alsharq

صالح الشيحي

عدد المقالات 32

البشت!

05 فبراير 2013 , 12:00ص

البشت -ويقال: المشلح- أحد أشهر الأزياء الرجالية في منطقة الخليج العربي.. يضعه الخليجي فوق ثوبه، ويضعه بعض العرب فوق البنطلون والقميص! كان العرب القدماء يطلقون عليه «العباءة».. تأريخه ممتد عبر العصور.. تطور حتى وصل إلى صورته الجميلة الحالية التي نشاهدها في مناسباتنا العامة، حيث يتزين بـ»الزري» الذي كلما ازداد عرضه ازداد جماله. يرتديه أهل الخليج بشكل تقليدي صيفاً وشتاءً.. يميل البعض إلى ارتداء مشالح ثقيلة خشنة الملمس عند حلول فصل الشتاء، يطلق عليها «بشت الوبر» استناداً على خيوط الوبر المصنوع منها هذا البشت. تعتبر منطقة الأحساء -شرقي السعودية- أشهر المناطق على مدى سنوات طويلة في صناعة هذا النوع من الملابس الرجالية الفاخرة.. وتنفرد الكثير من العائلات الحساوية بهذه الصناعة التقليدية، ومع دخول المستورد للسوق الخليجية إلا أن البشوت الحساوية تختلف بجودتها عن غيرها. ما شأننا والبشوت هذا الأسبوع؟! ارتبط البشت بالمسؤول الخليجي بشكل غريب وعجيب.. أنت مثلاً، لا يمكن أن تشاهد أميراً أو وزيراً خليجياً دون البشت.. حتى لو كان يتسوق وسط «كارفور»! بل ولا أبالغ شاهدت أمراء ووزراء كثر، في المطارات وهم يرتدون البشت.. لك أن تتخيل هنا الصورة الكاريكاتيرية المضحكة لإنسان يرتدي البشت وسط المطار.. لو شعر هؤلاء أن الصورة بالغة السخرية لما فعلوا! بل -وهذه ثالثة الأثافي كما تقول العرب- هناك من يحضر للقنوات الفضائية والبرامج التلفزيونية والمباريات الرياضية وهو يرتدي المشلح.. بل إن أحد المسؤولين لكثرة ما رأيته مرتديا «البشت» بدأت أشك أنه ينام به! أتفهم ارتداء هذا الزي أثناء الاجتماعات، أو احتفالات الدولة أو استقبالاتها الرسمية.. العرف هنا هو ضابط المسألة، والمحدد الرئيس لها، إذ لا يوجد مادة في النظام تنص على ارتداء البشت.. هنا نقبل بالعرف.. ونأمر به.. غير أن الذي لا يمكن قبوله هو الحالة السيامية التي تربط البشت بهؤلاء خارج هذه الإطارات الرسمية.. أنا ليس لي موقف سلبي تجاه الزي.. أو اللباس الشعبي.. أو الموروث.. لم أصل بعد لمرحلة الاستلاب الثقافي.. ولم أصبح شخصاً آخر.. لكنني ضد الإفراط في ارتداء هذا الزي في كل زمان ومكان. ارتداء هذه الأزياء التراثية أثناء العمل لا يخدم العمل، وحتى لو سلمنا جدلاً بحق الوزير ارتداء المشلح أثناء العمل، هل يحق لبقية الموظفين ارتداؤه؟! - تخيل معي: ماذا لو أن موظفي الإدارة ارتدوا المشالح أسوةً بوزيرهم.. هل سيكون أمراً مقبولاً.. هل هناك ما يمنع.. هل قلتم يعيق العمل.. أليس من باب أولى أن يبدأ صاحب المعالي بنفسه ويحارب معوقات العمل؟! لاحظوا أننا لم نخرج من دائرة العمل نحو المجتمع.. هناك حكاية أخرى من حكايات ألف ليلة وليلة.. هناك ستجد الكثيرين ارتدوا المشالح.. الكل أصبحوا شيوخاً وأمراء ووجهاء.. وهناك شريحة أخرى وجدته مفتاحاً سحرياً للأبواب المغلقة! خلاصة ما سبق: «البشت» له قيمته المعنوية في ثقافتنا ومشهدنا الاجتماعي ولا شك.. لكن ليس بهذه الصورة المزعجة! يقول أحد الأصدقاء: البشوت نعمة كبيرة لدى الخليجيين.. لأنها تستر بلاوي سوداء تحتها!

اهدأ يا صديقي!

