


عدد المقالات 17
ليس منا من لا يصيبه الحزن على فراق رمضان، هذا الشهر الفضيل الذي يرافقنا في صورة موجه ومرشد، فليس منا من لا يشعر في هذا الشهر أن له رفيقا مخلصا ناصحا أمينا، وليس منا من لا يشعر أن السكينة تسكن قلبه برفقة هذا الناصح الأمين. رمضان يرحل وتبقى آثاره في قلوبنا في منازلنا في سلوكنا، ومن لم يرافقه طيف رمضان بقية السنة فليراجع نفسه. استقبلناه بشوق مشتاق وودعناه بدمع مفارق، والسؤال فيم الشوق وفيم الدمع؟ رغم أننا نبذل في هذا الشهر ما لا نبذله في سواه من شهور السنة من جهدنا وصبرنا على الطاعة، ونمتنع فيه عن كثير مما تهوى أنفسنا ومنا من يعتزل الكثير الكثير من مباهج الحياة رغبة في الفوز بالمكافأة. ورغم ذلك كله نحزن لرحيله ونشتاق لإقباله، وقد يشير هذا إلى جوانب تستحق التأمل في النفس البشرية، فالنفس البشرية رغم ميلها للكسل والراحة فإنها أشد ميلا للسكينة، وهذه السكينة التي تسكن الشهر الفضيل هي التي تجعل الإنسان المسلم يتحمل في سبيلها ما يتحمل من عناء الصبر على الطاعة وكبح جماح النفس المتطلبة دوما. ورغم أننا في رمضان نحاول الحفاظ على هدوئنا وسكينتنا تجنبا لتضييع أجر الصيام فإن هذه السكينة تتحول إلى عادة ترافق الكثير منا حتى بعد رحيل الشهر. إن السكينة حلم كل إنسان وهي سبب من أسباب السعادة، بل ربما تكون السكينة هي السعادة، ومن تأمل حالنا في رمضان نعرف أن الوصول لهذه النعمة يحتاج إلى تدريب النفس على جملة من الممارسات، وهي نفسها الممارسات التي يعودنا عليها الشهر الفضيل، ولعل من أهم هذه الممارسات السيطرة على شهوات النفس ورغباتها، وتندرج تحت هذه النقطة السيطرة على شهوات اللسان وزلاته، فأغلب البشر يمتنع عن هذه الصفة الذميمة في رمضان تحديدا، وهذا يعني أننا نستطيع ترويض أنفسنا وتعويدها لتتخلى عن الكثير من الرغبات التي تتعارض مع مبادئ ديننا الحنيف، ومن الممارسات أيضا التسابق في البذل والعطاء، ولهذا العطاء أثره في نفس المسلم الذي يشعر بلذة عظيمة في الإنفاق، هذه اللذة غالبا ما ترافق المرء حتى بعد رمضان، وقد تتحول عند البعض لعادة لا يستطيع التخلي عنها. ومن الملاحظ أن أغلب ممارساتنا في رمضان هي ممارسات تعتمد على ترويض النفس وتقييد شرورها، لتستعذب الطاعة وتتعالى على الرغبات. وفي هذا مفتاح السكينة التي يرجوها الناس كافة. رمضان سيرحل، وسكينته ستبقى في ضمير من استطاع أن يفوز بها، وسيفوز بسعادة دائمة ما دامت السكينة في قلبه وحياته.
دخل على زملائه صباحا -كما هي عادته- وفي يده كوب الشاي والجريدة، ثم باشر وظيفته اليومية في إحباط الناس وتحطيم طموحاتهم، مُحيطا نقدَه الهدام بهالة من المعرفة والثقافة المزيفتين، فيقع فريسةً له ضعافُ الوعي والثقافة...
ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي خبر أثار جدلا واسعا بين المتابعين، ما بين رافض ومؤيد ومتهكم ومتعجب، وملخص هذا الحدث أن أستاذا جامعيا رغب في لفت انتباه المسؤولين إلى سرقات زملائه العلمية، فقرر أن يسمح...
لا توجد مؤسسة اليوم لا تفكر بتطوير الفكر الإبداعي عند موظفيها، ولا تتمنى أن ينتسب لمنظومتها المبدعون، وذلك لأن مثل هذا الإبداع إنما هو أولا وأخيرا لصالح المؤسسة، ومما يُسهم في نجاحها وتقدمها. إن مسألة...
الإنجاب أكبر نقطة تحول في حياة المرأة، ومن ثَم فإن الشيء الأكيد الذي لا بد أن يحدث لأي امرأة تتحول إلى أم هو أن تتغير حياتها، وتتبدل اهتماماتها، ولا تعود تفكر بنفسها فقط، ولا تقدم...
كنا نتحدث عن قضية تزوير الشهادات وخطرها على المجتمع، وفي سياق استعراض تداعيات هذه المسألة على مجالات الحياة المختلفة تفاجأت بمحدثي يخبرني عن رأيه في قضية تزوير المعلم لشهادته، حيث وصفها بأنها أقل خطراً من...
يحدث أحيانا أن تذهلك بعض التغييرات والتطويرات التي تحدث في مؤسسة ما أو إدارة ما، وما إن تبدأ بالسؤال حتى تعرف أن وراء هذا التطوير والتغيير قائدا ملهما. إن القائد الملهم هو وحده القادر على...
يخطط الناس لكثير من المشاريع في حياتهم في مواسم معينة، ومن ذلك التخطيط للسفر، وأنك لتلاحظ أن الناس في تخطيطهم لهذا المشروع خاصة يعيشون متعة عظيمة، ولو تأملت بريق أعين المقبلين على السفر وهم يتحدثون...
سيبقى التعليم وجودته الشُّغل الشاغل لدى الأمم، وإنه ليستحق هذا الاهتمام حقا، فالتعليم هو عنوان تقدم الأمم، وهو المؤشر الذي لا تخطئ إشارته نحو اتجاه الدول صوب الحضارة، لذلك فليس من المستغرب أن يحتل هذه...
السؤال الذي يطرح كثيرا في بيئة العمل، وهو سؤال وجيه يحتاج إلى دراسة جادة: لماذا يتقاعس بعض الموظفين عن أداء الأعمال المنوطة بهم، في حين يجتهد آخرون لإنجاز أعمالهم بكل دقة وبأقصى درجات التفاني؟! والجواب...
أجابت مجموعة الأديب القطري حمد الزكيبا (الوجه الآخر للجدار) عن جملة من الأسئلة باتت تحيرني دهرا من الزمن، وأهمها ذلك السؤال الذي يستوقفني بعد كل قصة أو رواية أو قصيدة أقرأها وهو: هل الهدف من...
نسمع في ظل الاندفاع العاطفي تجاه اللغة العربية أصواتاً هادئة تسأل: هل نحن بالفعل يجب أن نعيش هذه الحالة من القلق تجاه اللغة العربية؟! وهذا الصوت الهادئ لا يحتاج إقناعه إلى أكثر من قراءة متأنية...
الذي يتأمل حال أبنائنا في مستويات الدراسة العليا يعلم يقينا أنهم يعانون من إخفاقات لغوية حقيقية على مستوى الحصيلة اللغوية، المعجمية والتركيبية والأسلوبية، وعلى الرغم من كثافة ما يقدم لهم في المراحل الدراسية العليا لمعالجة...