


عدد المقالات 198
هل رأيت يوما حكما استبداديا ديكتاتوريا استطاع أن يحقق ارتفاعا في مستوى معيشة شعبه ونجح في نقل ملايين الفقراء إلى رحابة الرخاء والازدهار؟! هل عرفت ديكتاتورا حول بلاده إلى جنة وارفة الظلال ينعم مواطنوها بالأمن والرفاهية والسلام؟! هل قرأت في التاريخ عن مستبد استطاع أن ينشر العدل والمساواة والحرية بين مواطني بلاده وأن يعيش في سلام مع جيرانه؟! الإجابة بالقطع لا. في إفريقيا، ومنذ استقلالها الاسمي عن الاستعمار في ستينيات القرن الماضي، شهدت القارة السمراء -وفقا للإحصاءات الدولية- 186 انقلابا عسكريا من بينها 100 انقلاب (ناجح وفاشل) خلال 10 سنوات من 1966 حتى عام 1976، لكن الفشل في الوصول إلى مقاعد السلطة بالنسبة لبعض تلك الانقلابات ربما كان أفضل من الذين وصلوا للحكم عبر إراقة الدماء وإزهاق أرواح الأبرياء من المدنيين ليجدوا أنفسهم في مواجهة تحديات الدولة والمواطنين فلا يستطيعون التصرف فيها نظرا لأن الحكم ليس من مهامهم. العسكريون بطبيعتهم لا يميلون للديمقراطية، والجيوش لا تصنع ديمقراطية ولا تقدر على تحمل أعباء التنمية. الجيوش في الدول الديمقراطية تكون حارسة للديمقراطية والدساتير، بينما تتولى النخب والسياسيون مهمة الحكم في الدولة تحت رقابة مباشرة من الشعب أو عبر النواب المنتخبين. هل سمعتم أو رأيتم دولة في إفريقيا -باستثناء جنوب إفريقيا ذات الطبيعة الخاصة بمشكلة التمييز العنصري- تقدم نموذجا في التطبيق الديمقراطي في المجال السياسي؟! هل رأيتم دولة إفريقية استطاعت أن تحقق معجزة اقتصادية تساهم في تحسين مستوى معيشة الملايين من أبنائها مثل البرازيل أو تركيا؟ الفارق هو الديمقراطية في السياسة. والليبرالية في الاقتصاد. التنمية الاقتصادية ورفع مستوى معيشة الناس وتوفير أرزاقهم وحدوث الرفاهية الاقتصادية تعتمد بدرجة كبيرة على الديمقراطية في السياسة. وبدونها لا تحقق أنظمة الحكم في بلدان العالم الثالث أو النامي أي شيء ذي بال لمواطنيها الكادحين الفقراء المهمشين. هذا درس من دروس النظم السياسية في العالم.. الواقع يخبرنا بذلك. ولا تظن أن نظاما شموليا استبداديا ديكتاتوريا يستطيع أن يحسن من مستوى معيشة مواطنيه. البعض ربما يجادل بطرح مثال الصين التي تحقق معدلات نمو سنوية تصل إلى %10 وربما أكثر في بعض السنوات. والرد هنا أن الصين لم تحقق هذه المعدلات التنموية العالية سوى بعد العام 1989. في هذا العام عادت جزيرة هونج كونج إلى السيادة الصينية بعد فترة استئجار من جانب بريطانيا العظمى لمدة قرنين من الزمان. هونج كونج عادت لأحضان البر الرئيس (الصين) وفق مبدأ: دولة واحدة ونظامان. والنظامان هما: الاشتراكي المخطط في الصين الأم (البر الرئيسي)، والنظام الديمقراطي في السياسة –الليبرالي في الاقتصاد في هونج كونج، والتعايش بين النظامين الاشتراكي المخطط والليبرالي الديمقراطي هو الذي أسهم في تلك المعدلات المرتفعة للنمو في الناتج القومي الإجمالي للصين ككل. وما كانت الصين لتحقق تلك المعدلات التنموية العالية في ظل النظام الشمولي الاستبدادي، نظام الحزب الواحد. هذا رأيي، ويمكن للبعض أن يجادل ويطرح الأفكار المخالفة والمختلفة عما طرحناه في هذا المقال. عظيم، لما لا؟!! المهم هو أن الأفكار تواجهها أفكار أخرى، والمنطق يقابل بمنطق آخر، ولعل هذا أساس حرية التعبير والديمقراطية. إذا كان الطغاة يتقبلون النقد والتعبير الحر عن الفكر، ويتيحون الفرصة والحرية لوسائل الإعلام لتناول كافة الأفكار المتناقضة والمتعارضة. في تلك الحالة سيكونون على استعداد لبدء نظام ديمقراطي يمكن في النهاية أن يساهم في رفع مستوى معيشة المواطنين في المجال الاقتصادي والله أعلم.
