا لم يتوقع أن يستعجل الرئيس المصري خوض المعركة ضد العسكر -أحرى عن طردهم- من المشهد السياسي في غضون شهر من إمساكه بمقاليد الأمور. قرارات الرئيس إذن كذّبت نبوءات المراقبين بأن طنطاوي...

هل تكتب إيران نهاية الأسد؟

لم يعد وارداً الحديث عن بقاء الأسد سيداً على السوريين، فالوضع الميداني والسياسي هناك يؤكد أنه يلفظ نفسه الأخير.. يبلي الجيش الحر بلاء حسناً في حلب ويغزو دمشق المرة والمرتين في اليوم الواحد.. وفي دمشق...

ثورة الدجاج

يبدو أن الإيرانيين بصدد تفجير ثورة ثانية، بعد أن تأكد لملايين المهمشين والمحرومين أن الثورة الإسلامية لم تثمر سوى عن تعميق الفوارق الطبقية وسيطرة رجال الدين على السلطة والمال. تمتلك إيران ثالث أكبر احتياطي للنفط...

السلاح البيولوجي.. آخر أوراق الأسد

في أكتوبر من عام 2003 قصفت إسرائيل منطقة على بعد 15 كيلومترا من دمشق، وفي يونيو 2006 أخذت أربع طائرات إسرائيلية نزهة فوق قصر الرئيس الأسد في مدينة اللاذقية، كان ذلك في وضح النهار، وفي...