


عدد المقالات 272
لم يكن علي عبدالله الصالح، صالح أهله، لكنه لجأ في رقصة حربه السابعة إلى ثمود الحوثيين، فلم يغفروا له ما فعله مع مؤسس حركتهم حسين بدرالدين الحوثي يوم قتله بكهف من كهوف صعدة عام 2004، بأول رقصة من رقصاته الست مع ثعابين اليمن على حدّ وصفه، لكن، إن كانت الأساطير تتحدث عن أن القطط بسبعة أرواح.. فقد أخذ حقه من تلك الأرواح، فمات في سابعتها. لم تتوقع له الـ «واشنطن بوست» -يوم وصل إلى السلطة- أكثر من ستة أشهر في الحكم، فخيّب ظنها، بحكمه اليمن الشمالي عشرين عاماً، ثم الاثنين معاً الشمالي والجنوبي لـ 33 عاماً.. توفرت للرئيس اليمني المقتول فرص ذهبية للخروج من المشهد السياسي كمانديلا جنوب إفريقيا، وما زلت أتذكر عزمه عدم الترشح مستقبلاً.. ففرحنا بذلك، لعله يؤسس لرئاسة عربية جديدة، لكن، خاب ظننا، كما خاب ظن الـ «واشنطن بوست» من قبل، وسيظل مصطلحه تصفير العداد خاصاً به، حين كان يتحدث عن بداية أولية وجديدة لرئاسته، وكأنها بداية من الصفر. وحين اندلعت ثورة فبراير المجيدة عام 2011 على يد شباب وشابات اليمن العظيم، لم يُصغ طاغية اليمن لكل النداءات، ولم يختر أنموذج زين العابدين.. ولا حسني مبارك، وفضّل أنموذج الطغاة القتلة كالقذافي وبشار، وهو يرى ما حلّ بالقذافي، بينما كان العرس اليمني يومها في جمهورية الحرية وشارع الستين من أجمل اللحظات في حياتي، تغطية لثورات الربيع العربي. وحين تعرض للحرق في مسجده الصالح الذي بناه، لم يعتبر.. بل واصل إمعانه بالطغيان، فلجأ إلى عدوه اللدود الحوثي، من قتل خيرة ضباطه وجنوده في حروب ستة خاضها معهم، بينما تخلى عنه كبار مساعديه العسكريين لهذا الانحياز إلى أعداء الأمس، وكان على رأسهم علي محسن الأحمر قبل يومين فقط من قتله، صرخ مطالباً الشعب اليمني بالانتفاضة ضد الحوثي، ونسي يوم سخر من كل انتفاضاتهم في فبراير، بل.. وسحقهم سحقاً في جمعة الكرامة وغيرها.. التي كنت شاهداً عليها، فخذله الجميع لا لشيء، إلا لأنه بنى بينه وبين شعبه جدراً من الشكوك والخوف، والألاعيب السياسية المكلفة لليمنيين من أجل بقائه في السلطة، فقد كان ينتظر من قبائل طوق صنعاء أن تقطع الطريق على المليشيات الحوثية القادمة إليه، لكنها لم تفعل ذلك، خذلته بعد أن خذلها مراراً وتكراراً، وهي التي رأت كيف أذلها يوم دخول الحوثي إلى صنعاء.. بدعمه ومساندته ومباركته، بل، واستمر بهذا الحلف لثلاث سنوات، من دون أن يتنبه إلى ما حلّ بها على أيدي حلفاء الأمس. ويبقى السؤال المليوني.. اليمن إلى أين؟ باختصار.. لست خبيراً يمنياً، لكنني غطيت ثورتها واهتممت بأحداثها قبل الثورة وبعدها.. وما زلت، لكن المؤشرات تشير إما إلى قفز مرشح الإمارات أحمد علي الصالح لملء فراغ والده، وظهر ذلك مع تهديداته الأخيرة للحوثيين، وإما أن يتقدم نائب الرئيس علي محسن الأحمر ليقود القبائل، ويفرض نفسه على الأرض مع بقايا المؤتمرين، الذين لا يرون في أحمد بديلاً سياسياً وحزبياً، ولكن، لهذا محاذيره، كون علي محسوب إماراتياً على الإصلاح، الذين يعادونه.. ويعادون معه كل إسلامي، وهناك خيار التزاوج بين أحمد ومحسن، وإن كانت فيزياءً وليست كيمياءً، ويبقى المشهد الأخير الأقرب إلى الواقع في الوقت المنظور، وهو الفوضى وتعميقها، لا سيما، وأن اللا مبالاة الدولية إزاء مقتل شخصية بحجم علي عبدالله الصالح تنبئ بذلك.
