alsharq

د. سعيد حارب

عدد المقالات 133

د. هدى النعيمي 26 أكتوبر 2025
صدى روايات خالد حسيني.. تردده الأجيال
مريم ياسين الحمادي 25 أكتوبر 2025
توجيهات القيادة
هند المهندي 26 أكتوبر 2025
ريادة قطرية في دبلوماسية السلام

حرب الفتاوى السياسية!!

12 نوفمبر 2012 , 12:00ص

في خضم الأحداث الجارية في المنطقة برزت الفتاوى كسلاح يستخدمه كل طرف ضد الآخر لإضفاء المشروعية الدينية على رأيه أو موقفه السياسي ولإضعاف حجة خصمه، فقد عرض أحدهم على موقع تويتر فتوى لأحد المشايخ تُحرم المسيرات والمظاهرات السلمية وتجعل ذلك مخالفة شرعية وعصيانا لولي الأمر. وقد انتشرت تلك الفتوى انتشار النار في الهشيم، وزاد أحدهم عليها فتوى أخرى لشيخ آخر يفتي فيها بأن رجال الشرطة إذا قاموا بـ «ضرب» المتظاهرين بأي وسيلة فإنهم يؤجرون كما يؤجر المجاهد في سبيل الله!!، وأمام هذا «الهجوم» كان لا بد للفريق الآخر من الرد فاستعان بفتوى على موقع اليوتيوب لنفس المفتي الأول يجيز فيها الخروج بالمسيرات السلمية إذا كان المتظاهرون يطالبون بحقوقهم ودون أن يستخدموا العنف في ذلك، ولست أكتب هنا للحكم على أي من الأمرين بالصواب أو الخطأ لكن أمام هذا المشهد يقف المرء حائرا من بعض الفتاوى التي تكون «تحت الطلب»، خاصة في الأحداث المضطربة أو التي تكون وقت الفتن والمشكلات أو كما يسميها الفقهاء بـ «فقه النوازل»، فهل يمكن لشيخ أو مفتٍ أن ينفرد بإصدار فتوى في قضية من هذه القضايا، خاصة أن هناك متغيرات عصرية تحتاج إلى متابعة وتحليل؛ ففقه الشرع يحتاج إلى فقه الواقع، أي أن المفتي يحتاج إلى أن يُلم بواقع العصر ولا يكتفي بما لديه من علم شرعي، خاصة أن الفقه السياسي في الإسلام من أقل أبواب الفقه بحثا واهتماما عبر تاريخ التشريع الإسلامي، والقارئ في المكتبة الفقهية الإسلامية يجد أن ما كتب في الفقه السياسي في الإسلام محدود، وأن من برز من الفقهاء في هذا المجال محدود أيضا، كما أن هذا الفقه ارتبط بالتاريخ أكثر من ارتباطه بالنصوص، أي أن التاريخ السياسي الإسلامي بأحداثه وقضاياه غلب على آراء كثير من الفقهاء، خاصة أنه فقه يعتمد على القواعد لا على النصوص التفصيلية، ما يسمح لكل فقيه أو باحث أن يفهم النص بصورة قد تختلف عما يفهمه غيره، كما أن فهم النص في هذا المجال يختلف من عصر إلى عصر، ولذا لا يمكن أخذ آراء الفقهاء -في الفقه السياسي- على أنها ثابتة كثبات فقه العبادات مثلا، ولذا فإن الفقه السياسي في الإسلام لا بد من فهمه على ضوء نصوص القواعد العامة في الإسلام لا على الأحكام التفصيلية حتى يتواكب مع متغيرات العصر ويحقق مبدأ الملاءمة لكل زمان ومكان، ومن هنا فإن فهم الفقيه المعاصر للواقع السياسي والاجتماعي وللتحولات التي تدور في العالم مهم لإعطاء رأي أو فتوى في هذا النوع من أبواب الفقه الإسلامي، وإذا كنا نتحدث عن عصر المؤسسات فهل تبقى الفتوى في الشأن العام ضمن اختصاص الأفراد أم المؤسسات. إن من المتصور أن يفتي الفقيه في القضايا المتعلقة بشؤون الأفراد من المسلمين، أما أن تصبح القضايا العامة مثار