alsharq

سلطان بن عبدالرحمن العثيم

عدد المقالات 73

سعد عبد الله الخرجي - المدير التنفيذي لمركز قطر للتطوير المهني 27 أكتوبر 2025
خطاب يرسم خريطة طريق
رأي العرب 29 أكتوبر 2025
الاستثمار في العنصر البشري

بتاع كله!!

16 يونيو 2014 , 12:00ص

تجده يعمل في كل صنعة ويهتم بكل خبر، في الحوار مع الآخرين يفتي في كل شيء ولن تجد لكلمة «لا أعلم» أي تواجد في قاموسه. متعة في العمل التجريب الدائم والانتقال المستمر، فاليوم في وظيفة وغداً يعمل في المقاولات وبعده في العقارات ثم يجرب النقليات ويفكر حالياً أن يتخصص في مجال التقنية وربما يجرب نفسه في مجال السياحة أو الإعلام أو التدريب. بوصلته لا تعطيك أي وجهة فحياته وأعماله هي ردود أفعال وانفعالات دائمة غاب عنها التركيز وتلاشى منها تحديد الأهداف ومعرفة مكامن القوة الداخلية التي هي المنصة الأهم للانطلاق. هذه النماذج موجودة بوفرة في بيئتنا، فكل يوم لهم اهتمام وكل نهار لهم مشروع، لكن المحصلة النهائية لا شيء بكل أسف؛ لأن هذا الزمن هو زمن التخصص والتركيز وليس زمن «بتاع كله». في حواراتي مع الشباب أطمئن كثيراً للذي يعرف ماذا يريد ومتى يتحرك وأين تكمن الفرص والخيرات وما هي الموهبة التي بين جنبيه ومواطن قوته التي وضعها الله فيه، وأعرف أن وصولهم إلى منصة التتويج ليس إلا مسألة وقت فقط. وعلى العكس يأتي بعض الشباب يتحدثون في كل شيء وأي شيء ويكثرون من الكلام والوعود. ثم ينطبق عليهم المثل «سبع صنايع والبخت ضائع» فيرحل العمر دون أي نتائج لأنهم أهملوا قوة التركيز واستهانوا بالأخذ بمصادر القوة. الإنسان الجوكر الذي يصنع كل شيء هو شخصية وهمية لا توجد إلا في الأفلام، ولهذا من أصول النجاح أن يعرف الإنسان ما يناسبه وما لا يناسبه، ولا ينجر وراء أعمال أو عروض قد يكون لها بريق مشع لكنها سوف تأخذه بعيداً عن مشروع حياته الأهم والذي خُلق من أجله فكلُ ميسر لما خلق له. سئل الإمام مالك رحمه الله في 48 مسألة فقال: لا أدري في 32 منها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقسم الصحابة حسب قدراتهم وإمكانيتهم ويطالبهم بالتركيز والتخصص ولم يوجد رغم عظمتهم من يقوم بكل شيء أو يتحدث في شيء، فكان خالد بن الوليد يمتاز بقوته عسكرية، بينما كانت قوة ابن عباس رضي الله عنه علمية وعمر رضي الله عنه سياسية وكان أبوذر رضي الله عنه من أتقى الصحابة، ولكنه منعه من أي منصب قيادي لضعف قدراته الإدارية وكان بلال حسن الصوت فولاه الأذان، وكانت أمنا عائشة رضي الله عنها عالمة فكانت مرجعاً للأمة، وكان أبوهريرة يملك ذاكرة قوية فوجهه لحفظ الحديث، وكان الصديق رضي الله عنه عالماً بالأنساب وأحوال القبائل فولاه الرسول ملف التنسيق والتفاوض في عام الوفود وكان صهيب الرومي دبلوماسياً فكان من أبرز السفراء. قوة التركيز ليست قضية عابرة فعندما تكون الأول في تخصصك ومجالك فذلك أفضل من أن تكون العاشر في كل المجالات، فقاوم رغباتك بعمل كل شيء والتواجد في كل ميدان برفع شعار. سأكون الأول في ملعبي ولن أكون ضيف شرف في ملاعب الآخرين. محبرة الحكيم كلُ ميسر لما خلق له • مدرب ومستشار معتمد في التنمية البشرية وتطوير الذات CCT وعضو الجمعية الأميركية للتدريب والتطوير ASTD.

لهيب الغضب..

