alsharq

علي الظفيري

عدد المقالات 166

رأي العرب 22 سبتمبر 2025
حضور قطري فاعل
د. محمد السعدي 22 سبتمبر 2025
ثمانية !

فلول الإخوان المسلمين

18 سبتمبر 2013 , 12:00ص

الثورة تقطع مع ما قبلها، أو على الأقل، مع الأساسات التي تشكل قاعدة صلبة للنظام الذي ثارت عليه، بغرض بناء نظام جديد يختلف كليا عما سبق، ومن هنا، كان مصطلح الفلول الذي شاع عقب ثورة 25 يناير، ويشير إلى بقايا نظام مبارك، ويستخدم بهدف القطيعة معهم حتى على الصعيد النفسي، فالكلمة ذات مدلول سلبي بلا شك، وتأثيرها يتجاوز الإجراءات المتخذة في حق رموز النظام القديم، من محاكمات وإقصاء وغيرها، وهي تذهب مباشرة إلى وجدان الناس ووعيهم، تذكرهم كل لحظة بما كانوا عليه، وتجعل من كل فعل أو قول ينتمي للعهد القديم، محلَّ رفض واستهجان ومواجهة من قبل الجماهير. وهذا ما لم تنجح به تماما الثورة المصرية، فسرعان ما عاد من النافذة، كل من خرج من الباب، وأصبح آل أديب وساويرس وغيرهم من رجالات الإعلام والأعمال، خارج الدائرة التي ينتمون لها، وداخل –بل في قلب– دائرة الثورة! ولهذا ارتباطه بالجهل وضعف الذاكرة وانعدام البوصلة وقلة الإمكانيات عند من رسموا الدائرة الجديدة. أدرك الفلول الحقيقيون خطورة الأمر، وعملوا سريعا على الخروج من دائرة الاتهام والتنميط. ولأن الوقاحة في المحروسة بلا حدود، يكذب الرجل والمرأة هناك دون حياء أو خجل، ويجد من يصفق له ويدعمه ويسير خلفه، استطاعت هذه الجموع الفلولية الغفيرة القفز من المركب بسرعة كبيرة، واندمجت مع ركب الثورة وتكلمت بلغتها واستخدمت شعاراتها، حتى أنتجت لنا في 30 يونيو ثورة ضد الثورة، استطاعت بالتخطيط والدعم والتمويل والجهل قلب المعادلة تماما، وأصبح لدينا «نظام قديم» جديد، وبات له فلوله ورموزه وقوائم استهدافه، وطبعا لغته وخطابه وشعاراته، وهذا كله في دائرة الانتقام بكل تأكيد، كما تفعل كل ثورة تجاه ما سبقها، ونسي الناس أنها ثورة مضادة ضد الثورة الأساسية، وأن القائمين عليها هم الفلول الذين استهدفتهم ثورة 25 يناير، وأن برنامجها لا يتجاوز إصلاحات طفيفة وشكلية في النظام الذي تم إسقاطه في الثورة الأساسية، وأن هذا محض جنون! ولم يكن لهذا الأمر أن ينجح دون توفر شرطين رئيسين: الانتهازية والغباء اللذين مارسهما تنظيم الإخوان المسلمين، والخيار الذي اتخذه النظام القديم باستثمار هاتين السمتين لدى الخصم والانقضاض على الثورة من خلالهما، وقد نجح حتى الآن بشكل كبير على ما يبدو. أصبح لدى «النظام القديم» قائد الثورة المضادة نظامَه القديم الذي أسقطه، والمتمثل بجماعة الإخوان المسلمين، تخيلوا! وأصبح لديه فلوله من الإسلاميين والثوريين على قائمة التصفية والاستهداف، بل إن كل موالٍ لهم يظهر أدنى رحمة أو اختلاف في طريقة التصفية، سيلقى مصيره المحتوم من الهجوم والإقصاء، وبات لدينا خطاب ثوري جديد ينص على: إحنا شعب وانتو شعب، ولدينا أغانٍ وطنية من صنف: آه آه يا سيسي، وتوحد محمد حسنين هيكل وتوفيق عكاشة وباسم يوسف في صياغة الخطاب الثوري الجديد، وغير ذلك من ضروريات البناء الثوري المضاد. لعلكم لاحظتم، وفي ظل تسارع الأحداث، كيف أن اعتقال أعضاء حزب الحرية والعدالة، وطاقم موظفي الرئاسة، وكل من ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين «غير» المحظورة في مصر، بات أمرا طبيعيا واعتياديا، لا يمكن لثائر جديد «مضاد» أن يتساءل فقط: لماذا؟ حتى حس الفكاهة الذي تميز به المصريون قضت عليه الثورة الجديدة، وقضت معه على الجرأة والوعي والنقدية في تناول الأمور. ما أسباب اعتقال الرئيس وطاقمه وأعضاء حزبه.. إلخ؟ إنها العملية المضادة لاستثمار 60 عاما من التحريض والتعبئة بغرض صناعة الفلول الجدد، وتحويل كل مشاعر الكره والعداء لجماعة الإخوان المسلمين، بعيدا عن جرائم النظام القديم والمؤسسة العسكرية ورجال الأعمال والإعلام.

