


عدد المقالات 133
الانتماء من أبرز مكونات الشخصية الإنسانية، فهو المعبر عن انتساب الإنسان إلى فئة معينة سواء كانت هذه الفئة عرقية «عربي- كردي- فارسي- هندي» أم كانت الفئة دينية «مسلم- مسيحي- يهودي- بوذي»، أو انتماء جغرافي «شرقي- غربي- إفريقي- أميركي» أو تضييق الدائرة لينتمي الإنسان إلى إقليم «قطري- مغربي- ياباني- كندي» أو الانتماء الأضيق من ذلك، وهو الانتماء القبلي «أزدي- عتيبي- مري- هاجري»، وكل هذه الدوائر تشكل انتماء الإنسان، لكن ما يهمنا في هذا كله هو الانتماء الوطني الذي يجمع كافة الانتماءات الأخرى على مفهوم المواطنة، فالانتماء الوطني (national affiliation)، كما يقول محمد عطية أبوفودة هو «المعبر عن انتماء الفرد للقيم الوطنية السائدة في مجتمعه، كالاعتزاز بالرموز الوطنية، والالتزام بالقوانين والأنظمة السائدة، والمحافظة على ثروات الوطن وممتلكاته، وتشجيع المنتجات الوطنية والتمسك بالعادات والتقاليد، والمشاركة في الأعمال التطوعية والمناسبات الوطنية، والاستعداد للتضحية دفاعاً عن الوطن»، ولا شك أن مفهوم الانتماء الوطني في منطقة الخليج العربي مفهوم حديث النشأة كبقية المفاهيم الجديدة، إلا أن دلالاته لم تكن جديدة، فقد كان أبناء الخليج يشعرون بالانتماء إلى أوطانهم ضمن دوائر متعددة، فهم يشعرون بانتمائهم الإسلامي الذي يشكل الدائرة الأوسع في دوائر الانتماء، كما يعتزون بانتمائهم العربي الذي يشكل الدائرة الثانية من دوائر الانتماء ويمتد بجذوره إلى الأمة العربية، فقد جاءت القبائل العربية الأولى راحلة من شبه الجزيرة العربية، من جنوبها إلى غربها أو وسطها، وانضم إليهم في العهود المتأخرة فئات أخرى تنتمي في كثير من أصولها إلى القبائل العربية التي رحلت خارج محيط الجزيرة العربية، ثم عادت مرة أخرى إلى موطنها الأصلي، بل اندمج في تكوين المجتمع بعض الفئات التي قد لا تنتمي إلى أصول قبلية عربية، إلا أنها أصبحت جزءاً من نسيج المجتمع العربي لدول الخليج العربي، وبعد نشأة الدول الحديثة في المنطقة محددة بالإقليم الجغرافي صار الانتماء الوطني جزءاً من المكونات الشخصية لدى مواطنيها الذين نشأت لهم دائرة جديدة للانتماء، هي الدائرة الخليجية التي تضمها منظومة مجلس التعاون الخليجي، إلا أن الانتماء الوطني صار هو الغالب على سكان كل دولة، حيث أصبح لها رموزها الوطنية وشخصيتها الخاصة التي لا تخالف كثيراً عن الدائرة الخليجية والعربية والإسلامية، بل تشعر أن هذه الدوائر متداخلة لتكوين نسيج متكامل للشخصية الوطنية، ولا شك أن الانتماء الوطني في دول مجلس التعاون الخليجي يواجه تحديات تجاوزت الخصوصيات الوطنية للتحدث عن المواطن العالمي!! بمواصفات تمتد بالانتماء إلى دوائر أوسع هي دائرة العالمية ودائرة الإنسانية، ودائرة الفكر والثقافة، بل الرياضة أيضا، بحيث أصبحت هذه الدوائر مشاركا حقيقياً لدائرة الانتماء الوطني، وفي منطقة الخليج العربي ما زال الانتماء الوطني يشكل محوراً للمواطنة، خاصة أن هذا المفهوم لم يرسخ بصورة قوية بسبب عوامل كثيرة، منها حداثة النشأة والمتغيرات التي شهدتها المنطقة خلال المرحلة الماضية، مما جعل طائفة من أبناء الخليج تنظر بكثير من الاهتمام نحو هذا الانتماء المحلي الخليجي، بل ذهب البعض إلى الدعوة «للقطيعة» مع الانتماء العربي والاكتفاء بالدائرة الأضيق، فارتفع الحديث عن الخصوصيات الخليجية كعوامل تميز عن الانتماء لبقية البلاد العربية، فترددت مصطلحات مثل الهوية الخليجية والثقافة الخليجية والشخصية الخليجية والفكر الخليجي، ولا شك أن ذلك يعبر عن حالة من الانكفاء على الذات لا تتناسب مع انفتاح الشعوب وتواصلها وتداخلها مع غيرها في مجالات واسعة، إن حالة الانكفاء على الذات بدعوى الاكتفاء بالانتماء الوطني تؤدي إلى العزلة والتقوقع في عصر تجاوزت فيه وسائل التواصل كافة الحدود الجغرافية والسياسية والثقافية، وتعزيز الدوائر الثلاث للانتماء تشكل الوسيلة المثلى للتعامل مع مؤثرات المتغيرات والتحديات التي تواجه المنطقة، بل هي الضمان لعدم تحول الانتماء الوطني إلى نرجسية شوفينية تتعالى على الآخرين، والواقع أننا يمكن «تمثيل» دوائر الانتماء بالدوار المائية التي تتشكل عندما نرمي حجرا في الماء، إذ تتسع هذه الدوائر لتنشأ في داخلها دائرة أصغر في تناسق جميل، لكنها تتداخل وتضطرب عندما نرمي حجرا آخر إلى جانبها، إذ سريعا ما تتشكل دائرة أخرى تهدد انسجام الدائرة الأولى، وكذلك دوائر الانتماء يمكن أن «تعيش» في تناغم وتناسق ما لم ندفع بإحداها لتأخذ مكان غيرها، فليس هناك تعارض بين دوائر الانتماء الثلاث التي تعبر عن هوية أبناء المنطقة، بل إن الواقع يشير إلى أن منطقة الخليج بحاجة إلى التأكيد على الانتماء الوطني بدوائره الثلاث الأساسية، وهي الدائرة الوطنية والعربية والإسلامية، وهو ما عبرت عنه دساتير وأنظمة دول الخليج، حيث نصت على ذلك جميع دساتيرها وأنظمتها الأساسية، ولذا حين ترتفع بعض الأصوات منادية بإعادة ترتيب دوائر الانتماء أو إلغاء بعضها أو بتقديم دائرة على أخرى إنما تعمل على «خلخلة» هذه الانتماء وإدخاله في متاهة البحث عن صيغة جديدة للانتماء، لم تتوفر بعد، وربما إن توفرت لا تناسب واقع المجتمع الخليجي.
