alsharq

سلطان بن عبدالرحمن العثيم

عدد المقالات 73

د. هدى النعيمي 26 أكتوبر 2025
صدى روايات خالد حسيني.. تردده الأجيال
مريم ياسين الحمادي 25 أكتوبر 2025
توجيهات القيادة
هند المهندي 26 أكتوبر 2025
ريادة قطرية في دبلوماسية السلام

حكاية العم عادي بن عادي!

14 أغسطس 2011 , 12:00ص

ولد العم عادي بن عادي من أم وأب عاديين، وتربى تربية عادية في طفولته، ومر من خلاله رحلته التعليمة بمراحل عدة تخرج منها بتقدير عادي وترتيب عادي!! ودخل عادي بن عادي الجامعة وتخصص تخصصا عادياً، وتخرج منها بتقدير عادي ومعدل عادي وترتيب عادي!! ثم توظف السيد عادي وظيفة عادية وتزوج فتاة عادية وأنجب أطفال عاديين، وبعد زمن ختم عادي بن عادي حياته وتوفي بعد رحلة حياتية عادية لا فرق فيها ولا فريد. عاش على الهامش واكتفى بأن يكون متفرجاً على مجريات الأحداث ولا يشارك في صنعها. مات ولم يعرفه أحد ولا يدعو له أحد ولا يذكره أحد!! مات ولم يبادر أو يطمح. لم يحلم ولم يتوق أو يتفوق!! غادر الحياة مثلما جاء إليها بخفي حنين، بل كان عالة على من حوله بامتياز. فلا هو شارك في عمارة الأرض، ولا تبليغ الرسالة، ولا خدمة البشرية، ولا نصح الأمة، ولا دفع المجتمع إلى الأمام، ولم يسهم في بناء أو عمل خلاق أو مبدع أو منتج. حيث جاء ولم يعرف لما جاء ورحل، ولا يعرف ماذا صنع وماذا أبدع أو اخترع. هام على وجه في الأرض وتخبط في حياته وكان ردة فعل بدل أن يكون فعلاً. كم منا بكل أسف يعيش حياة أخينا عادي بن عادي، هو سؤال كبير يحتاج منا إلى أجوبة تجعلنا نعرض عقولنا وسلوكنا وممارساتنا اليومية وتاريخنا الماضي على منصة الحكم وعلى قلم الحقيقة ورقعة التاريخ!! كم منا هو صفر فعال على يمين العدد، وكم هو صفر على شمال العدد بلا قيمة أو دور أو مضمون!! كم منا يحلم حلماً يريد أن يفني عمره كله في تحقيقه، أو قضية عظيمة يريد أن ينبري لها، أو رسالة سامية يريد أن يتفرغ لها، أو هماً أو هاجسا عزم على خدمته أو الدفاع عنه ، أو مشروعا فكريا أو تجاريا أو علميا أو سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا أو إعلاميا أو خيريا أو تنمويا أو نهضويا يكون توأم روحه ورفيق دربه على الدوام يفكر فيه في اليقظة ويحلم فيه في المنام، ويعيش معه في كل دقيقة لا يفارقه ما دام في الجسد روح وفي الجسم قلب ينبض. كم منا عرف مواهبه فاستثمرها، وقدراته فسخرها، ومهاراته فطورها، ورؤيته للحياة فبلورها، وانطلق يشق طريقة إلى المجد والعلياء، يسابق الصقور في عنان السماء، ينتقل من قمة إلى قمة ومن نجاح إلى نجاح ومن سمو إلى خلود. إنه عالم العبقريات التي يوجد في كل منكم أطراف خيط منها، حيث نريد أن نتتبعه ونستمر في طريقه حتى نصل إلى منصات التتويج ومراتع الرقي والتحضر والتميز. * الحياة وملعب كرة القدم الحياة هي أشبه بملعب كرة القدم، فيه الجمهور يملؤون المدرجات، واللاعبون ينتشرون في الميدان بعد نهاية المباراة وخروج النتيجة. الناس لا تهتم والعامة لا تتكلم والصحافة والإعلام لا يكتبون إلا عن جهود اللاعبين، وماذا صنعوا في الملعب، ولمن آلت إليه النتيجة، ومَن نجم اللقاء وصانع الفرق، ولا يكتب شيء عن أفعال الجمهور الذي أكثر الحديث والصراخ، ولكن كل ذلك غير مهم في ميزان الفعل وردود الفعل، فاللاعبون في الميدان هم محط أنظار الجميع وهم صانعوا النصر والفوز بكل جدارة واستحقاق. فهل أنت لاعب مهم وحاسم في الميدان، أم أحد أفراد الجمهور الذي اكتفى بالمشاهدة من الخارج؟ إنها حياتك، والحياة قرار واختيار، فالأمجاد ليست أقوالاً أو شعارات، بل أفعالاً وسجالات. فأنت من يصنع السعادة وأنت يجلب التعاسة. قال تعالى: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ} المدثر. فبادروا من الآن لتكونوا القادة الفاعلين الذي يرسمون لوحتهم الحياتية الجميلة لذواتهم ولأوطانهم ولأمتهم، بريشة الفنان المبدع المرهف الإحساس والمستشرف لمستقبل مشرق بإذن الله تعالى.. قال المتنبي: لا تحسبن المجد تمراً أنت آكله.. لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا - تخلص من 5 أشياء حتى تكون فعالاً ومتوقداً ومنتجاً: 1- السطحية في التفكير والاستهتار في العمل والحياة. 2- التسويف في القرار والتنفيذ والتقاعس في الإنتاج. 3- غياب الأهداف والرؤيا والرسالة وعدم تحديد خطة العمل ودستور الحياة. 4- السلبية في التفكير والتشاؤم من المستقبل. 5- عدم تقدير فرصة الحياة وهبة العيش ومساحة التحرك. - واكتسب 5 أشياء لتكون منطلقاً ومؤثراً: 1- آمن بالله ثم بقدراتك العظيمة، فأنت أفضل مخلوق على البسيطة. 2- خطط ثم نفذ ثم أتقن ثم صوب الأخطاء واستفد من الهفوات ولا تتراجع. 3- كن صاحب قضية أو مشروع هو من وحي أفكارك واهتماماتك وانطلق به للآفاق. 4- آمن بالعمل الجماعي وتخلص من الفردية والاجتهادات الشخصية وكن شورياً في قراراتك. 5- لا تكثر من الأماني والتنظير، بل ادخل في دائرة الفعل مباشرة وشمر عن ساعديك واصنع أنت الفرق في المعادلة. * محبرة الحكيم العظماء وحدهم من يؤمنون بالأفعال والمبادرات، والفاشلون هم من يكثرون الأقوال والأمنيات. * تأصيل قال تعالى عز في علاه مقسماً الناس إلى ثلاث فئات فانظر إلى أي فئة تنتمي: {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ} [فاطر:32]. * مدرب ومستشار معتمد في التنمية البشرية وتطوير الذات CCT وعضو الجمعية الأميركية للتدريب والتطوير ASTD.

