عدد المقالات 58
إن ما يعيشه المسلمون اليوم في مشارق الأرض ومغاربها هي محرقة (هولوكوست) تاريخية وإنسانية وروحية لكل المورثات الثقافية والدينية التي تربينا عليها. من منكم استطاع أن يُكون رأياً واضحاً إزاء كل ما يجري في الأمة، ما عدنا ندري أي الفريقين على حق القاتل أم المقتول؟ الباغي أم المعتدى عليه؟ إنها والله الفتنة أتت على كامل أوصال الأمة حتى تكاد أن تفتك بها. والأدهى والأمر أننا نرى أن هذا الانشقاق وعدم وضوح الرؤية لم يصب العامة فقط، بل طال أكبر صروح الأمة من علماء دين وأئمة، وأصبح كل يدلي برأي ويدافع ويأتي بالأدلة والاستشهادات على صواب رأيه، بينما في الحقيقة أننا كلنا نسير في طريق لا يعلم به إلا الله وحده إلى أين سيصل بالأمة في نهايته؟ لقد تذكرت الفتنة التي عصفت بالمسلمين من بعد وفاة الخليفة الراشد -رضي الله عنه وأرضاه- عمر بن الخطاب، وكيف انشق كثير من الناس إزاء رأيهم في الخلافة، وجر هذا الخلاف الأمة إلى معارك تاريخية كلنا لا نستطيع الحكم فيها على مواقف كبار الصحابة، لأننا لا ندري ما الذي دفع بعضهم إلى تبني رأي على رأي أو تغليب موقف على موقف. وهذا لا يمنع أن مجموعة من كبار الصحابة اتخذت موقفاً محايداً واعتزلوا الرأي، وأقبلوا على العلم والدين ولزموا بيوتهم إلى أن توفاهم الله، وعلى رأسهم الصحابي الجليل عبد الله بن عمر. الكثير يطلق على ما قامت به الشعوب «ربيع عربي»، وأي ربيع هذا الذي تفوح منه رائحة الدم وسمنت به سباع الأمة، وارتوت فيه الأرض بدموع الثكالى من نسائها وأطفالها؟! في حقيقة الأمر في وسط هذه الرؤيا الضبابية أجد أفضل نهج هو نهج عبد الله بن عمر، خاصة أن الرأي هنا سيعبر عن ما تؤمن به من رؤيا استلهمتها من الدين والعقيدة والفكر. وقفت أمام ذلك العامود في اسطنبول في تركيا، والذي يسمى بـ «حجر الأمنيات» وفيه بصمة كبيرة حفرت في أحد أعمدة مسجد أيا صوفيا، والذي افتتحه السلطان محمد الفاتح، وحوّله من أكبر كنيسة شرقية إلى مسجد، وقالت الأسطورة إن هذا الحفر وجد في العامود، لأن محمداً الفاتح لم يستوضح القبلة في المسجد فجاء جبريل ووضع أصبعه في هذا الركن، ووجه الكنيسة إلى القبلة لتصبح من أعظم مساجد أوروبا، تزاحم عند الحجر الكثير من الأجانب ليعبروا عن أمنياتهم عند ذلك الحجر، وأظن أغلبهم تمنى رجوع المسجد إلى ممتلكاتهم. فهم لا شك يتحسرون على كنائسهم ووجدتني أقف معهم، لست لأنني مؤمنة كثيراً بالأساطير، بل لرغبة في نفسي أن نسترجع ذلك التاريخ العظيم لأضع يدي وتحضرني دعوة أو أمنية وأقول «اللهم أعز الإسلام والمسلمين»، نعم إنها الدعوة التي يتمناها الكثير من المسلمين اليوم، خاصة أننا نتعرض إلى محرقة أشد من التي أقامها يوسف ذو نواس في اليمن، والتي عُرفت بأصحاب الأخدود، أو التي أقامها هتلر -كما يقولون- لليهود، كنت دائماً أطرح على نفسي سؤالاً وأنا أقرأ سورة البروج، كيف هان على الحراس قذف الناس في حفرة النار ألم يكونوا من أهلهم وأبناء جلدتهم، ليأتيني الرد فيما رأيناه من أحداث أخيرة في الأمة. أكبر جريمة عاقب عليها الأمة هي الإيمان بالله، ودائماً الطريقة واحدة -وإن اختلفت الوسائل- هي الحرق «وتلك الأيام نداولها بين الناس»، هل بقي شيء من قصص القرآن لم نره، ما كان يراه الناس في آلاف السنين رأيناه في عقد أو عقدين حتى شاخت عقولنا وقلوبنا، وبتنا نسأل الله العفو والعافية من هذا الخضم من الفتن. تحياتي لكل الذين استوضحوا طريقهم واستطاعوا أن يُكونوا رأياً واضحاً مدعماً بالثبات من الله. وقفة 1: الأستاذ الكاتب والملحن.................. في مجلة..........................عليك أن تبكي كثيراً في كل لحظة تتذكر فيها أنك ستفارق الحياة، ليس فقط لأنك من صناع الفن والإبداع الذي يشيح بالأمة عن مشاكلها الحقيقية، بل لأنك امتلكت سهماً صوبته إلى علماء المسلمين في مقالك «الغدة العريفية» ألصقت بعلماء الأمة تهماً خطيرة، وتجاوزت كل حدود اللباقة والذوق في مخاطبة العلماء، وتناسيت أنهم لو أصابوا أو أخطؤوا سيأتيهم الأجر. أما أمثالك فليبحثوا عن الأجر في المضمون الذي غلفوا فيه مزامير الشيطان بألحانهم العظيمة وكلماتهم....... الملهمة. وقفة 2: - لقد صعقت واعتلتني الدهشة عندما وصلتني رسالة من «إحدى شركات الإتصال» وهذه الرسالة تقول اشترك في خدمة «حلوم أم العلوم»، وستأتيك سوالف قطر، هل أصاب الأمة الفراغ من الوقت لينشغلوا بالسوالف والتفاهات؟ والله إنها لرسالة لا تعبر إلا عن ابتزاز وتفاهة فكرية وانشغال بالباطل، ألا يكفينا تلك الاختراعات، وعلى رأسها الانستغرام، التي همشت الحياة، وكشفت حياة الناس بطريقة تبدو غير عقلانية وغير مقبولة في كثير من الأحيان، حتى صرنا نعرف ماذا يأكلون، وماذا يلبسون وكيف ينامون؟! لنواكب التطور الأخير ولكن بطريقة تتناسب مع أبعادنا الدينية والثقافية.
