


عدد المقالات 129
بعد أن نجحت الثورة في إسقاط نظام آل مبارك في مصر، بات هناك ما يشبه الصراع على المجتمع، خاصة من أصحاب المرجعية الدينية سواء في هذا الحراك الذي بدأته جماعات الإخوان المسلمين بعقد الندوات وحملات التعبئة لأنصارها داخل المدن، وبتعمدها تخليق مؤسسات موازية ومرورا بالسلفيين والجماعات الإسلامية وغيرهم الذين باتوا يظهرون في المشهد بشكل مستفز في تصرفاتهم، وفيما يتبنونه من شعارات وأفعال تؤدي إلى فتنة داخل المجتمع، فالكل بات يؤكد على المرجعية الإسلامية وكأن الإسلام لم يكن من قبل موجودا في مصر، وأنه تمت إعادة اكتشافه على أيديهم مرة أخرى، وأن ما بني في ثقافته من مدنية حديثة على مدار المائتي سنة الماضية أصبح بالنسبة لهم رجسا من عمل الشيطان، وهدمه بات من أولوياتهم في سبيل العودة إلى ما قبل هذه العصور وفق رؤيتهم الدينية. فالقضية أصبحت هنا تأخذ بعدا فكريا عندما تتعلق بعقلية تعاطي أصحاب هذه المرجعية مع الواقع برؤية تتعارض في الكثير من الأحيان مع قيم الدين نفسه، فبدلا من الرفض للواقع لمجرد الرفض كان من باب أولى أن يكون التناول في إطار عقلاني يحمل تساؤلات، مثل هل ما جاءت به المدنية الحديثة من نظم وقدرتها على إعلاء قيم كالعدالة والمساواة والحرية يتعارض مع القيم التي جاء بها الإسلام؟ والإجابة هنا تحتاج ليس للاستعانة بالماضي والتفسيرات المتنوعة والمتباينة للدين وإنما إلى رؤية ومنهجية الحاضر. فالتشدق والاختفاء حول المرجعية الدينية لا يقدم حلولا بقدر ما يغلق الباب أمام إبداعات عقول البشر وهو ما يعكس قدرا من الضحالة وضيق أفق من يرفعون هذه المرجعية، فالدولة الحديثة وتجلياتها في دولة القانون أثبتت بتطبيقاتها في المجتمعات الديمقراطية بأنها تحقق حتى لو بحد أدنى قيم العدالة بشكل يعمل على الحفاظ على آدمية الإنسان وكرامته، التي تشهد الوقائع أنها كانت أشد انتهاكا في المجتمعات الإسلامية، وبالأخص منها التي يتمسح أهلها وحكامها بالدين. وبالتالي فأسلمة الدولة في مرجعيتها وعدم مراعاة التطور الذي حدث في الأفكار والقيم الإنسانية بإيجاد الآليات المؤسساتية التي تضمن تفعيلها على أرض الواقع قد يعود بنا إلى البدايات الأولى للبشر في ظل متطلبات وظروف تستدعي التواكب مع تطورات العصر. ومن هنا فالتساؤل هو إذا كانت ثورة الشباب استطاعت بقوتها أن تقتلع نظام مبارك من السلطة بعد 30 سنة من الحكم الديكتاتوري، فهل تكون لهذه القوة الخفية تأثيراتها الإيجابية على عقلية النخبة والقوى السياسية الأخرى التي تتباين فيما بينها من أقصى اليمين لأقصى اليسار، ليصبحوا غير ما كانوا عليه في الماضي من الاختلاف الشديد المتباين فيما بينهم، حيث بالتأكيد هناك قوى وطنية متعددة ما بين يسارية وإسلامية قد لا تتناسب أفكارها مع المرحلة المقبلة التي تحتاج لإعادة تفكير وتغيير من رؤيتها مع تعاطيها مع الواقع الجديد. • كاتب ومدير تحرير مجلة الديمقراطية بمصر ينشر بالتعاون مع مشروع «منبر الحرية»
مر على النكبة 66 عاماً، اختلطت فيها آلام اللجوء مع الكفاح والثورات وأحلام العودة. فالنكبة بصفتها عملية اقتلاع شملت مصادرة الأراضي والمنازل واحتلال المدن وتدمير مئات القرى وسط مجازر وتهجير جماعي ومنع السكان المواطنين من...