كشفت الوثائق الأميركية الأخيرة عن عودة روسية قوية إلى أفغانستان للانتقام من القصف الأميركي الذي قضى على المئات من قوات الفاغنر الروسية في دير الزور بسوريا بشهر فبراير من عام 2018، ابتلعت موسكو يومها الإهانة...
قطاعا التعليم والصحة في الشمال المحرر من القطاعات المهمة التي تستأثر باهتمام الشمال وأهله، لا سيما في ظل الحاجة إليهما، يضاعفهما الحالة الاقتصادية الضعيفة لدى ساكني المنطقة، لقد ظل القطاعان مدعومين من المؤسسات الدولية، لكن...
أوجه معاناة الشمال السوري المحرر لا تنتهي، فبعد أن كان الخوف والقلق من العدوان العسكري يسيطر على تفكير الأهالي، صار اليوم القلق أكثر ما يكون بشأن معاناة الحياة اليومية الممتدة من المعيشة إلى العودة للبيوت...
لم تكن لتتخيل عائشة وفاطمة وأحمد للحظة أن يحلّ بهم ما حلّ في أول عيد يمضونه خارج البيت الذي ضمهم لسنوات، فجأة وجدوا أنفسهم في خيام رثّة على الطريق الرئيسي الواصل بين اللاذقية وحلب، ليرقبوا...
ما جرى أخيراً في ليبيا من انهيار وهزيمة لم يكن لقوات الانقلابيين والثورة المضادة بزعامة خليفة حفتر، ولا للمشغل الروسي والإماراتي، بقدر ما هو انهيار للأسلحة الروسية، وعلى رأسها منظومة سلاح «بانتسير» المفترض أن تكون...
الخلاف الذي برز للسطح أخيراً بين رامي مخلوف وبشار الأسد ليس من طبيعة نظام السلالة الأسدية، التي عرفت بالغموض والتستر على بعضهم بعضاً، ولعل ما حصل في عام 1984 بين حافظ الأسد ورفعت دليل يمكن...
منذ بوادر الثورة اللبنانية قبل أكثر من عام تقريباً، وحتى الآن، والسوريون ينظرون إلى ما يجري في لبنان، على أنه انعكاس وربما امتداد لما جرى ويجري في سوريا، نتيجة العلاقات المتشابكة بين البلدين، فضلاً عن...
تتحكم القوى المتنافسة أو المتصارعة بشكل مباشر على سوريا، وهي تركيا وروسيا وإيران بدوائر معينة، ولكن باعتقادي أن الدائرة السورية الأكبر تتحكم بها الولايات المتحدة الأميركية، وقد تدخل إسرائيل على الخط أحياناً مساعداً أو مكملاً...
يظل التاريخ هو الحكم بين البشرية، ليس في مجالات السياسة والاقتصاد والإدارة فحسب، وإنما حتى في المجال الطبي حديث الساعة اليوم، والذي استُدعي على عجل خلال هذه الأزمة، فبدأ العلماء ينبشون دفاتره القديمة، يستذكرون تاريخ...
أفغانستان أمام خيارين، تماماً كما كانت قبل سقوط كابل بأيدي المجاهدين في أبريل 1992، إما حل سياسي تفاوضي يؤدي إلى تسوية، أو حرب تعيد مآسي الحرب الأهلية التي خاضها الإخوة الأعداء في تلك السنوات العجاف،...
الحالة الصحية الموجودة في مناطق نظام الأسد سيئة، سواء كان من حيث الخدمات أم من حيث هروب الأدمغة الطبية المعروفة التي كانت في سوريا قبل الثورة، وقبل هذا كله التخبّط في القيادة والتحكّم على الأرض،...
لا سرّ وراء بقاء سلالة «آل الأسد» على مدى نصف قرن في السلطة، كسرّ ولغز احتكارها وتغييبها المعلومة، فلا شيء أخطر على ماضي وحاضر ومستقبل الأنظمة الشمولية الديكتاتورية من المعلومة الحقيقية والواقعية. ومن هنا نستطيع...