


عدد المقالات 65
لقد بات جليا أن الربيع العربي كسر الحواجز الفاصلة بين معسكري الممانعة والمقاومة، وأدت تجلياته وتداعياته إلى تحييد العديد من الوسائل الداعمة لهذا المحور أو ذاك. والأكثر وقعا، أنه حتَّم على الغرب الذي كان الداعم الأول للاعتدال أن يتعاطى «كرها» مع خيارات الشعوب. بعد نجاح الثورتين التونسية والمصرية لم يعد تصنيف المنطقة إلى محورين أحدهما مقاوم والآخر منبطح دقيقا، فالطرف الذي طالما تشبع بالمقاومة والالتحام بالشعوب يوسع الناس قتلا وسجنا. الأنظمة المتشبعة بالقومية استنزفت مخازنها من الذخيرة لقمع الشعوب المطالبة بالحرية والكرامة. حدث هذا في ليبيا وحدث ما هو أسوأ منه في سوريا، حيث استُدعيت آليات ومدرعات الجيش العربي السوري لطحن المواطنين الأبرياء، في الوقت الذي تأمن فيه إسرائيل جناب الجولان! ويتزامن هذا التردي القيمي في محور الممانعة، بتطور ملفت في الجانب الآخر، حيث تتصدر دول الاعتدال الداعين إلى احترام خيرات الشعوب وتمكين الناس من حقوق التعبير والتظاهر والانتخاب. ليست في الحقيقة صحوة ضمير، ولا جود للديمقراطية والتعددية في قواميس هذه الدول. لكنه فهم للمتغير الإقليمي أملى على هذا الطرف اعتناق عقيدة جديدة لتحاشي موجة التغيير العنيفة التي تضرب المشرق والمغرب. الغرب أيضا لم يكن بليدا جدا، فقبل التضحية بوكلائه في المنطقة من أجل حماية مصالح أكثر أهمية، بينها سلامة إمدادات الطاقة وضمان أمن إسرائيل. الكل إذن تعامل مع إكراهات الوضع الجديد بمنطق التنازل عن الغالي في سبيل الأغلى. وحده سماحة السيد حسن نصرالله احتفظ بنبرته القديمة وأسلوبه الأول الذي خفت بريقه منذ أشهر. فيما عدا وصفه إسرائيل وأميركا بعدوتي العرب والمسلمين، لم يصب سماحة السيد في أي من محاور خطابه الأخير، وبدا أن مستشاريه السياسيين لم يدركوا حقيقة ما يعتمل في الإقليم. يؤكد نصرالله مجددا وقوفه إلى جانب نظام مقاوم. وهنا يكون الرجل يرفض التعاطي ولو جزئيا مع وحي الثورات. يتجاهل زعيم حزب الله أن حركة التغيير جردت نظام العبث من قوميته وممانعته ونبهّت الجماهير إلى استحضار سجله المرصع بالخنوع لإسرائيل. كذلك يُغفل هذا الخطاب حقيقة أن الربيع العربي أسقط إيران من الشارع العربي حتى عمامة سماحة السيد لم تعد -للأسف- تحتل حيزا كبيرا في وجدان الجماهير. نصرالله إذن أخطأ أكثر مما أصاب. ويتجلى هذا جليا في تحامله على المعارضة السورية التي توشك على الإمساك بزمام الأمور في دمشق. كنت أتوقع أن يتحدث السيد بحكمة، ويمد أسباب التواصل ولو على استحياء مع الجماهير التي تطالب برحيل الأسد. ما كان لحزب يضيق عليه الخناق يوما بعد يوم ويواجه العديد من الأسئلة حول الهوية والهدف، أن يناصب العداء لشعوب احتضنته من قبل ورفعت صور زعيمه في العديد من التظاهرات. لأن تضحيات حزب الله في مقاومة إسرائيل محل تقدير لدى الكثيرين -وأنا منهم- تمنيت أن ينأى السيد ولو قليلا عن رفاقه الاستراتيجيين حتى يطمئن الجماهير العربية بأنه ليس وكيلا للبعث السوري ولا آية من آيات طهران. لكن الخطاب كان مخيبا للآمال. حزب الله إذن اختار الوفاء لمعسكر يسارع نحو الزوال، بدلا من التصالح مع الشعوب. لا شك أن قرارا بهذا الحجم لا يمكن اتخاذه دون تقدير العواقب. أحد أمرين يقف خلف هذا الموقف المتصلب: الأول: أن يكون الحزب لم يستشرف مآلات الحراك الثوري، وهذه مصيبة كبيرة، لأن أي أحد مهما كانت هشاشة إدراكه لا يخالجه شك في أن التغيير سينسف الأطر القديمة التي أديرت بها سياسة الإقليم. الأمر الثاني: أن يكون اليأس بلغ مبلغه من الحزب وأيقن أنه لن يجد موطئ قدم في العهد الجديد، فلم يجد بدا من السير في النفق المظلم. وهنا تكون المصيبة أعظم.
