alsharq

نورة المسيفري

عدد المقالات 507

القناطر السبع

16 يناير 2013 , 12:00ص

روي عن بعض أهل العلم أنه قال: لن يعبر أحد الصراط حتى يسأل في سبع قناطر: ففي القنطرة ا?ولى يسأل ا?نسان عن الإيمان بالله وا?خلاص فيه.. فهل تيقنت عزيزي القارئ من خلوص إيمانك بالله من الشركيات الصغرى التي قد تودي بك دون أن تعلم؟! فمن البديهي ألا يعبد المسلم مع الله إلهاً آخر ولكن في زمن الفتن هذا لا يخلو الأمر من عوالق فطهّروا إيمانكم وعقيدتكم منها لتجتازوا القنطرة ا?ولى إلى الثانية، حيث يسأل العبد عن الصلاة وما أدراك ما الصلاة وعظم مكانتها في ا?سلام وكيف لا؟! وهي الصلة المباشرة بيننا وبين الله عزّ وجل.. فهل أقمت صلاتك على أحسن وجه؟! هل التزمت بها في أوقاتها واحترمت مواعيدها كما يحترم طلّاب الدنيا مواعيد رؤسائهم بحثاً عن الرضا السامي وينسون موعدهم مع الخالق الذي بيده كل شيء؟! لا شك أحبتي الكرام أنكم تعلمون بأن العهد بيننا وبين الكفار هو الصلاة، فمن تركها فقد كفر ولن يستطيع أن يصل إلى القنطرة الثالثة.. أما من جعل الصلاة التامة عنواناً لحياته فيصل إلى هناك ليسأل عن صوم رمضان والصوم كما تعلمون هو العبادة الربانيّة الوحيدة التي لا تؤدى لمخلوق وإنما هي خاصة بالخالق وحده، لذلك يقول الله عزّ وجل عنها: «الصيام لي وأنا أجزي به..» ولا ننسى أن صائمين الفرض والنافلة يدخلون الجنة بغير حساب.. فتأكد من قيامك بهذه العبادة الجليلة لتنتقل إلى القنطرة الرابعة لتسأل عن الزكاة. وكم هو مظلوم هذا الركن ا?عظم من أركان ا?سلام فقد نكص عنه بعض المسلمين بمجرد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وحاربهم عليه سيدنا أبوبكر -رضي الله عنه- حتى يثبّت ركناً مهماً من أركان الدين القويم.. وما زال البعض يتقاعس عن أداء الزكاة، ?نه برأيي أسير فتنة المال وعبد لشهوته بل هو مغتصب للحقوق!! ألم يصف الله -عز وجل- الزكاة بأنها حق معلوم للسائل والمحروم؟! فهل أديت تلك الحقوق على أتم وجه لتعبر إلى القنطرة الخامسة فتسأل عن الحج والعمرة وكم من ا?خطاء والتجاوزات ترتكب هناك.. وأرى أن تحوّل العبادات إلى عادات هو السر وراء تلك التجاوزات.. فاعتياد الشيء يفقده بعض أهميّته، وهذا ما يحدث حينما نرى حاجاً ومعتمراً يتسكع في ا?سواق ويسهر في المقاهي العابقة بالسجائر!!! وغير ذلك كثير مما تراه عزيزي القارئ كلما زرت كعبة الله بحثاً عن الدعم ا?يماني الكبير الذي تستمده من وجودك في تلك البقعة المباركة، فهل أحسنت حجتك وعمرتك لتنتقل للقنطرة السادسة عن الغسل والوضوء، حيث إن ديننا دين طهارة بل إن الطهارة كانت سبباً مباشراً في دخول الكثيرين للإسلام.. ووعد الله -عزّ وجل- من يسبغ الوضوء بالجنة.. وأوصى بالغسل في كل موضع حتى يمشي المسلم بين أتباع الديانات ا?خرى وضّاء نقيّا من الداخل والخارج، وحين تنتهي من تلك القناطر الست التي تسأل فيها عن عبادتك ومدى إتقانك لها وإحسانك لنفسك من خلالها تأتي إلى القنطرة السابعة التي تنصب حائلاً بينك وبين باب الجنّة لتسأل فيها عن حقوق العباد.. فليس في القناطر أصعب منها، حيث يأتي موعد القصاص فيسأل العبد عما اقترفه في حق الناس.. وفي هذه يقول سفيان الثوري: إنك إن تلقى الله -عز وجل- بسبعين ذنباً فيما بينك وبينه أهون عليك من أن تلقاه بذنب واحد فيما بينك وبين العباد، لأن الله غني كريم وابن آدم فقير مسكين محتاج في ذلك اليوم إلى حسنة يدفع بها سيئة.. وعبد الله بن أنس -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: يحشر العباد -أو قال الناس وأومأ بيده إلى الشام- عراة غرلاً بهماً قال: ما بهماً؟ قال: ليس معهم شيء فيناديهم بصوت يسمعه من بعد ومن قرب أنا الملك أنا الديان، لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة وواحد من أهل النار يطلبه بمظلمة حتى اللطمة، ولا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وواحد من أهل الجنة يطلبه حتى اللطمة قال: قلنا: كيف وإنما نأتي الله عراة حفاة؟ قال: بالحسنات والسيئات. فهل أنت مستعد لهذا الموقف العظيم؟! إن العاقل من أعدّ العدّة للرحيل ولم ينتظر الموت بغتة، وقد أثقلت حقوق الناس عاتقه.. فسارعوا إلى رد الحقوق ?هلها واستغفروا الله عن كل من تعرضتم له بلسانكم وأيديكم بل حتى بقلوبكم!! بادروا من الآن، لأنه من مات قبل رد تلك الحقوق أحاط به خصومه يوم القيامة حتى يفلس بنك حسناته ويرمى في النار.. فاتقوا الله في أنفسكم ودعوا الخلق للخالق.

