عدد المقالات 122
حذرت في الأسبوع الماضي هنا في عمودي أن «انقلاباً» وشيكاً قد يحدث في مصر العروبة، ولكنني -ومع صدق توقعات الكثيرين من المراقبين بحدوث ذلك فعلاً- لم أتصور أن تنحدر الأمور في مصر إلى هذا المستوى المتدني، فقيام «فئة» من الشعب المصري بوضع ضميره في غيبوبة ليتحول من المطالبة بالحرية والعدل والمساواة وبناء أسس الديمقراطية إلى النقيض تماماً قد صدم العالم بأسره. فرأينا من البعض «الاستماتة» في الدفاع عن «اللاشرعية» الانقلابية كبديل عن أو حتى كمرادف «للديمقراطية»، فكيف لمن عانوا الأمرّين تحت وطأة نظام مبارك المستبد، ومن ثم صرخ «لا لحكم العسكر» بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير أن يرضى اليوم ويؤيد الرجوع، ليس فقط لنظام انقلابي لا ديمقراطي، وإنما الرجوع إلى نظام «متعسكر» أيضاً؟ فقد وصلت حالة «غيبوبة الضمير» إلى درجة خروج بعض إعلاميي الفساد ليحيوا الجيش المصري على قتل العشرات من أبناء وطنهم «وهم يصلون الفجر»! الشيء الذي لم نتوقعه من البعض حتى أيام نظام مبارك المخلوع، ولكن يبدو أن الفريق السيسي قائد الجيش ووزير دفاعه قد تعلم من الدرس، وبخلاف مبارك فقد آثر استخدام الجيش لمواجهة الشعب المصري، ووجد للأسف من يؤيده. وأما عن الإعلام المصري «المستقل» فقد اتفق على «حب الاستبداد»، وتشجيع الانقلابات، والدفاع عن قتل المواطنين، ليذكرنا بحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- «إذا لم تستح فاصنع ما شئت»، فقد انتقل الإعلام المصري إلى مستوى جديد من الانحطاط الأخلاقي بتجاهله ما يحدث، واستبدال دينار رضا الشعب «بدرهم» رضا النظام. لقد انتقلنا اليوم من الحديث عن «قدرة أو فشل» الإخوان في إدارة الدولة إلى الحديث عن وأد الديمقراطية وقتل الأبرياء، فإن «المجزرة» الأخيرة التي وقعت بالأمس بالقرب من دار الحرس الجمهوري في العاصمة المصرية قد لا تكون آخر «مجزرة» للأنفس أو الحريات، وقد يقع ما كنا نخاف ونحذر منه من نشوب حرب أهلية «تأكل الأخضر واليابس»، ومع الغياب الواضح لأي صنف من صنوف «الحكمة» بين صفوف الانقلابيين، واتباع بعض الإعلاميين لنهج «من غلب» بغض النظر إن كان ممثلاً للشرعية أو الانقلابيين، فإن المستقبل قد لا يبدو مشرقاً لمصر اليوم. يستطيع الانقلابيون «طرد» الجزيرة وإسكات «الرأي الآخر» في مصر، وحتى قتل المتظاهرين، إلا أن الانقلابيين قد نسوا أو تناسوا عنصراً واحداً مهماً، وهو العنصر الفارق في هذه المعادلة السالبة للشرعية ألا وهو «الشعب المصري»، هذا الشعب الذي لا يمثله «الفلول» أو «فلول الفلول»، ولا يمثله إعلام «الأقلية الانقلابية»، فأمام انتفاضة هذا الشعب العظيم تخر الجيوش إلى الأرض، ويصمت صوت كل أفاك. الرأي الأخير... وأخيراً.. أود هنا عزيزي القارئ أن أهنئك بحلول شهر رمضان المبارك، ولا يفوتني أيضاً أن أرفع أسمى آيات التهنئة والتبريكات إلى مقام حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى بحلول هذا الشهر الفضيل، أعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات، وهنا أيضاً أدعو المولى -عز وجل- أن يجد للشعب المصري في هذا الشهر الفضيل مخرجاً لأزمته في مصر الحبيبة، كي ترجع للشعب كلمته وللجيش هيبته، بعيداً عن طمع الكرسي وقتل الأبرياء ومحو إنجازات ثورة هذا الشعب الأبي. (من يجعل من التظاهر السلمي استحالة يجعل من الثورة المسلحة ضرورة) إلى اللقاء في رأي آخر.