حكومة رجب طيب أردوغان فوضها البرلمان التركي بأغلبية كبيرة لتحريك الجيش «للدفاع عن نفسه ضد الهجمات الموجهة إلى بلدنا من قبل مجموعات إرهابية في سوريا والعراق». والبرلمان البريطاني أذن لديفيد كاميرون في شن غارات جوية...
رغبة مختلف الفاعلين الدوليين والإقليميين في الاستفادة من التنظيمات المسلحة في سوريا والعراق كانت وراء نموها وتعاظم قوتها.. عول عليها الغرب في إيجاد ذريعة لمواصلة تكريس نفوذه بالمنطقة ورعى النظام السوري نشأتها لاستثمارها سياسيا في...
عندما سألت وزير خارجية البرازيل السابق سيلسو أموريوم قبل ثلاثة أعوام عما إذا كان نظراؤه العرب قد سعوا للاستفادة من تجربة بلاده الديمقراطية ونجاحها في الفصل بين السلطات والتخلص من إرث الاستبداد، أجاب بأن أياً...
قبل كل شيء، نستنكر قتل الأميركيين في بنغازي ومهاجمة سفاراتهم في معظم دول العالم الإسلامي. ولأعبّر بشكل قاطع عن معارضة هذه الأحداث، عدت لمعجم الإدانة بالجامعة العربية لأستعير منه كل مفردات الشجب والاستنكار والاستبشاع. حرية...
عندما بحثت عن الزواج من أقلية الروهينجا المسلمة المضطهدة، بدا الشيخ «جوجل» عاجزا حتى عن العثور على حالة واحدة رغم علمه بتفاصيل يوميات هذه الأقلية في مخيمات اللجوء، وما تتعرض له من اضطهاد وتشريد على...
لعل أبرز نتائج قمة حركة عدم الانحياز التي انعقدت في طهران مؤخرا هو أن النظام أكد للعالم أنه يعتنق عقيدة التحريف ويضيق بالآخر. في تاريخ الدبلوماسية الحديث وربما القديم أيضاً، لم تجرؤ أي دولة على...
في مقابلة أجرتها معه رويترز الأسبوع الماضي، أكد الرئيس المصري أن بلاده تعمل على خلق توازن في علاقاتها الإقليمية والدولية ولن تكون طرفا في أي مشكلة أو نزاع. يؤكد الرئيس بهذا التصريح أنه لا يزال...
عبور الخط الأحمر يعني احتمال وجود تهديد لأمن إسرائيل، بينما طحن عشرات الآلاف من السوريين بالأسلحة الثقيلة وصب الجحيم على رؤوسهم ممارسة داخل الخط الأخضر. هذا منطق الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي بدا مؤخرا حازما...
لعل أكثر الناس تفاؤلا لم يتوقع أن يستعجل الرئيس المصري خوض المعركة ضد العسكر -أحرى عن طردهم- من المشهد السياسي في غضون شهر من إمساكه بمقاليد الأمور. قرارات الرئيس إذن كذّبت نبوءات المراقبين بأن طنطاوي...
لم يعد وارداً الحديث عن بقاء الأسد سيداً على السوريين، فالوضع الميداني والسياسي هناك يؤكد أنه يلفظ نفسه الأخير.. يبلي الجيش الحر بلاء حسناً في حلب ويغزو دمشق المرة والمرتين في اليوم الواحد.. وفي دمشق...
يبدو أن الإيرانيين بصدد تفجير ثورة ثانية، بعد أن تأكد لملايين المهمشين والمحرومين أن الثورة الإسلامية لم تثمر سوى عن تعميق الفوارق الطبقية وسيطرة رجال الدين على السلطة والمال. تمتلك إيران ثالث أكبر احتياطي للنفط...
في أكتوبر من عام 2003 قصفت إسرائيل منطقة على بعد 15 كيلومترا من دمشق، وفي يونيو 2006 أخذت أربع طائرات إسرائيلية نزهة فوق قصر الرئيس الأسد في مدينة اللاذقية، كان ذلك في وضح النهار، وفي...