alsharq

د. سعيد حارب

عدد المقالات 133

العلاقات بين الخليج وإيران.. إلى أين؟

10 ديسمبر 2012 , 12:00ص

الندوة التي شهدتها الدوحة في الأسبوع الماضي حول «العلاقات العربية الإيرانية.. في الخليج» التي نظمها منتدى العلاقات العربية والدولية، كشفت عن عمق الهوة بين الخليج العربي وإيران، فرغم حدة الخلاف فقد كان الحوار واضحا وصريحا، ولعل تلك إحدى سمات الندوة، فليس مطلوبا من المثقفين والباحثين أن يتحدثوا بـ «دبلوماسية» ومجاملة، فذلك عمل السياسيين، بل المطلوب أن يتصارحوا إذا كانوا يريدون بناء علاقة متوازنة بين بلدانهم، ورغم أن المشاركين لم يمثلوا دولهم ولا مؤسساتهم التي ينتمون إليها فإنهم كانوا يعبرون عن دولهم ومجتمعاتهم، فقد كان واضحا أن الطرف الخليجي جاء يحمل هموم وتخوفات من الخط الذي تتبعه إيران في علاقتها بدول الجوار وبالدور الذي ترسمه لنفسها من خلال محاولة فرض هيمنتها على المنطقة مستثمرة بعض الأدوات التي تجعل منها قوة ضاغطة في المنطقة. فالكتلة السكانية الإيرانية التي بلغت في يونيو الماضي 75.2 مليون نسمة، يمثل الشباب دون الثلاثين عاما ما نسبته %55، مع نمو سكاني يبلغ %1.29، وهناك خطة لزيادة عدد السكان، حيث دعا المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي إلى زيادة عدد السكان ليبلغ من 150 إلى 200 مليون سنة في العقود القادمة، بينما يبلغ سكان دول مجلس التعاون الخليجي (مواطنون ومقيمون) 46.8 مليون نسمة مع ارتفاع نسبة الوافدين في بعض دول المجلس. مما يعني تضائل نسبة المواطنين في دول الزيادة المضطردة في إيران، إضافة إلى ذلك المساحة الواسعة والتعدد العرقي والثقافي والمذهبي والجغرافي الذي تمتلكه إيران. وكلها عوامل يمكن النظر إليها كعوامل ضعف كما يمكن النظر إليها كعوامل. كل ذلك يجعل من إيران قوة ضاغطة على الجوار الإقليمي، إضافة إلى قوتها العسكرية فهي تملك إمكانيات العسكرية كبيرة، إذ تبلغ قواتها العسكرية 545 ألف جندي يساندهم 650 ألفا من قوات الاحتياط، مما يعد أكبر قوة عسكرية في المنطقة، وقد وصلت في إنتاجها العسكري إلى مرحلة تصنيع الصواريخ بعيدة المدى واستخدام الغواصات والقوة العسكرية البشرية الضاربة التي صمدت في حرب استمرت ثمان سنوات مع العراق مما أكسبها خبرة وتجربة. هذه العوامل وغيرها تدفع دول الخليج العربي للنظر بعين القلق إلى جارتها على الضفة الأخرى من الخليج العربي لما تشكله من ضغط «جيوسياسي»، أما في الممارسة فإن إيران ترفع شعار العلاقات الجيدة وحسن الجوار، لكن الراسم للعلاقة معها يجد أن هناك مشكلة في رسم هذه العلاقة تتمثل في لغة الخطاب السياسي الإيراني تجاه دول المنطقة، خاصة فيما يتعلق بالمشكلات المعلقة بين الطرفين كجزر الإمارات الثلاث المحتلة من إيران، فرغم محاولات بعض الساسة الإيرانيين تخفيف لغة الخطاب فإن الطبيعة العامة لهذا الخطاب يغلب عليها التهديد والوعيد، مع تعدد في مصادرها فهناك رئيس الجمهورية وزارة الخارجية والمرشد الأعلى والبرلمان ولجنة الشؤون الخارجة والمؤسسات العسكرية والقادة السياسيين والدينيين وغيرهم، مما يجعل المخطط للعلاقة مع إيران في حيرة من أمره حين يضع أسس العلاقة معها، وهذه سمة السياسة الخارجية الإيرانية، إذ لا تكاد تحدد طبيعة واحدة لها، ولا تجعل دول الخليج العربي قادرة على وضع رؤية واضحة لطبيعة العلاقة مع إيران، كما أن الخطاب الإيراني تجاه دول المنطقة مشحون بالتهديد والوعيد، ولعل التهديد بإغلاق مضيق هرمز يمثل نموذجا لمنطقة الصراع بين إيران والدول الخليجية التي ترى في هذا المنفذ الدولي «عنق الزجاجة» لتصدير أهم صادرتها وهو النفط، بينما تنظر إليه إيران باعتباره وسيلة للضغط على القوى الدولية من أجل أن تلجمها عن محاولة الاعتداء عليها. إن الطبيعة المتوترة للعلاقة بين الدول الخليجية وإيران تجعل من الصعب بناء علاقة مستقرة بينهما، رغم أن أحدا في دول الخليج العربي لا يبحث عن مشكلة مع إيران أو غيرها، ويكفي المنطقة ما مر بها من ويلات وحروب، وآن لشعوبها أن تعيش بأمن واستقرار في ظل جوار يحترم حقوق الجار ولا يتدخل في شأنه الداخلي، بل يعمل على تطوير العلاقات الجيدة بين الطرفين لتحقيق المصالح المشتركة بينهما، ويأتي المشروع النووي الإيراني كأحد عناصر التوتر بين الطرفين، وقد بينت دول مجلس التعاون الخليجي منفردة ومجتمعة من هذا المشروع حيث بينت حق إيران في امتلاك التقنية النووية، لكن هذه الدول متخوفة من التأثيرات الاستراتيجية والعسكرية له إذا تحول إلى مشروع نووي عسكري، خاصة أن إيران لم تفصح عن الصورة المتكاملة لهذا المشروع في ظل رفضها وعدم تعاونها مع وكالة الطاقة النووية الدولية، ولا يخفي الخليجيون كذلك تخوفهم من التأثيرات البيئية هذا المشروع ومدى امتلاك إيران للتقنية التي تحفظ سلامة المنشآت النووية ومخلفاتها، وقد تنامى هذا الخوف بعد الزلزال الذي ضرب اليابان في 11 مارس 2011، وما خلفه من انفجار المفاعلات النووية وتأثيرها على البيئة، ويرى الخليجيون أن مدنهم لا تبعد كثيرا عن المفاعلات النووية الإيرانية وربما كانت أقرب إليها من بعض المدن الإيرانية!! إن ضفتي الخليج العربي لا يمكن تغيير جغرافيتهما، ولذا سيبقى العرب والإيرانيون فيها متقابلين، وعليهم أن يبحثوا عن علاقة تبنى على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الآخرين لا على التهديد أو الهيمنة!!

