


عدد المقالات 122
ألم تلاحظ في بعض المواقف الحياتية الماضية من قال لك في موقف محزن أو مؤلم: لا حل لموضوعك سوى أن ترضى بالواقع, ولا أحد سيقف معك لأن هذا الواقع أقوى منك, ولا بد أن ترضخ! إن عاد بك الزمن مرة أخرى لذاك الموقف فهل سترضى بواقعك حينذاك, أم سيكون لك رأي آخر؟ هناك مدرسة تنادي اليوم بقبول الواقع بخيره وشره, والمدرسة هذه قوية التأثير في عالم السياسة تحديداً, ولن نتطرق إليها كثيراً، فهذا عالم له قوانينه وسياساته, لكن الأهم في رأيي على أقل تقدير -وقد يخالفني أو يوافقني البعض- هو عالم الحياة، أو حياتنا التي نعيشها. هذه الحياة هي التي تهمنا لأنها الأساس لبقية العوالم الأخرى، سياسية كانت أم اقتصادية أم تربوية أم اجتماعية أم غيرها. ولهذا ليس قبول الواقع في حياتنا هو الحل الأمثل لكثير من الأمور. نعم ربما هذا الواقع يكون مفيداً والقبول به إيجابيا في بعض الأحيان، ولكن في أحايين كثيرة ليس شرطاً أن يكون كذلك. الأمر نسبي ويعتمد على الظروف المكانية والزمانية إضافة إلى ظروف كل شخص المتنوعة والمتعددة. رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، وهو قدوتنا الحسنة، لم يؤمن بالنظرية الواقعية قيد أنملة، ولم يعترف بها رغم كل ما كان عليه وأصحابه من ظروف تستدعي الإيمان بهذه النظرية. وهناك أمثلة على ذلك متعددة.. كيف؟ دعوني أسألكم هذا السؤال: هل كان الرسول الحبيب صلى الله عليه وسلم واقعياً يوم أن قدّم وعداً لسراقة بن مالك أثناء هجرته من مكة إلى المدينة بأن يعطيه سواري كسرى، أعظم ملوك الدنيا في ذاك الوقت، إن هو تخلى عن مطاردته وصاحبه الكريم أبي بكر الصديق؟ مَن يؤمن بنظرية قبول الأمر الواقع سيقول بالطبع لا، لم يكن أبداً واقعياً. هل كان واقعياً صلى الله عليه وسلم وهو يحفر مع أصحابه خندقاً يحمون به المدينة والمسلمين والإسلام من هجمة وثنية يهودية حاقدة حاشدة يوم الأحزاب، وهو يعدهم بفتح بلاد فارس والروم، في وقت لم يكن يأمن أحد من الصحابة أن يتحرك من مكانه من شدة وهول الموقف؟ بالطبع سيقول صاحب النظرية الواقعية، إن ذاك كان بعيدا عن الواقعية تماماً.. وأمثلة أخرى كثيرة لا يتسع المجال لسردها. من كان يومذاك معه صلى الله عليه وسلم، وأراد على سبيل المثال أن يكون واقعياً ويقبل بنظرية قبول الواقع ولو إلى حين، لم يكن ليصدق الرسول صلى الله عليه وسلم من أول كلماته وهو يعد ويعد ويعد.. لماذا؟ لأن الواقع كان أمراً مختلفاً وبعيداً عن أي حسابات دنيوية عقلية منطقية. لكنه صلى الله عليه وسلم كان هو وأصحابه بعيدين كل البعد عن الواقعية أو مدرسة قبول الأمر الواقع. ولأنهم كانوا كذلك، استطاعوا في أقل من ثلاثة عقود رسم الواقع الذي أرادوه هم وليس غيرهم. كانت الرؤية واضحة وضوح الشمس لحضرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام. كانت رؤيتهم نشر الدين والخير ليس بالجزيرة فحسب, وإنما بالعالم كله، وهذا أمر لم يكن ليستوعبه إلا صاحب يقين وإيمان لا يهتزان، وهكذا كانت مدرسته صلى الله عليه وسلم، فليس دائماً قبول الأمر الواقع هو النموذج الأمثل للحياة أو مسايرة الحياة، بل إن مخالفة الواقع أحياناً هي الحل أو هي الطريقة الوحيدة للعيش بكرامة وعزة كما أرادها الله سبحانه لعباده أن يعيشوا.