استكمالاً لمقالات سابقة كتبتها عبر السنوات الماضية عن «شوارع DC» و»شوارع باريس»، وأسرار تلك المدن التي زرعت فيها من خلال مصممي تلك المدن، اليوم أستكمل تلك السلسلة بمقالي عن «شوارع اسطنبول». اختار الإمبراطور قسطنطين عاصمته...
بدأت مع أداء الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب اليمين الدستورية، وتسلمه سدة الرئاسة في تمام الساعة 12 وخمس دقائق بتاريخ 20 يناير، وحتى كتابة هذا المقال، حالة من اليأس والفوضى تعمان مدناً كثيرة داخل الولايات...
في عالم العمليات العسكرية الحديثة لا يمكن لنا أن نتجاهل أهمية العمل المشترك لتحقيق الأهداف المرجوة، والتي تعتمد على المركزية في القرار، واللامركزية في صلاحيات التنفيذ وأدواته، أو بالمصطلح العسكري «قدرات التنفيذ»، ومن ضمن أسس...
لقد اعتدنا في تاريخ القتال عبر العصور على وجود ٣ ساحات للقتال فإما على الأرض أو في البحر أو في السماء، ما أوجد الأسلحة المقاتلة المعروفة لدينا بالقوات البرية والبحرية والجوية، ولقد تطورت الأمور في...
إن السباق الانتخابي الجاري حالياً في الولايات المتحدة الأميركية بين المرشح الجمهوري اليميني المتطرف دونالد ترامب والديمقراطية هيلاري كلينتون ستبدأ مراحله الأخيرة هذه الأيام، ولربما تكون أبرز علامات هذه المرحلة والتي تستمر لشهرين حتى يوم...
كانت صور الطفل عمران، كسابقاتها من صور القتل والدمار من حلب وشقيقاتها التي انتهك إنسانيتها النظام السوري المجرم، قد وضعت علامة جديدة على درب حرب الإبادة في بلاد الشام، علامة يظنها البعض فارقة وبخاصة بعد...
لقد قامت مؤسسات بحثية عالمية وجامعات مؤخراً بالنظر إلى مكافحة خطر داعش من خلال منظور تهديد دولة الخلافة على حد تعبيرهم، وأن وجود دولة «إرهابية» مسيطرة على مصادر دخل مثل النفط والضرائب، وباسطة «سيادتها» على...
في مقال لي منذ عدة سنوات وفي زمن «الريس مبارك» كتبت بأن الجامعة العربية أصبحت عبئاً على ذهن وضمير المواطن العربي السويّ وإن إصلاح الجامعة العربية هو السبيل الوحيد لإنقاذ هذه المنظمة وإلا ستستمر هذه...
تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً مستندات يدعي ناشرها أنها مستندات رسمية لدى جهات التحقيق بالدولة، وللأسف فلقد قام آخرون بإعادة النشر دون اهتمام أو مراعاة للقانون أو سمعة الوطن، نعم للأسف يوجد منا من هم...
لقد صدم العالم مؤخراً بالقرار الجريء الذي اتخذه شعب المملكة المتحدة من خلال أكبر استفتاء في تاريخ بريطانيا العظمى بالخروج من منظومة الاتحاد الأوروبي بشكل كامل وإلى الأبد في طلاق كاثوليكي لم تشهد بريطانيا طلاقاً...
في عالم السياسة الأميركية يوصف الرئيس الأميركي في شهوره الأخيرة بـ «البطة العرجاء» lame duck كناية عن عجزه عن التأثير في السياسات الهامة الأميركية والمبنية على المصالح المتبادلة لكونه في طريقه نحو بوابات البيت الأبيض...
استحوذ انتشار مقطع فيديو مصور لضباط أميركيين يتصرفون بشكل غير لائق أمام علم دولة قطر في معسكرهم، على اهتمام العالم في الأيام الماضية، وبالمقابل فإن ردة الفعل الوطنية كما أشار الأخ رئيس تحرير العرب في...