اليوم نستكمل معكم بقية الحكاية التي بدأناها في خاتمة المقال السابق عن أطماع اليهود في سيناء منذ قرون طويلة، فهي بالنسبة لهم في قلب العقيدة الصهيونية، لدرجة أن تيودور هرتزل -مؤسِّس الصهيونية العالمية- أطلق عليها...
يبدو من المرجح حالياً أن أزمة سد النهضة لن تجد حلاً، وأن السد سيتم تشغيله، وأن ملء بحيرة السد سيحجب كمية كبيرة من حصة مصر في مياه النيل، لكن ماذا عن شبه جزيرة سيناء؟! يلاحظ...
السؤال الذي يتردد بكثافة في أوساط الأميركيين، وربما في أنحاء العالم في الوقت الحالي هو: هل يفوز الرئيس الجمهوري دونالد ترمب بقترة رئاسية ثانية تمتد حتى 2024؟ أم يتمكن غريمه الديمقراطي جو بايدن من هزيمته...
رغم مرور 4 أعوام ونصف العام على وفاة الباحث الإيطالي جوليو ريجيني الغامضة بالقاهرة، لا تزال ملابسات وظروف الوفاة غير معروفة، ويبدو أن صبر الحكومة الإيطالية نفد، وبدأت تطالب القاهرة بردود حاسمة وتوضيحات مقبولة، فقد...
من منّا لا يعرف قصة سندريلا والأقزام السبعة، كلّنا تربّينا عليها، وتعاطفنا مع السندريلا التي كان عليها أن تتقبّل قهر وظلم زوجة أبيها وبناتها المتعجرفات، حتى تأخذنا القصة للنهاية الجميلة حين تلتقي السندريلا بالأمير، فيقع...
أحد أصدقائي أوشك على الانتهاء من كتابة رواية طويلة عن أحوال المعارضة المصرية في الخارج منذ 2013م، وقد اقترحت عليه اسماً للبطل الرئيسي لروايته، وهو معارض ليبرالي يسحق الجميع من أجل مصالحه الشخصية الضيّقة. اقترحت...
عندما تغيب المنافسة العادلة أو تكون محدودة، هل يمكن أن تعرف الصحافي الجيد أو الكاتب الأكثر براعة أو الأجزل في العبارة، أو الأغزر إنتاجاً، أو الأعمق فكراً، أو الأفضل أسلوباً؟! كيف ستعرفه إذا لم تتوافر...
في جامعة القاهرة في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، كنت مندفعاً في دراسة العلوم السياسية، وكنت قرأت كتاب «البرنس» لميكافيللي قبل دخول الجامعة، ولم يعجبني! دخلت في مناقشات جادة وأحياناً حادة مع أساتذة درسوا في الجامعات...
بعد المعركة الصحافية الشهيرة التي خاضتها صحيفة «بوسطن جلوب» خلال عامي 2001 و2002، والتي انتهت باستقالة الكاردينال لاو رأس الكنيسة الكاثوليكية في عموم أميركا، ترسخ اعتقاد لدى مواطني مدينة بوسطن من الكاثوليك، أن الصحيفة الأكبر...
ليالي زمن «كورونا» تمرّ بطيئة وطويلة، لكنها ليست كذلك لمن يقرأون طوال الوقت حتى يستطيعوا الكتابة الأديب المصري الفذّ مصطفى لطفي المنفلوطي، كتب في بداية القرن العشرين أن الكاتب يشبه «عربة الرشّ» وهي عربة كانت...
لا أخفي عليكم، أن الكتابة وفق مواعيد محددة مسألة مرهقة، في بعض الأحيان لا توجد فكرة واضحة للمقال، أو يصاب الكاتب بالحيرة في الاختيار بين أكثر من فكرة، وفي أحيان أخرى يقترب موعد تسليم المقال،...
الصحف الأميركية هي قلاع حقيقية تصون الحريات العامة فى البلاد، هذه حقيقة يفتخر بها الأميركيون على بقية أمم الأرض. في عالمنا العربي تختفي تلك القلاع، فيحدث أن تتجرأ النظم المستبدة على تلك الحريات، وتعصف بها...