


عدد المقالات 17
ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي خبر أثار جدلا واسعا بين المتابعين، ما بين رافض ومؤيد ومتهكم ومتعجب، وملخص هذا الحدث أن أستاذا جامعيا رغب في لفت انتباه المسؤولين إلى سرقات زملائه العلمية، فقرر أن يسمح لطلابه بالغش في قاعة الاختبار، تعبيرا منه عن سخطه من اتباع منهج الصمت تجاه الفساد العلمي المعروف بسرقة الأفكار، والسطو على الآراء. وبحسب الخبر المذكور، فإن هذه الحادثة وقعت في جامعة من أعرق الجامعات في العالم، وهي جامعة بولونيا في إيطاليا، وهذا الأمر مخيف حقا، فإذا كان الفساد العلمي قد وصل لتلك الجامعات، فماذا تفعل الجامعات الناشئة أو الحديثة؟ وإذا تجاوزنا ردة فعل الأستاذ غير المهنية في التعامل مع الأمر، فإننا -انطلاقا من هذا الحدث- يمكننا أن نثير عدة نقاط لنناقشها بشكل واضح، وبصوت عال، وبأسلوب أكثر جرأة. وأولى هذه النقاط -وأخطرها في الحقيقة- أن الصمت عن المفسد هو أكبر محطم للمصلح، وأقوى محبط للمجتهد، وأشد أدوات تحويل النافع لضار، فليس من السهل على ذلك الشخص الذي جد واجتهد لتحصيل درجته العلمية أن يرى آخر يسرق الأفكار، ويسطو على اجتهاده واجتهادات الآخرين، ثم يساوى معه، بل وربما يحصل على منصب أعلى ومكانة أرفع! النقطة الثانية هنا ما يتعلق بالنزاهة، فكيف يتصور أن يتعامل هذا السارق بنزاهة مع مكتسبات الوطن؟ وكيف يمكن لمعلم سارق أن يتصرف مع سرقات تلاميذه؟ وكيف يمكنه أن يعلمهم الأمانة في النقل والاقتباس؟! في تصوري أنه سيعلمهم السرقة من باب تيسير الأمر عليهم، وقد رأينا في حقل التدريس جانبا من هذا. النقطة الثالثة ما يتعلق برغبة السارق في استقطاب الضعاف علميا، ومحاولة إقصاء المتميزين من منظومته، أو الطعن فيهم خشية كشفهم فساده العلمي، وهذا الأمر لا يخفى خطره على ذي بصر. إن مسألة الفساد العلمي من الصعب تغطيتها بمقال واحد، ومن المستحيل قياس كوارث ذلك النوع من الفساد إلا بعد مرور زمن قد يطول أو يقصر، وتلك والله كارثة عظمى، وإن زيارة واحدة لعدد من (الهاشتاقات) في موضوع كشف السرقة العلمية لكفيلة ببيان حجم المشكلة. إن الخطاب الإعلامي للمسؤولين يحمل عادة نبرة حادة تجاه الفساد والمفسدين، ولغة حزم واضحة تحرك من كان في قلبه مثقال ذرة من إخلاص، غير أن هذه الحركة سرعان ما تخفت وتتلاشى حين يرى ذلك المخلص تعاطي إدارته العملي مع أي شكل من أشكال الفساد، وقد يصاب بصدمة مصدرها التناقض بين ما يرى وما يسمع، ولكل هذا تأثيراته السيئة في حركته وعطائه ونظرته تجاه عمله، بل أحيانا تتجاوز العمل إلى نظرته تجاه الوطن. إن المخلصين يأملون في حركة جادة توقف طوفان الفساد العلمي الذي اجتاح الدول العربية، وأصبح يهددنا في عقر دارنا.
دخل على زملائه صباحا -كما هي عادته- وفي يده كوب الشاي والجريدة، ثم باشر وظيفته اليومية في إحباط الناس وتحطيم طموحاتهم، مُحيطا نقدَه الهدام بهالة من المعرفة والثقافة المزيفتين، فيقع فريسةً له ضعافُ الوعي والثقافة...
لا توجد مؤسسة اليوم لا تفكر بتطوير الفكر الإبداعي عند موظفيها، ولا تتمنى أن ينتسب لمنظومتها المبدعون، وذلك لأن مثل هذا الإبداع إنما هو أولا وأخيرا لصالح المؤسسة، ومما يُسهم في نجاحها وتقدمها. إن مسألة...
الإنجاب أكبر نقطة تحول في حياة المرأة، ومن ثَم فإن الشيء الأكيد الذي لا بد أن يحدث لأي امرأة تتحول إلى أم هو أن تتغير حياتها، وتتبدل اهتماماتها، ولا تعود تفكر بنفسها فقط، ولا تقدم...
كنا نتحدث عن قضية تزوير الشهادات وخطرها على المجتمع، وفي سياق استعراض تداعيات هذه المسألة على مجالات الحياة المختلفة تفاجأت بمحدثي يخبرني عن رأيه في قضية تزوير المعلم لشهادته، حيث وصفها بأنها أقل خطراً من...
يحدث أحيانا أن تذهلك بعض التغييرات والتطويرات التي تحدث في مؤسسة ما أو إدارة ما، وما إن تبدأ بالسؤال حتى تعرف أن وراء هذا التطوير والتغيير قائدا ملهما. إن القائد الملهم هو وحده القادر على...
ليس منا من لا يصيبه الحزن على فراق رمضان، هذا الشهر الفضيل الذي يرافقنا في صورة موجه ومرشد، فليس منا من لا يشعر في هذا الشهر أن له رفيقا مخلصا ناصحا أمينا، وليس منا من...
يخطط الناس لكثير من المشاريع في حياتهم في مواسم معينة، ومن ذلك التخطيط للسفر، وأنك لتلاحظ أن الناس في تخطيطهم لهذا المشروع خاصة يعيشون متعة عظيمة، ولو تأملت بريق أعين المقبلين على السفر وهم يتحدثون...
سيبقى التعليم وجودته الشُّغل الشاغل لدى الأمم، وإنه ليستحق هذا الاهتمام حقا، فالتعليم هو عنوان تقدم الأمم، وهو المؤشر الذي لا تخطئ إشارته نحو اتجاه الدول صوب الحضارة، لذلك فليس من المستغرب أن يحتل هذه...
السؤال الذي يطرح كثيرا في بيئة العمل، وهو سؤال وجيه يحتاج إلى دراسة جادة: لماذا يتقاعس بعض الموظفين عن أداء الأعمال المنوطة بهم، في حين يجتهد آخرون لإنجاز أعمالهم بكل دقة وبأقصى درجات التفاني؟! والجواب...
أجابت مجموعة الأديب القطري حمد الزكيبا (الوجه الآخر للجدار) عن جملة من الأسئلة باتت تحيرني دهرا من الزمن، وأهمها ذلك السؤال الذي يستوقفني بعد كل قصة أو رواية أو قصيدة أقرأها وهو: هل الهدف من...
نسمع في ظل الاندفاع العاطفي تجاه اللغة العربية أصواتاً هادئة تسأل: هل نحن بالفعل يجب أن نعيش هذه الحالة من القلق تجاه اللغة العربية؟! وهذا الصوت الهادئ لا يحتاج إقناعه إلى أكثر من قراءة متأنية...
الذي يتأمل حال أبنائنا في مستويات الدراسة العليا يعلم يقينا أنهم يعانون من إخفاقات لغوية حقيقية على مستوى الحصيلة اللغوية، المعجمية والتركيبية والأسلوبية، وعلى الرغم من كثافة ما يقدم لهم في المراحل الدراسية العليا لمعالجة...