alsharq

سيد أحمد الخضر

عدد المقالات 65

بين العرب والبرازيل

28 يونيو 2013 , 12:00ص

عندما سألت وزير خارجية البرازيل السابق سيلسو أموريوم قبل ثلاثة أعوام عما إذا كان نظراؤه العرب قد سعوا للاستفادة من تجربة بلاده الديمقراطية ونجاحها في الفصل بين السلطات والتخلص من إرث الاستبداد، أجاب بأن أياً من العرب لم يبد اهتماماً بهذا المجال. قال الوزير حينها رداً على سؤالي: إن وزراء الخارجية العرب لم يثيروا معه مسألة الديمقراطية ولم يدرك أن الموضوع يشغل حيزاً من تفكيرهم! كان الوزير يومها يحاضر بمركز الجزيرة للدراسات عن صعود البرازيل اقتصادياً ونجاحها في الانتقال الديمقراطي رغم ثقل حمولة الاستبداد الذي زلزلت أركانه هناك عام 1985. كان الوزير يومها مزهواً بما حققته بلاده ويتكلم بثقة عن قدرتها على تصدير بضاعتها في مجال الحريات والحكم الرشيد للعالم العربي الذي تربطها به علاقات وطيدة في مختلف المجالات. اليوم بإمكاننا إدراك أن معالي الوزير كان محقاً فتجربة البرازيل الديمقراطية تبدو ناضجة وقادرة على الصمود أمام العواصف والهزات الاجتماعية مهما كان حجمها. فبعد أسابيع من اتساع رقعة المظاهرات واجتياحها لمختلف أقاليم البلاد بإمكاننا إدراك صلابة الديمقراطية البرازيلية على الصعيدين الشعبي والرسمي. فرغم أن الجماهير لعنت سياسات النظام القائم خصوصاً في جانبها العمالي فإن أياً من الفاعلين السياسيين وقادة الأحزاب لم يطالب برحيل النظام. رفضت الجماهير زيادة الأعباء على العمال وطالبت بإصلاح نظام التأمين ورفع الخدمات الصحية وإحداث تغييرات جوهرية في نظام المعاشات. لكنها لم تدع لرحيل النظام حتى لا تكون ساذجة وعبثية في ذات الوقت؛ لأن الجماهير ذاتها هي من أوصل هذا النظام إلى سدة القرار. هذا التصرف الرزين لا يذكرني البتة بمحمد البرادعي الذي يدعو الرئيس المصري للرحيل رغم أنه لم يعمر في الحكم أكثر من عام. يريد محمد البرادعي وحمدين صباحي وعمرو موسى التنصل من عبء النضال الشاق من خلال الاكتفاء بالدعوة لإسقاط النظام، الذي وصل إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع. لقد فات على جبهة «التمرد» والتي هي (تمرد) مفردة لا تنتمي للقاموس الديمقراطي أن دور المعارضة هو كشف تقصير الحكومة ونقد سياستها الفاشلة وحملها على التغيير، وليس جر البلاد لمستنقع الفوضى، وضرب الحائط بإرادة العشب المصري الذي أوصل الإخوان بمحض اختياره لمركز صنع القرار. هذا عن المقارنة بين النخب السياسية والمعارضة في العالم العربي والبرازيل. كذلك يبدو تصرف حكومة البرازيل وردة فعلها تجاه الغضب الجماهيري مغايراً تماماً لما نعرفه في العالم العربي. لقد قالت رئيسة البرازيل: إنها تفخر بشعبها المناضل وتؤيد مطالبه العادلة بتحسين الدخل وإحداث التغيير في مختلف المجالات. ولم تتوقف عند هذا الحد، بل قالت: إن اتساع المظاهرات يعكس حيوية ودينامكية شعب البرازيل ورفضه للظلم والتهميش. لم تتحدث رئيسة البرازيل عن عمل خارجي يهدد البلاد ولم تستعن بمعجم بشار الأسد لاستيراد مفردات من قبيل المؤامرات الخارجية والعصابات الإرهابية والمندسين ونحو ذلك من الهذيان الذي يهدف لتحصين الاستبداد ويسترخص نضال الشعوب. ويبدو الفرق عميقاً بين الجانبين في أن مظاهرات البرازيل رغم ضخامتها واتساعها لم تسفر سوى عن قتيل واحد بينما لم تنزح عائلة واحدة من البلاد. لم تستنفر المنظمات الإنسانية والدولية لبناء معسكرات اللجوء في البيرو والبارجواي المجاورتين للبرازيل. إنها تجربة رائعة ورائدة ولا تذكر بالممارسات في سوريا وليبيا أو أياً من دول الربيع العربي. يبدو العالم العربي إذن مصراً على البقاء في الحضيض، فحتى البرازيل التي تنتمي للعالم الثالث والخارجة حديثاً من أقسى أنواع الديكتاتوريات تسبقنا بمسافات ضوئية في الممارسة الديمقراطية وضمان الحريات.