موقعة «اليونسكو»

لم تكن خسارة قطر رئاسة «اليونسكو» هي النتيجة الوحيدة التي انقشع عنها غبار المعركة حامية الوطيس التي دارت رحاها في ميدان «اليونسكو» الأيام القليلة الماضية.. بل هي نتائج عديدة، منها ما هو أكثر أهمية من...

الفُسَيفِساء

خطر في بالي هذا المصطلح بعد مشاهدتي فيلم «بلادي قطر» الذي أنتجته مؤسسة الدوحة للأفلام، بالتعاون مع هيئة السياحة. و«الفُسَيْفِسَاءُ» لمن لا يعرفها هي قِطَع صغار ملوَّنة من الرخام أو الحصباء أَو الخَرز أو نحوها...

معركة الرحمة

في كل مرة ينتقل فيها فنان إلى رحاب الآخرة تحتدم المعارك بين المتشددين الذين يطردونه من رحمة الله وينهون الناس عن الدعاء له!! والوسطيين الذين اعتدلوا في رؤيتهم، فلمسوا في الفنان إنسانيته، وقدروا آثاره الطيبة،...

تأليه!!

وأنا أطالع تغريدات أحد المصابين بلوثة إيمانية واختلال عقدي، التي تمجد ولاة الأمر في بلده، توالت على ذاكرتي صور نشرتها وكالات الأنباء العالمية، فترة الثورات العربية في مستهل العقد الحالي، فيما عرف بالربيع العربي. محتوى...

صراخكم.. على قدر وجعكم

يسعدني -على خلاف كثيرين- الانحدار المتسارع للإعلام الجديد والتقليدي في دول الأشقاء الأشقياء، نحو مستنقع العفن الأخلاقي والغوص فيه حتى الثمالة!! فإن الانحدار صراخ يدل على حجم الوجع الذي سببه انتصار قطر بقيادتها الحكيمة، على...

قطر.. كعبة المضيوم

في قصيدة رائعة لمؤسس قطر الحديثة الشيخ جاسم بن محمد غفر الله له.. أبيات توضح ما جبل عليه حكام آل ثاني من أخلاق سامية، تتمثل في نصرتهم للحق، واحتضانهم للمظلومين، وتوفير سبل العيش الكريم لمن...

الطوفان

في العاشر من رمضان ضرب الخليج طوفان، أخذ في طريقه الصالح والطالح، وخلط الأمور والأوراق، ولا يزال يعصف بأهله حتى لحظة كتابة هذه الأسطر بحبر الوجع والخذلان. ففي ليل قاتم كنفوس بعض الطالحين، دبر إخوة...

وفي العجلة.. سلامة

استقر في الوجدان أن في العجلة ندامة، وأن في التأني خيراً وسلامة، وهذا أمر صحيح لا جدال فيه، إلا أنه ليس في كل الأحوال. ففي رمضان الزمن الشريف الذي نعيشه هذه الأيام، لا بد من...

إفطار.. وذكرى

يهل شهر رمضان الكريم فينثر عبق الكرم في الأجواء، وينشر مظاهر العطاء في الأنحاء. ومن أهم تلك المظاهر وأكثرها كلفة (مشروع إفطار صائم)، حيث تنصب الخيام المكيفة في كل مكان في قطر لتفتح أبوابها مع...

الأوقات الذهبية

في البدء.. أحبتي الكرام كل عام وأنتم بخير بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم، جعله الله بداية لكل خير نهاية لكل شر.. *_مما لا شك فيه أن رمضان موسم من أجمل المواسم الدينية التي تمر علينا...

رمضاننا.. غير

أنا مؤمنة جداً بأن الشهر فترة زمنية كافيّة لاكتساب العادات الطيّبة وتغيير العادات السيئة، لذلك أجد أن رمضان بأيامه الثلاثين المباركة فرصة ذهبية لكل مسلم صادق مع ربه، ثم مع نفسه، ويرغب حقاً في تجويد...

البيت الصامت

هذا وصف صادق لما فعلته الأجهزة الذكية ووسائل التواصل العنكبوتية ببيوتنا.. جردتها من الدفء الإنساني وفككت الروابط بيننا.. فبتنا كالجزر المنفصلة وسط محيط راكد، أمواجه لزجة كمستنقع نسيه الزمن، حتى تثير حجارة المآسي الزوابع بين...