لهيب الغضب..

نيران تصول وتجول في أعماقه أطفأت العقل وعطلت الحكمة وحجبت البصر والبصيرة. أصبح ذاك الإنسان الوادع والمهذب وحشا كاسرا استبدل الهدوء بالغضب والعقل بالانفلات والحكمة وبالانتقام وأصبح إنسانا آخر لا يعرف مدى نقمته وحدود عدوانيته...

طاقية الإخفاء!!

يبحر كثيراً مع رياح الماضي وانكساراته وانتصاراته وآهاته وتعقيداته وأمجاده. فالمتعة العظيمة في مخيلته هي العودة للماضي أو الهروب للمستقبل. وبين هذا وذاك ضيع الحاضر الذي ينتظر منه الكثير من العمل والتركيز والمبادرات والمشاريع. والحاضر...

مهندس أو طبيب!!

في يرعان الشباب وعلى أعتاب المرحلة الثانوية وسؤال الوجهة والتخصص والمسار هو السؤال الأبرز على طاولة حياته. الكل حوله يوجهونه ويقترحون عليه لكن حسب ما يردون هم وليس حسب ما يريد هو!! أحس بالممل من...

يا سعدهم

لطالما أمعن النظر في أحوال الناس من حوله وكان يركز على جانب السعادة لديهم. نظرات الغبطة تخرج من عينه والكثير من الأسئلة يطرحها عقله حيث ظل يردد «يا سعدهم». على الضفة الأخرى كان يقارن أفضل...

نيران صديقة!!

كان يُشاهد نشرة الأخبار وحيث السياق في تلك النشرات عن الحروب والدمار. فرئة الإعلام لا تتنفس إلا من خلال الإثارة التي لا تتوفر إلا في مواطن الصراع أو التنافس. كان المذيع يصف حالة الحرب حيث...

عساك راضياً!!

عينه دائماً في أعينهم, يرقب ردود الأفعال ويتأمل الوجنات والإيماءات, حريص جداً على رضاهم مهما كلف الأمر. قبل أن ينام يبدأ بعد الأشخاص ويتساءل هل فلان راض علي؟ ويعتقد أنه سوف يحصل رضا كامل الدسم...

فيني عين..!!

وجد ضالته بها؛ فأصبح يستخدم هذه الكلمات لتبرير الكثير من الأحداث من حوله. تعثره الدراسي وانعزاله الاجتماعي وفشل تجارته وأعماله وتأخر الكثير من ملفات حياته. بدأت اللعبة تكون أكثر إغراء ومتعة!! فبدأ الأصدقاء والأقارب من...

مستعجل بلا قضية!!

تعرفه من قيادته للسيارة، فهو في عجلة دائماً، يصيبه الاكتئاب من منظر الإشارة الحمراء، ويشعر بالضيق عندما يرى السيارات تمشي ببطء من الزحمة! يقود السيارة بتهور لا محدود، وفي النهاية المشوار الذي يذهب إليه هو...

أنا أبخص!!

يبهرني مشهد رسول عظيم عليه الصلاة والسلام وهو المعصوم عن الخطأ والمسدد بالوحي يُلح على أصحابه قائلاً «أشيروا عليّ». وعمر رضي الله عنه يدين لأحد الصحابة لأنه أنقذه من قرار خاطئ ويقول «لولى معاذ لهلك...

وين فلوسي؟!

خرج من منزله وفي جيبه العلوي 500 ريال تدفي قلبه وتحسسه بالأمان المالي على الأقل لفترة قصيرة.. لكن بعد أن عاد إلى المنزل في نهاية اليوم, صاح يردد وعلامات التعجب تملئ وجهه «وين فلوسي وين...

كل الناس..!!

بعد زيارته لتلك المدينة سألته عن انطباعاته عنها. فقال لي: جميلة بس كل أهلها بخلاء. وعندما انعطف بنا الحديث لسؤاله عن إحدى الشركات قال: شركة ممتازة لكن القائمين عليها كلهم فاسدون!! استمر الحديث حول مرئياته...

بتاع كله!!

تجده يعمل في كل صنعة ويهتم بكل خبر، في الحوار مع الآخرين يفتي في كل شيء ولن تجد لكلمة «لا أعلم» أي تواجد في قاموسه. متعة في العمل التجريب الدائم والانتقال المستمر، فاليوم في وظيفة...