هذه السنة -لا أقول عام- اجتمعت مبررات عدة تدفع الإنسان للعودة للمنزل «دهر ومعاوينه» كما يقال.. بعيداً عن الغرق في التفاصيل، بات كل ما حولك يدعوك للعودة للمنزل. يدعوك لالتزام بيتك. يدعوك للابتعاد قدر الإمكان...

إيران بعد الاتفاق.. «الموت لمن»؟!

صفة مشتركة تجمع أغلب الساسة الإيرانيين، حتى لكأنهم يتوارثونها، وهي ممارسة الدجل والمراوغة.. لذا لا يزال الوقت مبكرا للحكم على الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مؤخرا مع مجموعة (5+1). لكن على افتراض صدقية الطرف الإيراني...

اكذب اكذب.. فلن يصدقك الناس!

أشهر مقولات الدجل السياسي هي تلك التي أطلقها -خلال الحرب العالمية الثانية- وزير الدعاية النازي جوزيف جوبلز «اكذب اكذب حتى يصدقك الناس».. هي ولا شك مقولة صادقة خرجت بلسان خادع مخاتل.. ينطبق عليها القول الكريم...

فإذا ما ضاع العراق «فلا حياة ولا شمس ولا قمر»!

كل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد الأضحى المبارك.. - اليوم تمر الذكرى السابعة لإعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين.. ولقد رأيت أن أتحدث عن العراق.. - في قصيدة «مظفر النواب» يحتد النقاش، ويدور في حلقة...

لماذا يريدوننا أن نكره قطر؟!

قبل سنوات دخلت برفقة أحد الأصدقاء مطعماً عربياً في أحد الأحياء اللندنية.. كان العاملان في المطعم -من إحدى دول الشام- يضحكان، ويبدو عليهما السرور.. فور أن شاهدانا طارت الابتسامة كحمامةٍ فزعة، سلمنا فلم يردّا السلام،...

المستشار.. المستشار!

حينما حدد الرسول صلى الله عليه وسلم موقع جيش المسلمين في غزوة بدر، سأله الحباب بن المنذر بن الجموح: «يا رسول الله، أرأيت هذا المنزل، أمنزلا أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه، ولا نتأخر عنه،...

عندما يتقرب «السنة والشيعة» لله بكراهيتهم لبعض!

أي حديث عن التقارب بين السنة والشيعة هو خديعة كبرى.. مضحك أن تجد هذه الكذبة من يروّج لها وينادي بها! هذا أمر مستحيل.. لا يمكن حدوث مثل هذا.. دعك من جلسات الحوار.. دعك من المؤتمرات...

سقوط سوريا.. إعلان لقيام «الإمبراطورية الفارسية العظمى»

من أكبر الأخطاء السياسية التي وقعت فيها دول الخليج -وعلى رأسها السعودية- خلال العشر سنوات الماضية (2003/2013) هي أنها أدارت ظهرها للعراق.. فقدمتها دون أن تقصد، بكافة مكوناتها ومؤسساتها وعشائرها السنية هدية ثمينة لإيران. خلال...

لعنك الله من حذاء!

أكثر مفردة تكررها الحكومات الخليجية هي كلمة «استراتيجية».. أصبحت هذه الكلمة كأنها حشيش مخدر.. كأنها عمل سحري.. يُريك ما لا يُرى! تعثرت التنمية والسبب هذه الاستراتيجية.. أصبحت كل أفكار التنمية مكبلة بالمشاكل.. مشكلة تلد أخرى...

«وإنت مش عايز تروح فوق ليه»؟!

يقول الدكتور طارق السويدان في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: «إذا ضحى %1 بأنفسهم فصاروا شهداء لهم الفردوس الأعلى من أجل أن يحيا %99 بحرية وعزة وكرامة ومستقبل واعد، فهي معادلة رابحة للجميع...

أيقظ القذافي الموجود داخلك!

أسوأ شيء أن تنادي بحرية الرأي، وضرورة تقبل الآراء المخالفة، لكنك ترسب في أول اختبار -أو مواجهة- حينما يأتي الآخرون بما يخالف قناعاتك! حينما ترفع شعار احترام «الرأي الآخر»، وفي أول نزال تقوم بنسفه، ومساواته...

إنه الفقر يا سيدتي!

لا شيء ينبذ الاتكالية الممقوتة كمقولة الإمام العادل عمر بن عبدالعزيز: «ذهبت وأنا عمر ورجعت وأنا عمر ما نقص مني شيء! وخير الناس من كان عند الله متواضعاً». اللافت أن ظاهرة الاتكالية على الخدم في...