فتاوى متبادلة بين الفقهاء يتبادلونها بينهم بين آمر وناهٍ أو محلل ومحرم فإن ذلك يفتح أبوابا كثيرة للخلاف بين المسلمين وقد يفقد الفتوى قيمتها ومكانتها بين المسلمين. إن القضايا العامة في المسائل الفقهية خاصة في مجال الفقه السياسي تحتاج إلى اجتهاد جماعي بحيث تنظر فيها مجامع أو مؤسسات فقهية تتميز بالتخصص والفهم الدقيق لما يجري بين المسلمين وما يدور حولهم من الشؤون السياسية، كما تحتاج إلى وعي بالمتغيرات، كما تحتاج هذه المؤسسات إلى الاستقلال في قراراتها، أي ألا يكون المفتون «موظفين» حتى لا تتأثر فتواهم بمن يدفع الرواتب!! وحتى لا تصبح الفتوى السياسية سلاحا بيد أحد، خاصة أن بعض المستفتين أو السائلين لديهم من «الحيل» ما يجعل الإجابة ضمن السؤال بحيث تأتي الإجابة وفقا لما يريد، كأن يسأل أحدهم «ما حكم الخروج على ولي الأمر ونزع البيعة الشرعية والخروج في مظاهرات ضد ولي الأمر وتخريب الأماكن وتعريض حال المسلمين للخطر»، فما نتوقع أن تكون الإجابة في مثل ذلك؟!!، وعلى الجانب الآخر يسأل أحدهم «ما الحكم الشرعي في الحاكم الذي لا يحكم بشرع الله ويبيح المحرمات كالزنا وشرب الخمر والربا وغيرها»؟!! ولنا أن نتصور الإجابة في كلا الحالتين، إن السائل في كلا المسألتين قد وضع الإجابة ضمن سؤال لكنه أراد أن يصدر الحكم على لسان المفتي لا على لسانه هو!، ولذا فإن فقهاء الفقه السياسي الإسلامي المعاصرين يقعون في أفخاخ ينصبها لهم بعض السائلين أو المستفتين، كما أن بعضهم يقع «ضحية» الفتوى التي يصدرها؛ إذ سريعا ما تتقاذفه سهام تويتر والفيس بوك واليوتيوب وغيرها من وسائل التواصل الحديثة قبل أن تتقاذفه ردود الفقهاء المخالفين أو الجمهور الذي لم تعجبه فتواه. لقد شاعت في السنوات الأخيرة مقولة «عدم إدخال الدين في السياسة»، لكن حتى أولئك الذين نادوا بهذه المقولة لم يترددوا في استخدام الدين عند الحاجة، فالأفراد والجماعات والحكومات التي نادت بذلك تسرع الخطى إلى المفتي حتى تحصل على صك شرعي منه لما تفعله كلما احتاجت إلى ذلك، وانظر إلى الفتاوى المتعلقة بالشأن السياسي التي تخدم أي طرف في الأحداث التي نمر بها، فهل سقطت تلك المقولة أم أنها ما زالت تحت الطلب يتم استدعاؤها وقت الحاجة، أم هي حلال على طرف وحرام على طرف آخر. إن أحدا لا يحكر على المفتي رأيه أو فتواه لكن الفتاوى التي تتعلق بالشأن العام يجب ألا تكون سببا في صراع بين المسلمين، لقد سُئل الإمام مالك -رحمه الله- عن مسألة فقال «إن أحدكم ليسأل المسألة لو سُئل عنها أهل المدينة لاجتمعوا عليها».. إن بعض المسائل تحتاج لأن يجتمع أهل المدينة المنورة ليبحثوها، للدلالة على أهمية بعض الفتاوى وخطورتها، فإذا كان هذا رأي الإمام مالك -رحمه الله- فما بال بعضنا يعلنها «حرب الفتاوى»!!

بين «داعش» ودايتون!!

هل تكون «داعش» أو ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام، سبباً في حل المعضلة السورية؟ للإجابة على ذلك تذكروا اتفاق «دايتون» الذي أنهى الحرب في البوسنة والهرسك، فقد بدأ القتل في البوسنة في أبريل...

