alsharq

منى العنبري

عدد المقالات 41

د. هدى النعيمي 26 أكتوبر 2025
صدى روايات خالد حسيني.. تردده الأجيال
مريم ياسين الحمادي 25 أكتوبر 2025
توجيهات القيادة
هند المهندي 26 أكتوبر 2025
ريادة قطرية في دبلوماسية السلام

عندما يفرط زمام الأمور

11 أغسطس 2023 , 01:05ص

صعدت الطائرة، فعلا كانت ممتلئة، تمنيت وقتها لو كان لي مقعد على درجة رجال الأعمال، ولكن كيف؟ والسعر يفوق الإمكانيات، أربعة وعشرون ألفا إلى لندن، كنت قلقة من سيجلس بقربي ؟ فقد أكدت عند الحجز على أن تكون بقربي امرأة. وعندما اقتربت عند رقم مقعدي، تساءلت هل الجالس رجل أم فتاة لقد اختلط الحابل بالنابل لا أعرف هل هي فتاة؟ ولكن الشعر قصير جدا واللبس رجالي، الحمد لله كان مقعد الوسط خاليا، حدثتني الفتاة نعم إنها فتاة من صوتها، لن استغرب إن كانت تبدو بملامح ولد فهي آسيوية وليست مسلمة، وهنا مرت أمام عيني صور أؤلئك الأشكال من أبناء العرب والمسلمين الذين أصبحوا يتفاخرون بأنهم متحولون يعني متشبهون بالرجال أو النساء، وللأسف الشديد الذي يندى له الجبين صار هؤلاء من الظواهر التي تفرض وجودها بقوة في المجتمعات من غير خجل ولا حياء، ولا حتى خوف، فبات من الطبيعي أن نراهم في كل مكان، في الطرقات والمجمعات، والطامة الكبرى أنهم دخلوا بيوتنا وأمام فلذات أكبادنا، من خلال الهواتف النقالة التي سهلت لهم الوصول إلى مواقع التواصل الاجتماعي بكل أنواعها من واتساب، فيسبوك، تويتر، وسناب جات... فصار النظر إليهم ومتابعة حياتهم للبعض وربما للأغلب من الضروريات، فهم متحولون مع أنفسهم، بتغيير أشكالهم وعند متابعينهم تحولوا من تسلية وأضحوكة إلى قدوة ونموذج للموضة وتغيير الخلقة. فصار الجنس الثالث المستنكر والممنوع في مجتمعاتنا العربية والاسلامية، مرغوبا ومشجعا كما في المجتمعات الغربية التي تتقبل هذه الظاهرة، وتعززها. فقد كان ماضيا عندما كانت الفتاة تتظاهر أمام ذويها بكامل أنوثتها، خجلا منها، وربما خوفا منها، وهي تخفي في داخلها مشاعر ذكورية، تفصح عنها خارج منزلها وبين قريناتها، وتخفي تحت عباءتها ملابس الجنس الآخر، وتحت غطاء رأسها قصة شعر شاب مولع بصرعات الموضة الغربية، فأين تلك الأم التي لا تلاحظ قصة شعر ابنتها؟ فهل هذا إهمال منها؟ أم أنها تُرجع هذا التصرف إلى شدة حياء ابنتها، وحبها الاحتشام والالتزام بالدين والعادات؟! ألا تلاحظ الخشونة في تصرفاتها؟ أم أنها لم تعتد الجلوس معها، أو مصاحبتها؟ ألم تتساءل لماذا ابنتها دائما تغلق على نفسها باب غرفتها؟ أم تبرر ذلك بالاحترام لخصوصية ابنتها وخجلها الذي هو دليل التربية الفاضلة، كما يظن البعض من الأمهات؟ وأين ذاك الأب من ليونة ابنه؟ أم هذا الشاب مثل تلك الفتاة، لا يُشعر والديه بما هو في مكنون ذاته من مشاعر أنثوية؛ خوفا من العقاب، ورفض الأسرة والمجتمع له، أو خجلا من مخالفته للطبيعة الكونية، باعتبار فعله تمردا على خلق الله وشرعه. كل ذاك الخوف والخجل بات بالأمس، أما اليوم للأسف استطاع ذاك الشاب الشاذ والمتحول جنسيا، وكذلك الفتاة المسترجلة، أن يخرجا للمجتمع علنا، يجاهران بالمعصية، لا يخافان الردع ولا العقاب، فرضخ الآباء المبتلون لتصرف أبنائهم المشين، فكم من عيون في المجتمع تتعجب عندما ترى مثل هؤلاء - أولياء الأمور- يمشون معهم علنا وكأنهم قد أقروا رضاهم وتأييدهم لهذه الظاهرة الشاذة. لا شك أن زمام الأمور لديهما قد فرط؛ ليهرب بعيدا، عندما رضيا بأمر واقع أبنائهم الشاذين، الذين مهما لفظهم الدين، والمجتمع خارج القاعدة الصحيحة، إلا أنهم يظلون وصمة عار، مشينة لا يمكن السكوت عنها، أو تجاوزها، أو قبولها. وكم لسان حال نطق وقال: إن هذه الظاهرة غدت فعلا مأساة العصر الحالي، فهل لها من حلول ؟ عجبا إنها مأساة لم تأخذ العظة من تاريخ أزلي سطر حال قوم لوط عندما تجاوزوا الحدود الكونية ؛ ليهزوا عرش الرحمن، فكان عقابهم إن طوتهم الأرض تحتها ؛ ليكونوا عبر الزمن عبرة لمن لا يعتبر. ظاهرة الشذوذ هذه واقع مؤلم اقتحم مجتمعاتنا العربية، عدوى مزمنة نقلتها لنا الثقافة الغربية لنرضى بها ونتعايش معها. أليس لهذا الواقع المرير إصلاح؟ ألا لهذا المرض المعدي من وقاية وعلاج؟ نعم هناك وقاية، وهناك علاج، والأهم النظر للأسباب بالبحث، والدراسة ووضع الحلول. تفشي هذه الظاهرة لها أسبابها العديدة، تعود لمحيط الحالة من، أسرة، ومدرسة، وصحبة، ووسائل تكنولوجية مختلفة، عديدة ومتنوعة، مفيدة، وخطيرة. اليوم لم تعد الأسرة والمدرسة المعلم الوحيد للأبناء، فقد تدخلت الصحبة والتكنولوجيا في تربيتهم وتحديد مسير حياتهم. أسباب ظاهرة الشذوذ كثيرة ومتشعبة ويطول حولها الحديث والشرح ونذكر البعض منها وباختصار شديد: الابن الوحيد من بين الأخوات، والعكس البنت الوحيدة بين الأخوة الأولاد مع تغاضي الأبوين وغض الطرف عن التشبه في السلوك واللباس، وغياب الرقابة عن الصحبة، وكم من صاحب ساحب، وكم من تحرشات بدأت مع الصحبة السيئة، وأصبحت عادة ورغبة مرضية مزمنة، يصعب علاجها، وما تلك الحالات الشاذة التي طفحت على سطح المجتمع، إلا حالات تفشى فيها هذا المرض، بسبب غياب رقابة الوالدين وتقصير المسؤولين. وبما أن الوقاية خير من العلاج، فالتربية السليمة على الأخلاق، والشريعة والرقابة السديدة، والمستمرة، والتوعية، والتثقيف، كلها جرعات وقائية تكفي أبناء المجتمع شر تفشي ظاهرة الشذوذ الجنسي أو الجنس الثالث، وتحميهم من الولوج فيها، وتقويهم على رفضها ونبذها، قبل أن يكونوا منبوذين بسببها. أما أؤلئك الذين اجترعوا من سم هذه الظاهرة، ووقعوا في حبالها، علاجهم ليس بنبذهم من المجتمع، ولكن الأخذ بأيديهم باعتبارهم مرضى يحتاجون العلاج الفعال، وبطرق عدة، تتكاتف فيها الجهود الفردية والمجتمعية. فكم تمنيت كلما رأيت شبابا لينين يتشبهون بالنساء، أو فتيات خشنات يتشبهن بالرجال أن تكون لهم مصحات نفسية خاصة مؤهلة علميا، وطبيا،تعيد تأهيلهم من جديد، توعيهم، تثقفهم، تعمل لهم ما عجز عنه أولياء أمورهم ومعلموهم. وكم تمنيت أن نرى مثل هؤلاء الشباب في معسكرات الجنود يتربون على الصلابة، والخشونة، وتحمل المسؤولية، وتلك الفتيات في مراكز تعليم أهمية الأنوثة وكل ما يتعلق بها. الأمنيات كثيرة، وعديدة، وأهمها دعوة إلى الله خالصة، نابعة من القلب، أن يصلح هؤلاء الفئة الشاذة، وينير عقولها، ويعيدها إلى الصواب، ويبعد أبناءنا وأبناء العالم أجمعين، عن هذا الطريق الشاذ، وأن يزين لهم طريق الإيمان، والخير، والصلاح، ويساعد ولاة الأمور على إحقاق الحق، ونبذ الباطل. mona.alanbari@gmail.com

رحلات في عوالم الفن: إبداع يجمع الشعوب ويعبر الحدود

على أرض الذهب والحضارات، أسوان وساحرة الجنوب، كما تلقب، وتستحق هذا اللقب؛ لجمال طبيعتها الخلابة ما بين أراض صحراوية، ومزارع كثيرة، وأول شلال لنهر النيل، وتنوع ثقافي سجلها في قائمة اليونسكو، والاعتراف العالمي، بإبداعاتها الفنية،...

قطر... حب يتجدد وانتماء لا ينتهي

يسألوني عن حبك يا قطر، فقلت في حبها أنا أفتخر. يسألوني لم كل ذاك الفخر؟ أجبت عشقها في القلب مستقر... جوهرة مكنونة هي قطر، سطع نورها في قلب كل البشر، من بدو وحضر. قطر بحر...

عيشي يا قطر

عيشي يا قطر يا قطر عيشي الطير لك غنى في يوم فرحنا غنى أغاني الحب حب بلدنا في بحر العيون غايص اصطاد معانيها مثل ما غاصوا هلي في بحر ماضيها لأجل عيونك يا قطر نسهر...

ماذا بعد كأس العرب؟

مرّت بي العيرات عدٍّ ومنزلٍ ورسم لنا ما غيّرته الهبايب ديارٍ لنا نعتادها كلّ موسم مرباعنا لا زخرفتها العشايب من كل عام يزدان اليوم الوطني بزينة أقوال مؤسس قطر، القائد، القاضي، الفارس والشاعر، الشيخ جاسم...

اجعل المشي عادة في جدول يومك

قيل: متضايق، امش مبسوط، امش صحتك جيدة، امش صحتك متدهورة، امش ينقصك إبداع، امش غير قادر على اتخاذ قرار، امش فما علاقة المشي بكل ذلك؟ هل هناك علاقة تربط القدم بالدماغ؟ هل عندما تتسارع الخطوات...

إلى متى الاستخفاف بالعقول؟

شكرا لك أيها (السنابر) مشهور السوشيال ميديا، لقد أضحكتني كثيراً، في حين أحسست بأن الضحك فارقني طويلا، تضع صورة، تحكي أقصر قصة، الوقت لا يسمح بالإطالة، هل عذرك أننا في عصر السرعة، أم هي الدعاية؟!...

ماذا بعد مجلس الشورى؟

جرت العادة عندما نريد أن نشيد بعمل ما أو نثني على شخص متميز نقول المثل الغربي «نرفع له القبعة» أو «نرفع له العقال» عندما نجعله بمفردة عربية تصور حركة تلقائية توحي بتحية من يستحقها لإنجازاته...

لماذا تصوت المرأة للمرأة؟

تساؤلات كثيرة تطرح هذه الأيام في ساحة العرس الديمقراطي الذي تشهده دولة قطر، حول مشاركة المرأة القطرية في انتخابات مجلس الشورى، هل سيكون لها نصيب في العضوية؟ هل ستحظى بأصوات تؤيد صعودها منصة ذلك الحدث...

«وأمرهم شورى بينهم»

في لمحة إلى ما خلف الذاكرة، في أكتوبر من عام 2008، وفي قاعات الجامعة الأمريكية في ولاية واشنطن DC ، وفي خضم جولات برنامج التبادل الثقافي العربي الأمريكي، الذي نلنا نحن -مجموعة من نساء الشرق...

لا حياة مع اليأس.. ولا يأس مع الحياة

قال الشاعر الياباني ميزوتا ماساهيد (القرن السابع عشر ): «لقد احترق المنزل بأكمله، بإمكاني أن أرى القمر الآن». مقولة جميلة نالت إعجابي، برغم ثقلها من كم الحزن والحسرة على المنزل المحترق، إلا أن في الجزء...

لا تزوير مع PCR المجاني أو مسبق الدفع

مع بداية العطلة الصيفية، وانتهاء إغلاق المطارات، والسماح بالسفر المشروط، وعودة الحياة تقريبا إلى طبيعتها، تنفس الناس الصعداء، وخاصة الذين أخذوا جرعتي لقاح كورونا؛ لأن نصيبهم في الصعود على متن الطائرة، والتحليق في الأجواء والشعور...

التواصل غير العنيف لغة حياة «3»

إن التعبير التام عن الغضب رؤية قيمة من كتاب مارشيل روزنبرج، ولكنها بإجماع من أعضاء مجموعة (ومضات) ليست أقيم ولا أنفع من كلام سيد الخلق أجمعين رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، عندما قال لمن...