عدد المقالات 272
تخلٍّ روسي صامت عن العصابة الطائفية في الشام، تجلى بعدة إشارات، كان أبرزها سحب موسكو لحوالي مائة من خبرائها ومستشاريها العاملين في طرطوس مع آلة الدمار والتخريب الطائفية الأسدية على مدى سنوات بهدف قمع الثورة الشامية، وتردد بحسب أوساط إعلامية غربية، أن موسكو أوقفت أيضاً صيانة طائرات السوخوي الروسية الصنع، وكانت أوساط مطلعة أبلغتنا أن عدداً من المستشارين والخبراء العسكريين الروس انسحبوا أخيراً من مطار حميميم في جبلة بالساحل رافضين صيانة الطائرات، حيث يقدر عدد الطائرات الصالحة للاستخدام بالمطار بثماني طائرات، بينما عدد كبير من الطائرات معطلة بحاجة للصيانة وقطع الغيار الروسية، وقد سبق هذا رفض موسكو أيضاً تزويد العصابة بدمشق بصواريخ أس أس 300 المتطورة، وكذلك منحها قروضاً بقيمة ملياري دولار. الواضح أن موسكو أدركت أخيراً بعد تخريبها الشام، أن الطاغية عاجز عن تحقيق مصالحها والسيطرة على الشام، في ظل التقارير الصارخة العاكسة للواقع عن سيطرته على ربع مساحة سوريا فقط، وخسارته لكل المناطق ذات الثروات الطبيعية، فضلاً عن انهيار قواته أمام تشكيل جيش الفتح المتصاعد بإدلب، واقتراب المجاهدين من الساحل معقل العلويين. وهرع قائد فيلق القدس قاسم سليماني للساحل من أجل تعويض التخلي الروسي والانهيارات الأسدية المتلاحقة، ولكن يبدو أنه سبق السيف العذل كما يقال.. روسيا مسكونة تماماً بعقدة الشام القادرة تاريخياً على تجييش مسلمي آسيا الوسطى والقوقاز، وجاء انشقاق قائد قوات النخبة الطاجيكية وانضمامه إلى تنظيم الدولة الإسلامية أخيراً، ليزيد من قلقها وخوفها هذا، ويؤكد تلك المخاوف تدفق آلاف المسلمين من تلك الجمهوريات إلى العراق والشام، وكله يعود إلى الغباء والعناد الروسيين بدعم نظام مجرم، وهو ما وفّر التربة الخصبة لمثل هذه التيارات الجهادية، وكل تأخير في معالجة جذر المشكلة -وهي القضاء على العصابة الأسدية- يعني خسائر روسية استراتيجية في منطقة القوقاز ووسط آسيا، فبحجة كسب أرباح روسية في الشام تغامر وتقامر روسيا برأسمالها في القوقاز ووسط آسيا. وزير الخارجية الأميركي جون كيري أدرك تغير المزاج الروسي، فهرع إلى سوتشي بعد انتصارات جيش الفتح بإدلب ليلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتن ويبحثان سوية الوضع في سوريا، ويبدو أن من يُماطل اليوم في تأخير سقوط طاغية الشام هو الطرف الأميركي، كونه لم يستعد لليوم التالي، لاسيَّما وتخبطه واضح في الملف السوري بتخلي المتدربين السوريين ضمن برنامج التدريب الأميركي، لإصرار واشنطن على تعهدهم فقط بقتال تنظيم الدولة الإسلامية وليس قتال السرطان الحقيقي وهو الأسد، وتقاطع هذا مع تقليص موازنة المخابرات المركزية الأميركية في سوريا، بالإضافة إلى تعارض المصالح الأميركية مع تركيا في سوريا، وهو ما يظهر تماماً أن لا خريطة طريق أميركية في سوريا، ولم تقدر طوال سنوات على كسب مواقع قدم حقيقية لها في سوريا، مع تمدد الحركات الجهادية والثورية التي تُحّمل بشكل كامل واشنطن مسؤولية دمار الشام وبقاء الأسد باستخدام الفيتو في حرمان الثورة من حيازة صواريخ متطورة توقف البراميل المتفجرة التي تنهال كل ساعة على المدن السورية.. على الصعيد السياسي، جاءت دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتن للملك سلمان بن عبدالعزيز لزيارة روسيا، لتعزز رغبة موسكو في تغيير موقفها إزاء العصابة بدمشق، وهو ما وصفه بعض المراقبين بإمكانية التوصل لاتفاق أو حلف شبيه بالحلف ضد صدام حسين عام 1991. روسيا تختلف مع إيران في التعاطي الحالي مع الوضع السوري، فطهران لم تُخفِ رغبتها وسعيها في إقامة دويلة علوية على المتوسط، وهو ما لا يروق لموسكو، إن كان من حيث اللحاظ الاستراتيجي حيث مصلحتها ببقاء سوريا موحدة لتواصل نفوذها وتأثيرها بالمنطقة من خلالها، أو من حيث الخوف والقلق أن يشكل ذلك سابقة في تقسيم المنطقة وانسحابه على القوقاز والشيشان. ولعل ما تسرب عن اجتماع الدول السبع الصناعية واتفاقها على نفي رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى روسيا ومنحه اللجوء فيها، إشارة واضحة للرغبة الروسية بعدم الاستمرار في دعمه حتى الأخير، وهو ما عكسه مدير مركز تحليل النزاعات في الشرق الأوسط بموسكو ألكسندر شوميلين: «في