بين «داعش» ودايتون!!

هل تكون «داعش» أو ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام، سبباً في حل المعضلة السورية؟ للإجابة على ذلك تذكروا اتفاق «دايتون» الذي أنهى الحرب في البوسنة والهرسك، فقد بدأ القتل في البوسنة في أبريل...

وجاء دور الإباضية

يبدو أن محرقة الصراعات الطائفية والمذهبية لن تدع أحدا في بلاد العرب والمسلمين، فهذه المحرقة التي تضم تشكيلة من الصراعات التي لم تشهد لها الأمة مثيلا إلا في عصور الانحطاط والتخلف عادت مرة أخرى تقذف...

محاكم التفتيش «الإسلامية»!!

تتوقف ثلاث شاحنات خالية، يتقدم أحدهم حاملا رشاشا بيده، يلتفت إلى الشاشة لتبدو هيئته المتجهمة التي يكاد الشرر يتطاير منها، وتلف وجهه لحية كثة كأنه أراد من هذه الالتفاتة أن يبرز هويته، ثم يتجه إلى...

عندما يصبح الإنسان رقماً!

تعودت أن أتصل به كلما احتجت لحجز تذكرة سفر، كان يبذل أقصى جهده من أجل الحصول على أفضل العروض بأقل الأسعار، وانقطع التواصل معه بعد دخول التكنولوجيا في حجز التذاكر، بل في كل إجراءات السفر،...

خطوة إلى المستقبل.. أيها العرب

ما هو مستقبل العرب؟ سؤال يبدو مشروعا ونحن ندخل عاما جديدا، حيت تتمثل الإجابة في أن الواقع الحالي لا يمثل النموذج الذي يصبو له العرب ولا يتناسب مع معطيات الحاضر، فإذا كان الأمر كذلك فلا...

هل ما زال «خليجنا واحداً»؟!

سيكون عام 2013م من أكثر الأعوام تأثيرا على الخليج العربي، فلأول مرة منذ إنشاء مجلس التعاون الخليجي، يشعر الخليجيون أن «خليجهم ليس واحدا»، فقد بدا واضحا حجم الخلافات بين دوله الأعضاء، فعلى الرغم من البيانات...

عام مضى.. عام أتى.. ما الجديد؟!

بعد أيام سندخل عاما جديدا وحالة العالم «لا تسر عدواً ولا صديقاً»، فقد ازداد فارق الفقر بين الدول، كما ازدادت مشكلاتها وحروبها، وتلويثها للبيئة، وقضائها على الطبيعة، وتقسم العالم إلى شرق وغرب وشمال وجنوب، بل...

رمح الأمة

«خلال حياتي نذرت نفسي لكفاح الشعب الإفريقي، لقد كافحت ضد سيطرة البيض وكافحت ضد سيطرة السود واعتززت دوماً بمثال لمجتمع ديمقراطي حر يعيش فيه كل الناس معاً في انسجام وفرص متساوية، إنه مثال آمل أن...

قمة الكويت.. وتطلعات الخليجيين

بدعوة كريمة من وزارة الإعلام بدولة الكويت الشقيقة، شاركت مع عدد من الزملاء في زيارة الكويت ولقاء بعض المسؤولين الكويتيين، حيث خرجت الكويت من قمة ناحجة هي القمة العربية الإفريقية، وهاهي تحتضن غدا القمة الخليجية...

البلد المجهول!

أشرت في مقال الأسبوع الماضي إلى أيام مجلس التعاون في السويد، ذلك البلد المجهول لكثير من سكان المنطقة رغم التواصل المبكر بين العرب والبلاد الإسكندنافية ومن بينها السويد التي وصلها الرحالة السفير ابن فضلان عام...

أيام التعاون في السويد

شهدت العاصمة السويدية –ستوكهولم- خلال الأسبوع الماضي حضورا خليجيا تمثل في أيام مجلس التعاون في السويد، حيث شارك مجموعة من الدبلوماسيين والباحثين والأكاديميين الخليجيين يرأسهم أمين عام مجلس التعاون الخليجي، في حوار مع نظرائهم السويديين،...

إكسبو

تستعد مدينة دبي بعد غد لتلقي نبأ مهما في مسيرة تطورها، إذ ستقرر اللجنة الخاصة بمعرض إكسبو الدولي، المدينة المؤهلة لاستضافة دورة المعرض المقررة عام 2020، حيث تتنافس أربع مدن على استضافة المعرض، وهي مدينة...