هل تكون «داعش» أو ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام، سبباً في حل المعضلة السورية؟ للإجابة على ذلك تذكروا اتفاق «دايتون» الذي أنهى الحرب في البوسنة والهرسك، فقد بدأ القتل في البوسنة في أبريل...
يبدو أن محرقة الصراعات الطائفية والمذهبية لن تدع أحدا في بلاد العرب والمسلمين، فهذه المحرقة التي تضم تشكيلة من الصراعات التي لم تشهد لها الأمة مثيلا إلا في عصور الانحطاط والتخلف عادت مرة أخرى تقذف...
تتوقف ثلاث شاحنات خالية، يتقدم أحدهم حاملا رشاشا بيده، يلتفت إلى الشاشة لتبدو هيئته المتجهمة التي يكاد الشرر يتطاير منها، وتلف وجهه لحية كثة كأنه أراد من هذه الالتفاتة أن يبرز هويته، ثم يتجه إلى...
تعودت أن أتصل به كلما احتجت لحجز تذكرة سفر، كان يبذل أقصى جهده من أجل الحصول على أفضل العروض بأقل الأسعار، وانقطع التواصل معه بعد دخول التكنولوجيا في حجز التذاكر، بل في كل إجراءات السفر،...
ما هو مستقبل العرب؟ سؤال يبدو مشروعا ونحن ندخل عاما جديدا، حيت تتمثل الإجابة في أن الواقع الحالي لا يمثل النموذج الذي يصبو له العرب ولا يتناسب مع معطيات الحاضر، فإذا كان الأمر كذلك فلا...
سيكون عام 2013م من أكثر الأعوام تأثيرا على الخليج العربي، فلأول مرة منذ إنشاء مجلس التعاون الخليجي، يشعر الخليجيون أن «خليجهم ليس واحدا»، فقد بدا واضحا حجم الخلافات بين دوله الأعضاء، فعلى الرغم من البيانات...
بعد أيام سندخل عاما جديدا وحالة العالم «لا تسر عدواً ولا صديقاً»، فقد ازداد فارق الفقر بين الدول، كما ازدادت مشكلاتها وحروبها، وتلويثها للبيئة، وقضائها على الطبيعة، وتقسم العالم إلى شرق وغرب وشمال وجنوب، بل...
«خلال حياتي نذرت نفسي لكفاح الشعب الإفريقي، لقد كافحت ضد سيطرة البيض وكافحت ضد سيطرة السود واعتززت دوماً بمثال لمجتمع ديمقراطي حر يعيش فيه كل الناس معاً في انسجام وفرص متساوية، إنه مثال آمل أن...
بدعوة كريمة من وزارة الإعلام بدولة الكويت الشقيقة، شاركت مع عدد من الزملاء في زيارة الكويت ولقاء بعض المسؤولين الكويتيين، حيث خرجت الكويت من قمة ناحجة هي القمة العربية الإفريقية، وهاهي تحتضن غدا القمة الخليجية...
أشرت في مقال الأسبوع الماضي إلى أيام مجلس التعاون في السويد، ذلك البلد المجهول لكثير من سكان المنطقة رغم التواصل المبكر بين العرب والبلاد الإسكندنافية ومن بينها السويد التي وصلها الرحالة السفير ابن فضلان عام...
شهدت العاصمة السويدية –ستوكهولم- خلال الأسبوع الماضي حضورا خليجيا تمثل في أيام مجلس التعاون في السويد، حيث شارك مجموعة من الدبلوماسيين والباحثين والأكاديميين الخليجيين يرأسهم أمين عام مجلس التعاون الخليجي، في حوار مع نظرائهم السويديين،...
تستعد مدينة دبي بعد غد لتلقي نبأ مهما في مسيرة تطورها، إذ ستقرر اللجنة الخاصة بمعرض إكسبو الدولي، المدينة المؤهلة لاستضافة دورة المعرض المقررة عام 2020، حيث تتنافس أربع مدن على استضافة المعرض، وهي مدينة...