


عدد المقالات 198
واقعة اغتصاب الفتاة فاطمة وأخواتها في أقسام الشرطة وفي سجون ومعتقلات سلطة الانقلاب جريمة جديدة ضد الإنسانية، الواقعة كما روتها فاطمة ذات الثامنة عشرة ربيعاً وقعت في قسم شرطة المرج شرق القاهرة، وقام بها، وفقاً لفاطمة، ضابط حقير تخلى عن أبسط معاني الإنسانية اسمه (محمود الحسيني) بمعاونة اثنين من أمناء الشرطة في ذات القسم. ومنذ الإعلان عن تلك الواقعة لم تهدأ خواطر الناس الذين لا يزالون يحتفظون بقدر من إنسانيتهم سواء من مؤيدي الشرعية أو مؤيدي الانقلاب. أعرف بعض الناس من الأقارب والجيران الذين أيدوا السيسي ودعموه في البداية أعلنوها صريحة أنهم لا يمكن أن يدعموا نظاماً وحشياً بهذا الشكل، وأن من يغتصب فتيات وزوجات معارضيه -أياً كانوا- سوف يغتصب أيضاً بنات وزوجات مؤيديه في أقرب فرصة. رغم ذلك، أعتقد أن القضية الأكبر من انكشاف الوجه القبيح للانقلاب أمام بعض مؤيديه هي أن هذا الوجه البشع معروف لنا منذ فترة طويلة، بل أنه أيضاً معروف لمن يدير الأمور داخل سلطة الانقلاب، ولا أبالغ إذا قلت إنه يظهره للمصريين جميعاً -مؤيدون أو معارضون- حتى يردعهم عن الثورة ضده وحتى لا تسول لهم أنفسهم مثل هذا الصنيع. ممارسات الاغتصاب داخل السجون العسكرية في مصر قديمة قدم أعمال التعذيب التي تعرفها تلك السجون منذ عشرات السنين، والقائمون على شؤون الجيش يعرفون ذلك ويستخدمونه كوسيلة من وساءل التعذيب وامتهان كرامة الإنسان بعيداً عن الرقابة والمحاسبة من جانب سلطة الشعب وممثليه في المجالس المنتخبة وغيرها، والدليل أن العسكر عندما تيقن من استعادة سلطة الشعب عبر ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١، كان يقوم بإجراء «كشوف العذرية» على الفتيات اللاتي يتم إلقاء القبض عليهن. الكل ظن في تلك الفترة أن الجيش يسعى لامتهان كرامة المصريات المشاركات في الثورة، لكنني أظن بعد وقائع اغتصاب فاطمة وأخواتها أن الأمر أبعد من ذلك بكثير، لأن المؤسسة العسكرية أرادت أن تحمي أفرادها الذين يقومون بهذا الفعل الشنيع من محاسبة الشعب الذي بات يراقب ويحاسب ولم يعد يجلس على مقاعد المتفرجين يراقب فقط الصراع على السلطة بين المتنافسين في البلاد. والشاهد أن التسريبات المبكرة لزعيم عصابة الانقلاب عبدالفتاح السيسي حذر فيها ضباط الجيش من قدوم ممثلين منتخبين عن الشعب في برلمان وطني يمكن أن يحاسبهم على كل ما يقترفونه من جرائم في حق الناس، تلك الجرائم التي لا تقتصر على نهب الموارد والثروات فقط بل تمتد إلى ممارسات التعذيب واغتصاب النساء بل والرجال في السجون العسكرية وأشهرها سجن «العزولي» في معسكر الجلاء بالإسماعيلية، وهي إحدى مدن قناة السويس الثلاث. الاغتصاب بعد انقلاب العسكر على السلطة المدنية المنتخبة في ٣ يوليو ٢٠١٣ لم يعد يقتصر على السجناء المدنيين لدى المؤسسة العسكرية بل تجاوزها ليصل إلى كافة السجناء لدى «النظام البوليسي المخابراتي العسكري الانقلابي» في كل السجون التابعة للجيش والتابعة للداخلية بل وفي أقسام الشرطة وفي المدرعات المنتشرة في شوارع «المحروسة»؛ ليثبت لنا نحن من واجهناه منذ اللحظة الأولى أننا كنا على حق، وأن استمرارنا في مواجهته لن يتوقف طالما فينا قلب ينبض حتى يتم إسقاط هذا النظام والتخلص منه، أو نهلك أثناء تحقيق هذا الهدف. لم يعد لدينا الكثير من الخيارات بعد كل تلك الممارسات من جانب سلطة الانقلاب، وهناك كلمة نوجهها لمن يقومون بتلك الممارسات، أيها الضابط الحسيني الذي قالت فاطمة عنك إنك اغتصبتها اغتصابا كاملا بل ودعوت أمناء الشرطة لمشاركتك حفلة الفعل الدنيء، أيها الذين تورطوا في تلك الأفعال المشينة والجرائم ضد الإنسانية في كل بقعة من بقاع بلادنا الحرة الشريفة، أيها المؤيدون لهذا السفاح ونظامه المجرم، هل يمكنكم الدفاع عن تلك الجرائم وهل يمكن أن تقبلوها على بناتكم وزوجاتكم؟!! ويا أيتها الحرائر العفيفات الطاهرات المغتصبات، لكن علينا عهد الله وميثاقه الغليظ ألا ينام لنا جفن ولا تقر لنا عين ولا يهدأ لنا بال حتى نحقق لكن القصاص العادل من هؤلاء المجرمين، وحتى نزيل من الوجود ممارسات دولة البوليس والمخابرات في مصر، أرض الكنانة التي لوثتها أفعالهم القبيحة الفاضحة. التعذيب والقتل والسجن والاغتصاب لن يقتل الثورة في نفوس الأحرار والحرائر، وليعلم الجميع أن الجنين الميت في بطون الفتيات المغتصبات، هو نفسه نظام عبدالفتاح السيسي المنقلب البائس الذي ولد ميتاً ولم ولن تنفع معه كل الأجهزة المساعدة والمعونات المؤقتة من هنا أو هناك، سوى أن تعطيه فقط وقتاً مستقطعاً قصيراً من عمر الشعب المصري العظيم والممتد عبر آلاف السنين. • Sharkawi.ahmed@gmail.com
اليوم نستكمل معكم بقية الحكاية التي بدأناها في خاتمة المقال السابق عن أطماع اليهود في سيناء منذ قرون طويلة، فهي بالنسبة لهم في قلب العقيدة الصهيونية، لدرجة أن تيودور هرتزل -مؤسِّس الصهيونية العالمية- أطلق عليها...
