alsharq

نعيم محمد عبد الغني

عدد المقالات 41

متى يحرم الكافر من الهداية؟

10 يونيو 2017 , 12:11ص

في الحلقات الماضية انتهينا أن الظالم لا يهديه الله بسبب أنه أضل الناس، وإضلال الناس قمة الظلم، والله تعالى قال: (إن الشرك لظلم عظيم) فاستحق الظالم أن الله تعالى حرمه من الهداية وجاءت بلفظ المضارع والله لا يهدي القوم الظالمين. أما الكافرون فإنهم محرومون من الهداية في أربعة مواضع هي: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) البقرة: 264 وقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) المائدة 67 وقوله تعالى: (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) التوبة: 37 وقوله تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) النحل: 107 والمتأمل في هذه الآيات يلحظ أنها تدور حول سياق الإنكار، وهذا الإنكار يعد مرادفاً لتغطية الحق وعدم إظهاره للناس، والكفر معناه التغطية، ولذلك لما كان المرائي يبطل صدقاته بالمن والأذى، فإنه بذلك ينكر نعمة الله عليه، وينكر تعاليم الإسلام بإعطاء الصدقة دون أن تجرح المشاعر، ودون إثارة للعواطف؛ لأنه بذلك يحبط عمله، ويكون قد أشرك مع الله أحداً غيره، والله أغنى الأغنياء عن الشرك، ولم تختم الآية (والله لا يهدي القوم المشركين)؛ حتى لا يفهم أن المرائي أشرك شركاً يخرجه من ملة الإسلام؛ لأن الشرك إذا أطلق فمعناه اتباع دين غير دين الإسلام، لكن الكافر في هذا الموضع –والله أعلم- تعني الذي ينكر نعمة الله عليه، ونعم الله تشمل الإسلام وغيره من النعم الظاهرة والباطنة. وفي الموضع الثاني حديث إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يبلغ ما أنزل إليه من ربه وختمت الآية بقوله والله لا يهدي القوم الكافرين، وهو ختام مناسب لسياق الآيات، فالرسول عليه البلاغ فقط، وأما الكافرون فإنهم يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها، ويعلمون صدق بلاغ الرسول، ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون، فلما كان إنكارهم لرسالة الإسلام التي جاء بها الرسول سببا لطغيانهم وتغطيتهم على الحق، كان كفرهم كفر اعتقاد؛ حيث إنهم عرفوا الحق، ولكن طبع الله على قلوبهم فهم لا يهتدون. وفي الموضع الثالث يعرف الكفار مواقيت الشهور بشكل جيد، ولكنهم يقدمون ويؤخرون فيه حسب أهوائهم فيخفون ما يريدون ويظهرون ما يشاؤون، وفي هذه الحالة الإنكارية تترتب المفاسد الكبرى في حياة الناس، وكانت العاقبة لهؤلاء أن الله لا يهدي القوم الكافرين. أما الموضوع الأخير الذي يتحدث فيه عن استحباب الحياة الدنيا على الآخرة، رقم اليقين بأن هناك موت وحسب وبعث، فإن ذلك إنكار بسببه يطبع الله على قلوب الكافرين فلا يهديهم سبيلا، خاصة بعد أن أتتهم الآيات البيانات التي كفروا بها ولم يؤمنوا؛ قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) النحل:14

رمضان في كتب اللغة (1)

رمضان تستلزمه مفردات مثل الفطور والسحور والإمساك والاعتكاف والصوم، وغيرها من مفردات جاء ذكرها في معاجم اللغة التي حاولت على مرّ العصور أن تؤرخ لمفردات اللغة العربية، فجاءت جميعا بينها قدر من الاشتراك في توارد...

وأنا أولُ المسلمين وأنا أولُ المؤمنين

لطيفة اليومِ عن قولِه تعالى: «قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)» الأنعام. في هذه الآية لاحظَ المفسرون أنها خُتِمَتْ بقولِه: «وَأَنَا أَوَّلُ...

وصف الليل في القرآن

في سورة الضحى نقرأ: «والضحى والليل إذا سجى» لماذا اختار الله لفظ «سجى» وما معناها؟ وما الفرق بين هذه الآية وقوله تعالى: «والليل إذا يغشى»، وقوله تعالى: «والليل إذا يسرِ»؟ هذه اللطيفة كي نفهمها علينا...

من لطائف الجنة

لطيفة اليوم ننقلها لكم من حديث القرآن عن الجنة. نرى فيها مشهداً صوّره القرآن أجمل تصوير. إنه مشهد أهل الجنة حين يطوف عليهم الولدان والغلمان بالأكواب والأباريق، غلمان كأنهم لؤلؤ مكنون، وولدان إذا رأيتهم حسبتهم...

صفة اليوم في القرآن

من المواطن المتشابهة في القرآن الكريم، وصف اليوم بأنه عقيم أو عبوس أو ثقيل. وحول هذه المواطن يكون هذا المقال. فأما وصف اليوم بالعقيم، فجاء في قول الله تعالى: (أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ) [الحج:...

المعوذتان

** اليومَ نتأملُ سورتين منَ القرآنِ نزلتَا معًا.. سورتانِ قال عنهما رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ: "أُنْزِلَتْ عَليَّ اللَّيْلَة آيَاتٌ لَمْ أَرَ مِثْلَهُنَّ قَطُّ: "قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ". ولهذا سُميتِ...

الفرق بين (ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) و(ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)

من المتشابهات القرآنية أننا نقرأ أحياناً: (ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)، ونقرأ أيضاً: (ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ). فما الفرق بينهما؟ وردت (ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) ست مرات في القرآن الكريم، ووردت (ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) ست مرات، ووردت...

الفرق بين جاء وأتى في القرآن الكريم

** عندما نتأملُ قولَه تعالى: (إذا جاءَ نصرُ الله والفتح) نتساءل: لماذا لم يقل إذا أتى نصر الله والفتح؟ ما الفرق بين جاء وأتى في الاستعمال القرآني؟ هنا لطيفة، نبَّه إليها أهل اللغة والتفسير، حيث...

أسماء الإشارة

أحياناً يختلط على القارئ أن يقول هذا أو ذلك، وفي هذا المقال نبيّن دقة التعبير القرآني في التعبير بأسماء الإشارة، فمثلاً قوله تعالى: «ذلك الكتاب لا ريب فيه»، يمكن التعبير عنها بصور كثيرة، ولكن القرآن...

جمع السماوات وإفراد الأرض

اليوم نتأمل سورة نزلت وحولها سبعون ألف ملك، قال عنها سيدنا عمر إنها من نجائب القرآن. إننا اليوم نتأمل الآية الأولى من سورة الأنعام. قال تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ..)...

اتفاق اللفظ واختلاف المعنى

من المتشابهات في القرآن أن يأتي اللفظ واحداً ويختلف المعنى، ونمثل على ذلك بمركب (أمر الله) والفعل (عزم). يقول تعالى: (فإذا جاء أمر الله قضي بالحق وخسر هنالك المبطلون) غافر: 78، وقوله تعالى: (جاء أمر...

لطائف في قصة ذي القرنين

نقرأ اليوم بعض اللطائف في قصة ذي القرنين، حيث طلب منه الناس أن يصنع لهم سداً، لكنه قال لهم إنه سيصنع لهم ردماً... (قَالُوا يَاذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ...