alsharq

سارة بنت علي الخاطر

عدد المقالات 58

القبلية... لماذا لا؟

12 أبريل 2012 , 12:00ص

عندما تتحدث أو تكتب عن القبلية اعلم أنك تقترب من تلك المنطقة المحظورة، ومن تلك الخطوط الحمراء، وذلك لأن الحديث عنها دائماً يجر إلى نعرات وفتن ومشاكل تصل إلى إراقة الدماء، ولكن أيضاً إغفال لجانب كبير متعلق بالحديث عن تلك الصفات، والتي حرص العرب على توارثها، والتي شكلت حماية خاصة لتركيبتهم في منطقة الخليج العربي، ومنعت ثقافتهم من التمييع. قرأت لكثير من الكُتاب القطريين، خاصة من ينادون بالحياة البرلمانية، ويحنون على اختيارهم مرشحاً، وأن لا يكون هذا الاختيار ناشئاً عن التعصب القبلي، بل على المنتخب أن يعطي صوته بكل أمانة للأجدر أياً كانت الظروف التي تحيط بهذا الأجدر اجتماعية أو طبقية، وهذا الكلام ينبع من الدين ولا يختلف عليه اثنان. ولكن سأعود للتذكير بأمور منها:- (1) نعم سننتخب الأجدر ولكن في كل الأحوال سيكون من أبناء قبيلتي، فإذا ترشح اثنان أو ثلاثة فصوتي للأجدر فيهم خلقاً وأمانة، حتى وإن كان هناك مرشح آخر من قبيلة أخرى في منطقتي أكثر جدارة، وذلك لعوامل أهمها: أ- إثبات حق التواجد السياسي في بلد امتدت فيه الجذور لمئات السنين. ب- الرسول (ص) افتخر بقبيلته وقال: "أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب"، ولم يكن يعني بذلك التفاخر بأصله وتعيير الآخرين، إنما قصد استدعاء الصفات الجميلة من شجاعة وبطولة، والتي إن استحضرتها النفس دفعتها إلى عمل المزيد. (2) انتماؤنا القبلي جزء من انتمائنا للدولة ومن ثم للحياة، وولاؤنا ألهمنا به أجدادنا، فإثبات حقك لا يعني التقليل من الآخرين، ولا يمس هيبة دولة المؤسسات، بل هو امتداد لتلك الآمال التي قطعت العهد للشيخ جاسم بن محمد آل ثاني مؤسسة الدولة بنصرة هذا الوطن. (3) الأمر الآخر أن الدول تنتخب مرشحيها من خلال الأحزاب أو التكتلات السياسية، ولا وجود لمثل هذه الظواهر السياسية في قطر، إذاً لمن سيلجأ المرشح؟ بالتأكيد إلى أكبر تكتل عرفه في حياته وهو القبيلة. وأنا أؤمن جداًً بالدولة المدنية وبكل قوانينها، ولكن أدرك تماماً أن هذه الأصوات تعالت بنبذ القبلية في العصر العباسي، وكانت نتيجتها تقوقع الكثير من الأطراف الاجتماعية وتحجم أدوارها لصالح الأطراف الأخرى! المثالية لا تعني فقط رفع الشعارات والتغني بالمبادئ، إنما النظر إلى تلك الزاوية البعيدة من التاريخ، والتي تؤكد حتمية الالتصاق بالجذور حتى لا تقتلع بعد فترة من الزمن. (3) "دعوها فإنها منتنة" كلمة قالها النبي (ص) للأوس والخزرج عندما حركهم ذلك الشيطان اليهودي بتذكيرهم بثاراتهم وحروبهم، وهذا التعصب المجنون لا ندعو إليه ولا نؤمن به، ولكن نؤمن أن المهاجرين من قريش رفضوا إلا أن تكون الخلافة فيهم، مع أن الأنصار لا يقلون عنهم في أي شيء، لا في الدين ولا في الحسب ولا في المال، ولكن لتميزهم بأنهم أهل الرسول (ص)، ولذلك نقول من سقى هذه الأرض بعرقه ودمائه أولى أن يكون من أهل مشورتها، كما كان المهاجرون أولى بخلافة رسول الله (ص).. ولم يعتبر هذا تعصباً أو تقليلاً من الآخر. تحياتي لكل الذين يراودهم حلم الترشح.. وقفة:- الترشح للبرلمان يختلف عن الترشح لغيره، لذلك علينا أن نعي جيداً الخطوة القادمة في كل مجرياتها.

غبار الأفكار

«سارة الدريس» اسم تداوله الكثيرُ من الأوساط الثقافية، وتناقلته الوسائط الإعلامية، وذلك بسبب أنها تناولت، أو علَّقت على ما تمتلئ به كتب الدين من موضوعات وعبارات وتعليقات تحتاج منَّا إعادة قراءة، وبالتالي إعادة صياغة الأحداث...

إثر حادث أليم

«إثر حادث أليم».. إنها العبارة الأكثر دموية وتداولاً في الواقع القطري اليوم، أصبحت رائحة الموت تزكم الأنوف، وتفتت القلوب، وتعلن انتصارها على كل أسباب الحياة، وذلك لأننا ما استطعنا أن نفكر، بل وربما فكرنا ولكننا...

قطري ليس من قطر

السلوك المتطرف للإنسان يفسره الكثير من المحللين النفسيين أنه نتيجة الظروف القاهرة والتهميش الاجتماعي والضغط المادي والمعنوي الذي تعرض له الإنسان. لا شك أن هذا الكلام صحيح، وتؤيده الكثير من البراهين والأدلة التاريخية. ولكني أتساءل...

القيادة الجهنمية

بطلها التاريخي إبليس، ولكنها أثبتت أنها أكثر الخطط على مر التاريخ إحكاماً وأطولها نفساً وأبعدها نظرة تجنح إلى الخبث والدهاء، وتنسج خيوطها حول فريستها بالغواية، وتبث سمها فيه بدعوى «إني لك ناصح أمين»، ولها رسلها...

فلسفة الموت والحياة

إن من أعمق الفلسفات وأعقد الأفكار هي حقيقة الحياة والموت، وإن كانت هذه الفكرة تفوق تصوراتنا. وذلك لأنك تتعامل فيها مع العالم اللامرئي في تنظيم العالم المرئي، فكان أهم وسيط لتبسيط الفكرة أو بيان كل...

الرقص مع الذئاب

الفيلم العالمي للبطل الشهير كيفن كوستنر، والذي حصل على جوائز الأوسكار، يلخص فكرة ضابط أميركي كان يعتقد بوحشية الهنود الحمر، ولكنه ذهل عندما أجبرته الظروف أن يتعايش معهم، فوجدهم على نقيض ما كان يعرفه عنهم،...

اعتزلنا يا.. دكتور

يتناقل الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة «الواتس آب» الكثير من المعلومات العلمية والفيديوهات التي تروج لفكرة ما أو محاضرة أو تعليق.... إلخ، والمشكلة الكبرى أن الناس بدؤوا يتداولون المعلومات دون تدقيق أو تمحيص، أو...

هزيمة امرأة

تفاجأت الأوساط المجتمعية كلها، أو ربما صدمت، عندما أعلن عن تلك المرأة قائداً لسرب الطائرات التي تقصف مقر الدولة الإسلامية (داعش) كما يقولون! العجب ليس من كونها امرأة، ولكن العجب كل العجب ممن عرضها لهذه...

سراي عابدين

المسلسل ذو الميزانية الضخمة التي تعدت إلى ملايين الدولارات، وهو يستعرض التاريخ المصري في عهد الخديوي إسماعيل، سليل أسرة محمد علي باشا، باني نهضة مصر الحديثة. لم أتابع المسلسل، ولكن ربما تسنى لي مشاهدة بعض...

نعتذر يا خليفة المسلمين

الخليفة العثماني السلطان سليمان القانوني كان ينتظر من المسلمين على مر العصور أن يترحموا عليه، وذلك نظراً للخدمات الجليلة والفتوحات العظيمة التي تحققت للمسلمين في عصره، ربما عندما تقرأ عنه تعتقد أنك أمام رجل من...

ببطن الأرض أحياء

في الأيام القليلة الماضية ودعت قطر رجلاً من أبرز رجالها، وقيمة عظيمة من أجمل قيمها، ونهراً من العطاء الذي لا ينضب، إنه الوجيه الكبير خالد بن عبدالله العطية، فقد كان رجلاً من رجالات الزمن الجميل...

المصير (3) لقد ضيقت واسعاً

ما عرفت البشرية رجلاً مثل الرسول محمد (عليه الصلاة والسلام)، ولا الطريقة التي كان يفكر بها، ولعلي أقول إن كل القادة العظام في العالم كانوا يتجهون إلى الحزم والتشدد في فرض سلطتهم وإراداتهم إلا الرسول...