عدد المقالات 142
عندما كنت في طريقي لحضور مناسبة خاصة عزيزة على قلبي لإحدى الصديقات المقربات، وصلتني رسالة عبر برنامج "واتس آب"، رسالة نصية لكنها أشبه بمعلقة تاريخية، لما كانت تحمله من طول بالكلمات والأحرف ومعانٍ ثقيلة على النفس كمحتوى. لزمني قراءتها عدة مرات قبل، لما تتضمنه من مفردات جريئة تتوجب أخذ الحذر قبل الرد عليها. كانت الرسالة الواتسابية -إن صح التعبير- في مجملها عتب وتجنٍ باقتراف خطأ معين في حق مرسل الرسالة بأمر ما، وأساءني بالتأكيد سوء الظن من مرسلها، ولكن ما أحزنني فعلاً هو عدم اختيار الوقت أو الطريقة المناسبة لطرح مثل هذا الأمر، فلقد كنت في حالة سعادة نفسية، ولكن بعد قراءتي تلك الأسطر أصابتني دهشة وتعجب متبوعان بتعكير صفو مزاجي وضيق خاطر. وتساءلت بنفسي: أما كان من الأفضل من مرسل الرسالة تقصي الوقت المناسب للحديث الإلكتروني، لضمان نجاح عملية التواصل من باب أشمل، ولتأكيد استعدادية المستقبل لمثل هذا الصبّ الغاضب من المشاعر؟ فالكثير منا يغفل عن آداب التواصل الاجتماعي، وأن الطرف الآخر قد يكون في حالة لا تسمح له بالرد الآني لدواعٍ عديدة. قس على ذلك أيضاً ميزة بعض برامج التواصل الاجتماعي التي تظهر خاصية أن الرسالة قد قرئت، إذ تتشكل ثورة عصبية لدى البعض بأن تمت قراءة رسالته، وتم إهمالها بعدم الرد في حينه، ولا يلتمس أي عذر بأن الطرف الآخر قد يكون مشغولاً أو نسي الرد في حينه، أو أنه يكون في حالة القيادة! أخيراً فلنذكر أنفسنا أن تكون ثقافتنا تعتمد على احترام الآخر أولاً، ثم استحضار أمر الاستئذان عند التحدث، فالأسلوب المهذّب يحثنا على إرسال رسالة استئذان للتأكد من أنه الوقت المناسب للتواصل، وحرصاً على أن تكون الأطراف إيجابية، وعلى وضوح من أي مناقشة فكرة إيجابية بينهما، فعالمنا الافتراضي الآن شبيه ببيوتنا، وقد تنطبق عليه قواعد الاستئذان للبيوت بالإسلام، لضمان الأنس وسلاسة الحديث، ومنعاً للمفاجأة والإحراج، وقد قدم ديننا الحنيف أدب الاستئذان، وهو أدب رفيع قبل أن يعرف فن اللباقة والمعاملات في المجتمعات، كما ورد بالآية الكريمة رقم (27) من سورة النور "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا" صدق الله العظيم.
من الأمثال الرائجة في منطقة الخليج العربي «حلاوة الثوب رقعته منه وفيه»، والتي تلامس طبيعة المثل القائل: «ما حكّ جلدك مثل ظفرك». وواقع الحال يحتّم علينا تولي زمام أمورنا بأنفسنا بدل انتظار غيرنا، الذي قد...
يتبادر لذهن أي قطري عند سماع كلمة «تناتيف» اسم المسلسل المشهور للممثل المتميز غانم السليطي، ولكن وللتوضيح «تناتيف» تعني متفرقات أو القطع الصغيرة وهي من النُتَف والنتفة في الفصحى أي الشيء القليل. فتناتيف مقالي لهذا...
تستفزني عبارة «ما في قطريين» أو «مش محصلين قطريين»! وهنا لا بدّ من التفسير للقراء العرب والذين لا يدركون اللهجة القطرية أو الخليجية بشكل عام، أنه لا يوجد قطريون، بمعنى يصعب أو يستحيل أن يكون...
تتمتع أجهزتنا الإلكترونية وهواتفنا المحمولة بخاصية المسح «wipe»، حيث يقوم هذا الأمر بمسح جميع المعلومات المخزنة على الجهاز، ويجعله كما لو كان في حالة الشراء، إذ يقوم باسترجاع وضع المصنع الذي كان عليه مجدداً من...
يحمل عنوان مقالي لهذا الأسبوع اسم شخصية مشهورة اشتهرت من خلال مجلة ماجد للأطفال، عبر مسابقة «ابحث عن فضولي» في أحد صفحاتها، وتتمحور حول إيجاد هذه الشخصية في زخم الرسومات أو التشكيل الكرتوني في مكان...
تحرص فئة كبيرة من الناس على اقتناء مفكرة للعام الجديد، إذ يهمون بتدوين خططهم ومشاريعهم المستقبلية وأفكارهم خوفاً من التشتت والضياع، كذلك يستخدمونها لتسجيل التواريخ المهمة توجساً من النسيان، فالمفكرة الجديدة تكون كما الأداة التفاؤلية...
كالعادة احتفلت دولتنا الحبيبة قطر في الـ 18 من ديسمبر من كل عام بعرسها الوطني، ولكن وبلا شك أن الاحتفالات كانت مختلفة هذه السنة، وذلك لما فرضته الظروف الصحية علينا من الاستمرار بالحدّ من التجمعات...
ثبت في الحديث الصحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله إذا أحبّ عبداً دعا جبريل فقال: إني أحبّ فلاناً فأحبّه، قال: فيحبّه جبريل، ثم...
ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي بحادثتين مختلفتين، ولكنهما ذاتا قواسم مشتركة، وأهمها هو انعدام أو تدني مستوى تحمّل الأفراد مسؤولية أفعالهم، أو من هم تحت رعايتهم، ورغبتهم الشديدة والملحّة في تولي الجهات المختصة بالحكومة...
من الأمثال الشعبية القديمة «سوّ خير وقطّه بحر»، بمعنى اعمل الخير ولا تنتظر شكراً من أحد، ولعل في هذا المثل تجلياً واضحاً لقيمة العطاء من غير مقابل، ومدى استشعار المجتمع لقيمة العطاء. بالفعل إن العطاء...
نعلم جميعاً أن جائحة كورونا لم تنتهِ بعد، بالرغم من زعم بعض الدول اكتشاف اللقاح، ولكننا ندرك أنه ليس الدواء الآمن، وأنه ما زال قيد التحضير، وإلى ذلك الوقت ما زلنا نمارس الاحترازات والاحتياطات الواجبة،...
دائماً ما أطّلع على شكاوى بعض المترددين على وزارة ما في وسائل التواصل الاجتماعي، وأحياناً أستنكر ما يقولون أو يدّعون من بطء الإجراءات وتنفيذها من قبل الموظفين، ولكن عندما تعرّضت شخصياً لموقف مماثل عرفت مدى...