


عدد المقالات 122
في السيرة، أن رجلاً من المهاجرين ضرب رجلاً من الأنصار، فقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين، فسمع ذاك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: ما بال دعوى جاهلية؟ قالوا يا رسول الله: كسع (ضرب) رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار، فقال دعوها فإنها منتنة، فسمع بذلك عبد الله بن أبي فقال: فعلوها؟ أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فبلغ النبي -صلى الله عليه وسلم- فقام عمر فقال: يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: دَعْه، لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه.. واقعة أخرى شبيهة حين قسم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غنائم هوازن بين الناس بالجعرانة فقام رجل وقال: اعدل يا محمد!! فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ويلك، ومن يعدل إذا لم أعدل؟ لقد خبت وخسرت إن لم أعدل.. فقال عمر: يا رسول الله ألا أقوم فأقتل هذا المنافق؟ قال: معاذ الله أن تتسامع الأمم أن محمداً يقتل أصحابه، ثم قال: إن هذا وأصحاباً له يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم.. مثالان رائعان يصلحان لكل زمان ومكان في النظر إليهما بعمق لا سيما من صاحب القوة والبأس والسلطان، والاقتداء بخير البشر في كيفية التعامل مع الآخرين، لا سيما المخالفين وحتى الأعداء أو المنافقين. إن أي متأمل للواقعتين مثلاً سينظر للأمور كما نظر إليها الفاروق عمر، فإن ما قام به ابن سلول على سبيل المثال، هو أشبه بما نسميه اليوم زعزعة الصف الداخلي وإثارة فتنة، طائفية كانت أم عرقية، أو ما شابهها من فتن، والتي عادة تستوجب عقوبة مغلظة، كالاعتقال والسجن لفترة طويلة.. لكن المنطق النبوي يختلف، ومدى رؤية الأمور عند صاحب الأمر والقرار أوسع وأبعد بكثير من أي صحابي مهما كان مقرباً إليه صلى الله عليه وسلم. لم يستخدم النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- صلاحياته لردع رأس المنافقين يومذاك، ولا الآخر الذي يتهم رأس النظام أو رئيس الدولة في أمانته، فإن إشارة منه إلى أي صحابي يومها، كانت كفيلة بإنهاء حياتيهما، لكنه نبي وبعد ذلك رئيس دولة وصاحب دعوة، يرى ما هو أهم من جز عنق منافق ربما يهلل الجميع لموته، بسبب ما كان يصدر عنه من أذى للمسلمين وإثارة للفتن بينهم. هنا التوجيه الصحيح في كيفية التعامل مع المخالف، وهذا ما نفتقده اليوم عند أصحاب القرار في كثير من الأقطار.. إن أسهل ما يمكن أن يتخذه أي صاحب قرار اليوم مع مخالفيه أو منتقديه هو قهرهم بأي وسيلة ممكنة أو منعهم مما هم فيه وعليه أو سجنهم أو نفيهم أو حتى قتلهم.. لكن الصعوبة والتحدي في مثل تلكم الحالات، تتمثل في الصبر على المخالف، ومناقشته ومحاورته، فلعله يتغير أو تتغير الظروف المحيطة به، فإما أن يميل نحوك أو يكف شره عنك، وكلاهما خير. هكذا الأنبياء وأصحاب الدعوات، يبحثون عن الخير في الآخرين مهما تضاءلت فرص العثور عليه، وهكذا يجب أن يكون عليه كل من أراد السير على درب النبيين والمرسلين، وإلا فالدروب أكثر من أن نحصيها، ولا يضمن لك أحد صلاحيتها، فاختر ما شئت وانظر ماذا ترى..
آية عظيمة تلك التي عن الماء وفيها يقول سبحانه: «وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ». أي أصل كل الأحياء منه.. وفي حديث لأبي هريرة -رضي الله عنه- قال: يا نبي الله، إذا رأيتُك قرت عيني،...
ألم تجد نفسك أحياناً كثيرة من بعد أن يضغط شعور الحزن والألم أو الأسى والقهر على النفس لأي سبب كان، وقد تبادر إلى ذهنك أمرٌ يدفعك إلى الشعور بأنك الوحيد الذي يعيش هذا الألم أو...
صناعة التاريخ إنما هي بكل وضوح، إحداث تغيير في مجال أو أمر ما.. والتغيير الإيجابي يقع في حال وجود رغبة صادقة وأكيدة في إحداث التغيير، أي أن يكون لديك أنت، يا من تريد صناعة التاريخ...
ثبت عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (لو لم تذنبو، لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيُغفر لهم). هل وجدت رحمة إلهية أعظم من هذه؟ إنه عليم بالنفس البشرية التي لم...
لو تأملنا ما حدث مع جيش المسلمين يوم «حُنين», وعددهم يومذاك قارب عشرة آلاف شخص، من ارتباك في بداية المعركة ووقوع خسائر سريعة, بل الفرار من أرض المعركة، وتأملنا يوم بدر كمقارنة فقط، وعدد المسلمين...
كلنا يحلم وكلنا يتمنى وكلنا يطمح وكلنا يرغب وكلنا يريد.. أليس كذلك؟ أليس هذا هو الحاصل عند أي إنسان؟ لكن ليس كلنا يعمل.. وليس كلنا يخطط.. وليس كلنا ينظم.. وليس كلنا يفكر.. مما سبق ذكره...
المثل العامي يقول في مسألة إتيان الخير ونسيانه: اعمل الخير وارمه في البحر، أو هكذا تقول العامة في أمثالهم الشعبية الحكيمة، وإن اختلفت التعابير والمصطلحات بحسب المجتمعات، هذا المثل واضح أنه يدعو إلى بذل الخير...
مصر أشغلتنا ثورتها منذ أن قامت في 25 يناير 2011 وانتهت في غضون أسبوعين، فانبهر العالم بذلك وانشغل، لتعود مرة أخرى الآن لتشغل العالم بأسره، ولتتواصل هذه الثورة وتسير في اتجاه، لم يكن أكثر المتشائمين...
هل تتذكر أن قمت في بعض المواقف، بعد أن وجدت نفسك وأنت تتحدث إلى زميل أو صديق في موضوع ما، وبعد أن وجدت النقاش يحتد ويسخن لتجد نفسك بعدها بقليل من الوقت، أن ما تتحدث...
يتضح يوماً بعد آخر أن من كانوا يعيبون على أداء الرئيس المعزول أو المختطف محمد مرسي بالتخبط والارتباك ووصفه بقلة الخبرة وعدم الحنكة وفهم بديهيات السياسة والتعامل مع الداخل والخارج، يتضح اليوم كم ظلموا الرجل...
يقول الله تعالى في حديث قدسي عظيم: «أخلق ويُعبد غيري، أرزق ويُشكر سواي، خيري إليهم نازل، وشرهم إلي صاعد، أتقرب إليهم بالنعم، وأنا الغني عنهم، ويتبغضون إلي بالمعاصي، وهم أحوج ما يكونون إليّ». حاول أن...
النفس البشرية بشكل عام لا تستسيغ ولا تتقبل أمر النقد بسهولة، وأقصد ها هنا قبول الانتقاد من الغير، ما لم تكن تلك النفس واعية وعلى درجة من سعة الصدر والاطلاع عالية، وفهم راقٍ لمسألة الرأي...