«سارة الدريس» اسم تداوله الكثيرُ من الأوساط الثقافية، وتناقلته الوسائط الإعلامية، وذلك بسبب أنها تناولت، أو علَّقت على ما تمتلئ به كتب الدين من موضوعات وعبارات وتعليقات تحتاج منَّا إعادة قراءة، وبالتالي إعادة صياغة الأحداث...
«إثر حادث أليم».. إنها العبارة الأكثر دموية وتداولاً في الواقع القطري اليوم، أصبحت رائحة الموت تزكم الأنوف، وتفتت القلوب، وتعلن انتصارها على كل أسباب الحياة، وذلك لأننا ما استطعنا أن نفكر، بل وربما فكرنا ولكننا...
السلوك المتطرف للإنسان يفسره الكثير من المحللين النفسيين أنه نتيجة الظروف القاهرة والتهميش الاجتماعي والضغط المادي والمعنوي الذي تعرض له الإنسان. لا شك أن هذا الكلام صحيح، وتؤيده الكثير من البراهين والأدلة التاريخية. ولكني أتساءل...
بطلها التاريخي إبليس، ولكنها أثبتت أنها أكثر الخطط على مر التاريخ إحكاماً وأطولها نفساً وأبعدها نظرة تجنح إلى الخبث والدهاء، وتنسج خيوطها حول فريستها بالغواية، وتبث سمها فيه بدعوى «إني لك ناصح أمين»، ولها رسلها...
إن من أعمق الفلسفات وأعقد الأفكار هي حقيقة الحياة والموت، وإن كانت هذه الفكرة تفوق تصوراتنا. وذلك لأنك تتعامل فيها مع العالم اللامرئي في تنظيم العالم المرئي، فكان أهم وسيط لتبسيط الفكرة أو بيان كل...
الفيلم العالمي للبطل الشهير كيفن كوستنر، والذي حصل على جوائز الأوسكار، يلخص فكرة ضابط أميركي كان يعتقد بوحشية الهنود الحمر، ولكنه ذهل عندما أجبرته الظروف أن يتعايش معهم، فوجدهم على نقيض ما كان يعرفه عنهم،...
يتناقل الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة «الواتس آب» الكثير من المعلومات العلمية والفيديوهات التي تروج لفكرة ما أو محاضرة أو تعليق.... إلخ، والمشكلة الكبرى أن الناس بدؤوا يتداولون المعلومات دون تدقيق أو تمحيص، أو...
تفاجأت الأوساط المجتمعية كلها، أو ربما صدمت، عندما أعلن عن تلك المرأة قائداً لسرب الطائرات التي تقصف مقر الدولة الإسلامية (داعش) كما يقولون! العجب ليس من كونها امرأة، ولكن العجب كل العجب ممن عرضها لهذه...
المسلسل ذو الميزانية الضخمة التي تعدت إلى ملايين الدولارات، وهو يستعرض التاريخ المصري في عهد الخديوي إسماعيل، سليل أسرة محمد علي باشا، باني نهضة مصر الحديثة. لم أتابع المسلسل، ولكن ربما تسنى لي مشاهدة بعض...
الخليفة العثماني السلطان سليمان القانوني كان ينتظر من المسلمين على مر العصور أن يترحموا عليه، وذلك نظراً للخدمات الجليلة والفتوحات العظيمة التي تحققت للمسلمين في عصره، ربما عندما تقرأ عنه تعتقد أنك أمام رجل من...
في الأيام القليلة الماضية ودعت قطر رجلاً من أبرز رجالها، وقيمة عظيمة من أجمل قيمها، ونهراً من العطاء الذي لا ينضب، إنه الوجيه الكبير خالد بن عبدالله العطية، فقد كان رجلاً من رجالات الزمن الجميل...
ما عرفت البشرية رجلاً مثل الرسول محمد (عليه الصلاة والسلام)، ولا الطريقة التي كان يفكر بها، ولعلي أقول إن كل القادة العظام في العالم كانوا يتجهون إلى الحزم والتشدد في فرض سلطتهم وإراداتهم إلا الرسول...