13 عاماً أسدد ثمن صعود الحافلة

صعود الحافلة، دفعتُ ثمنه 13 عاماً من حياتي، هكذا كان وصف احدى السيدات لقرار متسرع ظلت تدفع ثَمنهُ حتى يومنا هذا. بدأت القصة في حي رفي بأحد البلدان العربية، حيث تقدم شاب لخطبة فتاة من مدينة غير التي يعيش بها، بناء على معرفة تجمعه بعائلتها، فوافقت الفتاة حباً منها للسفر ولم يكن الزواج ذا أهمية بالنسبة لها. حتى إنها لم تكن على دراية بأهمية الخطوة أو القرار الذي اتخذته. وكيف سينعكس على جميع جوانب حياتها لاحقاً، كان الدافع الوحيد الذي جعلها تقبل هذا الزواج هو ترك حياة الريف. تلك الحياة الممزوجة بالشقاء والفقر. فهي ليست جميلة كالمناظر الريفية الخلابة التي يقطع أهل المدن مئات الكيلو مترات للتمتع بها. كان هم الفتاة التي لم تبلغ العشرين بعد في ذلك الوقت صعود الحافلة والانتقال من حياة الفلاح للتمدن، وكأنه نزع ثوب وارتداء آخر. ينسلخ الإنسان من جلده فيظهر بغير حلته، فللمدني المكانة العالية بأعين الفلاح، بينما لا يحظى الفلاح بهذه النظرة لدى المجتمعات المدنية. لاحقاً وبعد 13 عاماً على ذلك الزواج تقدمت الفتاة بشكوى للمحكمة وخلعت زوجها. الذي ادعت أنه ليس صحيح العقل ويعاني من اضطرابات تؤثر على الحياة الزوجية بشكلها الطبيعي أو التقليدي. فضلا عن صدمتها بحياة المدينة التي لم تكن افضل حالاً من الفلاح. بل صدمت بالكثير الكثير من الأمور التي كانت تتخيلها كالمسلسلات التي تشاهدها على التلفاز. ووجدت أن حياة المدينة اكثر فقراً وشقاءً. وليست وردية كما تخيلتها بأحلامها. وعندما امسكت بورقة "الطلاق" عبرت قائلة "هذه الفاتورة النهائية بعد 13 عاماً من السداد المستمر لثمن الصعود المشؤوم إلى الحافلة". ربما تعكس هذه القصة مدى حاجة التعليم في المناطق النائية وتثقيف المجتمع للتخلص من تسطيح مثل هذه القرارات الهامة التي قد ينساق الإنسان وراء أوهام الحياة الوردية بمجرد التغيير، والذي يغذي هذه الأوهام هو عدم الاهتمام بالتعليم وسعي الناس إلى لقمة العيش متناسين أهمية العلم الذي أوصانا به الله عز وجل ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم. منصور المطلق https://twitter.com/almutlke