


عدد المقالات 32
من أكبر الأخطاء السياسية التي وقعت فيها دول الخليج -وعلى رأسها السعودية- خلال العشر سنوات الماضية (2003/2013) هي أنها أدارت ظهرها للعراق.. فقدمتها دون أن تقصد، بكافة مكوناتها ومؤسساتها وعشائرها السنية هدية ثمينة لإيران. خلال هذه السنوات العشر استطاعت إيران أن تحتل العراق احتلالاً فعلياً واضح المعالم بمباركة أميركية خالصة. سياسة (عدم التدخل في شؤون الآخرين) -إن كنا صادقين فيها فعلاً- كانت هي المنزلق الحاد الذي أوصلنا لهذه المرحلة الخطرة.. كان باستطاعتنا أن نحد من التدخل الإيراني في العراق لكننا لم نفعل والحجة (عدم التدخل في شؤون الآخرين).. كان باستطاعتنا الحفاظ على وحدة العراق لكننا لم نفعل والعذر (نرفض التدخل في شؤون الآخرين).. كان باستطاعتنا الدفاع عن حقوق السنّة وذلك أضعف الإيمان.. لم نفعل شيئا والسبب هذه الحجج الواهية.. وما زلنا نتفرج على الأخطبوط الإيراني وهو يمد أذرعته بشكل مخيف على كامل التراب العراقي. قبل سنتين كادت البحرين تتحول إلى محافظة إيرانية خالصة.. ساعات قليلة كانت تفصل الإيرانيين عن تحقيق حلمهم.. تحرك الخليجيون بسرعة مذهلة.. فاستطاعوا أن يقطعوا الطريق على المخططات والأطماع الإيرانية، لا تزال المحاولات الإيرانية قائمة ولن تتوقف.. سنكون سذجاً إن ظننا أن لغتنا الناعمة ستضع حداً للتدخلات الإيرانية. ظننت أننا استوعبنا الدرس العراقي بشكل جيد.. لكن الحالة السورية أثبتت لنا العكس! ذات السيناريو العراقي يتكرر في سوريا.. احتلال فارسي لا تخطئه الظنون.. وما زلنا نتعامل مع الأحداث بلا مبالاة.. عين تبكي على سوريا وعين ترقب وتراقب أميركا.. سنتان ونحن ننتظر ماذا تقول الولايات المتحدة الأميركية.. وهل تبدل الموقف الروسي أم لا؟ كل ما يقال ويكتب لا يشعر بخطورة التحركات الإيرانية الممنهجة.. ما قيل عن الوجود الإيراني في العراق، يقال اليوم في سوريا.. غيبوبة تامة تعيشها دول المنطقة طيلة العامين المنصرمين من عمر الثورة السورية التي حصدت قرابة مئة ألف قتيل.. والمحزن أن أكاديمياً سعودياً بارزاً هو الدكتور «خالد الدخيّل» يقول قبل يومين: إن إيران لا تستطيع أن تكسب في سوريا مهما فعلت. بإمكانها أن تدمي بلد الأمويين، وأن تكلفه الكثير، لكنها لا تملك إمكان حسم الحرب لصالحها هناك.. ويمضي في «لغة تخديرية» تكررت كثيراً قائلاً: بإمكان حسن نصرالله أن يلقي من الخطابات باسم طهران عدد ما يشاء، لكن ذلك لن يغيّر من الواقع شيئاً. منذ ما قبل الإسلام، لم يتجاوز النفوذ الفارسي كثيراً حدود بلاد الرافدين».. هذه لغة تخديرية بامتياز مع تقديري للدكتور الدخيّل.. هذه اللغة غير واقعية.. لا تستند على أي منطق.. هذه اللغة هي التي أضاعت بلاد الرافدين.. لقد سمعنا شيئاً من ذلك حينما بدأ المالكي العبث بالعراق.. فكانت النتيجة ما ترون وتسمعون. أضاعت دول الخليج وقتها جرياً خلف المؤتمرات.. مؤتمرات تلو مؤتمرات تلو أخرى.. بينما كانت إيران تسير بقدمين.. واحدة نحو المؤتمرات والمفاوضات.. وأخرى نحو الميدان.. تأملوا الملف النووي الإيراني.. يفاوضون العالم وفي الوقت نفسه هم ماضون في مشروعهم -اقرؤوا تصريحات الرئيس الإيراني الجديد قبل يومين هو يعلن ذلك بوضوح- وكذا الحال في سوريا.. يفاوضون ويتحدثون -أحياناً بالنيابة- وفي الوقت نفسه يرسلون الطائرات محملة بالسلاح والمقاتلين الحالمين بالجنة على أكتاف الأطفال والنساء! الحقيقة التي يهرب منها الجميع.. إن سقطت سوريا تحت الاحتلال والسيطرة الإيرانية ستسقط البحرين.. وحينما تسقط البحرين ستسقط الكويت، وحينما تسقط الكويت ستتساقط دول الخليج واحدة تلو الأخرى بما فيها السعودية -مسألة وقت- سقوط سوريا هو إعلان غير مباشر لقيام (الإمبراطورية الفارسية العظمى).. ولن تنفعنا حينذاك اتفاقياتنا وتحالفاتنا الأمنية.. نحن أمة لا تقرأ الواقع بشكل جيدا. الأطماع الفارسية بدت واضحة.. وكما قال الكاتب السعودي «جمال خاشقجي» لم تعد هلالاً شيعياً.. ولذلك ليس هناك أي حل سوى الدخول في سوريا عبر أي طريق أو طريقة.. المندوب الإيراني في بيروت «حسن نصر الله» قال في خطابه الأخير «حيث يجب أن نكون سنكون».. أفزعتني عبارته.. نقلتها في ذات اللحظة عبر تويتر.. الرجل كشّر عن أنيابه: «حيث يجب أن نكون سنكون».. ينبغي أن يكون الرد عليه بذات اللغة: «قبل أن تكون سنكون».. نعم، ماذا ننتظر؟!
