alsharq

صالح الشيحي

عدد المقالات 32

د. هدى النعيمي 26 أكتوبر 2025
صدى روايات خالد حسيني.. تردده الأجيال
مريم ياسين الحمادي 25 أكتوبر 2025
توجيهات القيادة
هند المهندي 26 أكتوبر 2025
ريادة قطرية في دبلوماسية السلام

المستشار.. المستشار!

18 سبتمبر 2013 , 12:00ص

حينما حدد الرسول صلى الله عليه وسلم موقع جيش المسلمين في غزوة بدر، سأله الحباب بن المنذر بن الجموح: «يا رسول الله، أرأيت هذا المنزل، أمنزلا أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه، ولا نتأخر عنه، أم هو الرأي والحرب والمكيدة»؟ فقال عليه الصلاة والسلام: «بل هو الرأي والحرب والمكيدة».. فقال الحباب: «يا رسول الله، فإن هذا ليس بمنزل، فانهض بالناس حتى نأتي أدنى ماء من القوم، فننزله، ثم نُغَوِّر ما وراءه من القلب، ثم نبني عليه حوضا فنملؤه ماء، ثم نقاتل القوم، فنشرب ولا يشربون».. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد أشرت بالرأي».. هذا الحديث يبرهن بشكل مباشر على قيمة المشورة.. يؤكد أهمية المستشار، وأهمية الأخذ برأيه؛ حينما يكون موضوعياً دقيقاً.. حينما يستند رأيه على الخبرة والدراية.. هذا يقودنا بالضرورة إلى أن المستشار مهمة ليست بالسهلة.. ليس كل شخص مؤهلا لأن يكون مستشاراً.. أو نعهد إليه بمهمة الاستشارة، أو نستعين برأيه ومشورته وخبرته.. ليس كل رأي ثاقباً، ولا كل مشورة محققة للآمال، ولا كل خبرة جديرة بالاهتمام.. المستشار هو شخص يعهد إليه بالمشورة الصادقة.. من صفاته -أو هكذا ينبغي أن يكون- الأمانة والشجاعة والصراحة والذكاء.. أي خلل في هذه الشروط ينقله من مهمة المستشار إلى مهمة أخرى.. سمها ما شئت! المستشار يقوم بمهامٍ جسام.. يراقب ويدرس الحالة وظروفها ويقدم الحلول والخطوات السليمة.. يقوم من خلال خبرته العملية والعلمية بتحليل الحالة وتقديم الرأي الموضوعي الصادق حيالها.. بعيداً عن هذا الاستطراد، أود القول: إن «المستشار» مفقود في بيئتنا وبنيتنا العربية.. العرب الذين قال أجدادهم «ما خاب من استشار» يفتقدون المستشار! يؤمن به بعض ويكفر به آخر.. يحتفي به قوم وينبذه آخرون.. غني عن القول إن هناك من ضعاف الإيمان والعقول من يلجأ لاستشارة العرافين والمنجمين! دعونا نبدأ من رأس الهرم الاجتماعي.. هاكم بدايةً أغلب الملوك والرؤساء والسياسيين العرب.. المقاليد والأقدار بيد العزيز الحكيم ولا شك -يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء- هذه حقيقة مطلقة، لكن لكل شيء سبب.. تعالوا نتأمل سوياً: لو كان لدى الرئيس التونسي «زين العابدين بن علي» مستشار أمين وصريح وشجاع، لو كان لديه هيئة استشارية أمينة نزيهة تبيّن له عوار سياسته الداخلية، وتراكم أخطائه، وتكشف له عياناً حقيقة احتقان شعبه، هل كانت الأمور ستصل به ليصبح طريداً شريداً؟! لو كان لدى «معمر القذافي» مجموعة من المستشارين الأمناء الشجعان، الذين يغامرون بقول الرأي المخالف لفخامة العقيد، هل كان سيصل به الأمر مسحولاً في شوارع طرابلس تحت أقدام الثوار؟! ولو كان لدى «حسني مبارك» لجنة استشارية صادقة أمينة تكشف له أن ثلاثين سنة قضاها على كرسي الرئاسة قد خنقت المصريين وأذابت ثقل بلاده، هل كانت حياته ستنتهي بهذا الشكل المهين؟! والحالة تنطبق على الرئيس السوري الذي حرمه الله مستشاراً أميناً ذا حس إنساني -ولذلك لا يزال يذبح ليل نهار بالطائرات والأسلحة الثقيلة والكيماوية-! هل تراه لو وجد مستشاراً ناصحاً شجاعاً نصحه في اليوم الأول أن يبادر للشخوص إلى درعا، وإعلان بإقالة الحكومة من هناك، وتقديم ما قدم من تنازلات لاحقة في وقتٍ مبكر -هل وهل- كانت ستصل به الأمور ليصبح أشهر مجرم حرب في العصر الحديث؟! هل كان لدى هؤلاء مستشارين يقدمون لهم الرؤية السليمة في الوقت المناسب؟! وفي الحالة المصرية -التي استحوذت على سمع وبصر الناس الفترة الماضية- هل تعتقدون أن الرئيس منزوع الدسم «محمد مرسي» كان يستعين بمستشارين سياسيين مختلفي الثقافات والمشارب خلال السنة التي حكم مصر خلالها.. لا أعتقد.. وإن كان لديه فلا أظنهم على قدر المسؤولية! لقد تخلى السياسي العربي عن المستشار الأمين.. واستبدله بكائنات حية لا هم لها سوى التكسب من ظهره، وضرب الناس بعصاه.. لذا لعله من الموضوعية القول إن غالبية مشاكلنا في الوطن العربي دائرة المستشارين المحيطة بالسياسي.. هي العقبة الحؤول أمام مسيرة التنمية.. غالبية مشاكلنا التنموية هي نتاج إسناد مهمة «المستشار» للشخص غير المناسب، وأحياناً غير الأمين.. وكثيراً الجبان.. ولذلك -ركز معي في النقطة الأخيرة- حينما تعثر على مسؤول عربي ناجح، فتش عن دائرة المستشارين التي تحيط به كأنها ربطة عنق، قبل كل شيء!