.. ومن فوض العرب؟

حكومة رجب طيب أردوغان فوضها البرلمان التركي بأغلبية كبيرة لتحريك الجيش «للدفاع عن نفسه ضد الهجمات الموجهة إلى بلدنا من قبل مجموعات إرهابية في سوريا والعراق». والبرلمان البريطاني أذن لديفيد كاميرون في شن غارات جوية...

حول الخطيئة الكبرى

رغبة مختلف الفاعلين الدوليين والإقليميين في الاستفادة من التنظيمات المسلحة في سوريا والعراق كانت وراء نموها وتعاظم قوتها.. عول عليها الغرب في إيجاد ذريعة لمواصلة تكريس نفوذه بالمنطقة ورعى النظام السوري نشأتها لاستثمارها سياسيا في...

نكرهكم يا فخامة الرئيس

قبل كل شيء، نستنكر قتل الأميركيين في بنغازي ومهاجمة سفاراتهم في معظم دول العالم الإسلامي. ولأعبّر بشكل قاطع عن معارضة هذه الأحداث، عدت لمعجم الإدانة بالجامعة العربية لأستعير منه كل مفردات الشجب والاستنكار والاستبشاع. حرية...

فلتتزوجوا بنات الروهينجا

عندما بحثت عن الزواج من أقلية الروهينجا المسلمة المضطهدة، بدا الشيخ «جوجل» عاجزا حتى عن العثور على حالة واحدة رغم علمه بتفاصيل يوميات هذه الأقلية في مخيمات اللجوء، وما تتعرض له من اضطهاد وتشريد على...

إيران وعقيدة التحريف

لعل أبرز نتائج قمة حركة عدم الانحياز التي انعقدت في طهران مؤخرا هو أن النظام أكد للعالم أنه يعتنق عقيدة التحريف ويضيق بالآخر. في تاريخ الدبلوماسية الحديث وربما القديم أيضاً، لم تجرؤ أي دولة على...

مرسي والبرزخ الدبلوماسي

في مقابلة أجرتها معه رويترز الأسبوع الماضي، أكد الرئيس المصري أن بلاده تعمل على خلق توازن في علاقاتها الإقليمية والدولية ولن تكون طرفا في أي مشكلة أو نزاع. يؤكد الرئيس بهذا التصريح أنه لا يزال...

الكيماوي السوري.. وسيلة لإلهاء العالم عن الثورة

عبور الخط الأحمر يعني احتمال وجود تهديد لأمن إسرائيل، بينما طحن عشرات الآلاف من السوريين بالأسلحة الثقيلة وصب الجحيم على رؤوسهم ممارسة داخل الخط الأخضر. هذا منطق الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي بدا مؤخرا حازما...

تحييد طنطاوي.. ضربة لا صفقة

لعل أكثر الناس تفاؤلا لم يتوقع أن يستعجل الرئيس المصري خوض المعركة ضد العسكر -أحرى عن طردهم- من المشهد السياسي في غضون شهر من إمساكه بمقاليد الأمور. قرارات الرئيس إذن كذّبت نبوءات المراقبين بأن طنطاوي...

هل تكتب إيران نهاية الأسد؟

لم يعد وارداً الحديث عن بقاء الأسد سيداً على السوريين، فالوضع الميداني والسياسي هناك يؤكد أنه يلفظ نفسه الأخير.. يبلي الجيش الحر بلاء حسناً في حلب ويغزو دمشق المرة والمرتين في اليوم الواحد.. وفي دمشق...

ثورة الدجاج

يبدو أن الإيرانيين بصدد تفجير ثورة ثانية، بعد أن تأكد لملايين المهمشين والمحرومين أن الثورة الإسلامية لم تثمر سوى عن تعميق الفوارق الطبقية وسيطرة رجال الدين على السلطة والمال. تمتلك إيران ثالث أكبر احتياطي للنفط...

السلاح البيولوجي.. آخر أوراق الأسد

في أكتوبر من عام 2003 قصفت إسرائيل منطقة على بعد 15 كيلومترا من دمشق، وفي يونيو 2006 أخذت أربع طائرات إسرائيلية نزهة فوق قصر الرئيس الأسد في مدينة اللاذقية، كان ذلك في وضح النهار، وفي...

ينجح الأفارقة حيث يفشل العرب

قد تكون مطالبة الجامعة العربية بأن تكون في مقام الاتحاد الأوروبي طموحا غير واقعي، لأن الفرق بين العرب والأوروبيين كبير جدا من حيث الوعي الشعبي والتقدم السياسي والمستوى الاقتصادي أيضا. لكن أن تكون الجامعة أقل...