هذه السنة -لا أقول عام- اجتمعت مبررات عدة تدفع الإنسان للعودة للمنزل «دهر ومعاوينه» كما يقال.. بعيداً عن الغرق في التفاصيل، بات كل ما حولك يدعوك للعودة للمنزل. يدعوك لالتزام بيتك. يدعوك للابتعاد قدر الإمكان...
صفة مشتركة تجمع أغلب الساسة الإيرانيين، حتى لكأنهم يتوارثونها، وهي ممارسة الدجل والمراوغة.. لذا لا يزال الوقت مبكرا للحكم على الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مؤخرا مع مجموعة (5+1). لكن على افتراض صدقية الطرف الإيراني...
أشهر مقولات الدجل السياسي هي تلك التي أطلقها -خلال الحرب العالمية الثانية- وزير الدعاية النازي جوزيف جوبلز «اكذب اكذب حتى يصدقك الناس».. هي ولا شك مقولة صادقة خرجت بلسان خادع مخاتل.. ينطبق عليها القول الكريم...
كل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد الأضحى المبارك.. - اليوم تمر الذكرى السابعة لإعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين.. ولقد رأيت أن أتحدث عن العراق.. - في قصيدة «مظفر النواب» يحتد النقاش، ويدور في حلقة...
قبل سنوات دخلت برفقة أحد الأصدقاء مطعماً عربياً في أحد الأحياء اللندنية.. كان العاملان في المطعم -من إحدى دول الشام- يضحكان، ويبدو عليهما السرور.. فور أن شاهدانا طارت الابتسامة كحمامةٍ فزعة، سلمنا فلم يردّا السلام،...
حينما حدد الرسول صلى الله عليه وسلم موقع جيش المسلمين في غزوة بدر، سأله الحباب بن المنذر بن الجموح: «يا رسول الله، أرأيت هذا المنزل، أمنزلا أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه، ولا نتأخر عنه،...
أي حديث عن التقارب بين السنة والشيعة هو خديعة كبرى.. مضحك أن تجد هذه الكذبة من يروّج لها وينادي بها! هذا أمر مستحيل.. لا يمكن حدوث مثل هذا.. دعك من جلسات الحوار.. دعك من المؤتمرات...
أكثر مفردة تكررها الحكومات الخليجية هي كلمة «استراتيجية».. أصبحت هذه الكلمة كأنها حشيش مخدر.. كأنها عمل سحري.. يُريك ما لا يُرى! تعثرت التنمية والسبب هذه الاستراتيجية.. أصبحت كل أفكار التنمية مكبلة بالمشاكل.. مشكلة تلد أخرى...
يقول الدكتور طارق السويدان في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: «إذا ضحى %1 بأنفسهم فصاروا شهداء لهم الفردوس الأعلى من أجل أن يحيا %99 بحرية وعزة وكرامة ومستقبل واعد، فهي معادلة رابحة للجميع...
أسوأ شيء أن تنادي بحرية الرأي، وضرورة تقبل الآراء المخالفة، لكنك ترسب في أول اختبار -أو مواجهة- حينما يأتي الآخرون بما يخالف قناعاتك! حينما ترفع شعار احترام «الرأي الآخر»، وفي أول نزال تقوم بنسفه، ومساواته...
لا شيء ينبذ الاتكالية الممقوتة كمقولة الإمام العادل عمر بن عبدالعزيز: «ذهبت وأنا عمر ورجعت وأنا عمر ما نقص مني شيء! وخير الناس من كان عند الله متواضعاً». اللافت أن ظاهرة الاتكالية على الخدم في...
البشت -ويقال: المشلح- أحد أشهر الأزياء الرجالية في منطقة الخليج العربي.. يضعه الخليجي فوق ثوبه، ويضعه بعض العرب فوق البنطلون والقميص! كان العرب القدماء يطلقون عليه «العباءة».. تأريخه ممتد عبر العصور.. تطور حتى وصل إلى...