السعودية.. بعض التغييرات الضرورية

تقود المملكة اليوم حرباً مصيرية، ويتوقف على نتائج هذه الحرب مستقبل البلاد ودورها وشكل المنطقة العربية برمتها، ولا أعني بالحرب عملية عاصفة الحزم في اليمن، فهذه معركة واحدة من معاركنا الكثيرة المنتظرة في المنطقة، والتي...

عاصفة مؤلمة.. وضرورية

هناك كلام كثير يقال في هذه الظروف، لكن وقبل كل شيء، توجيه التحية لقيادتنا السعودية يظل واجبا وضروريا في هذه الأيام، ما فعلته هو إعادة البوصلة للاتجاه الصحيح على صعيد السياسة الخارجية، ليس في عاصفة...

معضلة إيران

لا يمكننا تجاهل إيران ودورها في المحيط، باتت الجارة ضيفا ثقيلا على شؤوننا اليومية، وبعد أن كان القلق افتراضيا من دورها ونفوذها، استطاعت أياديها الممتدة إلى بلادنا، الواحدَ تلو الآخر، أن تقلب الافتراض إلى حقيقة...

في الحارث الضاري

جملة الرثاء لا تكتمل، ثمة ما يفرق كلماتها، ويشتت شملها، لا تقدر الواحدة منها أن تقف في وجه الأخرى، كيف لاجتماع بغرض تأبين الشيخ المناضل، والإقرار برحيله، أن يتم! لا أجدني متفقا على طول الخط...

حماس الإرهابية

لو وضعت خارطة مصر والعالم العربي، أمام مجموعة من طلاب السنة الأولى في قسم العلوم السياسية، في جامعة بعيدة لا يفهم أهلها أوضاعنا، ثم قدمت لهم شرحا مبسطا لتاريخ الصراعات وطبيعة العلاقات بين الدول في...

لماذا أغلقت قناة العرب؟

موضوع هذه القناة مثير للغاية، ويفتح نقاشات لا حصر لها، ليس عن القناة وظروف إغلاقها فقط، بل حول مجمل فكرة الإعلام في عالمنا العربي، وكيف يفهم الناس هذه المسألة ويتفاعلون معها، خذ على سبيل المثال...

الرز المتلتل

في العلاقات الدولية، ثمة قواعد وأسس كثيرة تنظم العلاقة بين الدول، وأهمها قاعدة التعاون الدولي بين الجميع، فهذه الوحدات القريبة من بعضها والبعيدة، تتعاون على أساس سياسي أو اقتصادي أو ديني أو قومي، وفي حالات...

وعلى قدر سلمان تأتي العزائم

يستغرب المرء من تغير الأحوال، وبعد أن كانت اللغة التي تتعلق بالمملكة في وسائل الإعلام المصرية، لغة المحبة والود والتبجيل غير المحدود، تغيرت، وأصبحنا أمام نبرة تهديد مبطن، وقل ود ظاهر، في تحول لا تخطئه...

سلمان ملكاً

بعد ساعات من وفاة الملك عبدالله رحمه الله، بات واضحاً لدى السعوديين والعالم، أن ما كان يطرحه مغردون مجهولون من سيناريوهات كارثية سيتعرض لها النظام لم تكن صحيحة، التحليلات والأمنيات التي كانت تقدم على شكل...

المقال ما قبل الأخير

في عام 2007، عادت جريدة «العرب» القطرية للحياة الصحافية مرة أخرى بعد توقفها عن الصدور منتصف التسعينيات، وقد كانت أول صحيفة يومية تصدر في قطر عام 1972، وتشرفت بعد انطلاقة الجريدة بكتابة زاوية أسبوعية في...

داعش غير العنيفة

من الواضح أن القلق من داعش وصل الجميع، الأنظمة والناس على حد سواء، ولا أحد يلام على الخوف من هذه الظاهرة، فهي عنيفة وشاذة ومدمرة من دون أدنى شك، بل إن مزاحمة الأنظمة لها في...

الحابل مع النابل

في لحظة جنون، من لحظات جنونه الذي لم ينقطع إلا بموته، استنكر القذافي القواعد المتعارف عليها في لعبة كرة القدم، كان يستغرب وجود كرة واحدة بين أحد عشر لاعبا من كل فريق، ووجود الجمهور متفرجا...