وجاء دور الإباضية

يبدو أن محرقة الصراعات الطائفية والمذهبية لن تدع أحدا في بلاد العرب والمسلمين، فهذه المحرقة التي تضم تشكيلة من الصراعات التي لم تشهد لها الأمة مثيلا إلا في عصور الانحطاط والتخلف عادت مرة أخرى تقذف...

محاكم التفتيش «الإسلامية»!!

تتوقف ثلاث شاحنات خالية، يتقدم أحدهم حاملا رشاشا بيده، يلتفت إلى الشاشة لتبدو هيئته المتجهمة التي يكاد الشرر يتطاير منها، وتلف وجهه لحية كثة كأنه أراد من هذه الالتفاتة أن يبرز هويته، ثم يتجه إلى...

عندما يصبح الإنسان رقماً!

تعودت أن أتصل به كلما احتجت لحجز تذكرة سفر، كان يبذل أقصى جهده من أجل الحصول على أفضل العروض بأقل الأسعار، وانقطع التواصل معه بعد دخول التكنولوجيا في حجز التذاكر، بل في كل إجراءات السفر،...

خطوة إلى المستقبل.. أيها العرب

ما هو مستقبل العرب؟ سؤال يبدو مشروعا ونحن ندخل عاما جديدا، حيت تتمثل الإجابة في أن الواقع الحالي لا يمثل النموذج الذي يصبو له العرب ولا يتناسب مع معطيات الحاضر، فإذا كان الأمر كذلك فلا...

هل ما زال «خليجنا واحداً»؟!

سيكون عام 2013م من أكثر الأعوام تأثيرا على الخليج العربي، فلأول مرة منذ إنشاء مجلس التعاون الخليجي، يشعر الخليجيون أن «خليجهم ليس واحدا»، فقد بدا واضحا حجم الخلافات بين دوله الأعضاء، فعلى الرغم من البيانات...

عام مضى.. عام أتى.. ما الجديد؟!

بعد أيام سندخل عاما جديدا وحالة العالم «لا تسر عدواً ولا صديقاً»، فقد ازداد فارق الفقر بين الدول، كما ازدادت مشكلاتها وحروبها، وتلويثها للبيئة، وقضائها على الطبيعة، وتقسم العالم إلى شرق وغرب وشمال وجنوب، بل...

رمح الأمة

«خلال حياتي نذرت نفسي لكفاح الشعب الإفريقي، لقد كافحت ضد سيطرة البيض وكافحت ضد سيطرة السود واعتززت دوماً بمثال لمجتمع ديمقراطي حر يعيش فيه كل الناس معاً في انسجام وفرص متساوية، إنه مثال آمل أن...

قمة الكويت.. وتطلعات الخليجيين

بدعوة كريمة من وزارة الإعلام بدولة الكويت الشقيقة، شاركت مع عدد من الزملاء في زيارة الكويت ولقاء بعض المسؤولين الكويتيين، حيث خرجت الكويت من قمة ناحجة هي القمة العربية الإفريقية، وهاهي تحتضن غدا القمة الخليجية...

البلد المجهول!

أشرت في مقال الأسبوع الماضي إلى أيام مجلس التعاون في السويد، ذلك البلد المجهول لكثير من سكان المنطقة رغم التواصل المبكر بين العرب والبلاد الإسكندنافية ومن بينها السويد التي وصلها الرحالة السفير ابن فضلان عام...

أيام التعاون في السويد

شهدت العاصمة السويدية –ستوكهولم- خلال الأسبوع الماضي حضورا خليجيا تمثل في أيام مجلس التعاون في السويد، حيث شارك مجموعة من الدبلوماسيين والباحثين والأكاديميين الخليجيين يرأسهم أمين عام مجلس التعاون الخليجي، في حوار مع نظرائهم السويديين،...

إكسبو

تستعد مدينة دبي بعد غد لتلقي نبأ مهما في مسيرة تطورها، إذ ستقرر اللجنة الخاصة بمعرض إكسبو الدولي، المدينة المؤهلة لاستضافة دورة المعرض المقررة عام 2020، حيث تتنافس أربع مدن على استضافة المعرض، وهي مدينة...