حال سقوط النظام السوري، فإن موسكو لن تحرك ولوا أصبعاً واحداً من أجل مساعدة بشار إلا من خلال منحه اللجوء». ويؤكد على رغبة الروس في بقاء سوريا موحدة مدير مركز بروكنجز بالدوحة سلمان شيخ: «الروس لديهم شعور بخسارة نفوذهم، ويرون أن تفكك سوريا ليس في مصلحتهم». العصابة في دمشق تدرك تماماً أن النفوذ الروسي في مؤسساتها العسكرية والأمنية أعمق من الإيراني، فالعلويون أقرب إلى اليسار، ولا يهمهم المذهبية الشيعية الإيرانية، بل يرونها ضد نفسيتهم وذهنيتهم، ولذا فإن موسكو ولعقود كانت المظلة الأمنية والعسكرية والدولية للعصابة بدمشق، بينما طهران جديدة على النفسية والذهنية العلوية، بيد أن تعاطي النظام الأخير مع لقاءات موسكو قد يكون وراء الغضب الروسي الخفي إزاءه، وتحديداً برفضه تطبيق اتفاق جنيف الذي شجعته عليه. لكن بالمقابل فإن الشعب السوري لن ينسى مسؤولية موسكو في تدمير الشام بدعمها الرهيب لطاغية سوريا، إن كان بالمال والسلاح أو باستخدامها أربع فيتوهات بمجلس الأمن الدولي تأييداً للأسد وضد الثورة السورية، ولا شك فإن روسيا في حال سقط أسد ستكون بلا حلفاء، وإن وجد لها فمن الصعب أن يجرؤوا على البوح بذلك أمام شعب لن ينسى دورها في قتله وتدمير بلده. @ahmadmuaffaq
كشفت الوثائق الأميركية الأخيرة عن عودة روسية قوية إلى أفغانستان للانتقام من القصف الأميركي الذي قضى على المئات من قوات الفاغنر الروسية في دير الزور بسوريا بشهر فبراير من عام 2018، ابتلعت موسكو يومها الإهانة...
قطاعا التعليم والصحة في الشمال المحرر من القطاعات المهمة التي تستأثر باهتمام الشمال وأهله، لا سيما في ظل الحاجة إليهما، يضاعفهما الحالة الاقتصادية الضعيفة لدى ساكني المنطقة، لقد ظل القطاعان مدعومين من المؤسسات الدولية، لكن...
أوجه معاناة الشمال السوري المحرر لا تنتهي، فبعد أن كان الخوف والقلق من العدوان العسكري يسيطر على تفكير الأهالي، صار اليوم القلق أكثر ما يكون بشأن معاناة الحياة اليومية الممتدة من المعيشة إلى العودة للبيوت...
لم تكن لتتخيل عائشة وفاطمة وأحمد للحظة أن يحلّ بهم ما حلّ في أول عيد يمضونه خارج البيت الذي ضمهم لسنوات، فجأة وجدوا أنفسهم في خيام رثّة على الطريق الرئيسي الواصل بين اللاذقية وحلب، ليرقبوا...
ما جرى أخيراً في ليبيا من انهيار وهزيمة لم يكن لقوات الانقلابيين والثورة المضادة بزعامة خليفة حفتر، ولا للمشغل الروسي والإماراتي، بقدر ما هو انهيار للأسلحة الروسية، وعلى رأسها منظومة سلاح «بانتسير» المفترض أن تكون...
الخلاف الذي برز للسطح أخيراً بين رامي مخلوف وبشار الأسد ليس من طبيعة نظام السلالة الأسدية، التي عرفت بالغموض والتستر على بعضهم بعضاً، ولعل ما حصل في عام 1984 بين حافظ الأسد ورفعت دليل يمكن...
منذ بوادر الثورة اللبنانية قبل أكثر من عام تقريباً، وحتى الآن، والسوريون ينظرون إلى ما يجري في لبنان، على أنه انعكاس وربما امتداد لما جرى ويجري في سوريا، نتيجة العلاقات المتشابكة بين البلدين، فضلاً عن...
تتحكم القوى المتنافسة أو المتصارعة بشكل مباشر على سوريا، وهي تركيا وروسيا وإيران بدوائر معينة، ولكن باعتقادي أن الدائرة السورية الأكبر تتحكم بها الولايات المتحدة الأميركية، وقد تدخل إسرائيل على الخط أحياناً مساعداً أو مكملاً...
يظل التاريخ هو الحكم بين البشرية، ليس في مجالات السياسة والاقتصاد والإدارة فحسب، وإنما حتى في المجال الطبي حديث الساعة اليوم، والذي استُدعي على عجل خلال هذه الأزمة، فبدأ العلماء ينبشون دفاتره القديمة، يستذكرون تاريخ...
أفغانستان أمام خيارين، تماماً كما كانت قبل سقوط كابل بأيدي المجاهدين في أبريل 1992، إما حل سياسي تفاوضي يؤدي إلى تسوية، أو حرب تعيد مآسي الحرب الأهلية التي خاضها الإخوة الأعداء في تلك السنوات العجاف،...
الحالة الصحية الموجودة في مناطق نظام الأسد سيئة، سواء كان من حيث الخدمات أم من حيث هروب الأدمغة الطبية المعروفة التي كانت في سوريا قبل الثورة، وقبل هذا كله التخبّط في القيادة والتحكّم على الأرض،...
لا سرّ وراء بقاء سلالة «آل الأسد» على مدى نصف قرن في السلطة، كسرّ ولغز احتكارها وتغييبها المعلومة، فلا شيء أخطر على ماضي وحاضر ومستقبل الأنظمة الشمولية الديكتاتورية من المعلومة الحقيقية والواقعية. ومن هنا نستطيع...