اهدأ يا صديقي!

هذه السنة -لا أقول عام- اجتمعت مبررات عدة تدفع الإنسان للعودة للمنزل «دهر ومعاوينه» كما يقال.. بعيداً عن الغرق في التفاصيل، بات كل ما حولك يدعوك للعودة للمنزل. يدعوك لالتزام بيتك. يدعوك للابتعاد قدر الإمكان...

إيران بعد الاتفاق.. «الموت لمن»؟!

صفة مشتركة تجمع أغلب الساسة الإيرانيين، حتى لكأنهم يتوارثونها، وهي ممارسة الدجل والمراوغة.. لذا لا يزال الوقت مبكرا للحكم على الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مؤخرا مع مجموعة (5+1). لكن على افتراض صدقية الطرف الإيراني...

اكذب اكذب.. فلن يصدقك الناس!

أشهر مقولات الدجل السياسي هي تلك التي أطلقها -خلال الحرب العالمية الثانية- وزير الدعاية النازي جوزيف جوبلز «اكذب اكذب حتى يصدقك الناس».. هي ولا شك مقولة صادقة خرجت بلسان خادع مخاتل.. ينطبق عليها القول الكريم...

فإذا ما ضاع العراق «فلا حياة ولا شمس ولا قمر»!

كل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد الأضحى المبارك.. - اليوم تمر الذكرى السابعة لإعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين.. ولقد رأيت أن أتحدث عن العراق.. - في قصيدة «مظفر النواب» يحتد النقاش، ويدور في حلقة...

لماذا يريدوننا أن نكره قطر؟!

قبل سنوات دخلت برفقة أحد الأصدقاء مطعماً عربياً في أحد الأحياء اللندنية.. كان العاملان في المطعم -من إحدى دول الشام- يضحكان، ويبدو عليهما السرور.. فور أن شاهدانا طارت الابتسامة كحمامةٍ فزعة، سلمنا فلم يردّا السلام،...

عندما يتقرب «السنة والشيعة» لله بكراهيتهم لبعض!

أي حديث عن التقارب بين السنة والشيعة هو خديعة كبرى.. مضحك أن تجد هذه الكذبة من يروّج لها وينادي بها! هذا أمر مستحيل.. لا يمكن حدوث مثل هذا.. دعك من جلسات الحوار.. دعك من المؤتمرات...

سقوط سوريا.. إعلان لقيام «الإمبراطورية الفارسية العظمى»

من أكبر الأخطاء السياسية التي وقعت فيها دول الخليج -وعلى رأسها السعودية- خلال العشر سنوات الماضية (2003/2013) هي أنها أدارت ظهرها للعراق.. فقدمتها دون أن تقصد، بكافة مكوناتها ومؤسساتها وعشائرها السنية هدية ثمينة لإيران. خلال...

لعنك الله من حذاء!

أكثر مفردة تكررها الحكومات الخليجية هي كلمة «استراتيجية».. أصبحت هذه الكلمة كأنها حشيش مخدر.. كأنها عمل سحري.. يُريك ما لا يُرى! تعثرت التنمية والسبب هذه الاستراتيجية.. أصبحت كل أفكار التنمية مكبلة بالمشاكل.. مشكلة تلد أخرى...

«وإنت مش عايز تروح فوق ليه»؟!

يقول الدكتور طارق السويدان في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: «إذا ضحى %1 بأنفسهم فصاروا شهداء لهم الفردوس الأعلى من أجل أن يحيا %99 بحرية وعزة وكرامة ومستقبل واعد، فهي معادلة رابحة للجميع...

أيقظ القذافي الموجود داخلك!

أسوأ شيء أن تنادي بحرية الرأي، وضرورة تقبل الآراء المخالفة، لكنك ترسب في أول اختبار -أو مواجهة- حينما يأتي الآخرون بما يخالف قناعاتك! حينما ترفع شعار احترام «الرأي الآخر»، وفي أول نزال تقوم بنسفه، ومساواته...

إنه الفقر يا سيدتي!

لا شيء ينبذ الاتكالية الممقوتة كمقولة الإمام العادل عمر بن عبدالعزيز: «ذهبت وأنا عمر ورجعت وأنا عمر ما نقص مني شيء! وخير الناس من كان عند الله متواضعاً». اللافت أن ظاهرة الاتكالية على الخدم في...

البشت!

البشت -ويقال: المشلح- أحد أشهر الأزياء الرجالية في منطقة الخليج العربي.. يضعه الخليجي فوق ثوبه، ويضعه بعض العرب فوق البنطلون والقميص! كان العرب القدماء يطلقون عليه «العباءة».. تأريخه ممتد عبر العصور.. تطور حتى وصل إلى...