يبدو من المرجح حالياً أن أزمة سد النهضة لن تجد حلاً، وأن السد سيتم تشغيله، وأن ملء بحيرة السد سيحجب كمية كبيرة من حصة مصر في مياه النيل، لكن ماذا عن شبه جزيرة سيناء؟! يلاحظ...
السؤال الذي يتردد بكثافة في أوساط الأميركيين، وربما في أنحاء العالم في الوقت الحالي هو: هل يفوز الرئيس الجمهوري دونالد ترمب بقترة رئاسية ثانية تمتد حتى 2024؟ أم يتمكن غريمه الديمقراطي جو بايدن من هزيمته...
رغم مرور 4 أعوام ونصف العام على وفاة الباحث الإيطالي جوليو ريجيني الغامضة بالقاهرة، لا تزال ملابسات وظروف الوفاة غير معروفة، ويبدو أن صبر الحكومة الإيطالية نفد، وبدأت تطالب القاهرة بردود حاسمة وتوضيحات مقبولة، فقد...
من منّا لا يعرف قصة سندريلا والأقزام السبعة، كلّنا تربّينا عليها، وتعاطفنا مع السندريلا التي كان عليها أن تتقبّل قهر وظلم زوجة أبيها وبناتها المتعجرفات، حتى تأخذنا القصة للنهاية الجميلة حين تلتقي السندريلا بالأمير، فيقع...
أحد أصدقائي أوشك على الانتهاء من كتابة رواية طويلة عن أحوال المعارضة المصرية في الخارج منذ 2013م، وقد اقترحت عليه اسماً للبطل الرئيسي لروايته، وهو معارض ليبرالي يسحق الجميع من أجل مصالحه الشخصية الضيّقة. اقترحت...
عندما تغيب المنافسة العادلة أو تكون محدودة، هل يمكن أن تعرف الصحافي الجيد أو الكاتب الأكثر براعة أو الأجزل في العبارة، أو الأغزر إنتاجاً، أو الأعمق فكراً، أو الأفضل أسلوباً؟! كيف ستعرفه إذا لم تتوافر...
في جامعة القاهرة في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، كنت مندفعاً في دراسة العلوم السياسية، وكنت قرأت كتاب «البرنس» لميكافيللي قبل دخول الجامعة، ولم يعجبني! دخلت في مناقشات جادة وأحياناً حادة مع أساتذة درسوا في الجامعات...
بعد المعركة الصحافية الشهيرة التي خاضتها صحيفة «بوسطن جلوب» خلال عامي 2001 و2002، والتي انتهت باستقالة الكاردينال لاو رأس الكنيسة الكاثوليكية في عموم أميركا، ترسخ اعتقاد لدى مواطني مدينة بوسطن من الكاثوليك، أن الصحيفة الأكبر...
ليالي زمن «كورونا» تمرّ بطيئة وطويلة، لكنها ليست كذلك لمن يقرأون طوال الوقت حتى يستطيعوا الكتابة الأديب المصري الفذّ مصطفى لطفي المنفلوطي، كتب في بداية القرن العشرين أن الكاتب يشبه «عربة الرشّ» وهي عربة كانت...
لا أخفي عليكم، أن الكتابة وفق مواعيد محددة مسألة مرهقة، في بعض الأحيان لا توجد فكرة واضحة للمقال، أو يصاب الكاتب بالحيرة في الاختيار بين أكثر من فكرة، وفي أحيان أخرى يقترب موعد تسليم المقال،...
الصحف الأميركية هي قلاع حقيقية تصون الحريات العامة فى البلاد، هذه حقيقة يفتخر بها الأميركيون على بقية أمم الأرض. في عالمنا العربي تختفي تلك القلاع، فيحدث أن تتجرأ النظم المستبدة على تلك الحريات، وتعصف بها...