كان الهدر بجميع جوانبه المادية والزمنية والنفسية سمة من سمات حقبة الاستبداد العربي طيلة أكثر من أربعين عاما، سحق المواطن سحقا ثقيلا وكبتت أنفاسه وتحول إلى جثة متحركة بجسم لا روح فيه، في عملية تشيؤ...
درج النظام السوري على تأخير وتأجيل (بهدف إلغاء) استحقاقات الإصلاح السياسي، وكل ما يتصل به ويترتب عليه من متعلقات ومتطلبات اجتماعية واقتصادية ومؤسساتية إدارية، وما يترتب عليه من تنمية إنسانية حقيقية تتحقق من خلالها تجسيد...
لقد أفرز الحراك العربي نقاشات عميقة حول مجموعة من المواضيع التي كانت تستهلك بشكل سطحي وبدون غوص في حيثياتها وأبعادها. ويعد من بينها المجتمع المدني كمفهوم متجدر في الغرب، فقد عرفه «توماس هوبز» في منتصف...
بعد أحداث طهران 2009 الدامية على إثر الانتخابات الإيرانية التي اتهم فيها المحافظون بالتزوير، وصعد الإصلاحيون -بقيادة حسين موسوي وكروبي- احتجاجاتهم مطالبين بإعادة الانتخابات التي قوبلت بالرفض القاطع من المحافظين الأمر الذي أثار شكوك الإصلاحيين...
قدم أحفاد كمال أتاتورك – مرة أخرى – درسا جديدا من دروسهم للعرب، فبعد أن نجحوا في إرساء دعائم دولة الحق والقانون، وبناء المؤسسات التي أهلت دولة تركيا للالتحاق بنادي الديمقراطيات ( معدل دخل الفرد...
.. شعب سوريا كما قلنا حضاري منفتح على الحياة والعصر، وعرف عنه تاريخياً وحضارياً، عشقه للعمل والإنتاج والتجارة والصناعة وغيرها من الأعمال.. وحضارة هذا البلد العريقة -وعمرها أكثر من7000 سنة- ضاربة الجذور في العمق التاريخي...
باعتقادي أن التسوية السياسية الكبرى المتوازنة المنتظرة على طريق المؤتمرات والتفاوضات المرتقبة عاجلاً أم آجلاً (مع الأمل أن يكون للسوريين أنفسهم الدور الرئيسي في بنائها والوصول إليها) التي تحفظ حياة وكرامة المواطن-الفرد السوري، وتعيد أمن...
لاشك بأن التغيير البناء والهادف هو من سمات وخصائص الأمم الناهضة التي تريد أن تتقدم وتتطور حياتها العمرانية البشرية والمجتمعية..وفي مجتمعاتنا ودولنا العربية والإسلامية عموماً المحمّلة بحمولات فكرية ومعرفية تاريخية شديدة الحضور والتأثير في الحاضر...
في خضم الثورات العربية أو ما يسمى بالربيع العربي يمكن القول إن صوت المثقف العربي خافت من جوانب عدة فبعد مرور حوالي سنتين على بدء هذا الربيع يحتاج المشاهد والقارئ وبالتالي المواطن العادي إلى تحليلات...
يسهل نسبياً الانتقال من حكومة ديمقراطية إلى أخرى ديمقراطية بواسطة الانتخاب، كما يسهل الانتقال من حكم ديكتاتوري إلى آخر مثله من خلال الانقلاب، إلا أن الثورات الشعبية التي لا تتضمن سيطرة جناح محدد على بقية...
هبت رياح التغيير على بعض الأقطار العربية منذ ما يربو عن سنتين من الآن، فصار مطلب الحرية والديمقراطية ودولة القانون يتردد على أكثر من لسان، وأضحى الالتحاق بنادي الديمقراطيات حلم الشعوب المنعتقة من نير النظم...