آية عظيمة تلك التي عن الماء وفيها يقول سبحانه: «وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ». أي أصل كل الأحياء منه.. وفي حديث لأبي هريرة -رضي الله عنه- قال: يا نبي الله، إذا رأيتُك قرت عيني،...
ألم تجد نفسك أحياناً كثيرة من بعد أن يضغط شعور الحزن والألم أو الأسى والقهر على النفس لأي سبب كان، وقد تبادر إلى ذهنك أمرٌ يدفعك إلى الشعور بأنك الوحيد الذي يعيش هذا الألم أو...
صناعة التاريخ إنما هي بكل وضوح، إحداث تغيير في مجال أو أمر ما.. والتغيير الإيجابي يقع في حال وجود رغبة صادقة وأكيدة في إحداث التغيير، أي أن يكون لديك أنت، يا من تريد صناعة التاريخ...
ثبت عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (لو لم تذنبو، لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيُغفر لهم). هل وجدت رحمة إلهية أعظم من هذه؟ إنه عليم بالنفس البشرية التي لم...
لو تأملنا ما حدث مع جيش المسلمين يوم «حُنين», وعددهم يومذاك قارب عشرة آلاف شخص، من ارتباك في بداية المعركة ووقوع خسائر سريعة, بل الفرار من أرض المعركة، وتأملنا يوم بدر كمقارنة فقط، وعدد المسلمين...
كلنا يحلم وكلنا يتمنى وكلنا يطمح وكلنا يرغب وكلنا يريد.. أليس كذلك؟ أليس هذا هو الحاصل عند أي إنسان؟ لكن ليس كلنا يعمل.. وليس كلنا يخطط.. وليس كلنا ينظم.. وليس كلنا يفكر.. مما سبق ذكره...
المثل العامي يقول في مسألة إتيان الخير ونسيانه: اعمل الخير وارمه في البحر، أو هكذا تقول العامة في أمثالهم الشعبية الحكيمة، وإن اختلفت التعابير والمصطلحات بحسب المجتمعات، هذا المثل واضح أنه يدعو إلى بذل الخير...
مصر أشغلتنا ثورتها منذ أن قامت في 25 يناير 2011 وانتهت في غضون أسبوعين، فانبهر العالم بذلك وانشغل، لتعود مرة أخرى الآن لتشغل العالم بأسره، ولتتواصل هذه الثورة وتسير في اتجاه، لم يكن أكثر المتشائمين...
هل تتذكر أن قمت في بعض المواقف، بعد أن وجدت نفسك وأنت تتحدث إلى زميل أو صديق في موضوع ما، وبعد أن وجدت النقاش يحتد ويسخن لتجد نفسك بعدها بقليل من الوقت، أن ما تتحدث...
يتضح يوماً بعد آخر أن من كانوا يعيبون على أداء الرئيس المعزول أو المختطف محمد مرسي بالتخبط والارتباك ووصفه بقلة الخبرة وعدم الحنكة وفهم بديهيات السياسة والتعامل مع الداخل والخارج، يتضح اليوم كم ظلموا الرجل...
يقول الله تعالى في حديث قدسي عظيم: «أخلق ويُعبد غيري، أرزق ويُشكر سواي، خيري إليهم نازل، وشرهم إلي صاعد، أتقرب إليهم بالنعم، وأنا الغني عنهم، ويتبغضون إلي بالمعاصي، وهم أحوج ما يكونون إليّ». حاول أن...
النفس البشرية بشكل عام لا تستسيغ ولا تتقبل أمر النقد بسهولة، وأقصد ها هنا قبول الانتقاد من الغير، ما لم تكن تلك النفس واعية وعلى درجة من سعة الصدر والاطلاع عالية، وفهم راقٍ لمسألة الرأي...