نيران تصول وتجول في أعماقه أطفأت العقل وعطلت الحكمة وحجبت البصر والبصيرة. أصبح ذاك الإنسان الوادع والمهذب وحشا كاسرا استبدل الهدوء بالغضب والعقل بالانفلات والحكمة وبالانتقام وأصبح إنسانا آخر لا يعرف مدى نقمته وحدود عدوانيته...

طاقية الإخفاء!!

يبحر كثيراً مع رياح الماضي وانكساراته وانتصاراته وآهاته وتعقيداته وأمجاده. فالمتعة العظيمة في مخيلته هي العودة للماضي أو الهروب للمستقبل. وبين هذا وذاك ضيع الحاضر الذي ينتظر منه الكثير من العمل والتركيز والمبادرات والمشاريع. والحاضر...

مهندس أو طبيب!!

في يرعان الشباب وعلى أعتاب المرحلة الثانوية وسؤال الوجهة والتخصص والمسار هو السؤال الأبرز على طاولة حياته. الكل حوله يوجهونه ويقترحون عليه لكن حسب ما يردون هم وليس حسب ما يريد هو!! أحس بالممل من...

يا سعدهم

لطالما أمعن النظر في أحوال الناس من حوله وكان يركز على جانب السعادة لديهم. نظرات الغبطة تخرج من عينه والكثير من الأسئلة يطرحها عقله حيث ظل يردد «يا سعدهم». على الضفة الأخرى كان يقارن أفضل...

نيران صديقة!!

كان يُشاهد نشرة الأخبار وحيث السياق في تلك النشرات عن الحروب والدمار. فرئة الإعلام لا تتنفس إلا من خلال الإثارة التي لا تتوفر إلا في مواطن الصراع أو التنافس. كان المذيع يصف حالة الحرب حيث...

عساك راضياً!!

عينه دائماً في أعينهم, يرقب ردود الأفعال ويتأمل الوجنات والإيماءات, حريص جداً على رضاهم مهما كلف الأمر. قبل أن ينام يبدأ بعد الأشخاص ويتساءل هل فلان راض علي؟ ويعتقد أنه سوف يحصل رضا كامل الدسم...

فيني عين..!!

وجد ضالته بها؛ فأصبح يستخدم هذه الكلمات لتبرير الكثير من الأحداث من حوله. تعثره الدراسي وانعزاله الاجتماعي وفشل تجارته وأعماله وتأخر الكثير من ملفات حياته. بدأت اللعبة تكون أكثر إغراء ومتعة!! فبدأ الأصدقاء والأقارب من...

مستعجل بلا قضية!!

تعرفه من قيادته للسيارة، فهو في عجلة دائماً، يصيبه الاكتئاب من منظر الإشارة الحمراء، ويشعر بالضيق عندما يرى السيارات تمشي ببطء من الزحمة! يقود السيارة بتهور لا محدود، وفي النهاية المشوار الذي يذهب إليه هو...

أنا أبخص!!

يبهرني مشهد رسول عظيم عليه الصلاة والسلام وهو المعصوم عن الخطأ والمسدد بالوحي يُلح على أصحابه قائلاً «أشيروا عليّ». وعمر رضي الله عنه يدين لأحد الصحابة لأنه أنقذه من قرار خاطئ ويقول «لولى معاذ لهلك...

وين فلوسي؟!

خرج من منزله وفي جيبه العلوي 500 ريال تدفي قلبه وتحسسه بالأمان المالي على الأقل لفترة قصيرة.. لكن بعد أن عاد إلى المنزل في نهاية اليوم, صاح يردد وعلامات التعجب تملئ وجهه «وين فلوسي وين...

كل الناس..!!

بعد زيارته لتلك المدينة سألته عن انطباعاته عنها. فقال لي: جميلة بس كل أهلها بخلاء. وعندما انعطف بنا الحديث لسؤاله عن إحدى الشركات قال: شركة ممتازة لكن القائمين عليها كلهم فاسدون!! استمر الحديث حول مرئياته...

قررت.. ولكن!!

في حياته الكثير من الشعارات والكلمات. تجده نجماً في المجلس ومع الأصدقاء، لكنه ليس كذلك في حياته الحقيقية، فهو ظل لا يرى وخيال لا يشاهد. قررت وقررت وقررت، تلك الكلمة التي تدور في لسانه لكنها...